⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
كانت الآنسة بندلتون سيدة تقدّر الصداقة. والسبب الذي جعله يقترب منها في البداية هو أنها أرادت أن تُعرّفه على إحدى صديقاتها.
وكانت الآنسة لانس من أقرب صديقات الآنسة بندلتون. لذا، ربما كان ممكنًا أن يقترب من الآنسة بندلتون مجددًا من خلال الآنسة لانس.
ارتدى ملابسه بسرعة ونهض، ثم نزل مع الآنسة جانيت.
في غرفة الاستقبال، جلست الآنسة لانس مرتدية فستانًا بلون وردي عميق، تعلو رأسها قبعة عريضة الحافة كأنها صينية، تحتسي الشاي مع ويليام. وما إن ظهر إيان حتى ابتسمت ابتسامة مشرقة ومدّت يدها. تقدم إيان إليها وقبّل ظهر يدها.
قالت بمرح:
“يا إلهي يا سيد دالتون! لقد اختفيتَ من لندن بلا كلمة واحدة!”
فأجابها:
“أعتذر عن ذلك، آنسة لانس.”
قالت:
“ثم كما اختفيت فجأة، عدت فجأة!”
أومأ إيان وجلس على الأريكة المقابلة لويليام. وجلست الآنسة جانيت والآنسة لانس على الأريكة الأخرى.
قدّمت الآنسة لانس تعازيها في وفاة القس، وبدأت تسأله عن حياته في وايتفيلد. كان السيد دالتون يجيب على كل سؤال بسهولة وبأدب رفيع، لكن بلا مجاملات ولا زخرفة، فقط الحقائق.
ومع أنها كانت سيدة يمكن أن تكون جسرًا بينه وبين الآنسة بندلتون، فإنه لم يكن بارعًا في تسلية السيدات.
لكن الآنسة لانس كانت منصتة بكل حماسة لأي كلمة يقولها، وتضحك من قلبها على كل جملة. لم يعتبر إيان المرح صفة سيئة، لكنه تعجّب كيف يمكن لشخص أن يجد نزاعًا على إيجار وصل للمحكمة أمرًا مضحكًا.
إما أنها حمقاء مسلية أو ساذجة بعض الشيء، هكذا فكّر ببرود.
مرّت عشرون دقيقة، كانت الآنسة لانس في غاية السعادة، بينما كان السيد دالتون يشعر بالملل حتى الموت. حاول إيان أن يتصرف كرجل نبيل، لكن طبعه الحقيقي كان محدودًا، ومع مرور الوقت بدأ وجهه يخلو من التعابير. شعر بالضجر من ابتسامتها الفارغة وفضولها الذي لا معنى له.
“أريد فقط أن أبقى في غرفتي وأدخن سيجارة”، فكّر إيان وهو يحدّق في فنجان الشاي.
قالت الآنسة لانس:
“يا سيد دالتون، لقد اخترت أنسب وقت للعودة. موسم الحفلات في أوجه، ومسابقة التجديف بين كامبريدج وأوكسفورد ستُقام قريبًا. وبما أن السيد فيرفاكس وأنت من جامعتين مختلفتين، فلابد أنكما ستشجعان فريقكما بحماس.”
فقاطعهما ويليام:
“لا، لا. إيان لا يهتم بالرياضة. حتى لو فازت أوكسفورد على كامبريدج خمس سنوات متتالية، فلن يحمل ضغينة ضدي. لكنه سيتذمر لو أجبرته على مشاهدة التجديف.”
فقالت الآنسة لانس باستغراب:
“غريب! كنت أظن الرجال مستعدين للمخاطرة بحياتهم في مثل هذه الأشياء! إذن ما الذي تستمتع به يا سيد دالتون؟”
ارتشف إيان من شايه وأجاب:
“أغلب الوقت القراءة أو ركوب الخيل. حياتي مملة للغاية.”
فقالت جانيت بفخر:
“كما أنه يرسم! آنسة لانس، أخي إيان فنان. يرسم البيانو والزهريات تمامًا كما هي.”
وضعت الآنسة لانس فنجانها بدهشة وقالت:
“أترسم؟ وبمستوى فنان؟”
لوّح إيان بيده بضجر:
“كلا، جانيت تبالغ. لستُ على مستوى الفنانين.”
لكن جانيت أصرت:
“لقد رأيت دفتر رسوماته، وهو أفضل من معلمي الفن الذين يأتون لدرسنا.”
قال إيان بحزم:
“كفى يا جانيت.”
لكن الوقت كان قد فات، فقد أصبحت الآنسة لانس متحمسة لرؤية رسوماته. ورغم رفضه، واصلت الإلحاح، وانضمت الآنسة فيرفاكس إليها. أما ويليام، فقد اكتفى بالمراقبة، واضعًا ضيفته في المقام الأول.
في النهاية، أُحضر دفتر الرسومات من حقيبته.
فتحت السيدتان الدفتر وبدأن يتأملن الصفحات: مزارعون يحرثون الأرض، ماشية ترعى في الحقول، وأبناء أخوته وبناته.
شهقت السيدتان بدهشة. لقد كانت لوحات رائعة بحق، مليئة بالدقة والرهافة والنظرة الحانية. بالنسبة لعيون السيدات اللواتي تعلّمن الفن منذ الصغر، كانت لوحات إيان دالتون أعمالًا فنية حقيقية.
كانت جانيت تراقب انبهار لانس بفرح داخلي. وعلى حين غرة، أغلقت لانس الدفتر وطلبت:
“سيد دالتون، هل ترسم لي بورتريه في هذا الدفتر؟”
تردد إيان وقال:
“أقدّر طلبك يا آنسة لانس، لكن لا أستطيع أن أرسم صورتك وحدك. لستُ رسام بورتريه محترفًا، وقد يُساء فهم ذلك.”
ابتسمت وقالت:
“لكننا أربعة هنا فقط، وإذا حافظنا على السر فلن يعرف أحد.”
هزّ رأسه:
“لا. بالنسبة لفتاة لم تدخل المجتمع بعد ربما كان مقبولًا، أما بالنسبة لسيدة غير متزوجة ظهرت بالفعل في المجتمع، فسوف يسيء ذلك إلى سمعتك.”
قدّرت الآنسة لانس حرصه، لكنها ما زالت ترغب في اللوحة. فخطرت لها فكرة حين نظرت إلى جانيت، وقالت:
“إذن ارسمنا معًا، أنا وجانيت. بهذه الطريقة لن تتضرر سمعتي، وستكون مرتاحًا أكثر.”
اقترب ويليام من إيان وهمس ضاحكًا:
“الآنسة لانس تبدو معجبة بك كثيرًا. ارسمها. ومع وجود جانيت، فلن يساء فهم الأمر من الآنسة بندلتون.”
شعر إيان بالصداع، لكنه لم يجد بدًا من الموافقة.
بعد قليل، جلس على الكرسي مقابل السيدتين، وبدأ يشحذ أقلامه كما يشحذ الفلاح منجله. جلست السيدتان تستعدان، تصلحان شعريهما وثيابهما. ثم عيّن لهما مقاعدهما وزوايا نظرهما، ورفع قلمه.
“خربشة، خربشة” ـ صوت القلم على الورق ملأ الغرفة.
بعد أقل من نصف ساعة، أنهى اللوحة ونزع الورقة من الدفتر وسلّمها للآنسة لانس.
فتحتها مع جانيت، فانبهرتا بالدقة والمهارة. قالت لانس ببهجة:
“رائع، سيد دالتون! لم أرَ بورتريه بهذا الإتقان!”
وبعد وقت قصير غادرت، لكن ما إن وصلت إلى بيتها حتى وضعت اللوحة في أجمل إطار وعلّقتها في غرفة الاستقبال. وكلما مرّت بها، تذكرت عينيه الداكنتين وهما تلاحقان ملامحها بدقة، فتشعر بحرارة في وجنتيها وتشيح بوجهها بسرعة.
م.م: شفتني والله 💔
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 37"