⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
«أسمع منك نفس الكلام الذي يقوله الرجال الذين رُفضوا للزواج دائمًا. حسنًا، نعم. ليس غريبًا أن يختبر الرجال والنساء شركاءهم بأحاديث عن الزواج. لكنها مجرد خدعة سطحية، والآنسة بندلتون ليست من النوع الذي يختبر قلوب الرجال بهذه الطريقة. أنت لست في قلبها يا إيان.»
«أعلم. فهي لم ترني منذ ذلك الحين، وهذا واضح.»
تنهد ويليام.
ولهذا السبب كانت الآنسة بندلتون تضحك بتوتر وتغيّر الموضوع كلما ذُكر اسم إيان هذه الأيام.
«أعتقد أنه من المهم أن تصلح صداقتك أولًا مع الآنسة بندلتون. فقط بالبدء مجددًا كأصدقاء سيكون لك فرصة لاستعادتها.»
«أتفق معك يا ويليام. لكن لا يمكنك ترك ذلك العجوز وحده. يجب أن تزيحه بأي ثمن. إن لم يكن بالسلاح، فبأي وسيلة أخرى.»
«إيان، صحيح أن الوضع الحالي غير مريح للآنسة بندلتون. ومع ذلك، أرى أنه ينبغي أن نترك لها حرية حل الأمور بنفسها.»
«ماذا؟»
نظر إيان إلى صديقه بنظرة حادة من جديد. لكن ويليام بقي هادئًا.
«الآنسة بندلتون سيدة رائعة، لكن إن تكلمنا بموضوعية، فهي تفتقر إلى النسب والثروة معًا. ومن دون حماية ربّ العائلة، يبدو أنه لا يوجد ما يقلق بشأنه الكثيرون حتى لو تلاعبوا بها. هذا مؤسف، لكن معظم الناس ينظرون إليها بهذا الشكل.»
«…….»
«سمعت أن ذبابًا كثيرًا ظل يلاحقها منذ ظهورها الأول في المجتمع. وحتى بعد أن تجاوزت سن الزواج، ما زالوا يتجمّعون حولها بإصرار. كان من الأصح أن يحاولوا أخذها كزوجة ثانية مثل السيد برايس، لكنهم يحاولون إغراءها لتصبح عشيقة أو خليلة يلهون بها. إنهم قذرون.»
وبينما كان إيان ينصت، برز عرق رفيع في جبينه.
«لكن الآنسة بندلتون لم تستسلم يومًا لمثل هذه الإغراءات. لقد قطعت كل ذلك بحزم جعل الذباب يفرّ بعيدًا. لا أظن أن الأمر سيكون مختلفًا الآن. لن تخضع للضغط الخارجي وتقبل عرض السيد برايس. إيان، الآنسة بندلتون قادرة على تسوية الأمر بنفسها.»
«…إذن، في النهاية، ما تقوله هو أن أجلس وأراقب فقط.»
«قصدي الوحيد هو زيادة فرصك في الزواج من الآنسة بندلتون. إن تدخلت الآن فستسوء العلاقة فقط. لقد كانت تحبك كصديق حقًا، وحتى بعد أن رفضتك ما زالت تأسف على صداقتكما. أما الآن، إن تسببت بمشكلة مع السيد برايس، الذي هو صديق بندلتون، فسوف تطردك هي بنفسها. لن تكلمك أبدًا، فضلًا عن الزواج منك.»
ضغط إيان السيجار في المطفأة ونهض من على المكتب الذي كان يستند إليه. مشى نحو الموقد في طرف المكتبة. وقف أمامه ويداه في جيبيه.
أما ويليام، الذي قضى مع إيان وقتًا أكثر من أي شخص آخر، فقد شعر بتوتر خطير في حالته، توتر يتأرجح على حافة الانفجار.
في خطواته نحو الموقد، في ظهره المتشنج وهو واقف بلا حراك أمام النار، في صوته المكبوت وهو يتنفس، أحس ويليام فيرفاكس بغضبه الذي لا يُطفأ.
شعر ويليام بانقباض في صدره، كأنه يرى نفسه حين لم يتمكن من إنقاذ الآنسة هايد. قلب الرجل الذي يعجز عن حماية المرأة التي يحبها من المتاعب، يكون فوضى عارمة من الغضب واليأس.
وفوق ذلك، إيان (الذي كان سيغضب بشدة لو قيل له ذلك) كان أكثر رومانسية وحساسية منه بكثير. لم يعطِ قلبه بسهولة، لكنه إذا فعل كان مخلصًا وأعمى في حبه. وعجزه عن إنقاذ المرأة التي يحبها من الإهانة كان ألمًا لا يُحتمل.
ظل إيان واقفًا جامدًا. وبعد نحو خمس دقائق، اقترب ويليام بحذر. كان إيان يحدق في ألسنة اللهب بوجه شاحب، عيناه مشتعلة بالغضب، وأكثر من ذلك بالألم.
قال ويليام بحذر:
«فكرت في الأمر منذ قليل. لو تحقق قلبك فستكون نهاية سعيدة لكليكما. أؤمن بهذا موضوعيًا، لا بدافع الصداقة. فأنت الرجل القادر على إسعاد الآنسة بندلتون.»
ظل إيان صامتًا.
«إن فزت بحب الآنسة بندلتون، فسوف تستطيع حمايتها مدى الحياة. ستظل إلى الأبد ترتدي درع إيان دالتون. لذا أرجوك كن حذرًا. لا تستسلم لهذا الغضب.»
واصل إيان التحديق في اللهب. ارتعق ذقنه قليلًا، واحترقت عيناه كأن نار الموقد اشتعلت فيهما. ظل واقفًا، يكتم أنفاسه.
وبعد لحظة، تمتم بصوت خافت:
«أود أن ألاحق أولئك الذين أهانوها واحدًا تلو الآخر وأبرحهم ضربًا. بدءًا بذلك العجوز، واحدًا بعد الآخر.»
وضع ويليام يده على كتفه مرتبكًا.
«إيان، اهدأ…»
«ويليام.»
أخرج إيان مسدسه من جيبه ومده له.
«إذا حاولت أن أفعل شيئًا كهذا، أطلق النار عليّ فورًا.»
أخذ ويليام المسدس. أما إيان فقد استدار وغادر المكتبة. وبعد قليل، أُغلق باب غرفة الضيوف في الجهة المقابلة.
تنفس ويليام الصعداء بعمق. لقد منع إيان من الانخراط في مبارزة شرف. لقد فعل أفضل ما يمكن كصديق لإيان والآنسة بندلتون.
دخل إيان غرفة الضيوف. كانت أمتعته موضوعة بعناية على طاولة صغيرة في الغرفة. بدلاً من التوجه إلى السرير، جلس على الكرسي بجانب الطاولة.
ثم أخرج علبة سجائر فضية من حقيبته وأشعل سيجارة. تسلل دخان السيجار الكثيف إلى رئتيه وخرج. لكن من الصعب تهدئة الغضب الذي لا يزال يحترق في أحشائه ولسانه يلدغ.
الغضب الذي بدأ يغلي فيه منذ استلامه رسالة ويليام في وايتفيلد لم يهدأ، بل ظل يحترق في داخله. أراد أن يركل ذلك الوغد الذي يلاحقها الآن ويطرده من لندن، من إنجلترا، إلى الأبد.
لكن ذلك كان سيعني قطع صلته بالآنسة بندلتون إلى الأبد. لن يرى ابتسامتها مجددًا. لا، لن يراها أبدًا.
الموت بغضب مكبوت خير من الاحتراق حياً.
أشعل سيجارة أخرى وفكر بها من جديد. المقعد قرب النار حيث كان يجلس دومًا في مواجهتها. الظلال العميقة التي يلقيها الموقد على وجهها. تعابيرها الواضحة الهادئة. صوتها الأنيق الذكي.
صورتها التي عذّبت قلبه طوال أيامه في وايتفيلد، عاودت تعذيبه من جديد. أغمض عينيه بقوة. خفق قلبه بسرعة، وانحبس نفسه في صدره. كان يريد أن يراها. يريد أن يواجهها مجددًا. كان يشعر أنه سيدفع أي ثمن ليراها مرة أخرى.
غضبه الأهوج، الممزوج بشوقه إلى المرأة التي يحبها، كان عذابًا يكاد يميته. جلس عند الطاولة، يمسك سيجارة محترقة، وعيناه مغمضتان.
كانت أقرب كثيرًا من وايتفيلد. لكنه لم يتمكن من الوصول إليها كذلك. هل هناك عذاب أشد من هذا؟ عضّ على شفتيه وزفر بهدوء. لقد اشتاق إليها. كثيرًا…
وبعد أن أحرق كل سجائره، أخذ يجوب الغرفة ذهابًا وإيابًا، لا يزال صدره مضطربًا. لم ينم جيدًا منذ أيام، وكانت حالته مزرية، لكنه لم يشعر برغبة في النوم. جلس عند المكتب في ركن الغرفة، وبدأ يكتب رسالة إلى الآنسة بندلتون، ثم كرمش الورق. أعاد المحاولة، خطّ سطورًا جديدة، ثم مزقها ثانية.
حتى لو كتب لها يخبرها بوصوله إلى لندن، فلن تراه. ستظل حذرة كما كانت. فما جدوى الرسالة؟ أسند رأسه إلى المكتب، يفكر في طريقة لرؤيتها مجددًا. لكن لم يخطر بباله شيء. أي وسيلة تكسر حذرها.
مرت ساعات. جاء طرق على الباب. وحين أجاب، أطلت جانيت، أخت ويليام الصغرى، من خلال الفتحة. كان وجهها محمرًا، كأنها شربت في النهار.
«إيان، ألست مشغولًا؟»
نظر إليها إيان بتعب.
«ماذا؟»
«حسنًا، الآنسة لانس تزورنا، وسمعت أنك في لندن وتريد أن تراك.»
«الآنسة لانس؟ من تكون؟
م.م: نساااها 🤣🤣
حدقت جانيت فيه بعينين واسعتين.
«الآنسة دورا لانس. ألا تتذكر؟ تناولنا العشاء عند آل لانس!»
استرجع إيان ذكرياته عن لندن. دورا لانس. لم يتذكرها أبدًا. فخلافًا لوقته مع الآنسة بندلتون، لم يكن هناك ما يستحق التذكر في لندن، لذلك نسي كل شيء سريعًا.
تصفّح ألبوم ذكرياته المتعلقة بالآنسة بندلتون، ثم وجد آنسة ما.
آه، صديقة الآنسة بندلتون التي عرّفته بها في الحفل؟
حينها فقط تذكرها بوضوح. ذلك الوجه المفرط في المكر، والآراء السطحية، والتصرّف المتشبث المزعج للجميع. لقد رأى إيان الكثير من الفتيات مثلها، ولو لم تكن صديقة للآنسة بندلتون، لما تذكر وجهها ولا حتى اسمها.
«الآنسة لانس تريد أن تراني؟ لماذا؟»
تمتمت جانيت، عاجزة عن إيجاد كلمات مناسبة. فأجاب إيان بصرامة أنه لن ينزل. لم يكن يريد إضاعة وقته مع آنسة مثل الآنسة لانس، ولا كان في مزاج لاستقبال الضيوف.
لكن جانيت، التي كانت قد تباهت بأنها ستستدعي إيان سريعًا، لم تملك الجرأة للعودة إلى غرفة الاستقبال وإحباط الآنسة لانس. تمتمت بجفاء أمام برود إيان:
«لكن، إيان. لقد قلتُ إنها في البيت…»
«قولي إنه نائم، يا جانيت.»
«في هذا الوقت؟ سيبدو كسولًا للغاية.»
«يمكنك القول إنه أخذ قطار الليل.»
تمتمت جانيت:
«لكننا ذهبنا في نزهة معًا آخر مرة…»
«وما شأني…»
وتوقف إيان فجأة عما يقوله. تذكر وجه الآنسة بندلتون حين مدح صديقتها ليُبهجها في نزهتهما في هايد بارك. كان وجهها قد احمرّ فرحًا.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 36"