⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
حوّل إدوارد بصره وطفق يتفحّص قاعة الاستقبال.
لم يكن العثور على الآنسة بندلتون بين هذا الجمع الغفير من السيدات والرجال أمرًا يسيرًا. كان ذلك أصعب على إدوارد، وهو البحّار الذي لم يعتد على فخامة ملابس النساء المتنوعة. لكن كان عليه أن يجد الآنسة بندلتون، ولو فقط من أجل زوجته التي كانت تراقبه بقلق.
حاول أن يستعيد في ذهنه ملامحها المعتادة: شعرها الأشقر المائل إلى الحمرة، المصفف بعناية تحت شبكة شعر. بشرتها البيضاء كبياض بشرة زوجته. ثيابها البسيطة المرتبة.
العقد اللؤلؤي الذي لم تفارق به عنقها. وعادتها أن تجلس دائمًا في ركنٍ ما، تحدث صديقة أو تكتفي بمراقبة الجمع بصمت.
أخذ يتأمل المقاعد الجانبية غير البارزة في القاعة حتى وقعت عيناه عليها. بدت كما عهدها: شعرها مثبت بعناية، ترتدي فستانًا من الحرير قليل الزينة، وتحادث بحماسة شابة أخرى ترتدي ثوبًا بسيطًا مماثلًا.
قاد إدوارد زوجته إليزابيث إلى طاولتهما.
وما إن لاحظت السيدتان اقترابهما حتى توقفتا عن الحديث ووقفتا. تبادلوا انحناءة سريعة وبعض التحيات الرسمية.
لكن ما إن اعتذرت رفيقة الآنسة بندلتون وغادرت مسرعة نحو البوفيه، حتى ألقت إليزابيث بكل الرسميات جانبًا وارتمت في أحضانها.
ــ «أختي! لماذا لم تكوني في غرفة الانتظار؟ كان عليك أن تتفقدي فستاني!»
راحت الآنسة بندلتون تمسح على رأسها بحنو.
ــ «آسفة يا عزيزتي. جدتك كانت تشعر بالدوار منذ الصباح، فاضطررت للبقاء معها.»
ابتعدت إليزابيث قليلًا ونظرت إليها بقلق.
ــ «هل هي بخير؟»
ــ «لا تقلقي، الأمر بسيط. تحتاج فقط للراحة. لكنها انزعجت كثيرًا حين أخبرها الطبيب أن عليها أن ترتاح. وفي يوم زفافك بالذات! هل لك أن تتخيلي؟»
ــ «يا إلهي… هل أزورها قبل أن أغادر الليلة؟»
ــ «لا، أرجوك. ستغضب أكثر لو تعطّل برنامجك بسببه، وسينصبّ غضبها على الطبيب المسكين.»
ــ «حسنًا، سأتحمل من أجل الدكتور وبستر. بل سلّمي لي عليه. وقولي له إنني سأكتب إليه حالما أصل إلى إيطاليا. آه، وعليَّ أن أشتري له هدية. برأيك، ما الأنسب يا أختي؟»
ــ «هو يعرفني… آخر ما صدر من نوتات الموسيقى الإيطالية ورواياتهم.»
ــ «فكرة جيدة. وأنتِ؟»
ــ «قصص من إيطاليا، ودبوس شعر.»
هزّت إليزابيث رأسها كما لو كانت تتوقع الجواب.
ــ «لا، لا، أنتِ تستحقين شيئًا أفضل. شال من الدانتيل الأبيض، أفخم وأجمل ما في إيطاليا.»
قهقهت الآنسة بندلتون.
ــ «وكأنكِ كنتِ تعرفين جوابي مسبقًا؟»
ــ «بالطبع.»
نظرت إليها بندلتون بعينيها الرماديتين الدافئتين.
ــ «لا تزيدي هداياكِ عليّ. هذا مبالغ فيه. لا أعلم عن الآخرين، لكن هديتكِ تكفيني.»
ــ «مستحيل. لولاكِ، لما كان شهر العسل ممكنًا لإدوارد ولي. صحيح، إدوارد؟»
استدارت تنظر إلى زوجها، فأومأ برأسه بجدية تعوّد عليها الجميع.
ــ «صحيح يا بيث. قد أستغني عن الجميع، لكن لا يمكن أن أستغني عن هدية للآنسة بندلتون.»
ــ «أرأيتِ، يا أختي؟ حتى زوجي يقول ذلك.»
ابتسمت بندلتون بخجل.
ــ «إذن فليكن دبوس شعر صغير.»
ــ «لا. ذلك الشال الأصفر الذي ترتدينه لا يليق ببشرتكِ على الإطلاق. وإن رفضتِ سأرشي خادمتكِ لأخيط شالًا في ثوبكِ الأخضر المفضل.»
انفجرت بندلتون ضاحكة، واحمرّت وجنتاها الباهتتان. نظرت إلى إليزابيث بعاطفة صافية ثم قبّلت جبينها الناعم.
ــ «حسنًا، يا بيث. سأقبل بسعادة.»
بادلتها إليزابيث القبلة وعانقتها بحرارة، مطمئنة كما لو كانت تخبئ رأسها في حضن أمها.
ثم وقفت إلى جوار زوجها وأخذت تروي لأختها خطط المستقبل: من شهر العسل في إيطاليا، إلى أحلامها البعيدة عن عدد الأبناء وكيفية تربيتهم.
أصغت بندلتون بتركيز، تمنحها كلمات مشجعة بعينيها الرماديتين المليئتين بالحنان. وبعد دقائق طويلة، غادر الزوجان الطاولة بأدب بعد أن احتضناها وودعاها.
ظلت بندلتون تتابع بصرها العروسين وهما يسيران متشابكي الأذرع. فاض قلبها بالفخر. كيف لا تفخر وهي التي رأت بيث قبل اثنتي عشرة سنة فقط، طفلةً صغيرة في السابعة من عمرها، عندما جاءت إلى بيت الفيكونت مع جدتها. أخذتها الصغيرة يومها إلى غرفة اللعب، عرّفتها بدماها، وقدّمت لها شايًا محلى صنعته بنفسها.
ومنذ ذلك الحين أصبحتا صديقتين، بل أقرب من الأختين. وها هي الطفلة تكبر وتجد زوجًا رائعًا وتغيّر اسم عائلتها. امتلأ قلبها بمشاعر متناقضة، فرحٌ مشوب بحزنٍ غامض. هزّت رأسها، تخشى أن تنهمر دموعها، وجلست. ارتشفت من فنجان قهوة كان أمامها، فإذا هو بارد بلا طعم.
عندها عادت الآنسة جين هايد، التي غادرت سابقًا، تحمل فنجان قهوة ساخنًا وقطعة كعك. لاحظت بندلتون بقعةً على تنورتها فأدركت أنها سكبته على نفسها، لكنها لم تقل شيئًا.
وضعت هايد القهوة الساخنة مكان الباردة، وجلست والهمّ بادٍ على وجهها. تنهدت بندلتون في سرّها وأعادت فتح الحديث:
ــ «إذن تظنين أن السيد فيرفاكس سيتقدم لكِ هذا الأسبوع؟»
ــ «نعم.»
أومأت هايد ووضعت يدها على جبينها.
ــ «سيأتي خلال يومين أو ثلاثة. سيجلس على ركبته في صالوننا، يمسك يدي، ويطلب الزواج مني بصراحة. هو ليس من النوع الذي يلف ويدور. إنه موقف صعب. هو… يحبني. من كان يظن ذلك…»
امتنعت بندلتون عن تذكيرها بأن لندن كلها تتحدث بالأمر.
ــ «نعم، لا بد أن الأمر محرج لكِ. فالخاطب يكون قد أعدّ نفسه وفكّر في الأمر مرارًا، لكن بالنسبة للمخطوبة، فالطلب يأتي كحادث مفاجئ. على الأقل كتب لي السيد فيرفاكس رسالةً مسبقًا فكان الأمر أسهل. لكنكِ، يا هايد، أرى أن انزعاجك أعمق من مجرد المفاجأة. أيمكنني أن أعرف السبب؟»
عضّت هايد شفتها وحدّقت بها.
ــ «لا أعلم ما أفعل.»
ــ «لا تعلمين؟»
غرست شوكتها في قطعة الكعك.
ــ «السيد فيرفاكس رجل رائع. يصغي إليّ دائمًا، يهتم بأمري، ولا يعبس حتى حين أرتكب حماقة. في المرة الأخيرة سقطتُ عن الحصان وعدتُ بملابسي ملطخة بالطين، ومع ذلك عاملني كدوقة.»
ــ «صحيح، إنه رجل طيب. لكن…»
دارت عينا هايد البندقيتان بحثًا عن الكلمات، ثم عضّت شفتها وبدأت تهرس الكعكة حتى صارت كتلة مشوهة، دون أن تضيف شيئًا.
شعرت بندلتون بالحيرة.
فالسيد فيرفاكس خاطبٌ مثالي: ابنٌ ثانٍ لأسرة مرموقة، ورجل أعمال ناجح، طويل وسيم، يملك أراضي وبيتًا ريفيًا.
ولا يوجد سبب وجيه لرفضه سوى أن الفتاة مرتبطة سلفًا بخطيبٍ آخر أقل منه، فتتأرجح بين الوفاء والإغراء.
لكن بندلتون كانت واثقة أن هايد لم تكن من هذا النوع أصلًا. لم يكن الأمر مسألة أخلاق، بل ببساطة لأن هايد لم تهتم بالحب يومًا. هواياتها كانت الكريكيت وركوب الخيل والكتب الثقيلة.
انتظرت بندلتون بصمت وهي تحتسي قهوتها، بينما هايد تواصل سحق الكعك ببطء. بدا أنها تعارك فكرة غامضة لا تستطيع تحديدها.
وأخيرًا غرست شوكتها في الكتلة كما لو كانت تغرس علمًا وقالت:
ــ «آنسة بندلتون… لو رفضتُ طلبه، سيحزن كثيرًا، أليس كذلك؟»
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات