4
ألبرت: “ها أنا، لن آكلك. لما أنتِ خائفة إلى هذه الدرجة؟”
أسيل (بتوتر): “لا، لست خائفة…”
ألبرت (يضحك): “ههه، تبدين مثل خروف صغير يتبع أمه في كل مكان.”
أسيل: “وأنت تبدو مثل الذئب.”
ألبرت: “حقًا؟ هذا لطف منك. على فكرة…
أظن أنني أعرف لماذا أنت خائفة…
هل تظنين أنني أرغب بالزواج منك؟”
أسيل (بصدق): “أجل، أليس كذلك؟”
ألبرت (بهدوء): “لا، يا أسيل. أنا أراك كأختي الصغيرة…
ولا أرغب بالزواج منك إطلاقًا.
بل، في الحقيقة، أنا على علاقة بفتاة أخرى.”
أسيل (براحة): “حقًا؟ هذا… رائع.”
ألبرت (ساخرًا): “هل أنتِ سعيدة إلى هذه الدرجة؟
هل تكرهين فكرة الزواج مني لهذا الحد؟”
أسيل: “لا، لا أكرهك.
أنا فقط… لا أريد الزواج بك، هذا كل ما في الأمر.”
ألبرت (يضحك): “ههه، غريب… عادة كل الفتيات يتقاتلن عليّ.
ما عداكِ.”
أسيل: “لقد قلتَ إنك تراني كأختك الصغرى، وأنا كذلك أراك كأخ كبير.”
ألبرت: “هذا جميل.”
في الحقيقة… لا يمكنني الكذب على نفسي، “ألبرت” وسيم جدًا.
طويل، رشيق، عيناه العسليتان رائعتان، وشعره البني يلمع تحت أشعة الشمس.
إنه يشبه والدته إلى حد كبير…
ألبرت: “هيا يا أسيل، سأحكي لكِ قصة.”
أسيل: “قصة؟ ما هي؟ أنا أستمع.”
ألبرت (بصوت هادئ):
> “كان هناك عصفوران في قفص.
الأول أبيض… والثاني ذهبي.
كلاهما حلمه واحد: الحرية.
العصفور الأبيض لم يحاول أبدًا الهروب.
أما الذهبي، فكان دائم التفكير، يحاول، يخفق… لكنه لا يستسلم.
وفي يوم من الأيام… انفتح باب القفص.
العصفور الذهبي طار مسرعًا نحو السماء… حُرًّا.
لكنه لم يفرح طويلًا، لأن قطة انقضّت عليه… وأكلته.
أما العصفور الأبيض… مات في قفصه.
♕ النهاية ♕
أسيل (مصدومة): “أيّ قصة هذه؟! النهاية فظيعة!”
ألبرت (مبتسمًا): “لا أعلم… ربما ستفهمين معناها عندما تكبرين.”
أسيل (تعترض): “أنا لست صغيرة!”
ألبرت: “ههه، ربما… يومًا ما، ستصبح كلمة (الحرية) مجرد… كلمات.”
أسيل (مرتبكة): “ماذا تعني؟!”
ألبرت (ببرود): “لا تهتمي… لا شيء.”
أسيل: “ألبرت… هل سبق أن شعرت بأنك تنسى أشخاصًا عاشوا معك؟ كأنهم… اختفوا فجأة؟”
ألبرت (يضحك): “أنسى؟ لا… لم أنسَ أحدًا في حياتي.”
أسيل: “ها! إنها أمي والعمة جوليا… لقد عادتا.”
ألبرت (بهدوء): “أسيل… إذا اختفيت يومًا ما… لا تنسيني.”
أسيل (مندهشة): “ماذا؟!”
العمة جوليا (بحماس): “مرحبًا يا أحبائي! أرجو أنكما استمتعتما بلقائكما!”
غادر بعدها كلٌّ إلى منزله…
لكن جملة ألبرت الأخيرة ظلت عالقة في رأسي…
“إذا اختفيت… لا تنسيني.”
—
مرّ الآن ثلاثة أيام منذ أن توقفت عن شرب شراب الأعشاب في الليل.
استيقظت من حلم غريب…
كان هناك بيت يحترق، وكنت أقف خارجه، أشاهد ألسنة اللهب تتصاعد…
وكانت هناك صرخات ناس من الداخل.
كان الحلم مرعبًا. نهضت ببطء لأشرب الماء.
—
منزلنا مقسم إلى طابقين:
الطابق السفلي: غرفة والدي، المطبخ، والصالون.
الطابق العلوي: غرفتي… وغرفة مغلقة.
وبينما كنت أسير بهدوء في الممر، شعرت أن هناك شيئًا غير طبيعي في الهواء…
شيئًا مخيفًا ينتظرني خلف الصمت…
في الليل…
كنت على وشك النوم حينما سمعت صوت والدي يتحدثان في المطبخ، فتسللت بهدوء ووقفت خلف الجدار أتنصّت.
ميرا: “إذًا، ما العمل؟”
جافري: “لا أدري… بما أنه قرار الحاكم، فليس بيدنا حيلة…”
ميرا: “لا بأس… ما زال أمامنا بعض الوقت، علينا فقط أن نعيش بسعادة حتى يحين…”
جافري: “أجل…”
لم أفهم ما الذي كانا يتحدثان عنه بالضبط، لكن بدا أنه أمر مهم…
ولم يكونا يعلمان أنني أستمع إليهما، ولا يجب أن يعرفا.
وبينما كنت عائدة بهدوء إلى غرفتي، نظرت إلى الغرفة المغلقة بجانب غرفتي…
تلك الغرفة التي لم يُسمح لي بدخولها أبدًا.
(يجب أن أسرق المفتاح ذات يوم… يجب أن أعرف ما يخفونه عني)
في اليوم التالي…
جاءت الخادمة مرة أخرى، بنفس النظرة الهادئة ونفس اللباس الأسود، وقالت:
الخادمة: “السيد الشاب في انتظارك، تعالي معي.”
في القصر:
السيد الشاب: “هل حصل شيء ممتع معك مؤخرًا، يا أسيل؟”
أسيل: “أجل، قضيت وقتًا لطيفًا مع والدي… والتقيت بأحد معارفهم.”
السيد الشاب (بفضول): “حقًا؟ أخبريني، كيف كانت أيامك؟”
أسيل: “ذهبت للتسوق مع أمي، وهناك التقينا العمة جوليا وابنها ألبرت…
كنت سعيدة لأنه يعتبرني مثل أخته الصغرى، ولا يرغب في الزواج مني.”
السيد الشاب (منزعج قليلًا): “هل… هل كنتِ مخطوبة له؟”
أسيل: “لا، لم يكن خطوبة فعلية، فقط كان هناك حديث عن الأمر.”
السيد الشاب: “وأنت لا ترغبين بالزواج منه؟”
أسيل: “لا، لم أفكر به بهذا الشكل أبدًا.”
السيد الشاب (صوته منخفض): “هل… تحبين أحدًا؟”
أسيل (ارتبكت): “لا… لا أحد.”
(في داخلي: “أحممم… لا يمكنني أن أخبره أنني معجبة بالحارس الوسيم…”)
أسيل (تغيّر الموضوع): “وأنت يا سيدي الشاب؟ هل تحب أحدًا؟”
السيد الشاب: “لا، أنا أيضًا… لا أحد.”
بدأنا نتحدث في مواضيع كثيرة… عن الكتب، عن الحياة، عن الجزيرة…
ومر الوقت بسرعة دون أن أشعر.
السيد الشاب: “أنتِ رائعة يا أسيل…
أنا أحسدكِ على حياتك…”
أسيل (بدهشة): “تحسدني؟! لماذا؟
أنت تعيش في قصر فاخر، لديك كل شيء… خدم، جمال، سلطة…
أنا من يجب أن أحسدك!”
السيد الشاب: “أجل، لدي كل ذلك…
لكن أنتِ تملكين شيئًا أهم بكثير من كل هذا: الحرية.”
أسيل: “الحرية…؟ ماذا تعني؟”
كنت على وشك سؤاله المزيد، لكن الحارس دخل الغرفة.
الحارس: “سيدي، لقد انتهى الوقت. آنسة أسيل، حان وقت العودة.”
أسيل (واقفة): “إذًا… طاب يومك يا سيدي الشاب.”
السيد الشاب: “وأنتِ أيضًا… أراك لاحقًا.”
في العربة:
جلست في الزاوية المقابلة للحارس، نظراتي تتسلل نحوه بين لحظة وأخرى…
كان يشعّ وسامة تحت ضوء الشمس، شعره الفضي، وعيونه الخضراء مثل الأحجار الكريمة.
الحارس (بهدوء): “هل هناك شيء ما في وجهي، آنستي؟”
أسيل (مرتبكة): “هم… لا، لا شيء… فقط… أنت وسيم.”
الحارس (ضحك): “ههههه وسيم؟ شكراً على المجاملة…
وأنتِ أيضًا جميلة.”
أسيل (خجل شديد): “شكرًا…”
(في داخلي: “قلبي يكاد يتوقف!”)
الحارس: “لقد وصلنا… أراكِ لاحقًا، آنسة أسيل.”
أسيل: “إلى اللقاء…”
في غرفتي:
دخلت وأنا ما زلت أفكر بكلماته…
وقفت أمام المرآة أتأمل نفسي:
شعر أصفر طويل ومجعد،
عيون خضراء باردة،
بشرة بيضاء صافية…
هل يمكن أن يكون فعلاً معجبًا بي؟
في تلك الليلة…
وكالعادة، لم أشرب شراب الأعشاب.
أخذت الكأس ورميته من النافذة.
لكن قبل أن أستلقي…
رأيت شيئًا من النافذة في عمق الغابة…
أشخاص يرتدون السواد، يتحركون بهدوء نحو المعبد.
وفجأة…
فلاش في ذهني…
شخص يرتدي الأسود، يمد يده لخنقي!
شعرت بصداع حاد… كأن رأسي سينفجر.
وبعد أن تأكدت أن والدي قد ناما…
قررت أن أفعل شيئًا لم أفعله من قبل.
ارتديت معطفي… وخرجت بصمت…
سأتبع أولئك الأشخاص إلى المعبد…
ربما هناك… سأجد أجوبة لكل شيء.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
Chapters
Comments
- 5 - العضو الجديد منذ يوم واحد
- 4 - الحرية منذ يومين
- 3 - الوحش 2025-09-08
- 2 - الرسالة 2025-09-07
- 1 - مينديا 2025-09-07
- 0 - التمهيد 2025-09-07
التعليقات لهذا الفصل " 4"
حبيت شخصية ألبرت و واضح انه يخفي غموض 😔
على عموم واصلي و الله حبيت الرواية 💕💕