⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
بينما كانوا يشقّون طريقهم إلى القاعة وحدهم، كانت الموسيقى توشك على الانتهاء. آنسة لانس والسيد فيرفاكس، اللذان كانا يرقصان في وسط القاعة الواسعة، خرجا متشابكي الأيدي، ولمحا مجموعة الآنسة بندلتون. فانضمّا إليهم تلقائيًا.
وبينما كان السيد فيرفاكس يسأل الآنسة ويلكس عن مكان أختها، أمسكت الآنسة بندلتون بيد الآنسة لانس وجذبتها جانبًا. أدهشها هذا التصرف المفاجئ، إذ لم تعهد من الآنسة بندلتون مثل هذه الجدية.
قادتها إلى ركن مهجور من قاعة الحفل. وبعد أن تفقّدت المكان بعينيها، جلست على كرسي فارغ مع الآنسة لانس.
“الآنسة لانس، أرجوكِ أن تصغي إليّ. هل تعديني؟”
تفاجأت الآنسة لانس كثيرًا، فلم يسبق أن رأت الآنسة بندلتون بهذا الوجه الجاد.
“نعم، بالطبع. ما الأمر؟”
“هل أنتِ مخطوبة للسيد دالتون؟”
ارتبكت الآنسة لانس من السؤال المفاجئ.
“آه، لا.”
وضعت الآنسة بندلتون يدها على جبينها.
“الآنسة لانس، صديقتكِ منذ قليل كانت تتحدث في غرفة الاستراحة وكأنكِ مخطوبة له فعلًا. بصوت عالٍ لدرجة أنّ ثمانين شخصًا على الأقل قد سمعوا.”
احمرّ وجه الآنسة لانس وسألت:
“هاه؟ من؟ من قالت ذلك؟ آه، لا، الأمر واضح… فيكتوريا، أليس كذلك؟ تلك الحمقاء! يا إلهي، الأمر لم يُحسم بعد. لماذا تسبق الأحداث وتثير كل هذه الضجة؟”
اشتعل غضب الآنسة لانس.
“لقد ذكرت فساتين وصيفات الشرف، أليس كذلك؟ لقد كانت تتحدثين منذ أيام عن هذا اللون وذاك للوصيفات. ماذا تفعلين قبل أن أحصل حتى على عرض رسمي؟”
حدّقت الآنسة بندلتون في الآنسة لانس بصمت. كانت سمعتها على المحك، لكن الآنسة لانس لم تبدُ قلقة كما توقعت.
“الآنسة لانس، أعلم أنّ هذا محرج، لكن كوني صادقة معي. هل لمح لكِ السيد دالتون يومًا بالزواج؟ هل أرسل لكِ رسالة يعرض فيها الزواج، أو قال لكِ إنه يفكر بكِ؟”
تلعثمت الآنسة لانس أمام السؤال المباشر.
“ل-لا… ليس صحيحًا… لكنني أؤمن بذلك. لقد شعرت منذ زيارته الأخيرة للندن أنه معجب بي. وكان يأتي إلى حفلات الشاي التي نقيمها كل شهر، و…”
أصغت إليها الآنسة بندلتون بانتباه.
ارتبكت الآنسة لانس. لم تستطع أن تظهر الثقة التي اعتاد أصدقاؤها ووالدتها أن يظهروها كلما ذُكر اسم السيد دالتون.
لطالما قال الجميع إن إيان دالتون واقع في حب دورا لانس، وكان عليها أن تدافع عن ذلك، لكن أمام شكوك الآنسة بندلتون، وجدت نفسها مضطرة لتبرير حبّه.
“لقد رسم صورتي، ووعدني بنزهة، وقال إنه يرغب في رؤيتي لأنني تعلمت عزف القيثارة. لقد أراد حقًا أن يراني. و…”
لكن كلماتها أخذت تفقد قوتها شيئًا فشيئًا. وأخيرًا صمتت.
ساد الصمت بين السيدتين لوهلة. نظرت الآنسة لانس إلى بندلتون، التي حولت بصرها شاردة وكأنها تفكر.
“الآنسة لانس، أرجوكِ لا تفهمي كلامي خطأ. أنا من قدّمتك له، وأتمنى أن يجمعكما القدر كما يتمنى أصدقاؤك. في الحقيقة، وحدهم أعداؤك لا يريدون ذلك الآن. سمعتكِ على المحك.”
“ماذا تعنين؟”
“الآنسة لانس، سأخبركِ بقصة عن سيدة أعرفها. لم تعد تنتمي إلى المجتمع الراقي، لذا لا تبحثي عنها بين معارفك.”
أومأت الآنسة لانس.
“كانت سيدة شابة، حديثة العهد بالمجتمع. خجولة وساذجة. لم يكن لها وصيّ حقيقي، وجاءت من أسرة متواضعة، فاقترب منها كثير من الرجال بنوايا سيئة. وفي وحدتها، وقعت في شِراك أحدهم.”
توقفت بندلتون لحظة، ثم تابعت:
“أحبّته بسرعة. في كل حفلة كانا يرقصان معًا، وفي كل عشاء كانا يتحدثان وحدهما. كانت واثقة بأنها ستتزوجه، فلم تعبأ بالشائعات. ويبدو أنه هو أيضًا خطط لذلك.”
“…”
“لكن راعيه أراد له أن يتزوج امرأة ذات مهر كبير. أما مهرها فكان ضئيلاً. لم يجتمعا قط. تركها وراءه في المجتمع، وبعد أقل من شهرين سمعنا بخبر زواجه من امرأة ثرية. أتدرين ماذا حدث لها؟”
“هل… هل انتحرت؟”
تخيلت الآنسة لانس المشهد على طريقة الميلودراما. ابتسمت بندلتون بمرارة.
“كان سيكون الأمر أنظف لو فعلت. لكنها واصلت حضور المجتمع امتثالًا لرغبة والديها. ولسنوات، لُقبت بعشيقته، بل وراجت شائعات أنهما أسسا منزلًا معًا. وبعد سبع أو ثماني سنوات، خمدت الشائعات ونُسيت، لكنها كانت قد صارت عانسًا تحمل جراحًا لا تندمل. وفي الثلاثين من عمرها، تزوجت رجلًا ثريًا أجنبيًا وغادرت إنجلترا.”
استمعت الآنسة لانس بصمت. لقد كانت قصة مألوفة في المجتمع.
“أتفهمين لماذا أخبركِ بهذا يا آنسة لانس؟”
“نعم… بصراحة…”
“إن شقاءها يعود في جانب منه إلى خلفيتها الاجتماعية. لم يكن لها أصدقاء ينصحونها أو يردعونها. لكنها في النهاية دمرت نفسها بحماقتها. كانت تعلم خطورة القيل والقال، ومدى هشاشة سمعة المرأة، ومع ذلك تجاهلت النصائح. حين وقعت في الحب، ظنّت أن لا شيء آخر يهم. كان ذلك غباءً دمّر حياتها.”
نظرت الآنسة بندلتون إليها بثبات.
“أظنكِ ستجدين عبرة في قصتي. فكري جيدًا، وتأهبي للمستقبل. وإن احتجتِ النصيحة، فتعالي إليّ في أي وقت.”
تركتها بندلتون وغادرت.
جلست الآنسة لانس مكانها، تفكر في كلماتها، ثم احمرّ وجهها. فهمت ما عنته. لقد حذرتها من التهور.
ارتجفت خجلًا. أن تُشبَّه بامرأة حمقاء خربت سمعتها بسبب وهم حب، كان إهانة بالغة.
لكنها لم تستطع تقبل الأمر. علاقتها بالسيد دالتون لم تكن مثل تلك القصة. لم يكن هو ذلك النذل، ولم تكن هي تلك الساذجة. علاقتها به مختلفة تمامًا.
“انتظري… مختلفة؟”
هزّت رأسها بعنف. لماذا تشكك؟ لقد كان يحبها. رأت ذلك في عينيه، في صوته، في كل سلوكه. والجميع من حولها أكدوا ذلك. فما الذي يجعلها تشك؟
لكن الخوف من مجرد احتمال أنه لا يحبها كان قاتلًا. لم تستطع أن تواجه هذا الخوف.
بدأت تبحث عن مبرر لرفض نصيحة بندلتون. سرعان ما وجدت تفسيرًا: ربما كانت تغار منها.
“الآنسة بندلتون مريرة بعد أن رفضها السيد دالتون. لذا فهي تحاول تخريب علاقتي به.”
م.م: علاه كل الشخصيات النسائية في هذه الرواية راسهم خشين؟ أي كل النساء لا تغيرن و لا تفهمن المعاني بل مرات على أن رأيهن هو الصحيح….
شعرت الآنسة لانس براحة وهي تفكر بهذه الطريقة. بل وحتى بشيء من السعادة، لأنها بدت أرفع شأنًا من منافستها.
لكن بدلًا من التعالي، امتلأت مرارة. فقد آلمها أن الآنسة بندلتون، التي عاملتها دومًا بإنصاف، انتهى بها الأمر غيورة تحاول إيذاءها.
لطالما أحبتها. لطيفة وجميلة. مظلومة بسبب والديها. لطالما دافعت عنها إذا اغتابها أحد. وبذلت جهدًا لتكون عادلة معها. وها هو جزاؤها.
“نعم، لقد أحبت السيد دالتون بجنون. حتى أنها فقدت عقلها حين ظنت أنني سأرتبط به. كانت طيبة، لكن الحب يعمي. ولم يكن يخطب ودها سوى رجال غرباء مثل برايس. لذا لم يبقَ لها سوى السيد دالتون. عليّ أن أشفق عليها، وأغطي على زلاتها كنساء.”
أعادت الآنسة لانس ترتيب أفكارها وعادت إلى صديقاتها.
وأظهرت تسامحًا كريمًا تجاه الآنسة بندلتون، فلم تخبرهن بما جرى، عالمة أنهن لو عرفن، لانتشرت شائعات لا تُحتمل عنها.
م.م: يووو يا إلهي ماهذا الكرم منك يا دورا لانس 🥱😒
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 56"