⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
ترددت عينا الآنسة بندلتون.
“أعرف أن ما كان بوسعي أن أقدمه لك كان محدودًا. وأعرف أن أخطاء والديك ما زالت تثقل كاهلك. لكن رغم ذلك، كان بإمكانك أن تلتقي بعدد من الرجال الطيبين الذين كانوا سيحبونك. ومع ذلك، طوال أكثر من اثني عشر عامًا، تجنبتِ بعناية أي علاقة من هذا النوع. لماذا؟ هل جفّ الحب في قلبك؟”
أمسكت الآنسة بندلتون بيد جدتها وأزاحتها برفق عن وجهها. أدارت رأسها نحو النار المشتعلة في الموقد محاولةً إخفاء تعابيرها عن جدتها. كان الأمر هكذا دائمًا. كلما ظهر موضوع مشابه، أخفت الآنسة بندلتون كل شيء عنها: تعابيرها، أفكارها، مشاعرها.
صمتت لحظة، ثم تكلمت بصوت صافٍ خالٍ من العاطفة:
“لم أشعر يومًا أنني افتقدت ما منحتِني إياه. بل بالعكس، تلقيت أكثر مما كنت أستحق. لم يكن لي منذ البداية. كنت ممتنة دائمًا. دائمًا.”
“أتقصدين أنك لم تلوميني قط؟”
التفتت الآنسة بندلتون إلى السيدة أبيغايل.
“وما الذي ألومك عليه؟”
“منحكِ اسم بندلتون.”
“ألستِ قد ندمتِ يومًا، جدتي؟ على منحي اسم بندلتون؟”
حدّقت السيدة أبيغايل في حفيدتها برهة، ثم أغمضت عينيها وهزّت رأسها.
“أبدًا.”
“ولا أنا كذلك. لم ألومك يومًا. كنت راضية بكل ما قدمتِه لي، وسعيدة به. أنا سعيدة الآن. لذا، جدتي، دعينا نتوقف عن هذا الحديث. عليكِ أن ترتاحي.”
وقبل أن تقول العجوز شيئًا، نهضت الآنسة بندلتون من مقعدها، ونادت الخدم في الطابق السفلي ليساعدوها.
وصل الخدم سريعًا، ومع الآنسة بندلتون ساعدوا السيدة أبيغايل على الذهاب إلى الفراش، رتّبوا الموقد، ثم انسحبوا. أخذت الآنسة بندلتون الدواء من جوار جدتها.
تناولت السيدة أبيغايل الدواء بهدوء، بينما كانت تنظر إلى وجه حفيدتها الغارق، الموشّح بتعبٍ وتأمل. كانت تدرك تمامًا أي الذكريات كانت تدور في رأسها. لم تجد بُدًّا من إطلاق السؤال الذي كتمته طويلًا.
“هل بسبب الرجل الذي تخلى عنكِ؟”
توقفت الآنسة بندلتون عن الحركة، وحدّقت في جدتها. قابلتها السيدة أبيغايل بملامح هادئة.
“لن أطرح المزيد من الأسئلة. فقط أجيبي. هل ما يهمس به الناس صحيح؟ هل تخلّيتِ عن الحب بسبب الرجل الذي خدعكِ وهجركِ؟”
وضعت الآنسة بندلتون ورقة الدواء والكأس جانبًا بهدوء. لم يكن وجهها هذه المرة كما من قبل، بل صار جامدًا، خاليًا من أي معنى داخلي. بدلًا من الإجابة، انحنت، وقبّلت جبين جدتها، وهمست:
“تصبحين على خير، جدتي.”
وسرعان ما غادرت الغرفة، وأصوات ثوبها تحتكّ بالأرض.
في تلك الليلة، بدّلت الآنسة بندلتون ثيابها إلى ثوب النوم، رتبت شعرها، ثم جثت عند أسفل السرير كعادتها. وأخذت تدعو بحرارة:
أن يحيا آل مورتون، الذين اتحدوا زوجًا وزوجة اليوم، حياةً مليئة بالانسجام والسعادة؛ وأن يكون لميس هايد والسيد فيرفاكس، الساهرين الآن، أفضل مستقبل؛ وأن يمنحها الله الصحة ويخفف عنها همومها؛
وأخيرًا، أن يمنح السلام للرجل الذي تخلى عنها منذ اثني عشر عامًا.
م.م: وتدعيلو!!
بعد أسبوع من زفاف آل مورتون وصلها خبر رفض الآنسة هايد. جاءها عبر رسالة من شقيقتها الكبرى وزميلتها السابقة في المدرسة الداخلية، روزماري هايد، التي أصبحت الآن السيدة ألكسندر ماكلين، وقد قصّت عليها الاضطراب الذي دبّ في بيتها.
فحين وصل الشاب الذي قد يكون خطيب ابنتها المستقبلي، سارعت السيدة هايد إلى تزيين ابنتها وإدخالها إلى غرفة الاستقبال.
لم تمضِ خمس دقائق على انفرادهما حتى خرج السيد فيرفاكس من منزل آل هايد. قدّم عرضًا، رُفض، حاول الإقناع، ثم رُفض ثانية.
لكن العاقبة لم تكن قصيرة ولا سهلة. إذ بمجرد أن علمت السيدة هايد أن ابنتها رفضت عرض السيد فيرفاكس، سقطت مغشيًا عليها. وعندما أفاقت، لم تكفّ عن الصراخ في وجه الآنسة هايد إلا حين تعود إلى فقدان وعيها.
واختُتمت الرسالة بجملة قصيرة تخبرها أن شقيقتها جين، المسؤولة عن الحادثة، قد أغلقت على نفسها باب غرفتها ورفضت الخروج. وروزماري، المنشغلة برعاية أمها، طلبت من لورا أن تزور منزل آل هايد متى استطاعت لتواسي جين.
حملت الآنسة بندلتون على الفور سلّة مليئة ببسكويت التوت المفضل لدى الآنسة هايد، وتوجّهت إلى بيتها. وما إن دخلت الباب حتى غشيها جو ثقيل؛ ذلك الجو المألوف الذي يسود البيت حين تكون السيدة غاضبة.
سلّمت السلّة إلى الخادم وتبعته إلى غرفة الاستقبال. وبعد قليل دخلت السيدة ماكلين، وجهها مرهق. لكنها، ما إن رأت الآنسة بندلتون، حتى بدّد التعب ملامحها، وأشرقت ابتسامة، وأقبلت عليها تعانقها.
“لقد مر وقت طويل يا لورا! كيف حالك؟”
“بخير. لم أركِ منذ معمودية ماري جين. كيف حال زوجك؟”
“بخير دائمًا. بخير لدرجة لا تحتمل.”
جلستا واحتستا الشاي. كانت السيدة ماكلين، التي زُوّجت إلى القاضي ماكلين قبل ستة أعوام بفضل مساعي الآنسة بندلتون، قد ازدادت وزنًا واكتسبت مسحة من الوقار، مما أكسبها هيبة المضيفة.
لكنها كلما التقت الآنسة بندلتون، عادت إلى الفتاة المراهقة التي كانت تخطّ على كتاب قواعد الفرنسية، تُمنع من العشاء، وتخبّئ البسكويت في سريرها.
تنهدت السيدة ماكلين وهي تمضغ بسكويت التوت وكأنها عادت إلى سن المراهقة.
“سأُجنّ بسبب أمي. إن لم تحب الفتاة، فما العمل؟ تريد أن تلتهم جين حيّة، أليس كذلك؟”
“السيدة هايد من حقها أن تغتاظ. في الحقيقة، السيد فيرفاكس رجل يصعب التفريط به.”
“أعلم ذلك. لكنها لا تريد الزواج. وأمي تتدخل كثيرًا في حياة جين، أكثر مما يجب. بلغت الخامسة والعشرين، ومع ذلك ما زالت تقرأ يومياتها ورسائلها، بل تتدخل حتى في شعرها وزينة ملابسها.”
اشتعلت غيظًا.
“جين قد تكون متمردة، لكنها لم تكن يومًا مبتذلة ولا سببًا في فضيحة. إنها ذكية ومرحة، ورجل مثل السيد فيرفاكس قد تقدم لها. لكن أمي وحدها تراها فتاة مسكينة.”
ابتسمت الآنسة بندلتون ابتسامة خفيفة لصديقتها. كما في السابق، كانت شقيقتها الصغرى هي سبب كل هذه المتاعب. ومع ذلك، لم يكن أحد ينكر أن الآنسة هايد شابة بارعة بالفعل.
“نعم، إنها شابة ذكية جدًا.”
“كنت أخشى ألّا تتزوج بسبب طباعها. لكنني الآن أعتقد أن جين قادرة على العيش بمفردها. العالم يتغير. صار بإمكان النساء أن يكدحن لكسب لقمة عيشهن. جين قادرة على ذلك أيضًا. فقط لم تنضج بعد لأنها لم تجد الدعم الكافي.”
ارتشفت السيدة ماكلين جرعة شاي وأكملت:
“لو لم نفقد بيتنا في هاوورث، لما اضطرت جين لترك المدرسة بهذه السرعة. كانت ستتابع دراستها بجد، وربما أصبحت معلمة. كانت درجاتها جيدة، ومهارتها في الكتابة مدهشة، كان يمكنها أن تصبح معلمة أدب.”
تنهدت بعمق.
“لو كان بإمكاني أن أعطي زوجي بعض المال فقط… لكن جون استدان منه كثيرًا لأجل تجارته ولم يسدده بعد، وكلما التقيته، يحمرّ وجهي خجلًا.”
تجاوزت الآنسة بندلتون موضوع المال المحرج، وأجابت بطريقة تؤيد رأي السيدة ماكلين عن شقيقتها:
“لا أظن أن الآنسة هايد ستسعد لو تزوجت. الراحة والاستقرار سيخنقانها، حتى لو كان الزوج أطيب وأروع رجل في العالم.”
“هذا ما أقول! الزواج يحتاج للشخص المناسب. الزواج صعب. يعتصر قلبي كلما مرض أحد أطفالي، وبالأخص حين أتشاجر مع زوجي… أحبه كثيرًا، لكنني أحيانًا أتساءل لماذا كنت متلهفة للزواج حين كنت فتاة. لا أريد لجين أن تعاني هذا. إنها لن تحتمل.”
أخذت السيدة ماكلين تبث شجونها عن حال جين البائس، وعن ظلم أمها، وعن الظروف القاسية التي تحيط بها.
وبينما تستمع الآنسة بندلتون، تمنّت في داخلها لو أن صديقتها روزماري لم تتزوج بهذه السرعة. فهي كما تعلم، الوحيدة في العائلة التي تفكر في جين بهذه الطريقة.
لكن السيدة ماكلين ستعود إلى بيتها ما إن تتحسن صحة والدتها. بيتها ليس هنا، بل مع القاضي ماكلين.
طال حديثهما، ثم قاطعته نداءات السيدة هايد.
خرجا وصعدا درجات القصر. ستتوجه السيدة ماكلين إلى غرفة أمها في الطابق الثاني، بينما قررت الآنسة بندلتون زيارة السيدة هايد أولًا، ثم الصعود إلى غرفة الآنسة هايد في الطابق الخامس.
وصلتا إلى غرفة نوم السيدة ماكلين، الواقعة في عمق الطابق الثاني. طرقت برفق ودخلت. أما الآنسة بندلتون، فوقفت عند الباب تعدل شعرها لتبدو لائقة قبل مواجهة السيدة هايد.
من الداخل، سمعت السيدة ماكلين تقول إن الآنسة بندلتون قد حضرت. لكن فجأة، انبعث صوت السيدة هايد المبحوح:
“رأيت آل مورتون وزوجاتهم يوم العرس يتهامسون. كانوا مقربين، فظننت أنهم سيساعدون جين على الزواج، لكنهم دمّروه؟”
“لورا ليست مذنبة. كان مجرد قرار من جين. ولماذا يجب أن تتزوج جين أصلًا؟ لورا تعيش حياة جيدة، رغم أنها لم تتزوج.”
“أنتِ، حتى إن لم تتزوج، فجدتها السيدة بندلتون العظيمة، وهذا يكفي لترفع رأسها عاليًا. أما أنا معدمة بلا مأوى إذا متّ، فمن الذي سيطعم ويلبس جين. لم يكن عليكِ أن تجعليها تلازم جين منذ البداية.”
“لقد كنتِ سعيدة آخر مرة لأنني وفقتُ لكِ بزوج جيد. أمي، هل تعلمين كم أنتِ مادية؟”
“كنتِ لتعيشي بخير من دون الآنسة بندلتون. أما جين، فلو تُركت في الشارع، لما التقطها أحد. ما الفائدة من تخريب زواجها؟ أن تأتي الآنسة بندلتون برجل ثري آخر؟ يا ليتني لم أسمح أصلًا بالاختلاط مع فتاة بلا أصل كهذه!”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات