عضّت آن شفتها ونظرت إلى مولاتها بوجه يوشك أن ينفجر بالبكاء.
قالت آنسة بندلتون بابتسامة واسعة بعد لحظة صمت:
«الحمد لله لم يكن عنقي. فالقليل من الفساتين قادرة على إخفاء العنق. أما اليد، فيمكنني تغطيتها بالقفازات، وأذهب إلى الحفل بلا مشاكل.»
نظرت آن إليها مذهولة:
«ستذهبين إلى الحفل؟»
«أحتاج أن أرى السيد برايس.»
تخيلت آن صورة الرجل الكهل البدين برايس، فالتوت ملامحها بالاشمئزاز.
«لا بد أنك ستستمعين لكلام السيد بندلتون؟ هل حقًا ستقبلين عرضه؟»
حدقت الآنسة بندلتون بها:
«هل سمعتِ كل شيء؟»
صمتت آن وقد بدا على وجهها أثر الخجل.
قهقهت الآنسة بندلتون:
«الحمد لله أن خالي لم يعلم، وإلا لوقعت في ورطة كبيرة.»
قالت آن بشجاعة:
«أنا لست خائفة.»
«أتظنين أنه ينظر حتى إلى يدي؟»
«لو كنت مكانك، لأعدت إليه نفس الشيء الذي رماه. لكسرت وجهه حتى لا يعرف أين موضع يدي.»
ضحكت الآنسة بندلتون بصوت عالٍ.
وبينما تحدثت مع آن، بدأت معنويات آن المتهالكة ترتفع شيئًا فشيئًا.
لكن قلب آن ازداد ألمًا عند رؤية ابتسامة سيدتها الضعيفة.
لقد كانت خادمتها لثماني سنوات، وخلالها لم ترَ سيدة أرحم ولا أطيب منها.
مدّت آن يدها لتربّت على يد مولاتها المضمدة:
«سيدتي، لن تقبلي عرض السيد برايس، أليس كذلك؟ أنتِ قادرة على العيش وحدك. لستِ مثلي، فتاة لم تذهب إلى مدرسة. أنتِ تعرفين اللاتينية واليونانية. ستغادرين آل بندلتون كما خططتِ، وتصبحين معلمة خاصة، صحيح؟»
نظرت الآنسة بندلتون إلى المرآة.
عينان محمرتان ووجه منتفخ يحدقان بها.
«آن، ساعديني أختار فستانًا ذو تصميم بديع يخفي هذا الوجه القبيح غدًا.»
صرخت آن بدهشة:
«سيدتي، حقًا…!»
التفتت الآنسة بندلتون إليها بابتسامة:
«لا تقلقي. لن أغير اسمي إلى لورا برايس. أريد فقط أن أبدو كاملة غدًا. سيكون آخر حفل لي في حياة المجتمع الراقي.»
«آخر… حفل؟»
«نعم. لم يعد بإمكاني أن أعيش كلورا بندلتون. ربما… لورا شيلدون؟»
«شيلدون؟» نظرت آن إليها متعجبة.
«شيلدون هو لقب والدي.»
«لقب والدك… إذن أنتِ والسيد برايس…»
«لا. ليس مثل هذا الزواج.»
عادت الآنسة بندلتون لتنظر في المرآة.
«سأعيش من الآن فصاعدًا بفخر وحرية. مثل لورا شيلدون.»
م.م: 🥹🥹🥹🥹🥹
في اليوم التالي، خرجت الآنسة بندلتون من القصر بمظهر مختلف تمامًا عن المعتاد.
لم يكن ذلك فستان الحرير الرمادي الفضي أو الموصلي الأزرق الداكن الذي اعتادت ارتداءه في الحفلات. بل ارتدت فستانها الذي ظهرت به لأول مرة عند دخولها المجتمع، ولم ترتده بعدها قط.
قفازات حريرية بيضاء ناصعة، وسوار من الياقوت يلمع حول معصمها.
شعرها هذه المرة لم يُربط بشبكة عادية، بل زيّنته زنابق ونرجس ولآلئ متألقة.
ركبت الآنسة بندلتون عربة بيضاء بأربع عجلات تحمل شعار عائلتها، وتوجهت إلى الحفل.
سلّمت أولاً على السيدة لانس عند المدخل، ثم دخلت القاعة.
وبمجرد دخولها، انشدّت إليها أنظار الجميع.
الآنسة بندلتون، التي كانت دومًا متواضعة ومتوارة، لم يسبق أن رآها أحد بهذه الزينة.
بعضهم لم يتعرف عليها وظنها ضيفة جديدة، فجاؤوا يطلبونها للرقص.
لقد نجحت خطتها.
فعيونها المحمرّة والهالات السوداء تحتها بدت أقل وضوحًا بفضل الزينة المبهرة.
لم يلحظ أحد أنها لم تنم طوال الليل، تضع كمادات باردة على وجهها المنتفخ.
رفضت الآنسة بندلتون كل دعوة للرقص.
وسارت ببطء عبر القاعة، تبحث عن السيد برايس والآنسة جينسن.
«آنسة بندلتون!»
التفتت إلى الصوت. كانت الآنسة لانس تلوّح لها، محاطة بصديقاتها.
اقتربت منها الآنسة بندلتون.
أدهش حضورها الآنسة لانس وصديقاتها.
لطالما اعتبرنها جميلة، لكن مع هذه الزينة بدت وكأنها ظهرت للتو لأول مرة في المجتمع.
نظرن إليها بوجوه عابسة، لأن جمالها الطاغي نافس جمال دورا لانس، فخرهن وزينتهن.
كان من المفترض أن تكون الآنسة لانس الأجمل في الحفل.
لكن على عكس صديقاتها، انبهرت الآنسة لانس حقًا بجمالها.
«كيف بدوتِ بهذا الجمال؟ يا إلهي، لم أكاد أتعرف عليكِ!»
ابتسمت الآنسة بندلتون وقالت:
«إنه حفل عائلة لانس، لذا وجب أن أكون حذرة. على أي حال، أنتِ أيضًا متألقة جدًا يا آنسة لانس. حقًا، أنتِ نجمة الحفل.»
كانت لانس ترتدي فستانًا أخضر زاهيًا مع إكليل من الورود في شعرها، فابتسمت بفخر.
«لقد قضيت يومي كله أتهيأ! رفعت شعري، ووضعت الورود، شددت خصري، ارتديت الفستان، ورششت العطر! حقًا لا أستطيع فعل هذا مرتين!»
هزّت رأسها بإنهاك، وهي تفور فخرًا بصفتها الابنة الوحيدة لمستضيف الحفل.
قالت لها الآنسة بندلتون ما يسعد أي سيدة: تسألها بتفصيل عن فستانها.
«لم أرَ هذا الفستان من قبل، لكنه رائع فعلًا. يليق بعينيك تمامًا. هل استوردته من الخارج؟»
وبالفعل، أشرق وجه الآنسة لانس:
«يسعدني أنكِ لاحظتِ. لقد صُنع خصيصًا عند أشهر خياط في فرنسا. حتى نقشة التطريز أرسلتها له بشكل منفصل.»
نظرت إلى حاشية فستانها.
كان عليها تطريز مذهل على شكل أوراق بالذهب فوق قماش أخضر.
«ما أجمله. الآنسة لانس تملك ذوقًا ورهافة حقًا.»
«يا إلهي، إنكِ تجاملينني.»
احمرّ وجهها فرحًا حتى لم تستطع كتمان ابتسامتها.
وبعد بعض المديح الإضافي، صارت تدور لتُري الجميع فستانها.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 50"