⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
جلس على الكرسي المقابل مباشرةً للباب، ذقنه مستندة إلى المكتب الخشبي، وهو يدخن سيجارًا ببطء وراحة.
رمق ابنة أخته بنظرة باردة حين ظهرت فجأة.
وقال:
“أما زلتِ لا تعرفين كيف تطرُقين الباب؟”
اقتربت الآنسة بندلتون من المكتب بصمت. ثم، وهي تقف أمامه مباشرة، انحنت قليلًا وأومأت برأسها.
“اغفر لي وقاحتي. جئت لأسألك شيئًا.”
ابتسم جيرالد بسخرية:
“صدفة جيدة، لديّ ما أقوله لك أيضًا. إن لم يكن الأمر عاجلًا، فسأبدأ أنا.”
أومأت الآنسة بندلتون، لكن جيرالد حوّل نظره جانبًا، كأنه لا يكترث لما ستقوله. وضع السيجار في المنفضة وأنزل ساقيه الممدودتين، ثم أسند ذراعيه ببطء على مسندي الكرسي.
“هذا الرفض كافٍ. لقد حافظتِ على كرامتك كسيّدة. لن يقول أحد إنك اندفعتِ لقبول أول عرض جاءك. الآن، تزوجي برايس وابدئي بتكوين أسرة.”
قالت بهدوء متماسك:
“يا خالي، لقد أجبتك على هذا من قبل. رفضتُ، ومن حقي أن أرفض. ليس لك الحق أن تفرضه عليّ. حتى وإن وعدتَ برايس بي، فهذا لا يعكس إرادتي، ولا يؤثر على قراري.”
قطّب جيرالد حاجبه:
“هل سمعتِ هذا من الآنسة جنسن؟”
أجابت:
“لا أظن أن هذا مهم الآن يا خالي.”
عقد حاجبيه أكثر وهو يطفئ سيجاره. ثم مسحها بنظراته من رأسها حتى قدميها بازدراء.
تحمّلت الآنسة بندلتون نظراته المتعالية. فصكّ على لسانه وقال:
“المشكلة أنكِ جميلة أكثر من اللازم.”
نظر إليها بتأفف، ثم أضاف:
“لطالما تساءلتُ لماذا لم تتزوج دولوريس بندلتون، مع أنها كانت بهذه الجمال. الآن عرفت. يبدو أنها لم تستطع التنازل عن الغرور الذي يعكسه وجهها في المرآة كل صباح. لا يحق لكِ أن تفخري بذلك يا لورا بندلتون. تذكري مكانك. عمرك، دمك، ثروتك… لا شيء منها كامل. توم برايس هو أفضل خيار لك. يجب أن تكوني ممتنّة لي.”
قالت بمرارة:
“ممتنّة على ماذا؟”
ابتسم ببرود:
“لأنني وجدتُ لكِ عريسًا مناسبًا. ظننتُ أنك ستقبلين، وأنت تعلمين أنه لن يبقى لكِ مكان بعد وفاة جدتك. لم أكن أعلم أنكِ جاهلة ومغرورة لهذه الدرجة.”
عضّت الآنسة بندلتون شفتها بقوة وقالت:
“أنا لا أحكم على الناس بمظهرهم أو بأي معايير سطحية. قضيتُ حياتي كلها وأنا أحاول ألّا أنسى مكاني. والعالم لم يتركني أنساه. أنا معيبة. أنا مليئة بالعيوب.”
صرخ جيرالد:
“إذن لماذا رفضتِ عرض توم؟ ألم تقولي إنكِ لم تنسي مكانك؟ رجل جاء ليخلّصك، فلماذا؟ أليس لديكِ بعد بعض الكبرياء السخيف؟”
قالت بثبات:
“يا خالي، مهما كنتُ معيبة وناقصة، هل يجب أن أبيع نفسي لرجل لا أحبه، لرجل يريد أن يشتريَني كسلعة؟ ألستُ إنسانة من الأساس، يا خالي؟”
اشتدّ فك جيرالد وقال بازدراء:
“أعرف أنكِ إنسانة… إنسانة مثيرة للاشمئزاز. لو كنتِ سلعة، لكان أسهل أن أتخلّص منكِ. يا للأسف أنكِ وُلدتِ بشرًا.”
قالت بصوت مكسور:
“أعرف. أعرف كم تكرهني يا خالي. أنا وصمة عار للعائلة، وُلدتُ من اتحاد مخزٍ. علمتني ذلك منذ كنت صغيرة، ولم أنسَ قط. لو كنتُ حقًا سلعة، لكنتَ تخلصت مني مئة مرة.”
تحوّلت نظرته من الاحتقار إلى الغضب القاتل.
“حين قالت أمي إنها ستربيكِ، كان عليّ أن أتركك سرًا في ملجأ. لا، بل كان يجب أن أغرقكِ في حفرة لتصمتي للأبد. لو كنتُ أعلم أنكِ ستكبرين بهذا الجحود، لفعلتها منذ زمن…!”
صرخت:
“لا تذكر كلمة معروف أمامي! لم أتلقَّ منك شيئًا سوى الإساءة. عشتُ في كنف جدتي، بحبها وثروتها. لا أدين لكَ بشيء.”
م.م: 😤🔥
احمرّ وجه جيرالد، فالتقط المنفضة ورماها.
“طنينغ!”
انكمشت الآنسة بندلتون أرضًا، وكادت تصاب في وجهها لو تأخرت لحظة.
تجمّد جسدها للحظة، وغمرها شعور قوي بالديجا فو.
لقد رأت هذا العنف من قبل… في طفولتها، حين كان جيرالد دائمًا أقوى منها.
صرخ جيرالد وهو يلوّح بيده:
“تسكنين في غروزفنر ستريت، في بيت أنيق، ترتدين الحرير والدانتيل، تركبين عربة فاخرة. هل تظنين أنكِ نبيلة بحق؟ أنتِ عار على عائلة بندلتون. لطخة قذرة. كل ما عشتِه كان بفضل شبح جدتك.”
جلست تستمع له، وعرفت يقينًا: كلمات جلد الذات التي حملتها عمرها بدأت من فمه. كان أول من قالها، وظلت ترددها لنفسها كل حياتها.
رفعت رأسها وقالت بصوت مرتجف:
“كنتُ أظن أنني لطّخت العائلة كما تقول. كنتُ أحمل خطايا والديّ كأنها خطاياي. لكنني الآن لا أعرف حتى ما هي خطاياهم.”
صرخ جيرالد:
“أتجرئين أن تقولي إن أباكِ النذل الذي هرب بأمكِ، وأمكِ الفاجرة التي أنجبتكِ سفاحًا، أبرياء؟ هل أنتِ فاسدة مثلهم؟”
أجابت بثبات:
“لقد تزوج والداي أمام كاهن وشهود، زواجًا خاصًا. وفي الطريق إلى غريتنا غرين لتسجيل الزواج، أجبر مرض أمي الحملُ الشديد والدي على التوقف. لم يستطيعوا إتمام التسجيل. قبل أن يتركني عند آل بندلتون، وضع أبي عقدًا في عنقي وأخبرني بكل شيء. لقد أحبها حقًا. زواجهما لا عيب فيه أمام الله.”
قهقه جيرالد باحتقار:
“كالأم كالبنت… لكن ماذا عن أبيك؟ أتدافعين عن ذلك الوغد الذي أغرى سيدة شريفة بزواج سرّي؟”
رفعت لورا عينيها إليه وقالت:
“أنت لا تكره والدي لأنه هرب بأمي. لو كان دوقًا لهربت معه دون أن تعترض. ولا لأنه أمريكي، فلو كنت تكره الأمريكيين لما حاولت استرضاء كنّة أمريكية. الحقيقة أنك كرهته لأنه فقير فقط. كنتَ دائمًا رجلًا يحكم بالمال. لم تغفر لأمي لأنها لم تستطع أن تبيع نفسها بسعر جيد. كما تفعل الآن بي. لم يكن والداي من لطّخا اسم بندلتون، بل بخلك وجشعك.”
م.م: لورا حبيبتي جلدتيه جلد بس خايفة ليعملك شي 🥹
ساد صمت ثقيل. تجمّد جيرالد وهو يحدّق بابنة أخته. أعاد كلماتها في ذهنه: “بخيل”. لقد وصفته بالبخيل.
لقد كبرت أمامه. لم تعد الفتاة المرتجفة التي كان يرهبها.
فكّر: “لا بد أن أكسر غرورها من جديد.”
قال بصرامة:
“أقولها للمرة الأخيرة يا لورا بندلتون. غدًا ستقبلين عرض توم برايس.”
هزّت رأسها:
“لن أقبل عرض السيد برايس يا خالي.”
قبض على ذراعها النحيلة وطرحها أرضًا.
“دووم!”
سقطت في زاوية المكتب، جسدها يتألم. حاولت النهوض لكن الكورسيه الضيق كبّلها.
اقترب حذاؤه اللامع من وجهها. كان يقف فوقها بالفعل.
رفعت نظرها إليه، فقال ببرود:
“قوليها. سأعيد لك اسم بندلتون وتقبلين برايس. ثم أرسلُكِ إلى أمريكا.”
قالت بأسنان مشدودة:
“لا حقّ لك في ذلك. حين تموت جدتي سأخرج خالية الوفاض. لن آخذ قرشًا. سأتخلى حتى عن الاسم. أعيش باسم والدي. لكن أن تجبرني على الزواج فهذا ظلم… آه!”
داس بأصابعه على أصبعها. صرخت والتقطت ساقه برجاء.
م.م: كلبببببببب 🤬🤬🤬😭
قال بازدراء:
“دودة قذرة. أتعلّمتِ هذه الجرأة من التسكّع في المجتمع الراقي؟”
ضغط أقوى، فصرخت:
“أوووه يا خالي، أرجوك…!”
قال بغلظة:
“تعيشين على ميراث كان من المفترض أن يكون لابني، ثم تجرئين على التكبر؟ اعتذري! اعتذري بلسانك الذي أهان رب العائلة!”
بكت بحرقة، أصبعها يكاد يتحطم:
“يا خالي، توقّف…!”
لكن قدمه لم تضعف. كان يحدّق بها كما لو كانت حشرة يسحقها.
قال ببرود قاتل:
“اقبلي عرض برايس.”
رفعت لورا عينيها المرتجفتين إليه. كان ينظر إليها وكأنه يريد أن يسحق جسدها كله، لا أصبعها فقط.
م.م: لا حول ولا قوة إلا بالله، حرام عليك الله ياخذك يا حقير
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 49"