⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
عادت الآنسة بندلتون مباشرة إلى المنزل بعد حديثها مع الآنسة لانس.
كانت طوال الطريق شاردة الذهن بسبب ما جرى بين الآنسة لانس والسيد دالتون، لكنها ما إن وصلت العربة إلى شارع غروسفينور حتى تناست الأمر سريعًا. فهناك مشاكل أكبر بانتظارها.
كانت متأكدة أن خالها سيستدعيها إلى مكتبه بمجرد وصولها، ليسألها عن زواجها. ولم يكن أمامها خيار سوى قول الحقيقة.
ترى ماذا سيقول حين يعلم بما فعلته اليوم؟ وكيف ستكون ردة فعله؟
«قد يحدث ما هو أسوأ من الأمس.»
وبينما تفكّر، شعرت بألم نابض في إصبعها الأيمن. لامست الآنسة بندلتون يدها المغطاة بالقفاز، ثم أطرقت تنظر من النافذة.
«إن حدث ذلك، فلن أقف مكتوفة اليدين. لا أستطيع مقاتلته، سأخسر بالتأكيد. لكن على الأقل يمكنني أن أرمي الأشياء وأفرّ هاربة. لن أسمح بتكرار ما حدث البارحة.»
توقفت العربة أمام المنزل، ونزلت الآنسة بندلتون ودخلت. لكن الجو في الداخل كان مختلفًا تمامًا عن لحظة خروجها صباحًا. ساد الكآبة المكان، وكل الخدم استقبلوها بوجوه متجهمة.
سألت الخادمة:
“ماذا حدث أثناء غيابي؟”
أجابت:
“الدكتور ويبستر هنا.”
“لماذا جاء فجأة… آه، أيمكن أنه حضر أثناء غيابي…!”
“لا يا آنستي. السيدة الكبرى أُغمي عليها فجأة. والدكتور ويبستر بانتظارك.”
أسرعت الآنسة بندلتون إلى الطابق العلوي. وهناك، وجدت ثلاث خادمات ومعهنّ الدكتور ويبستر وآن، جميعهم عند سرير جدتها. وما إن دخلت حتى وقف الطبيب.
“الآنسة بندلتون…”
لكنها لم تنتبه لتحيته، بل أسرعت تتفحّص جدتها. كان وجهها شاحبًا كالميّتة، ممددة بلا حراك. اقتربت الآنسة بندلتون حتى ألصقت أذنها بأنفها. كان هناك تنفّس خافت بالكاد يُسمع. عندها فقط تنفّست الصعداء.
“سيدي… جدتي… هل ستكون بخير؟”
حرّك الطبيب شفتيه بوجه متجهم:
“من الأفضل أن تُعدّي نفسكِ نفسيًا. في رأيي… لن تصمد أكثر من أربعة أيام.”
حدّقت الآنسة بندلتون بذهول في وجه جدتها. كان الطبيب يتحدث، لكنها لم تعد تسمع شيئًا.
وبعد أن أعطى بعض الوصفات البسيطة للخدم، غادر ومعه حقيبته. أما هي فبقيت صامتة تحدّق بجدتها الغائبة عن الوعي، مصدومة حتى أنها لم تستطع أن تذرف دمعة واحدة.
لم يطق الخدم مغادرة سيدتهم المحتضرة ولا ابنتها الصغيرة المضطربة. كانوا يحبونهما بصدق. ومن بين الجميع، كان قلب آن ستيل الأكثر حزنًا، لكنها كانت أيضًا أكثرهم حكمة. فهي تعرف أن واجبها الآن ليس الاستسلام للعاطفة، بل مساندة سيدتها.
لذلك صرفت الخدم لتكليفهم بجلب الدواء أو إبلاغ المطبخ، ثم خرجت، تاركة الآنسة بندلتون فرصة لتستجمع نفسها.
بعد عشر دقائق، عادت آن تحمل كأسًا من النبيذ. جلست الآنسة بندلتون على طرف السرير، شاحبة كالورق. اقتربت آن وقدّمت الكأس قائلة:
“سيدتي.”
لم تتحرك الآنسة بندلتون. رفعت آن الكأس نحو شفتيها بلطف:
“ارتشفي قليلًا. سيمنحك قوة.”
رفعت الآنسة بندلتون بصرها إليها، ثم أخذت رشفة وأعادته.
همست بصوت مرتجف:
“كنتِ بخير حتى حييتكِ بالأمس… بدوتِ بصحة جيدة. لماذا؟”
تأملت آن سيدتها بعينيها البنيتين الحادتين، يكسوهما القلق.
قالت الآنسة بندلتون فجأة:
“آن، أين خالي؟ عليّ أن أستدعيه.”
تنهدت آن:
“هو غائب.”
“ألم يقل إلى أين ذهب؟ قد ترحل جدتي في أي لحظة خلال أربعة أيام. وإن أفاقت ولو للحظة، يجب أن نكون بجانبها. اسألي الخادم بالخارج، ألم يخبرك بشيء؟ ربما ذهب مع السيد برايس… إلى منزل السيدة نايْسلي…”
“سيدتي.”
هزّت آن رأسها نافية. نظرت إليها الآنسة بندلتون بحيرة.
قالت آن بحزم:
“لا أظن أن السيدة ترغب برؤيته.”
“ماذا… هل تعلمين شيئًا؟”
“سيدتي، ارتشفي قليلًا آخر من النبيذ أولًا. لم تتناولي شيئًا منذ العشاء، أخشى أن تنهاري. بعدها سأخبرك.”
شربت الآنسة بندلتون الكأس كاملة كما أمرتها. في هذه الأثناء، وضعت آن كرسيًا هزازًا قرب السرير، وأخذت الكأس الفارغ وأجلست سيدتها عليه.
“والآن قولي لي. ما الأمر؟”
جلست آن عند قدميها، أمسكت بيدها وقالت:
“سيدني… السيدة انهارت بسبب السيد بندلتون.”
اتسعت عينا الآنسة بندلتون، فأخبرتها آن بكل ما رأت وسمعت.
في ذلك الوقت، كانت آن تصعد الدرج تحمل حساء السيدة. كان صدرها يضطرم غضبًا. ستضطر لرؤية جيرالد بندلتون مجددًا، ذاك الذي يلتصق بها كظل كلما دخلت. كيف تجرأ على فعل ذلك بيد سيدتها، ثم يتصنّع اللطف المقزز؟
لم تنس آن ذلك المشهد حين وضعت القفاز على يد سيدتها قبل الذهاب إلى الحفل؛ أربعة أصابع مسوّدة بالكدمات، كأن الحبر انسكب عليها. وقفت أمام غرفة السيدة تتخيل نفسها تسكب الحساء المغلي على وجه جيرالد.
ومن الداخل، تناهى إليها صوتان: صوت السيدة الناعم، وصوته هو المتصنّع باللين.
تنهدت آن. من الواضح أن السيدة لا تعلم ما فعله بحفيدتها. فقد أصرت الآنسة الصغيرة على إبقائه سرًا.
لكن قلب آن كان يغلي. كيف لامرأة تحتضر أن تنشغل بابن عاقّ، وتتجاهل حفيدة وهبتها حياتها؟
وضعت يدها على الباب لتطرق، لكن فجأة شدّت أنفاسها عند سماع صرخة السيدة:
“جيرالد!”
لصقت أذنها بالباب، وسمعت صوته الغاضب:
“ولماذا أفعل؟ لورا وقفت إلى جانبي كل هذا الوقت. أنطردها صفر اليدين؟ أليس من الطبيعي أن تُعطى شيئًا؟ ظننتُ أنك سامحتني، فلماذا تحمل ضغينة ضد لورا؟”
أجابته السيدة بصوت حازم:
“تركت لابنك تشارلز عقارات تفوق قيمتها ثلاثمائة ألف جنيه نقدًا. فهل تعجز عن منح لورا خمسة آلاف؟”
اتسعت عينا آن. خمسة آلاف جنيه ليست بالكثير لعائلة نبيلة، لكنها لامرأة عادية تعني حياة جديدة.
قالت السيدة:
“حين أموت، ستصبح لورا بلا شيء. وأنت رحيم، ألا يزعجك ذلك؟ لا أتوقع أن تحتضنها، ولا هي تتوقع ذلك. لكن خمسة آلاف فقط… ستسمح لها أن تبدأ من جديد. أليس هذا أقل ما يمكن لرئيس العائلة أن يفعله؟”
رد جيرالد:
“لا تقلقي يا أمي. بالطبع أهتم بلورا. ولهذا وجدتُ لها زوجًا يليق بها.”
“ومن يكون؟”
“ألم تقولي بنفسك أن توم رجل جيد؟ نظرتك ثاقبة يا أمي. توم رجل سخي ومسؤول. أثناء وجودي في أمريكا، اخترته زوجًا للورا.”
“أجل، صحيح. توم يحبها، ويطاردها بإخلاص. لكنها صغيرة، فترفض. لكنه سيعرض عليها مجددًا الليلة في الحفل. إن قبلت، مستقبلها مشرق. ستصبح سيدة ثرية. فلا تقلقي.”
عندها علا صوت السيدة صارمًا:
“أي مستقبل مشرق؟ هذا قبر مظلم! أحذرك يا جيرالد، إن تركتَ ذلك الشيخ يطارد لورا، فاعلم أن كل قرش من ميراث تشارلز سأرميه في نهر التيمز!”
ساد صمت ثقيل داخل الغرفة.
كان جيرالد يتمتم ساخطًا:
“لقد قلقت فقط على مستقبلها. الواقع أن لورا عانس. أن تبقى بلا زوج حتى التاسعة والعشرين، هذا عار كبير على فتاة. ثم حسبُها ونسبها… لا حاجة للشرح. قدّمتُ لها عريسًا مناسبًا، لكنها طفلة حمقاء. سترفض ثم تقبل في النهاية. سترين يا أمي.”
م.م: 🤬🤬🤬🤬🤬🤬🤬🤬
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 57"