أستغفر الله العظيم واتوب اليه ⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
“الآنسة بندلتون.”
لا بد أنها كانت تعرف كل شيء. أوهامها الخاصة، ومشاعر السيد دالتون.
تذكّرت الآنسة لانس نزهة الربيع الماضي. حينها هربت الآنسة بندلتون، فانطلق السيد دالتون وراءها مسرعًا.
كانت تعتقد أنه كرهها بعدما عرف حقيقتها. لكن ربما كان العكس هو الصحيح. ربما كان عاشقًا لها بجنون، لكنها هي من أبعدته.
لماذا لم يخطر ببالها هذا من قبل؟
لماذا، لماذا؟ لقد سخرت منها في سرّها. لأنها وُلدت من أصلٍ غير نقي. لأنها عانس. لأنها بلا ثروة.
“لقد كانت أكثر نساء لندن وعيًا ورُقيًّا…”
لقد جُرِّدت من كبريائها أمام الحقيقة. جسدها العاري بدا بائسًا، ملتويًا، ضعيفًا، في تناقض صارخ مع جسدها حين كانت في العشرين.
“كنت أظن نفسي ذكية. كنت أظن أنني أفضل من أبي المهووس بالطبقات، ومن أمي التي خاطرت بحياتها من أجل المال، ومن أصدقائي الطائشين. لكنني لست أفضل منهم. أنا فقط فتاة حمقاء في العشرين.”
م.م: كبرتي في عيني، ربي يفرج عليك
غطّت الآنسة لانس وجهها بكفيها. وسرعان ما تبلّلت راحتاها بالدموع. لم تكن دموع امرأة مكسورة القلب، بل دموع إدراك مرير، دموع لا يذرفها إلا من واجه نفسه الحقيقية.
خرجت لورا من بهو القصر مرتديةً فستانًا أخضر مربّع النقوش، وشالًا أبيض. تبعتها خادمتان تحملان الحقائب.
كانت عربة بنية داكنة متوقفة أمام القصر. فسارع سائق “وايتفيلد” بتحميل الأمتعة بمساعدة الخادمتين، فيما صعدت الآنسة بندلتون إلى داخل العربة.
كانت تتوق لمغادرة هذا البيت. كانت بحاجة إلى وقت لترتيب أفكارها.
لقد بدأت تشك منذ أوائل الصيف الماضي أن قلب السيد دالتون معلق بسيدة أخرى. فقد اختفى فجأة، ثم عاد ليخالط رفقة الآنسة لانس، وطلب مساعدتها في العثور على زوجة.
ومن خلال سلوكه المفعم بالبرود والصداقات السطحية، تخلّت لورا تمامًا عن اعتقادها أنه قد يكنّ لها أي مشاعر.
لكن ذلك لم يكن سوى قناع. لقد استغل الآنسة لانس ليخدع نفسه دفاعًا من الحب.
م.م: ملاحظين أنها ما اهتمت لجهوده و ركزت فقط على الآنسة لانس؟؟؟ متفهمة انو هي مبغاتش الشي يلي صرالها يصرا لأخرى بصح وش دخلك!!!!
بعد أن انتهى تحميل الأمتعة، ودّعت الخادمة سيدتها وعادت إلى القصر، فيما جلس السائق في مكانه.
أخرجت الآنسة بندلتون رأسها من النافذة وأمرت بالتحرك.
فما كان من السائق إلا أن صاح “هيّا!” ولوّح بالعنان. صهل الحصان وبدأ يجري.
لكن،
“توقّف.”
التفتت لورا نحو مدخل القصر. كان هناك ظل رجل طويل أمام الشرفة. إنه السيد دالتون.
أوقف السائق العربة بسرعة، وتقدّم الرجل نحوها.
صرخت لورا باضطراب نحو السائق: “دعها تنطلق!”
لكن السيد دالتون أمره بصرامة: “أرخِ العنان.”
فأطاع السائق سيده على الفور.
فتح السيد دالتون باب العربة دون استئذان، فشدّت لورا قبضتيها.
“أما يحق لي أن أذهب بمفردي يا سيد دالتون؟”
“أتريدين أن ترحلي دون أن تقولي شيئًا عمّا حدث للتو؟”
“ليس عندي ما يُقال.”
“إن كان الأمر تافهًا إلى هذا الحد، فلماذا تهربين مني؟ لماذا تغضبين إذن؟”
حدّقت لورا في عينيه ببرود.
“عن ماذا سنتحدث إذن؟ عن كيف استغليت الآنسة لانس لتخدعني؟ عن كيف تسلّحت بالأكاذيب لتصل إليّ؟”
“لا تسميه خداعًا. لم يكن بيني وبين الآنسة لانس سوى ما يشبه العلاقة بينك وبين ويليام. لا تنعتيني بالوضيع. لقد عشت ثلاثين عامًا دون أن أبالي برأي أحد، لكن هناك استثناء واحد الآن: أنتِ.”
م.م: أنا بجانب إيان لآخر فصل من الرواية، حبيت وضح موقفي من الآن…
“…”
“دعيني أخبرك بكل شيء. لقد وقعت في حبك في الحفل الأول الذي التقينا فيه. لم تكن صداقة ما أبقاني في لندن، بل حب. لكنك لم ترغبي بي، وبعد طول تفكير تظاهرتُ بأنني مهتم بسيدة أخرى. في المقصورة وسط الغابة، قلت لك إن في بالي امرأة. وتلك المرأة كانت أنتِ، يا آنسة بندلتون.”
بُهتت لورا.
“لا أندم على ذلك. لو لم أخدعك، لما أصبحتِ معلمة في دنڤيل بارك، ولما جئتِ إلى وايتفيلد. كان خيارًا حتميًا، لأن التخلي عنك كان مستحيلًا.”
“…وماذا سيتغيّر إن أحضرتني إلى هنا؟ حتى لو أحببتك، فهل يمكن أن نكون أكثر من عشيقين؟ لن ترغب بالزواج مني، أليس كذلك؟”
“إذا كان الأمر كما تقولين يا آنسة بندلتون، فسأعتذر للآنسة لانس بنفسي. فلندعها جانبًا. لدينا ما هو أهم لنتناقش فيه.”
أزاح السيد دالتون موضوع الآنسة لانس كما لو كان ورقة مهملة. فانطفأ جزء من فرحتها.
نظرت لورا عبر النافذة، وتذكرت نفسها وهي في السابعة عشرة. كيف تحملت كل شيء في لندن، حين تركها جون آشتون وعلم الجميع أنها كانت عشيقته.
انتشرت الشائعات بأنها فقدت عذريتها، بل وحتى أنها حامل. كانت السيدات يتجنبن الحديث معها كما لو كانت امرأة شارع، والرجال يهينونها بلطفٍ متصنّع.
تلك الذكريات تركت جروحًا لا حصر لها في قلب لورا، وحتى الآن، في التاسعة والعشرين، ما زالت تؤلمها بين حين وآخر.
ستمر الآنسة لانس بالتجربة نفسها. ربما بدرجة أقل بسبب لقبها، لكن لورا تعرفها. فتاة ساذجة، متعالية. شيء كهذا سيدمّرها.
“بسبب الرجل الذي عرّفتها عليه…”
“سيد دالتون.”
تطلعت إليه لورا مباشرة.
“تزوّج الآنسة لانس.”
تجمّد وجه السيد دالتون. كانت تعرف أن كلامها سيجرحه، لكنها تماسكت وقالت بحزم:
“أنقذ السيدة التي باتت في خطر بسببك.”
“لست فارسًا يقاتل تنينًا لينقذ أميرة مسجونة في برج.”
م.م: الفارس فقط لمن يحب🤷🏻♀️
“لكن لا تكن الشرير. إنها زوجة مثالية من نواحٍ كثيرة. إنها مناسبة لك تمامًا، وزواجكما سيكون مفيدًا لكليكما…”
“كفى!”
ارتفع صوته فجأة.
“لا أريد أحدًا أن يتدخل في من أتزوج. خاصة أنتِ…”
ارتسمت على وجهه الوسيم ملامح الألم.
“تعرفين مشاعري، ومع ذلك لا تفكرين إلا في الآنسة لانس. سمعتها، مستقبلها، زواجها. ما شأنك بها؟ مجرد صديقة تلقينها أحيانًا في الحفلات؟”
“…”
“أنت تعرفين قلبي الآن. أنني أحبك، وأنني لا أريد الزواج بغيرك! فكيف تطلبين مني أن أتزوج أخرى؟ أبهذا القدر مشاعري بلا قيمة؟ ألا تدركين أن اقتراحك هذا يجرحني؟ أم أنني بلا معنى عندك؟”
م.م: صح علاه ديريلو هك!!!!
كان صوته يحمل جرحًا واضحًا.
“أنا لست رجلًا نبيلًا. لم أكن كذلك يومًا. أعيش كما أشاء، ولا يهمني رأي الناس. لا شروط للزواج عندي. الحب وحده. ولا أشعر به إلا نحوك أنتِ. فلا تحاولي إقناعي بالشروط والمصالح. كلما فعلتِ ذلك، ازدادت قسوة قلبي. والقلب إذا تحوّل إلى صخر، قد يسجنك في كهف ويغلق عليك الباب إلى الأبد.”
م.م: والله أنت أنبل شخص 😭
قررت لورا أن تكفّ عن محاولات إقناعه. لقد كان رجلًا عنيدًا، ومشاعره نحوها أقوى مما توقعت.
“لقد تسرعت. أعتذر. زواجك يا سيد دالتون شأن يخصك.”
لكن ملامح الغضب لم تلِن.
“لقد قررت بالفعل من سأتزوج. لكن مسألة ما إذا كان الزواج سيتم فعلًا، فهي بيدك.”
“…أرجوك، لا تضع هذا القرار بين يديّ. لا أستطيع أن أجعل السيد دالتون سعيدًا.”
“بمجرد إيماءة منك، يمكن أن تجعليني أسعد رجل في العالم.”
“هذا الشيء الوحيد الذي لا أستطيع أن أفعله.”
“ولِمَ؟”
“لا إنسان عاقل سيقبل بزواج متعجرف مفتوح الأبواب. من الواضح أنه سيجلب الشقاء لزوجتك وأطفالك.”
“أأنتِ خائفة لهذه الدرجة من العالم؟ هل غاية حياتك أن تتجنبي القيل والقال يا آنسة بندلتون؟”
م.م: قصفهاااااا 😭
“غاية حياتي أن أعيش باستقامة. الحرية، الحب، والزواج لا بد أن تتحقق داخل حدود النظام الاجتماعي، دون أن تُلحق الأذى بمن أحب. هذه هي القيم التي أتمسك بها.”
ضحك بدهشة.
“تجعلين الزواج بي كأنك ترتكبين جريمة.”
“أعتذر إن جرحتك.”
“لا تعتذري. فذلك لا يعزّيني.”
تنهد ومسح وجهه بيده. أما لورا، فلم تحتمل رؤيته يتألم، فأدارت وجهها نحو النافذة.
“الآنسة بندلتون، دعيني أسألك سؤالًا واحدًا.”
بعد لحظة صمت، قال:
“بعيدًا عن كل شيء… ألم تحبيني إطلاقًا؟ ولو لحظة عابرة؟ ألم يحدث ولو مرة أن رأيتني فخفق قلبك، أو سهرت الليل تفكرين بي، أو تخيلتِ مستقبلًا يجمعنا؟”
م.م: كلش تخيلاتو، راهي تلعبها برك 😒
Sel للدعم : https://ko-fi.com/sel08 أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 108"