أستغفر الله العظيم واتوب اليه 

⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁

“هذا كل شيء الآن. يمكنكِ الذهاب إلى الحفل هكذا.”

أسرعت الآنسة جنسن إلى غرفة الملابس ونظرت في المرآة. هناك وقفت سيدة لم ترها من قبل. كانت صورة سيدة رصينة وجميلة للغاية. صَفَّقت الآنسة جينسن بيديها بقوة حتى دوّى صدى التصفيق في غرفة الملابس.

“لقد حُلّت المشكلة! مشكلة الفستان انتهت. شكرًا لكِ، آنسة بندلتون. شكرًا جزيلًا.”

جلست الآنسة بندلتون على الأريكة وهي تشعر بالرضا. أما السيدة نايْسلي التي كانت بجانبها، فقد نظرت إليها وكأنها تنظر إلى إلهة. أن تتعامل مع كل شيء بهذا الإتقان، حقًا إن ابنة عائلة الكونت تختلف عن غيرها.

جلست السيدة نايْسلي بجوار الآنسة بندلتون، وضمّت يديها متوسلة:

“آنسة بيندلتون، إذا كان لا بأس لديكِ، أرجوكِ ابقي معنا على العشاء هذا المساء.”

لكن الآنسة بندلتون اعتذرت بلطف. فقد كانت مترددة بشأن احتمال مقابلة السيد برايس. ولحسن الحظ، كان خارج المدينة الآن، لكن قد يحدث أن يلتقيا أثناء العشاء.

سمعت الآنسة جنسن حديثهما فخرجت مسرعة من غرفة الملابس:

“لماذا يا آنسة بندلتون! أرجوكِ ابقي للعشاء، أرجوكِ؟”

“لا، يجب أن أطمئن على جدتي، كما أن عليّ أن أستعد لحفل الغد…”

“أوه، لا تقولي ذلك. لقد بذلتِ جهدًا كبيرًا من أجلي، يجب أن تمنحيني فرصة لرد الجميل.”

“نعم، آنسة بندلتون. أرجوكِ ابقي. قد لا يكون عشاء عائلتنا الرسمي فخمًا جدًا، لكنه يضم أطباقًا راقية مشهودًا لها بين الناس هنا. فلا تترددي ظنًا أنه أقل من مستواكِ.”

“سيدة نايْسلي، أنا لا أظن ذلك على الإطلاق. فقط…”

سكتت الآنسة بندلتون وقد نفدت أعذارها. عندها أمسكت كل من السيدة نايْسلي والآنسة جنسن بذراعيها وألحّتا عليها. “ابقي على العشاء واذهبي بعدها… ابقي على العشاء واذهبي بعدها.” وكانتا كالعصفورين تغردان على جانبيها.

رفضت الآنسة بندلتون مرات عدة، لكن إصرارهما كان أقوى. وفي النهاية، وكما دائمًا، كان عليها أن تختار بين الحرج واللياقة.

“…حسنًا، سأبقى على العشاء.”

هتفت الآنسة جنسن “رائع!” وصافحت يد بندلتون بحرارة. بينما أسرعت السيدة نايْسلي إلى المطبخ لتوصي الطباخ بإعداد أطباق لا تُخجلهم أمام الآنسة بندلتون.

وبعد وقت قصير، وجدت الآنسة بندلتون نفسها على مائدة عشاء رسمية معهما.

لقد تلقت بندلتون أرقى معاملة منذ مدة طويلة. كان مجرد عشاء لثلاث سيدات، لكنه احتوى على طبق أوز فاخر، وحساء السلاحف، وحتى نبيذ فاخر. ولم تكتفِ السيدة نايْسلي بالسؤال كل خمس دقائق عمّا تحتاجه، بل إن الآنسة جنسن أبقت عينيها مثبتتين على بيندلتون، تمنحها كامل انتباهها.

أكلت الآنسة بندلتون وسط هذا الاهتمام. ورغم أن الحفاوة المفرطة كانت مرهقة، إلا أن الطعام كان لذيذًا، ونكات الآنسة جنسن كانت ممتعة. كونها قد اعتادت على لعب دور المضيفة، فقد كان نادرًا أن تُعامل ضيفة بهذه الطريقة.

بعد العشاء، سحبت الآنسة جنسن بندلتون إلى غرفة الاستقبال. وقالت إنها ستُكرمها اليوم، فأجلستها على الأريكة وجلست بنفسها أمام البيانو، ثم طلبت منها أن تختار مقطوعة تحبها.

طلبت بندلتون سوناتا لفرانز ليست اعتادت سماعها. وبدأت جنسن تعزف بأنامل رشيقة.

استمتعت بندلتون بالعزف بينما تحتسي الشاي الذي قدمته السيدة نايْسلي. شعرت بمودة تجاههما، خصوصًا جنسن.

لكن فجأة قالت السيدة نايْسلي:

“بالمناسبة، آنسة بندلتون…”

ثم مالت قليلًا وأردفت:

“متى تنوين قبول عرض زواج أخي؟”

تجمدت بندلتون في مكانها.

“…عذرًا؟”

“أسألك متى ستقبلين عرض زواج أخي.”

عندها كادت أن تسقط فنجانها من الدهشة.

دار جدال طويل بينهن، فأوضحت بندلتون بحزم أنها رفضت عرض السيد برايس من قبل ولن تكون زوجته أبدًا، لأنه زواج يُناقض طبيعتها ومبادئها. وأن أي إصرار على ذكر هذا الزواج بعد الآن سيكون إهانة لها.

ساد الصمت الغرفة، ثم غادرت السيدة نايْسلي مطأطئة الرأس، بينما بقيت الآنسة جنسن تحدق بمفاتيح البيانو شاردة الفكر.

استشعرت بندلتون السبب وراء لطف جنسن معها: لقد كانت تظنها زوجة مستقبلية لعرابها العزيز. وهذا أشعل في قلب بندلتون مرارة تجاه برايس، الذي أوهمهن بأنها وافقت على عرضه.

لم يعد في وسعها البقاء هناك أكثر، فاستأذنت للرحيل. حاولت جنسن ثنيها، وأصرت على مرافقتها بالعربة لتتحدثا على الطريق.

ركبت السيدتان العربة معًا. وما إن جلستا في مقعديهما حتى اهتزت العربة بقوة مرة واحدة، ثم بدأت تتحرك ببطء.

Sel

للدعم :

https://ko-fi.com/sel08

أستغفر الله العظيم واتوب اليه