أستغفر الله العظيم واتوب اليه ⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
“اللعنة… تلك الفوارق الطبقية المقيتة…”
“لا، المشكلة فيك أنت. أنت، إيان دالتون. كان عليك أن تقترب من المعلمة بحذر أكبر، حتى تقتنع هي أنك بحاجة إليها، وأن وجودها سيجلب لك الكثير. لكنك جننتَ وتصرفت كطفل مدلل.”
بدأ يذرع الغرفة بعصبية.
“لقد اتبعت نصيحة أختي! قالت لي أن أتصادق مع امرأة أخرى وأُظهر أنني متساهل، ففعلت. ولورا غضبت مني بسبب ذلك. لهذا السبب رحلت!”
هزّت السيدة فيرفاكس رأسها. “يقولون إذا فشلتَ فألقِ اللوم على أجدادك. لا توجد امرأة تترك الرجل الذي تحبه لمجرد سبب تافه كهذا.”
“إذن لماذا؟”
“لأنها تعرف أن الحب وحده لا يكفي لتجاوز كل شيء. هي على الأرجح تخشى أن يكون وجودها وصمة عار عليك.”
وقف منتصبًا، وعبث بشعره بعنف حتى أصبح فوضويًا بعدما كان مُصففًا بعناية. “اللعنة! كيف لفتاة ذكية مثلها أن تفكر بهذه الحماقة؟ اللعنة!”
م.م: معك حق 😒
قالت أخته ببرود: “كل ذلك لأنها ليست واثقة من نفسها.”
استدار نحوها بحدة: “أين لورا؟”
“مزّق فمي إن شئت، فلن أخبرك.”
“هل أُهددك كما هددتها هي؟”
“المسدسات كلها في غرفة زوجي. هل ستطلق النار فعلًا؟”
أمسك إيان رأسه وصرخ. بدا كالمجنون.
م.م: متحمسة شوف هذا المشهد في المانهوا 😂
تساءلت السيدة فيرفاكس بوجه متجمد: ما هو الحب بالنسبة لرجل؟ وهي تنظر إلى شقيقها، بدا وكأنه نوع من السحر الأسود الذي أفقده عقله. كان إيان يتأرجح بين الغضب والتوسل، يحاول أن ينتزع منها معلومة عن مكان لورا، لكنها لزمت الصمت، مثل برعم زهرة تنتظر مايو لتتفتح، تراقب شقيقها وهو يغرق في الجنون.
قالت في النهاية: “ستعود. لقد نصحتها أن تغادر دنڤيل بارك ريثما تهدأ مشاعرها. عندما تعود في الربيع، ستبدآن من جديد.”
“وماذا لو برد قلبها؟ ماذا لو قابلت رجلاً آخر وأحبته؟”
“حب المرأة ليس كقطعة لحم مشوية لا تُؤكل إلا إذا غُطِّيت بغطاء فضي. هذا الشك الذي يملأ قلبك هو الوصفة المثالية للجنون.”
نقرت بلسانها مستنكرة، ثم أضافت: “أنت شديد الانفعال، وسيم، وثري، ومع ذلك لم تفز بقلب الآنسة شيلدون. خذ وقتك للتفكير، وضع خطة لتغيير مشاعرها. ثم…”
مدّت يدها إلى ظرف ورقي كان على الطاولة بجانب السرير وقدّمته له. “هذا خطاب تركته لك المعلمة.”
خطف إيان الظرف على عجل، مزّقه وقرأ:
عزيزي السيد دالتون،
حين تقرأ هذه الرسالة سأكون قد ذهبت إلى مكان لا تعرفه. وإن لحقتَ بي، فسأعبر القناة لأجد مكانًا لا تصل إليه.
لدي اعتراف. لقد قلتَ إنني حبك الأول. لكنك لم تكن حبي الأول. والقبلة التي تبادلناها – التي قد تكون الأولى بالنسبة لك – لم تكن الأولى بالنسبة لي.
لم أكن المرأة الطاهرة النقية كما تخيّلتني. آمل أن تستيقظ من أوهامك عني.
لورا بندلتون
تساقطت ذراعه التي تحمل الرسالة.
سألته أخته: “ما الذي كُتب فيها؟”
تمتم بصوت مبحوح: “انسها.”
هذا كل ما استطاع قوله.
خرج من غرفة شقيقته بخطوات ثقيلة كالرصاص. جلس على الدرج المؤدي إلى الحديقة، وأعاد قراءة الرسالة مرة أخرى.
كل كلمة فيها كانت كصفعة على وجهه.
لم يكن حبها الأول. ولم تكن تلك قبلتها الأولى.
كان وقع الحقيقة صادمًا، لكن الأسوأ أنه لم يسمعها من فم أحد آخر، بل من لورا نفسها. بدا وكأنها تعمدت أن تنفّره منها. كيف تعترف بماضيها مع رجل آخر بينما ما زالت تزعم أنها تحبه؟
‘إذن لم تكن تحبني قط. أنا من أساء الفهم، وأنا من ظننت أنها تكنّ لي مشاعر صادقة.’
نظر إلى الباقة الكبيرة وصندوق المفاتيح الذي أعده لها. بدا الأمر كله سخيفًا الآن. زوجته المستقبلية لم تكترث إطلاقًا.
‘أفضل أن أموت.’
دفن وجهه بين ركبتيه وغرق في يأس عميق.
“خالي، ماذا تفعل هنا؟”
رفع رأسه ببطء. كانت أوليفيا، بفستانها البنفسجي الفاتح، تحدّق فيه.
حاول أن يرسم ابتسامة: “كيف حالك يا أوليفيا؟”
“بخير، وإن كنت حزينة قليلًا لفراقك.”
ابتسمت بأسى وأضافت: “فشلتَ في عرض الزواج، أليس كذلك؟”
تحولت ابتسامته إلى ابتسامة مرة.
“وماذا في ذلك؟ يمكنك أن تحاول مجددًا. إن رُفضت، جرب مرة ثانية وثالثة. أنا أعرف امرأة رفضت عرض زوجها خمس مرات قبل أن تقبل في السادسة. وكان رجلًا أرملًا مليئًا بالندوب وله تسعة أطفال. أما أنت، خالي، فأنت رائع. ستنجح ربما في المحاولة الثالثة فقط!”
“شكرًا لك على هذه الكلمات. لقد أثلجت صدري.”
نهض من مكانه. شعر أن مكان غضبه ليس هنا، في بيت أخته المليء بالأطفال، بل في قصره الخاص.
أمر الخادم أن يجهز عربة. وقفت أوليفيا لتودعه.
“خالي، سمعت أنك هددت بإطلاق النار على نفسك إن لم تقبل بعرضك؟”
“من أخبرك بهذا؟”
“سمعته صدفة. كم تبدو رومانسيًا! رأيتك مجددًا بعينيّ، كأنك بطل رواية ميلودرامية!”
“يسعدني أن تري الأمر هكذا يا أوليفيا.”
“ليتني تلقيت عرض زواج بهذه الطريقة! على أية حال، خالي، إذا ذهبت إلى لندن يومًا، يجب أن تزور مدينة باث.”
“ولماذا باث؟”
“لأن جوهرتك ستقضي الشتاء هناك.”
م.م: أوليفيا ❤️🔥❤️🔥❤️🔥 بفريق خالها
نظر إليها بدهشة، لكنها غطّت فمها وضحكت بخفة.
وصلت العربة. صعد وأغلق الباب خلفه.
قالت له: “خالي، ما أخبرتك به سر.”
“بالتأكيد. وداعًا يا أوليفيا.”
تحركت العربة. أسند رأسه إلى المقعد وأغمض عينيه.
كانت في باث إذن.
قبل أن يقرأ الرسالة، لكان قد هرع ليبحث عنها كالمحقق. لكنه الآن بلا دافع. ماذا سيفعل إن رآها ثانية؟ بالنسبة لها، الشخص الذي لا يريد أن يُخفي ماضيه عديم القيمة…. لم يعد يعني لها شيئًا.
عاد إلى قصره متثاقل الخطوات.
اقترب منه كبير خدمه، رامسويك. “سيدي، ضيف في انتظارك.”
دخل المكتب، فوجد الممثل القانوني لعائلة دالتون جالسًا. انحنى الرجل بأدب، ثم ناوله ملفًا وهو يجلس قبالته.
“لقد اكتشفنا دلائل على اختلاس في أعمال عائلة بندلتون التي استثمرتم فيها. يبدو أن ديون المقامرة لتشارلز بندلتون وصلت إلى حد الانفجار، فمد يده إلى أموال أعمال شقيقه.”
تفحّص إيان الأوراق وابتسم بسخرية. “تشارلز بندلتون… رجل عجيب. أضاع ميراث الليدي أبيغيل الهائل في لحظة، ثم تطاول على أموال أعمال شقيقه. هل سمح له الابن الأكبر؟”
“نعم. جيرالد بندلتون أعطى الإذن. أما الابن الأكبر جون بندلتون فهو رجل ساذج صغير العقل، فلاح يقدّس كلام أبيه كأنه وحي. كل مشاريعه الفاشلة بدأها بناءً على إلحاح والده، ولم يسترد يومًا رأس ماله ولا حقق نجاحًا. سمعته أنه غير كفء بالفطرة.”
أشعل إيان سيجارًا، وهو يتأمل.
كانت الأمور تسير أسهل مما تخيل. تجارة بناء السفن عند عائلة بندلتون تتطلب سنوات، من وضع المخططات إلى شراء المواد. لكن بدخوله كمستثمر، تبعه آخرون، وتسارعت العملية بشكل غير مسبوق: مخططات خلال شهر واحد فقط، وشراء مواد وبداية بناء. سرعة لا يصدقها عقل.
كان واثقًا أن وراء الأمر معاملات مشبوهة. استخدام أخشاب رخيصة أو صفقات وهمية… ثم ينسحب هو، فيتبعه الآخرون، فتسقط العائلة في الإفلاس، وكل التكاليف تعود عليهم.
لكن جيرالد اختلس بنفسه، مسرّعًا سقوطًا كان سيتأخر سنوات في المحاكم.
ابتسم إيان ببرود: “لقد انتهت عائلة بندلتون، بفضل الأبناء الذين رفضوا ابنة عمتهم الحكيمة.”
مجرد التفكير في الأمر أضحكه. لقد اقترب من تدمير الوحش الذي ترك ندوبًا لا تُمحى في طفولة لورا، واحتقر ابنة أخته وطردها. مجرد تخيّل سقوطه كان يبدّد بعضًا من مرارة رفض لورا له.
“هل جيرالد بندلتون في لندن الآن؟”
“نعم، يقيم مع أبنائه في منزل بجروفنور سكوير.”
“الوضع واضح، ولا حاجة لإضاعة الوقت. سأبلغه فورًا بانسحابي من الاستثمار.”
“حسنًا، إذن سأغادر إلى لندن اليوم وأرسل لكم برقية بالنتائج فورًا…”
“سأذهب معك.”
“ماذا؟”
وضع إيان الأوراق على الطاولة وأشعل سيجارًا آخر، وابتسم ابتسامة باردة.
“أريد أن أرى بعيني كيف سيبدو وجه جيرالد بندلتون عندما ينهار مجد عائلته كقلعة من الرمال.”
م.م: أخيرا رح نشمت فيه 🔥
Sel للدعم : https://ko-fi.com/sel08 أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 113"