⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
من كان ليتحمل المعاناة في صمت بسبب مشاعر لا يمكن إحباطها أبدًا؟
إيمانها الذي لم تكبحه، وإن كان ربما ثقةً باطلة بجمالها، لم يكن بلا أساس تمامًا. فقد تعلمت من تعاملها مع الآنسة جانيت أن السيد دالتون لم يكن مهتمًا كثيرًا بالمجاملات الاجتماعية. فلا بد أن عودته إلى لندن الصاخبة كانت لسبب ما.
كانت تشك بأن ذلك له علاقة بها، إذ إن إيان دالتون أصبح ضيفًا دائمًا في حفلات الشاي التي تقيمها منذ عودته إلى لندن. فمنذ وصوله، كان يرافق الآنسة فيرفاكس باستمرار إلى حفلات شاي الآنسة لانس، حتى إنه حضر معها بشكل شبه يومي. وهناك كان ينسجم بسهولة مع مضيفة الحفل، الآنسة لانس، وأساس دائرتها من المدعوات: سوزان دونوفان، فيكتوريا ويلكس، وديزي أورسون.
دهشت السيدات من حضور السيد دالتون المتكرر لحفلات الشاي رغم عدم معرفته المسبقة بهن، لكن سرعان ما سحرتهن آدابه الرفيعة ودماثة أخلاقه، فاستقبلنه بحفاوة.
م.م: “عُرِفَ بِدَماثَةِ الخُلُقِ”، أي بحُسن خُلُقه، ولُطفه، ورِقَّته.
كان مهذبًا مع جميع السيدات، لكن خصوصًا مع الآنسة لانس. وهذا ما غذّى منذ زمن الشكوك في قلبها وقلب صديقاتها، وإن لم يكن إيان نفسه مدركًا لذلك. عودة إيان المفاجئة إلى لندن وزياراته الكثيرة للآنسة لانس كانا كافيين لتأكيد هذا الظن.
بطبيعة الحال، لم يتجاوز لطفه تجاه الآنسة لانس حدود المجاملة المتوقعة من رجل نبيل لسيدة في المجتمع الراقي. كان أمرًا عاديًا وبديهيًا. لكن سوء الفهم الذي ترسّخ في قلوب السيدات جعل كل حركة يقوم بها تبدو وكأنها علامة حب للآنسة لانس.
قالت فيكتوريا ويلكس بصوت مرتفع بعد مغادرته حفلة الشاي مبكرًا، تاركًا الفتيات الأربع في غرفة الجلوس وحدهن:
– “هل سمعتن ما قاله سابقًا؟ ‘أنا أوافقك تمامًا!’
وأضافت بحماسة:
– “لقد كررها ثلاث مرات!”
فردت الآنسة لانس بخجل:
– “هل كنتِ تحصين عددها يا فيكتوريا؟”
قالت فيكتوريا بحزم:
– “وهل هذه هي المشكلة؟ لقد أكد موافقته لكِ بالكامل!”
ترددت الآنسة لانس، بينما احمرّ وجهها كحبة رمان. فأثار رد فعلها رعشة حماس في قلوب صديقاتها الثلاث.
لقد أحببن صديقتهن المثالية إلى حد يكاد يصل للعبادة، ولذلك كانت سعادتهن عظيمة حين تخيّلن أنها استحوذت على قلب رجل نبيل وسيم. وكأنهن هنّ اللواتي نلن هذا الحب.
– “إنه واقع في الحب. وإلا لما كان يحضر حفلات الشاي بهذا التكرار.”
– “أجل، أعتقد ذلك أيضًا. ربما قريبًا… سيطلب الزواج من دورا!”
فصرخن جميعًا: “واو!”
حاولت الآنسة لانس ثني صديقاتها عن المبالغة، لكنها في قرارة نفسها كانت مبتهجة بما يلمّحن إليه، حتى إنها لم تُصرّ على الإنكار. كانت تومئ نفيًا، ثم تؤكد، ثم تهز رأسها، ثم تغمض عينيها بخجل وتصمت.
في عيون صديقاتها، كانت تلك الإشارات دليلًا خفيًا على تبادل مشاعر بينها وبين إيان دالتون.
– “لو تزوجت دورا من السيد دالتون، لأصبح أطفالهما في غاية الجمال.”
– “لا تقُلن ذلك. لم يتقرر شيء بعد. لا أستطيع حتى قراءة أفكار السيد دالتون.”
لكن أياً منهن لم يصدقها. حتى هي نفسها لم تصدّق كلماتها.
…
بعد انصراف صديقاتها، جلست الآنسة لانس عند الهارب في زاوية القاعة، تعزف الأوتار بخفة. كانت أناملها تتحرك على النغمات، لكن عقلها كان يعزف لحنًا آخر.
السيدة دالتون. موكب الزفاف في وايتفيلد. سيدة قصر وايتفيلد. أطفال يحملون اسم دالتون ويشبهونها هي وإيان.
صور حلوة كالكعكة الكريمية التي تذوقتها قبل قليل. امتلأ قلبها سعادةً بهذه الأحلام، حتى لم تعد بالنسبة لها مجرد خيالات، بل مستقبلًا حقيقيًا ينتظرها، كخبز أبيض سيوضع على مائدتها غدًا.
لقد فقدت قدرتها على التمييز، منساقَة وراء أوهام صديقاتها اللواتي خلطْن بين التمنّي والحقيقة.
أما الآنسة بندلتون، فقد كانت مشغولة للغاية. وقبل وصول خالها من أمريكا، كان أمامها جبل من الأعمال. انشغلت لأيام في استقبال ضيوفها الجدد حتى كادت تنسى خبر عودة إيان دالتون إلى لندن.
لكنها لم تنسَ إيان نفسه. ففي أوج انشغالها، كان بصرها يتجه دائمًا إلى لوحات وايتفيلد المعلّقة على جدران غرفة الجلوس.
كل مرة كانت تحدّق في تلك المناظر الطبيعية الساحرة التي رسمها بعناية، كانت تشعر بوخزة في قلبها. لم يمرّ سوى شهر على مغادرته، ومع ذلك بدا كأن سنوات قد انقضت.
تذكرت عينيه الداكنتين وملامحه الرقيقة، والدفء في نظرته، وشعرت بالألم لكونه تركها بالهدايا فقط، بعد أن رفض حبها. لكنها ما لبثت أن أقنعت نفسها بأن ذلك هو الأفضل لكليهما.
وفي يوم ربيعي دافئ من مايو، توقفت عربة فخمة تحمل شعار عائلة بندلتون أمام القصر.
وقفت الآنسة بندلتون مع خدمها لاستقبالها، ورأت شابًا ينزل من العربة، ذا وجه وسيم وملامح حادة. لم تره من قبل، لكنها أدركت فورًا من هندامه الأنيق وهيئته أنه تشارلز بندلتون، الابن الثاني للعائلة.
قالت: “إنه يشبه خالي في شبابه تمامًا.”
لكن وجهها ازداد توترًا عند رؤيته. فقد أعاد إليها شبهه الشديد بعمها ذكرى قديمة، حين كان يرميها بصندوق سجائر من خشب البتولا ويطردها من قرب الموقد.
م.م: خالها كلب و حقير
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 39"