⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
«هلّا أخبرتِ الآنسة هايد من فضلكِ؟ إن كانت تتجنب المناسبات لأني أشعر بالحرج أو الذنب، فالرجاء ألا تفعل. فالأمر أشد ألمًا عليها أن تتأذى لأنها رفضتني.»
«إنها لا تتجنبني. إنها مشغولة جدًا هذه الأيام.»
«حقًا؟ وبماذا تشتغل إذن؟»
أخبرته الآنسة بندلتون بأنها تزور بيتها يوميًا وتمارس بجد مهارات الطباعة على الآلة الكاتبة.
فقد اعتادت الآنسة هايد أن تنسخ رواياتها المفضلة وكتب التاريخ على الآلة الكاتبة كل يوم. كانت سرعتها لا تزال بطيئة أشبه بخطى الحلزون، لكنها كانت تبعث على التفاؤل.
وظلت الآنسة بندلتون واثقة أن الآنسة هايد، بغض النظر عن سرعتها، ستصبح أفضل كاتبة بالآلة في لندن خلال ثلاثة أشهر.
قال فيرفاكس: «هذا شأن يليق بالآنسة هايد. فإذا كانت تبحث عن عمل، أود أن أرسل بعض خطابات التوصية إلى مكاتب أعرفها.»
تفاجأت الآنسة بندلتون من ردة فعله. «أتريد أن تجد وظيفة لفتاة فضّلت أن تصبح كاتبة على أن تتزوجك؟ ألستَ مستاءً؟ فلا بد أن رفض الآنسة هايد لك قد جرحك كثيرًا.»
ابتسم فيرفاكس ابتسامة مرة وقال: «سأكون كاذبًا لو قلت إنني لم أتألم، لكن الأمر انتهى الآن. بما أن الآنسة هايد رفضتني، فمن العدل أن أتخلى عنها. غير أنني لا أرغب في قطع علاقتي بها تمامًا.»
«حقًا؟»
«نعم. فما زال لدي الكثير لأتعلمه من الآنسة هايد. فهي عالَم يتجاوزني، حتى وأنا خريج جامعة، سواء من حيث الثقافة أو العلم. يدهشني دومًا أنها حققت هذا كله بالتعليم الذاتي. كان من الخطأ أن أطمع إلى هذا الحد وأحاول أن أجعل من شخص مميز مثلها زوجة لي.»
م.م: عجبني السيد فيرفاكس يا جماعة 🥺
قالت الآنسة بندلتون: «يا سيد فيرفاكس، إن الآنسة هايد تُجلّك كثيرًا. وإن تجنبتك فلن يكون في قلبها أدنى ضغينة تجاهك. إنه من المستحيل أن تحمل امرأة بمثل استقامتها كراهية لرجل نبيل مثلك.»
ابتسم فيرفاكس ابتسامة حزينة: «لكن ذلك التقدير لم يكن له أي أثر على حبها. فقد كنت أعلم منذ البداية أن مشاعرها تجاهي لا تتجاوز الصداقة. لكنني مع ذلك حملت في داخلي أملًا غير نقي. ظننت أنها ربما تختارني، حتى لو أُجبرت على ذلك بالظروف.»
قالت الآنسة بندلتون: «لا حاجة لأن تلوم نفسك، سيد فيرفاكس. فالكثير من الزيجات في لندن تُرتّب على هذا النحو.»
ظل فيرفاكس صامتًا، وقد قرأت الآنسة بندلتون في قسمات وجهه عذاب الضمير؛ فقد كان يتألم لأنه حاول استغلال وضع غير عادل للمرأة التي يحبها كي يحقق رغبته.
وازداد شعورها بالشفقة نحوه حين أدركت أن قلبه كان أرقّ وأنقى مما ظنت.
لكن الكآبة لم تدم طويلًا. فلم تكن الآنسة بندلتون من أولئك الذين يتركون من بجوارهم يغرق في الحزن. فسألته بتفاصيل عن أملاك الريف ورحلات الصيد الأخيرة، وأخذت تمدح الآنسة جانيت التي ازدادت جمالًا يومًا بعد يوم.
فعاد النشاط تدريجيًا إلى فيرفاكس، وهو بطبيعته مرح، فانشرح صدره.
وبعد انتهاء الرقصة، تبادلا الانحناءة الأخيرة، ثم توجها إلى طاولة المرطبات ليرتويا.
هناك، لمّا رأت الآنسة بندلتون أخاها يصرف أورسون الذي حاول دعوتها مجددًا، التفتت إلى فيرفاكس وقالت وقد بدا مرتاحًا:
«إذن، سيد فيرفاكس، أين السيد دالتون الآن؟»
«آه، إيان؟ سيتأخر قليلًا. لديه أمر ينجزه قبل المجيء.»
«لابد أنه مشغول.»
«نعم، كان يكتب رسائل ويخرج بين حين وآخر. يلتقي بعض أصدقائه من أيام الجامعة.»
«إذن هذا سبب قدومك إلى لندن؟»
«نعم.»
ابتسمت وقالت: «كما توقعت، فالحب لم يكن غايتك.»
أومأ فيرفاكس وهو يراقب ملامحها: «صحيح، أقولها بصراحة.»
«ليتني أجد فتاة بين معارفي تستطيع أن تأسر قلب رجل لا يهتم بالحب.»
ابتسم فيرفاكس: «آه يا آنسة بندلتون. نعم، أعترف أن إيان لا يهتم بالحب.»
نظرت إليه بندلتون بفضول.
قال: «ومن الواضح أنه غير مهتم بالمجتمع. بل هو منفر، أو لنقل: مرتبك، أمام فكرة التقرّب من السيدات أو دعوتهم للرقص أو مرافقتهم في الولائم الرسمية.»
«…»
«لكن في المقابل، هو جاد جدًا في أمر الحب. لو كان سيستفيد من بقائه أعزب، لتركته وشأنه.»
رفعت حاجبيها بدهشة: «جاد في الحب؟ هذا يدعو للتساؤل. لمَ لا يبادر إذن، إن كان بهذه الجدية، ويبحث عن الحب بنفسه؟»
«ربما لأنه يؤمن بالقدر.»
نظرت إليه بندلتون بدهشة، لكنه كان قد التفت بعيدًا. فقد لمح رجلًا يدخل البهو، فاستأذنها على عجل وانصرف.
راقبته بندلتون وهو يبتعد، مائلة رأسها في حيرة: «رجل يؤمن بالقدر؟»
تمكن فيرفاكس أخيرًا من شق طريقه عبر الحشد إلى المدخل. وهناك وقف رجل أسود الشعر، طويل القامة، بوجه وسيم يثير الانزعاج لكماله.
كان إيان دالتون، صديقه منذ الطفولة وصهره.
قال فيرفاكس: «لِمَ جئت متأخرًا هكذا؟ خشيت ألا تأتي أصلًا.»
«كان عليّ أن أقابل شخصًا.»
أجاب دالتون باقتضاب وهو يتفحص القاعة بعينيه. ثم قطّب جبينه وهو يتمتم:
«يا لك من رجل عديم الفائدة، تجرّني إلى هذا السوق.»
ضحك فيرفاكس: «وما المشكلة؟ ما دمت قد أتيت إلى لندن، لمَ لا تستمتع؟ فمجتمع لندن هو قمة المجتمع البريطاني.»
شدّ دالتون رباط عنقه الكتاني بملامح متجهمة: «أعتذر، لكن بينما أنت مهووس بلندن، فأنا لا أحبها.»
«ولمَ ذلك؟»
«لا أتوقع أن يختلف مجتمع يوركشاير كثيرًا عن لندن. كلهم تكبّر وحماقة.»
«أبدًا. وإلا، فلماذا يتدفق الناس إلى لندن في موسم المجتمع الراقي؟ فالناس هنا أكثر تهذيبًا، والسيدات كلهن متعلمات وجميلات. من يدري؟ قد تجد نصفك الآخر هنا.»
ابتسم دالتون ساخرًا: «همم، يبدو الأمر أشبه برؤية أختي ترتدي معطف سهرة هناك.»
قهقه فيرفاكس: «أنا وكيل زواجك بعد كل شيء.»
«وكيل يدفعني دفعًا للزواج؟»
ابتسم فيرفاكس بخبث، فيما هز دالتون رأسه ساخرًا: «يا رجل، لم أتجاوز الثلاثين بعد، فما بال الجميع يستعجل؟»
«لأنك بهذا الطبع. إن تركتك، ستقضي عمرك ترسم في الريف حتى تصبح جدًا!»
«سأتولى شؤوني بنفسي، فكفّ عن إزعاجي.»
«آسف، لكن هذا مستحيل. هيا بنا.»
«إلى أين؟»
«سأعرّفك على سيدة.»
لوّح دالتون بيده: «أرجوك، لا تلعب دور الخاطبة. رأسي يؤلمني بالفعل.»
«لا، لستُ من ذلك النوع. ما سأقدمه لك ليس صدفة أو عبثًا. سأعرّفك على صديقة لي.»
«صديقة؟ ألكِ صديقة سيدة؟»
«نعم. إنها أكثر نساء لندن وعيًا ولطفًا، وذكية كذلك.»
ابتسم دالتون بازدراء خفيف، رافعًا ذقنه الوسيم: «الذكاء؟ ألستَ تخلط بين الثقافة والذكاء؟»
«وما الفرق؟»
قال بتعالٍ: «هناك وفرة من السيدات المثقفات، لكن لم أرَ واحدة ذكية بحق.»
تفاجأ فيرفاكس بنبرته الحاسمة: «ألستَ قاسيًا جدًا على النساء؟»
«لا أستطيع غير ذلك. رأيت سيدات يرقصن جيدًا، ويتحدثن الفرنسية بطلاقة، ويعزفن البيانو، لكن لم أرَ واحدة ظريفة حقًا.»
«أنت صعب الإرضاء. سيستحيل أن تجد سيدة تلبي معاييرك العالية.»
«كل ما أريده امرأة تردّ على كلماتي على الأقل. لا أطلب شيئًا خاصًا. ومع ذلك لم أرَ واحدة في العالم.»
«ذلك لأنك تقول دومًا أشياء يصعب الرد عليها. ثم إنك لم ترَ الكثير من العالم. فكيف تحكم هكذا؟»
«سيأتي الأمر بوقته.»
تنهد فيرفاكس وقد تعاطف مع إحباط زوجته.
قال: «حسنًا. لن أجبرك على الرقص أو محادثة السيدات. فقط ألقِ التحية على صديقتي الليلة. حينها تستطيع أن تحكم على ذكائها وظرفها بنفسك.»
«إذن كان لعندي فائدة. سأكتفي بالتحية وأرحل. فلا تثرثر بعد ذلك.»
أخذ فيرفاكس ذراعه وأخذ يقوده.
في تلك الأثناء، كانت الآنسة بندلتون قد راقبت من بعيد، وما إن رأت فيرفاكس يقترب ومعه السيد دالتون حتى تأكدت من مواقع صديقاتها المنتشرات في القاعة، اللواتي كنّ قد لاحظن وجود إيان دالتون منذ دخوله وظللن يرفضن دعوات الرقص بانتظار نظرة منه.
في دوائر المجتمع، لم يكن من اللائق أن يتحدث الغرباء من دون تعارف رسمي، فكان لا بد أن يتم التعارف عبر الآنسة بندلتون. وقد أحست بثقل المسؤولية؛ فهي تعلم كم تعبت صديقاتها وتأنّقن، وستشعرن بخيبة عميقة إن لم يتعرفن إلى هذا الشاب الجديد.
وسرعان ما وقف فيرفاكس وصديقه أمامها.
قال: «الآنسة بندلتون، هذا صديقي وصهري، السيد إيان دالتون. وإيان، هذه الآنسة لورا بندلتون، حفيدة الكونتيسة أبيغيل بندلتون من شارع غروسفينور، مايفير.»
انحنى السيد دالتون، فردّت الآنسة بندلتون بانحناءة خفيفة. وعندما رفع رأسه إليها، رأت لأول مرة إيان دالتون وجهًا لوجه، لا مجرد شائعات.
وبالفعل، لم تكن الآنسة جانيت فيرفاكس تبالغ. لقد كان إيان دالتون أجمل شاب رأته بندلتون في حياتها. بل إن كلمة «وسيم» لم تكن كافية.
فشَعره وعيناه شديدا السواد، وأنفه المستقيم وخط فكه رجوليان، لكن الملامح الدقيقة أعطته أناقة رفيعة بدل القسوة. كان طويلًا عريض المنكبين، يليق به معطف السهرة، وجسده بعضلات متوازنة ينبض قوة ورشاقة.
فكرت الآنسة بندلتون بهدوء:
«إنه الرجل القادر على أن يأخذ أي سيدة إلى قصره في عربته… لو وجد تلك التي تليق به.»
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات