⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
هزّت الآنسة بندلتون رأسها.
«رسميًا، هي جدتي من تقوم بذلك.»
«إذن، آنسة بندلتون، أنتِ كثيرًا ما تتغيبين؟»
«لا. بسبب صحة جدتي، أنا المسؤولة عن العملية بأكملها. حتى لو أردت، لا أستطيع.»
«أفهم.»
تمتم السيد دالتون بصوت خافت، ثم تكلّم بوضوح أكبر:
«سأزورك قريبًا. هل يناسبك الغد؟»
تفاجأت الآنسة بندلتون من مبادرته غير المتوقعة، وهزّت رأسها.
«آه، طبيب جدتي سيأتي غدًا. أظن أن بعد غد سيكون مناسبًا.»
«حسنًا. سأزورك بعد غد.»
أومأت الآنسة بندلتون ومدّت يدها.
«إذن، سأنتظر لقائنا القادم.»
أمسك السيد دالتون بيدها، وحدّق فيها لحظة، ثم انحنى ببطء وقبّل ظاهر كفها.
«عودي بسلام، آنسة بندلتون.»
قال ذلك بصوت رخيم وهو ما زال ممسكًا بيدها، ثم أطلقها بعد ثوانٍ قليلة.
شعرت الآنسة بندلتون بالارتباك، لكنها سرعان ما اعتبرت الأمر مجرّد جهلٍ منه ببعض قواعد المجاملة. ابتسمت له ابتسامة صغيرة وانطلقت.
كانت تظن أنه سيعود إلى الحفل بمجرد مغادرة عربتها، لذلك لم تلتفت إليه منذ لحظة انطلاقها. لذا لم تلحظ أن السيد دالتون ظلّ واقفًا يراقب العربة حتى غابت عن بصره.
تلك الليلة، قبل أن تخلد إلى النوم، جثت الآنسة بندلتون بجوار سريرها كعادتها. كانت ممتنّة لصداقتها الجديدة مع السيد دالتون، ودعت أن يجد عروسًا مناسبة في لندن، وأن يهنأ بحياة سعيدة.
وكعادتها، كانت صلواتها صادقة. لكنها لم تكن تدري كيف ستُستجاب تلك الصلوات في المستقبل.
بفضل إلحاح السيدة رانس المستمر، وجد السيد دالتون نفسه في مساء اليوم التالي للحفل جالسًا في قاعة الطعام في منزل عائلة رانس، قبالة الآنسة دورا رانس.
لطالما اشتهرت مأدبات البارونيت رانس في لندن. وذلك ليس فقط بسبب الولائم الفاخرة، أو لمجرد التمتع بابتسامة ابنته الجميلة الآنسة دورا، بل لأن البارونيت رانس كان مشهورًا بصرامته في اختيار ضيوفه.
كان شديد التعلّق بلقبه وبأسرته، ولذلك، لم يكن يُسمح بالجلوس على مائدته إلا لمن يساويه على الأقل في الرتبة أو الانتماء العائلي.
حتى قبل تقديم المقبلات، بدأ السيد رانس يستجوب السيد دالتون عن أراضيه وعن عمر عائلته، في تجاوز واضح للذوق الذي يتباهى به.
وبفضل إصراره، وقبل أن يُقدَّم الطبق الرئيسي، كان قد اكتشف أن ملكية “وايتفيلد” كانت تُعرف سابقًا بدير بايلون، وأنها في حوزة عائلة دالتون منذ عهد الإصلاح الديني في القرن السادس عشر. عندها فقط شعر السيد رانس بالارتياح لأن زوجته لم تدعُ ضيفًا غير جدير.
وبشعور من الألفة، بدأ يحكي له عن تميمة جده الأكبر، التي منحت أسرته لقب البارونيت أول مرة.
احمرّت وجنتا الآنسة رانس خجلًا من تفاخر والدها. فلم يمضِ على نيل أسرتها للقب سوى أقل من مئتي عام، ولم يكن ذلك بفضل إنجاز عظيم، بل مجرد حسابات سياسية.
ومع ذلك، ليتجرأ والدها على الفخر أمام عائلة دالتون، ملاك الأراضي في يوركشاير منذ قرون؟ لقد بدا الأمر محرجًا، بل أقرب إلى الوقاحة.
لكن السيد دالتون أصغى في هدوء، وأبدى الاحترام الواجب تجاه الآنسة رانس ووالدتها. وبعد العشاء، اعتذر بلطف عن قبول السيجار، وغادر سريعًا. لم ينتبه أحد إلى أنه هرب متقززًا من ثِقل الطعام وغرور السيد رانس.
بعد أن انصرف السيد رانس إلى مكتبه، مبتهجًا بظنه أنه وجد أخيرًا شابًا مناسبًا، كانت السيدة رانس تطير فرحًا وهي تتخيل تفاخرها على صديقاتها بأن إيان دالتون تناول العشاء عندها. أمسكت بيد ابنتها وهي على وشك الصعود إلى غرفتها، واقتادتها إلى غرفة الجلوس.
جلستها بجانبها، وأخذت تداعب يدها وتهمس بمكر:
«أخبِريني، أليس السيد دالتون وسيما؟»
وافقت الابنة بحماس:
«نعم، يا أمي. لم أرَ في لندن رجلًا أكثر وسامة منه!»
«وأنا كذلك أظن. رجل مثله، ومع تلك الثروة، لا بد أن العشرات من الفتيات يتهافتن عليه، ومع ذلك لا يزال عازبًا. إنه هدية من السماء. لا يهم كم تنفقين، لا تهملي مثل هذه الفرصة. هيا يا دورا، يجب أن نجعله يتقدّم لكِ قبل انتهاء هذا الموسم الاجتماعي.»
فتحت الآنسة رانس عينيها دهشة.
«لكني لم أرَ السيد دالتون سوى مرتين فقط. ثم إنه بلا لقب، أليس كذلك؟ والدي سيكرهه بالتأكيد.»
ابتسمت الأم بسخرية:
«وهل تعلمين أي نبلاء يملكون المال هذه الأيام؟ الأزمة الاقتصادية جفّفت محافظهم. من النادر أن تجدي عريسًا في لندن لم يرهن أرضه أو يؤجر قصره. خذي مثلًا المركيز بادون، الذي رقصتِ مع ابنه مرارًا. كان رجلًا مهذبًا وراقصًا بارعًا، أليس كذلك؟ ومع ذلك، ألم يُطرح عقاره الريفي مؤخرًا في المزاد؟ كيف يدير أمواله ليخسر ميراث أجداده؟»
ثم هزّت رأسها بأسى:
«مقارنةً به، أليس السيد دالتون رائعًا؟ “وايتفيلد” بحد ذاتها ملكية قائمة مع قصر، وغاباتها مثالية للصيد. فضلًا عن ذلك، ما إن ورث العائلة بعد وفاة والده حتى باع كل ما لا يعود عليه بالنفع، واستثمر في المناجم المربحة، وسندات السكك الحديدية، والأسهم، والعقارات كل ما يُدرّ المال فعليًا. مثل هذا العقل القوي هو ما تحتاجه أي أسرة لتبقى. إن كانت هناك أسرة واحدة في إنجلترا لن تفلس، فهي آل دالتون.»
سألتها الآنسة رانس بدهشة نصف مصدّقة:
«لكن يا أمي، لم يتفوّه السيد دالتون بكلمة واحدة عن هذا اليوم. من أين عرفتِ كل ذلك؟»
أجابت الأم بلا أدنى خجل:
«خالتكِ في يوركشاير سألَت في الجوار. هناك الكثير من الفتيات على وشك الزواج، وفي كل لقاء، يدور الحديث عن إيان دالتون.»
تنهدت الآنسة رانس ونظرت إلى وجه أمها. إذا كان والدها عبدًا للألقاب، فوالدتها تؤمن فقط بالماديات. فأدركت مجددًا كم كانت محظوظة أنها لا تشبه أيًا منهما.
قالت بحزم:
«أما أنا، فأُعجب بسحر السيد دالتون وأخلاقه. لا يهمني شيء آخر. المال والأراضي أمور عملية طبعًا ولا يمكن تجاهلها، لكني لن أتزوج دون انجذاب حقيقي.»
لكن السيدة رانس، التي عانت طيلة حياتها من زوج مسرف عاجز، وجدت كلام ابنتها ساذجًا، بل مثيرًا للشفقة.
«ومتى تظنين أنك ستشعرين بذلك الانجذاب الحقيقي تجاه السيد دالتون؟»
«لقد رأيته مرتين فقط!»
«سواء مرتين أو عشرين، لا يغيّر ذلك شيئًا: إنه وسيم، غني، وأعزب. لكن شيئًا قد يتغيّر: بينما تنتظرين انجذابك المزعوم، قد تصبح فتاة أخرى السيدة دالتون. وإن حدث ذلك، فستكون على الأرجح دوقة أو كونتيسة، ومهرها ثلاثة أضعاف مهرنا. في زمن نُدرة العرسان، يستطيع السيد دالتون أن يختار من بين أفضل فتيات لندن. البنات كثيرات، لكن الورثة قلائل.»
انتفخت وجنتا الآنسة رانس غضبًا من كلام أمها، فأدركت السيدة رانس أنها أفسدت الأمر بتفكيرها المادي المعتاد، فسارعت لتغيير نبرتها إلى ما يرضي غرور ابنتها.
«إياكِ أن تفعلي ذلك يا عزيزتي. هذا يجعل وجهك يبدو معوجًا. الفتاة الجميلة مثلك يجب أن تبتسم دائمًا. ابتسمي كما فعلتِ في الحفل أمس. لقد أسرتِ قلب السيد دالتون بتلك الابتسامة.»
«آه يا أمي، ما هذا الكلام؟ لقد كان فقط مجاملًا لي.»
«لا يا صغيرتي! عيناه كانتا تلمعان كلما نظر إليك. أول الأمر فُتن بوجهك الملائكي، ثم كلما صرفتِ نظرك قليلًا، كان يتأمّل سحرك كله. شعرك الجميل، كتفاك الناصعتان، يداك الرقيقتان. وعندما أدرك أنه لا شيء فيك إلا جميل، لم يستطع أن يرفع عينيه عنك.»
بدأت ملامح الآنسة رانس تلين وهي تصغي لوالدتها. لكن عقلها لم يُسلب بعد بالكامل.
«لكن، لو كان معجبًا بي لهذا الحد، لماذا لم يطلب مني رقصة فالس تلك الليلة؟ لقد حيّاني فقط بعد مغادرة الآنسة بندلتون. كنتُ أنتظر، وقد رفضت دعوات سائر السادة لأرقص معه.»
«وهل تقولين هذا بعد أن رأيتِه يرقص مع الآنسة بندلتون؟»
«آه، لكنه كان سيئًا جدًا في الرقص. لا أحب الرجال الذين لا يجيدون الرقص.»
«مسكين، توفيت والدته صغيرة، وربّته أخته الكبرى. لم يعتد صحبة الشابات، فلا يشعر بالراحة إلا مع عانس بائرة مثل الآنسة بندلتون.»
م.م: امسكوووني عليها 🤬🤬 عندنا في الجزائر نقولو مثل “يلي يضحك يلحق” أي من يضحك على شيء/حدث سيصيبه مثله….
«أمي! ألم تقولي إنه لا يجوز وصف الآنسة بندلتون بالعانس؟»
«ليس أمام الناس فقط. بيننا الأمر مختلف.»
استغربت الآنسة رانس من أمر والدتها. فهي التي كانت تعاملها دومًا كطفلة ساذجة، لكنها الآن تحدّثها كإحدى سيدات مجتمعها وهي تغتاب.
ولأكثر من نصف ساعة، ظلت السيدة رانس تسقي عقل ابنتها بكلمات مُغرية، تضعف حكمها وتشعل غرورها: أنه واقع في حبها، أنه أسير لجمالها، أنه لن يلبث أن يطلب يدها إن منحتْه فرصة أخرى…
حتى أقوى العقول قد تضعف أمام مثل هذا التلاعب. فما بالك بفتاةٍ نما غرورها كالطفيليات في ذهنها من فرط الاهتمام الذي حظيت به في المجتمع الراقي؟ لقد كان تأثيرًا لا يُقاوم.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات