أستغفر الله العظيم واتوب اليه ⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
«لو كان الأمر كذلك، لاتخذتك عروسًا لي.»
«من حسن الحظ أنك وُلدتِ فتاة. كادت أن تقع مواجهة بالأسلحة بين عمي وخالي بسبب شيلدون.»
قررت السيدة فيرفاكس أن تذهب لرؤية لورا بنفسها. فقد أقلقها حال لورا الصحي، ولم تستطع أن تكف عن التفكير فيما حدث في ذلك اللقاء.
طرق.
طرقت باب غرفة لورا، لكن لم يأتِها رد.
امرأة مؤدبة في العادة كانت ستنصرف ببساطة إن لم تتلقَّ إجابة. لكن السيدة فيرفاكس كانت تملك فضولًا أنانيًا لا يُطاق، وفي مثل هذه المواقف كانت تخسر هدوءها المعتاد وتصبح متهورة.
أمسكت بمقبض الباب وأدارته. فانفتح الباب بسهولة.
كانت الغرفة مكتظة بالحقائب والصناديق التي أخذتها معها حين غادرت إلى وايتفيلد.
رفعت بصرها نحو السرير. لم يكن هناك أي أثر لها مستلقية. ولو كانت مريضة، لكانت تتأوه من الألم. جالت السيدة فيرفاكس ببصرها في أرجاء الغرفة، وسرعان ما لاحظت باب الشرفة مفتوحًا على مصراعيه، ورأت ظهر الآنسة شيلدون واقفة عند النافذة أمام الدرابزين الحجري.
خطت مسرعة بخطوات هادئة، لكن لورا لم تلتفت.
«يا معلمة.»
ارتجفت كتفا لورا النحيلتان.
«أأنتِ مريضة، وتخرجين في هذا الهواء البارد؟»
أدارت لورا وجهها ورفعت يدها إلى وجهها. لاحظت السيدة فيرفاكس أنها تمسح وجهها. اقتربت بسرعة، أمسكت بكتف لورا وأدارتها نحوها.
كان وجه لورا مخطَّطًا بالدموع.
«معلمة…!»
انتفضت لورا تبكي، وهي تفرك عينيها المبتلتين.
«أنا آسفة. أن تريني على هذه الحال…»
«كفى اعتذارًا. ما الذي يحدث بحق السماء؟ ماذا جرى في اللقاء؟»
أطرقت لورا رأسها.
«لا. لا شيء… لا شيء…»
«إذن لِمَ؟ لِمَ تبكين؟ أتشعرين بالحنين للوطن؟ أتشتاقين إلى لندن؟»
«لا أشتاق إليها مطلقًا. إنه فقط… فقط…»
حاولت لورا السيطرة على صوتها المتقطع.
«لم أعد أستطيع البقاء هنا.»
«أين تقصدين؟»
«دنڤيل بارك. لا، يوركشاير بأكملها.»
«لماذا؟»
«وجودي هنا عبء. وجودي سيكون عبئًا على الجميع.»
«ما الذي تقولينه؟ لقد جعلتِ أبنائي الجاهلين يتعلمون تصريف الأفعال اللاتينية. وأريتِ ابنتي، تلك الضفدعة في قعر البئر، كيف يجب أن تكون السيدة الفاضلة. كنتِ رفيقة شطرنج جيدة لزوجي، وابنة لمُحسني. فما الذي…»
م.م: 🤣🤣🤣🤣 متتتتت من وصف اوفيليا
«كل ذلك بلا جدوى! بلا جدوى! السيد دالتون… يحبني!»
أسرعت السيدة فيرفاكس لتغطي فمها. كادت الكلمات التي في ذهنها تنفلت من شفتيها.
يا حمقاء، ماذا لو انكشف الأمر أصلًا!
غطت لورا وجهها بكلتا يديها وانفجرت باكية.
«أنا آسفة جدًا لعائلة فيرفاكس التي رحبت بي. أنا، مثلي، تجرأت أن ألفت نظر السيد دالتون وحتى أنه تقدم لي. كان عليَّ أن أكون أكثر حذرًا… أكثر حيطة…»
«لا أحد يعيش بالحذر مثلك. لا تلومي نفسك.»
أدارت فيرفاكس رأسها نحو الشرفة. غابة دنڤيل بارك، وكأنها تسخر من المرأة المبتلاة، كانت ترتدي ثيابًا زاهية بالألوان وتتمايل برفق في نسيم الخريف.
«لنعد إلى الداخل ونكمل حديثنا.»
دخلت الاثنتان الغرفة وجلستا متقابلتين عند الطاولة الصغيرة.
«لماذا لم تفرغي حقائبك بعد؟»
أجابت لورا وهي تمسح وجهها بمنديل.
«لأن عليَّ الرحيل قريبًا.»
«إلى أين؟»
«إلى أي مكان. بعدما عرفت بمشاعر السيد دالتون، لم يعد بإمكاني البقاء هنا.»
«ولِمَ لا؟» كادت الكلمات “فلتتزوجا وتعيشا في وايتفيلد!” أن تفلت منها، لكنها تماسكت. فلو علمت لورا بمشاعر إيان، لأدركت أنه استدرجها إلى هنا لإغوائها، ولو اكتشفت أنها شاركت في تلك الخطة الخبيثة، لخسرت كل عاطفة تجاه عائلة فيرفاكس بأسرها.
م.م: حبيت أخت إيااان 😭😭
«بصراحة، أنا مندهشة قليلًا. لم أتخيل قط أن إيان سيحمل لك مثل هذه المشاعر، يا آنسة. لكنني أراكِ كفرد من العائلة. وإن كان ممكنًا، آمل ألّا ترحلي.»
م.م: أوسكار في التمثيل 🤣 تصفيق حار بليز
نظرت لورا إليها بدهشة.
«ظننتك ستشعرين بالإهانة. أخ رائع مثله يقع في غرام شخص مثلي…»
«سأكون سعيدة مع أي شخص، ما دام إيان سيتزوج. فهو لا يستمع إليّ أصلًا. لا بد أن الأمر صعب عليكِ يا آنسة. من المؤلم أن يلاحقك رجل متقد مثل إيان. أنا أفهم.»
«السيد دالتون رجل رائع.»
«شكرًا لقولك ذلك. لكنني لا أوافقك الرأي.»
أمسكت السيدة فيرفاكس بيد لورا الصغيرة.
«دعيني أسألك شيئًا: هل يمكنكِ أن تتركينا بلا أي ندم؟»
هزّت لورا رأسها.
«فلماذا لا توقفي زيارات إيان وتبقي هنا؟»
«السيد دالتون لن يستمع.»
«أعرف. أنتِ قلقة أن يتجاهلك ويستمر في القدوم، أليس كذلك؟ حسنًا، يا آنسة، أنا أعرف الكثير من نقاط ضعف إيان التي يخفيها. كان يجب أن يكون ألطف وهو صغير. بكلمة مني لن يجرؤ على الاقتراب من هنا مجددًا.»
حاولت السيدة فيرفاكس أن تقدم نصيحة مغرية، علّها تفيد.
«إن رغبتِ، أستطيع أن أخبرك ببعض منها.»
لكن لورا لم تكن من النوع الذي يتلصص على أسرار الآخرين. هزت رأسها.
«حتى وإن كنتِ شقيقته، لا يمكنكِ منعه.»
«لا تستهيني بي، يا آنسة شيلدون.»
«بل أنتِ من تستهينين بمشاعر السيد دالتون. السيد دالتون… السيد دالتون بالأمس…»
أخذت لورا نفسًا عميقًا، وكأن مجرد الفكرة تكتم أنفاسها.
«قال إنه إن لم أقبل عرضه… فسوف يزهق روحه… برصاصة من مسدسه…»
لم تستطع لورا أن تكمل، جسدها كله كان يرتجف.
تجمدت السيدة فيرفاكس تحدق في الفراغ. كان بودها أن تلف ذراعيها حول عنق شقيقها إيان، أن تُقيّده إلى جانبها وتنهال عليه بمليون ضربة.
م.م: 🤣🤣🤣🤣🤣
إذن ها أنت تستعرض جهلك بعالم النساء، يا إيان دالتون! لهذا يحتاج الرجال إلى الرفقة والعلاقات قبل الزواج. تمضون حياتكم مرسومين في زاوية من الغرفة، ثم تتعثرون في لحظات حاسمة كهذه.
شعرت السيدة فيرفاكس أنه لا مفر من ترك لورا ترحل. فقد صدمها سلوك شقيقها الأرعن صدمة عميقة.
لكنها لم تستطع أيضًا أن تدعها تذهب ببساطة. فقد تعلقت بلورا مع الوقت، لكن الأهم، بعد أن عرفت أنها ابنة السيد شيلدون، كانت قد وضعتها في خيالها زوجة وحيدة لأخيها.
فمع مرور عشرين عامًا، لم تمحُ الذاكرة صورة السيد شيلدون من ذهنها. كان رجلاً وسيمًا أنيق الهندام، حتى في ثياب بالية. عطوفًا، متفهمًا، حكيمًا، وكريمًا. كان الملاك الذي أنقذ إيان الشاب الحساس الوحيد.
فكرة أن ابنة رجل كهذا قد جُرحت على يد عم أناني وسُلبت ميراثها ظلمًا، أوجعت قلبها.
وحياة المُربية، التي كانت لورا على وشك أن تخوضها مجددًا، لن تزيدها إلا بؤسًا. ستعاني من الوحدة والفقر.
لذلك آمنت السيدة فيرفاكس أن الحل الوحيد هو أن تتزوج لورا من إيان. إن فعلت، ستدير شؤون أخيها بحكمة وتقود قصر وايتفيلد نحو الأفضل. وبمقابل سلوكها الحسن واجتهادها، ستحيا حياة سعيدة، محبوبة من زوجها، محترمة من القرويين.
كانت السيدة فيرفاكس تتوق بشدة لرؤية ذلك يتحقق.
«إن كان لا بد أن ترحلي، فلا حيلة لي، لكن… ماذا عن أطفالنا؟ إنهم يحبونك كثيرًا.»
«أشعر بالذنب تجاههم.»
«سيبكي دانيال وجورج عند رحيلك. وأوليفيا ستتحطم. لن نجد من يعوّضك. وأنا…» «…»
«…»
«في الحقيقة، كنت أشعر بالوحدة مؤخرًا. منذ مجيئك وجدت رفيقًا، وخفَّت وحدتي. حتى صحتي بدأت تتحسن قليلًا. أنتِ أفضل صديقة ليس لإيان فحسب بل لي أيضًا. وإن رحلتِ هكذا…»
سوت السيدة فيرفاكس شالها بلا اكتراث وسعلت. اسودّ وجه لورا بالهم. وخز ضمير السيدة فيرفاكس قليلًا، لكنها تابعت:
«يا آنسة، ما رأيك بهذا؟ نغادر قصر دنڤيل بارك لفترة حتى تهدأ مشاعر إيان.»
«حتى تهدأ مشاعر السيد دالتون؟»
«نعم. يقولون: بعيد عن العين بعيد عن القلب.»
بدت لورا شديدة الارتياب.
«أتظنين أن مشاعر السيد دالتون بتلك الخفة؟»
«لا، لا ينبغي. لكن الشغف يبرد سريعًا كما يشتعل سريعًا. أظن أن قلب إيان عابر. لم يعرفك حتى لعام كامل. موسم من الفراق قد يكون كافيًا.»
ضغطت السيدة فيرفاكس على يد لورا.
«قلتِ إن لديكِ صديقة في باث؟ اذهبي إليها واستريحي، ثم عودي في الربيع. وإن لم يكن إيان قد استقر، سأجد لك وظيفة أخرى بنفسي منصب مُعلّم خاص. ستحصلين على نفس التعامل وراتبك هنا. لذا، رجاءً، خذي وقتك وفكري في ذلك.»
بدت ملامح لورا معقدة. فكرت، ثم أخيرًا أومأت.
«سأفعل، سيدتي.»
تنهدت السيدة فيرفاكس.
«إذن، متى سترحلين؟»
«أنا خائفة من رؤية السيد دالتون مجددًا. سأودع الأطفال فقط ثم…»
«حسنًا. إذن فلنرحل غدًا. سأحسب أجرك على عملك حتى الآن. وسأكتب لك عنوان المكان الجميل الذي أقمنا فيه في باث.»
وقفت المرأة.
«تحتاجين لمعدة قوية لرحلة طويلة. سأرسل لك بعض الطعام مع الخادمة. تأكدي من أكله كله.»
أومأت لورا، وعيناها محمرتان كعيني أرنب. ابتسمت السيدة فيرفاكس بمرارة.
«لقد أمسكت بها… والآن يا إيان، ماذا ستفعل؟»
فتحت الباب وقلبها مثقل. لكنها ما إن فتحته، حتى دوى طرق في أذنيها. سارعت لإغلاق الباب وحدقت في الرواق إلى اليسار. كانت أوليفيا تركض نحو غرفتها، وشعرها الذهبي يتطاير.
«ماذا؟ هل سمعتِ كل شيء؟»
تنهدت السيدة فيرفاكس ثم رفعت كتفيها.
«حسنًا، لا بأس.»
م.م: أوليفيا تمثلنا 🤣
Sel للدعم : https://ko-fi.com/sel08 أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 111"