༺༽الرسالة༼༻
مرحباً يا فتيات، أتمنى أن تكنّ بخير…
هذه أنا، ليليا، ابنة التاجر “كالستور”. أعلم أنكن الآن قد تجدن صعوبة في تذكري جيدًا، لكننا كنا صديقات في نادي الخياطة، لمدة عام كامل.
أنا ليليا، ذات الشعر الأسود الطويل كليلٍ لا ينتهي، والعيون السوداء اللامعة. كانوا يلقبونني بـ”الغراب الساحر” بسبب جمالي اللافت.
أعلم أنني كنت متكبرة في البداية، وكان من الصعب التعامل معي بسبب وقاحتي… وقد جرحت مشاعركن كثيراً، لكن صدقاً: لقد أحببتكن بصدق وتعلقت بكنّ.
أنا فقط لا أريد لكن أن تنتهين بطريقة بشعة، كما انتهت باقي الفتيات.
استمعن إلي جيداً…
في السنة، هناك 11 شهراً.
وفي كل شهر، يتم اختيار فتاة مميزة، ذات دم نقي… لتُقدَّم كـ”قربان” للشيطان، من أجل بقاء الجزيرة خالدة.
وفي هذه السنة، التضحية ستحدث في شهر “جوان”، والفتاة المختارة… هي جوان.
اسمها وحده يكفي كدليل.
جوان (مصدومة): مــاذا…؟!
لا أعلم ماذا سيحدث لكِ يا أسيل، أو لكِ يا هايدي، لكن كل ما يجب عليكن فعله… هو الهرب قبل فوات الأوان.
لا وجود لوحوش البحر.
كانت كذبة من ملك الجزيرة، هو من يقتل كل من يحاول الهرب أو قول الحقيقة.
أنا أعلم أنني لن أموت… لأن والدي “كالستور” سيُبقي عليّ حية، لأنه بحاجة لي، لكنه لن ينقذكن أنتن.
أنقذوني معكن… أرجوكن، لا تنسوني… أنا هي ليليا.
—
بينما كنا نقرأ الرسالة، كانت الصدمة تظهر على وجوهنا واحدة تلو الأخرى…
كأننا نحاول تذكّر شخص ما… لكن لا جدوى، كان هذا الاسم “ليليا” ممحوًّا من ذاكرتنا تمامًا.
جوان: هل يجب علينا تصديق ما تقوله الرسالة؟
هايدي: لا أدري… هذا غريب جدًا. كيف نجد ثلاث رسائل بنفس المحتوى ومن نفس الشخص فجأة؟ وحتى اسم الشهر، جوان…
جوان: الأمر مخيف… لا أريد أن أصدق، لكنني خائفة…
—
في تلك اللحظة، بدأت أرى ومضات غريبة في عقلي…
شخص غامض، وصوت…
> “أسيل… أعلم أنك ذكية… ستلاحظين غيابي… سأصبح مرافقة الوحش… أفضل الموت على ذلك…”
رأسي بدأ يؤلمني كأن شيئًا سينفجر داخلي…
أسيل: يا فتيات… أشعر أن هذه الرسالة تقول الحقيقة.
هناك شخص فقدناه فعلاً، ولا بد أن نحافظ على سرية الأمر… حتى نكتشف الحقيقة بأنفسنا.
جوان وهايدي: أجل بالطبع… لكن ماذا نفعل؟ لم يتبقَّ على شهر “جوان” سوى شهرين فقط!
جوان (بكاء): لا أريد أن أموت… عمري 14 سنة فقط…
أسيل: هناك شيء غريب… كيف ننسى نفس الشخص نحن الثلاثة معًا؟ لا بد أن هناك شيئًا يجعلنا ننسى… مثل شراب أو طعام معين.
جوان: ربما… أشعر أن رأسي سينفجر… أحتاج شراب الأعشاب لأصفّي ذهني.
أسيل وهايدي (معاً): لحظة… شراب الأعشاب؟ نحن أيضاً نشربه قبل النوم!
نظرنا لبعضنا بنظرات استغراب.
بدأنا نربط الأمور ببعضها…
نحن نشرب نفس الشراب، في نفس التوقيت، يوميًا… فربما يكون هو السبب!
فأخبرت جوان وهايدي أن يتوقفن عن شربه لعدة أيام، حتى موعدنا القادم في النادي، لنرى إن كانت ذاكرتنا ستتحسن.
—
لم أخبر والديَّ بالأمر… أبقيت كل شيء سرًّا، وأتمنى أن تفعل جوان وهايدي الشيء نفسه.
وفي ذلك المساء، بينما كنت أتناول العشاء مع والدي، سُمع دقٌّ سريع على الباب.
فتحت أمي الباب، وإذا بامرأة ترتدي زي الخادمات تقف هناك…
لاحظت أن والدي بديا مرتبكين جدًا… بل خائفين.
دخلت الخادمة، ونظرت إلي بنظرة غريبة، ثم استدارت نحو أمي، وأعطتها كيسًا وقالت:
الخادمة: “ألبسيها هذا الرداء فورًا… ستقابل السيدة الصغيرة الآن.”
شعرت بقشعريرة تسري في جسدي، تجمد لساني من الخوف.
أخذتني أمي إلى الغرفة وغيرت ملابسي، كانت ثيابًا فاخرة جدًا، تشبه ملابس الحفلات الملكية…
عانقتني أمي بشدة وقالت:
الأم: “لا تخافي يا أسيل… كل شيء سيكون على ما يرام، فقط اجعليه يعجب بك، وبهذه الطريقة ستكونين بأمان.”
أسيل (خائفة): “لكن أمي، لا أريد الذهاب! إنه وحش… سمعت أنه يقتل كل فتاة ترافقه!”
الأم (بلهجة حاسمة): “هذه مجرد كذبة… سيكون كل شيء بخير.”
ثم أخذتني من يدي وسلّمتني للخادمة… ركبنا العربة، وصمت مطبق طوال الطريق.
—
عندما وصلنا، رأيت قصرًا ضخمًا… كأنه من قصص الخيال التي كنت أقرأها في الكتب.
الخادمة: “مرحباً بكِ في قصر الملك. أنتِ اليوم ستكونين مرافقة السيد الشاب.
احرصي على ترك انطباع جيد… فقد تعودين مجددًا.”
أسيل: “العودة مجددًا؟!”
الخادمة: “نعم… إن أحب السيد الشاب وجودك، فستستمرين بالمجيء إلى هنا.”
أسيل (مرتبكة): “هل… هل سأراه؟”
الخادمة: “لا، من أنتِ لتريه؟ سيكون هناك حاجز من الستار بينكما.”
—
التعليقات