⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
وجدت الآنسة بندلتون الآنسة لانس غاية في اللطافة. دائمًا محاطة بالمديح، وكانت تستمتع بكل كلمة منه كطفلة. في المجتمع الراقي، كان على المرء أن يضبط عواطفه لئلا يصبح موضع كلام الناس. لكن حين كانت الآنسة لانس سعيدة، لم تستطع إخفاء فرحتها.
«دليل على أنها لست ملوّثة بعد، على ما أظن.»
تأملت الآنسة بندلتون براءتها الخاصة. صفة أنهكتها قسوة الحياة في المجتمع المخملي.
“عذرًا، الآنسة بندلتون.”
تقدمت الآنسة سوزان دونوفان، إحدى السيدات اللواتي كنّ يتهامسن خلفها، ونادت عليها.
“نعم؟”
“ألا تشعر ساقاكِ بالتعب؟ لما لا تذهبين وتجلسين قليلًا في صالة السيدات هناك؟”
ابتسمت الآنسة بندلتون بلطف ورفضت.
“لا، لقد وصلت لتوي.”
“صحيح، الحفل لم يبدأ بعد بشكل جدي. من الأفضل أن تستريحي قبل أن يصبح مرهقًا.”
اتسعت عينا الآنسة لانس وهي تنظر إلى صديقتها. أما الآنسة دونوفان فكانت تتصبب عرقًا، وخلفها كانت الآنسة ويلكس والآنسة أورسون تشدّان قبضتيهما تشجيعًا لها.
ما الذي يفعلنه؟ تساءلت الآنسة لانس في حيرة.
أما الآنسة بندلتون فقد أدركت مقصدها على الفور. بدا وكأنها منزعجة منها وتريد إبعادها إلى الصالة. ولأنها تعوّدت على ازدراء الناس لها في المجتمع، فهمت نيتها من نظراتها وحدها.
عادة كانت ستستجيب وتغادر. لطالما أقنعت نفسها أن الخسارة نوع من الانتصار. لكن اليوم لم يكن وقت الاستسلام. كان لديها أمر بالغ الأهمية.
رفضت بلطف وبكرامة:
“شكرًا جزيلاً، ولكن لدي عمل مع الآنسة جنسن التي ستحضر الحفل اليوم.”
“عندما تصل الآنسة جنسن سأبلغها وأرسلها لكِ في غرفة الاستراحة. أنا قلقة جدًا عليكِ يا آنسة بندلتون. أخشى أن تصابي بدوار من الوقوف طويلًا. فأنتِ لستِ صغيرة في السن، لذا لا ترهقي نفسك.”
م.م: شوف الوقاحة 🤬
انفجرت ضحكة مكتومة من الخلف. كانت الآنسة ويلكس قد انفلت منها الضحك بسبب زلة اللسان الجارحة.
ابتسمت الآنسة بندلتون بهدوء:
“شكرًا على اهتمامك، الآنسة دونوفان.”
كان أفضل تصرف في مثل هذه المواقف هو التظاهر بالجهل.
لكن الآنسة لانس لم تستطع أن تسكت. عقدت حاجبيها وقالت بصرامة:
“سوزان، توقفي. سيكون من الخسارة أن تذهب الآنسة بندلتون، وهي متألقة بهذا الجمال، إلى الصالة. عليها أن تبقى هنا لتزيد حفلي تألقًا.”
نظرت صديقاتها إليها بدهشة، واتسعت أعين ويلكس وأورسون من الصدمة.
ثم التفتت الآنسة لانس نحو بندلتون:
“الآنسة بندلتون، جميع صديقاتي مرتبطات مع سادة للرقصة القادمة. أنا الوحيدة بلا شريك. هل تبقين بجانبي وتؤنسينني؟ نعم؟”
شعرت بندلتون بالامتنان لهذه اللفتة.
“بكل سرور، الآنسة لانس.”
خلال الدقائق التالية، لم تتحدث لانس إلا مع بندلتون. أما الفتيات الثلاث اللواتي نهضن دفاعًا عن “ملكتهم”، فقد أصبحن كالبط الضائع، واقفات في حرج ووجههن متورّد.
م.م: تستاهلو 🤣
انتهت الموسيقى وتفرق الراقصون. وبدأ التحضير للـ “كوتيلون”. جاء السادة ليأخذوا الفتيات اللواتي وعدوهن بالرقصة، وغادرت الصديقات الثلاث مع رفقائهن، بينما بقيت الآنسة لانس مع بندلتون وحدهما.
وبينما تبادلتا الأحاديث عن المدعوين، كانتا تقاطعان باستمرار بطلبات من رجال يريدون الرقص.
الآنسة بندلتون تلقت طلبات كثيرة بشكل غير معتاد، لكنها لم تكن بمستوى الإقبال على الآنسة لانس، نجمة الحفل وأجمل عذراء في لندن. ومع ذلك، كانت ترفض الجميع هي الأخرى.
لاحظت بندلتون سبب رفض لانس المتكرر. كانت تلمحها كثيرًا وهي ترمق مدخل القاعة بترقب. لم يكن من الصعب تخمين من تنتظر. ولتأكيد حدسها، قالت لانس:
“بالمناسبة، آنسة بندلتون، هل صحيح أن لديكِ لوحة لوايتفيلد معلّقة في غرفة الاستقبال؟”
“نعم، آنسة لانس.”
“كم أحسدكِ. كيف حصلتِ على مثل هذه اللوحة الثمينة؟”
“السيد دالتون لاحظ أن هناك فراغًا في الغرفة، فأهداني إياها.”
“يا له من رجل رقيق.”
“أجل. إنه شديد اللطف.”
أضاءت عينا لانس عند سماع هذا الثناء.
“أرأيتِ يا آنسة بندلتون؟ إنه رجل نبيل بكل معنى الكلمة. مهذب، مستقيم، ذكي، لطيف… أوه، هل قلت لطيف مرتين؟ على كل حال، إنه كامل. لا أستطيع أن أشكركِ بما فيه الكفاية على تعريفكِ إياي به.”
أومأت بندلتون برفق.
بدأت لانس تنهال بالمديح على السيد دالتون، تصف وسامته، ورشاقته، وشعره الذي يتطاير كاللوحة في الهواء أثناء النزهة السابقة. كانت عيناها المتلألئتان تقولان بوضوح إنها واقعة في غرامه.
فكرت بندلتون بهدوء:
“السيد دالتون رجل محظوظ. لقد فاز بقلوب جميلة كهذه.”
ثم تذكرت لانس فجأة:
“آه صحيح. النزهة… حين غادرتِ مسرعة، تبعك السيد دالتون وبحث عنكِ. ماذا حدث؟”
تجمّدت بندلتون لوهلة واحمر وجهها.
“…لا شيء. كنا نتنزه فقط.”
“حقًا؟ لكنه بدا غريبًا جدًا حين عاد يبحث عنك.”
“لا أدري… كنا نتحدث عن لوحات وايتفيلد، ثم تذكرت أمرًا عاجلًا في البيت… أوه! تذكرت أنني تركت منديلًا هناك. هذا كل ما في الأمر.”
حدقت لانس مطولًا في بندلتون. كانت هذه أول مرة تراها متوترة بهذا الشكل، تهرب بعينيها في كل اتجاه.
غيرت لانس الموضوع بسرعة مراعاة لها، واستأنفتا أحاديث خفيفة عن موسم المجتمع الراهن. استعادت بندلتون هدوءها المعتاد.
لكن قلب لانس لم يهدأ. ما الذي تخفيه؟ ما الذي حدث حقًا بينهما؟ هل تكذب؟
كان من السخيف أن يتخيل المرء علاقة عاطفية بينهما. دالتون سيد من أرقى بيوت إنجلترا، ثري يزداد ثراء كل يوم، أما بندلتون فهي عانس في التاسعة والعشرين بلا مهر ولا نسب. مجرد الشك في ذلك يُعد إهانة له.
م.م: لا متفاهمناش هكا، متهدريش عليها هكا 😤
وبينما كانت غارقة في التفكير، فوجئت بصوت يحييها:
“صباح الخير، آنسة لانس.”
كانوا آل فيرفاكس قد وصلوا، وهذا لم يكن يعني إلا شيئًا واحدًا: دخول إيان دالتون. وبالفعل، ظهر إلى جانب فيرفاكس، وسيمًا كعادته ببدلته الرسمية السوداء.
أسرعت لانس بالتحية.
“صباح الخير، سيد فيرفاكس، آنسة فيرفاكس… أوه، والسيد دالتون أيضًا!”
ابتسم دالتون لها بأدب، ثم التفت إلى بندلتون.
لكن ابتسامته المعتادة اختفت فجأة، وتبدلت ملامحه إلى صلابة مرعبة. نظر إليها ببرود قاسٍ جعل قلب لانس ينقبض رعبًا.
“ما هذا؟ لماذا ينظر إليها هكذا؟”
كانت المرة الأولى التي ترى فيها تعبيرًا كهذا على وجهه. الرجل الذي لم يبدُ عليه سوى اللطف والكياسة من قبل صار كأنه شخص آخر، مخيفًا.
التفتت لترى بندلتون تواجه نظرته. لكنها كانت تنظر في تلك اللحظة إلى المدخل، حيث دخلت الآنسة جنسن برفقة السيد برايس.
استأذنت بندلتون وغادرت لتلحق بهما.
ظلّ دالتون يحدق في ظهرها بنظرات حادة. أحست لانس أن شيئًا خطيرًا يحدث بينهما.
“لماذا؟ لماذا يمنحها لوحة ثمينة كهذه ثم ينظر إليها هكذا؟ أيمكن أن يكون بينهما شجار؟”
لكن بين رجل وسيدة، لم يكن هناك سوى سبب واحد يجعل الغضب ممكنًا…
العاطفة.
م.م: أخيرا شغلتي مخك
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 51"