اسيل: انا سوف أحضرها لك، والداي يحتفظان بها بالسر.
جوان(بقلق): هل أنتِ متأكد؟
اسيل(بثقة): ثقي بي……
جوان: أنا حقًا ممتنة… ومتأسفة لأنني تحدثت معكِ بوقاحة منذ قليل. أشعر بالخجل من نفسي.
اسيل: لا بأس… آرغغغغغ، اللعنة، صداع مجددًا…
ارتجف جسدي فجأة مع اندفاع ذكرى مبهمة إلى رأسي.
صوت في الذاكرة: هيا أسرعي من هنا!
اسيل (في الذاكرة): هل علينا حقًا الذهاب؟ ماذا بشأن كاميليا؟
الصوت: لا بأس، ستكون بخير… فقط انجُو بحياتك واتركي الباقي لي… أرجوك يا اسيل لا تنسيني… أنا…
انقطع المشهد، لأفتح عيني وأنا أتنفس بصعوبة.
جوان(بقلق): اسيل، هل أنتِ بخير؟
اسيل (باضطراب): ما هذا…؟ سحقًا، جوان، أعتقد أن عليّ الذهاب الآن.
جوان: ولكنك لستِ على ما يرام.
اسيل: لا بأس، أشكركِ… يجب عليّ المغادرة.
غادرت منزل جوان.و لاكن الشوارع كانت مظلمة على غير العادة، بالرغم من أن الوقت ما زال صباحًا. الجو كان موحشًا، ضباب يلف الطرقات، والبيوت بدت كأشباح صامتة.
شعرتُ بثقل لا يُحتمل في صدري، حتى إنّ وجوه الناس الذين مررت بهم صارت مرعبة في عيني.
صوت مألوف: اسيل! هل أنتِ بخير؟ لقد كنت أناديكِ مرارًا ولم تسمعيني!
استدرتُ، كان البرت يلهث خلفي.
اسيل (والدموع تملأ عينيها): البرت… لم أعد أحتمل البقاء هنا!
البرت (بهدوءٍ غريب): لا تقلقي، أنا معكِ… كل شيء على ما يرام.
انتقلنا معًا إلى مكان بعيد، وسط الطبيعة، حيث الأشجار تحجبنا عن أعين الناس. الهواء كان بارداً ورائحة المطر ما زالت عالقة.
اسيل: كيف يمكنك أن تكون بهذا الهدوء… وأنت تعلم أنك ستموت قريبًا؟
البرت: لا، اسيل. أنا بالفعل فقدت حياتي… حين مات أصدقائي، وحين علمت أن هذه الجزيرة مثل السجن… لا مفر منه. فقدتُ كل شيء.
اسيل (بإصرار): ماذا لو حاولنا الهروب مجددًا؟ ربما ننجح هذه المرة!
البرت: هذا مستحيل، اسيل.
اسيل (بغضبٍ يائس): إذاً ستتقبل موتك بهذه البساطة؟
البرت (بابتسامة حزينة): أجل… عشتُ بما فيه الكفاية. حان وقت الراحة من هذا العذاب.
اسيل: أنا لن أدعك تموت هكذا! سأحاول حتى آخر لحظة لإنقاذك!
البرت: شكراً، يا اسيل. هذا لطف منك… لكن للأسف، لا توجد طريقة. كل الطرق مغلقة. ومع ذلك، أنا ممتن لأنني التقيت بكِ. أتمنى أن لا تواجهي صعوبات مثلي… وأن تتمكني من الهروب.
اسيل (بدموعها): سحقًا… لماذا تقول هذا الآن؟!
البرت (يتنهد): أريد شيئًا واحدًا فقط.
اسيل: ما هو؟
أخرج البرت رسالة مطوية من جيبه.
البرت: أرجوك… أوصلي هذه الرسالة لليليا بعد موتي. أخبريها أنني زرعتُ حبّها في قلبي حتى آخر لحظة… وأنها كانت أملي الوحيد.
اسيل (تأخذ الرسالة بصوت متهدج): حسناً… أعدك.
عُدت إلى المنزل، لا أستطيع التظاهر بعد الآن. كنت يائسة، حتى والداي لاحظا ذلك، لكنهما لم يتحدثا. نظراتهما الغريبة جعلتني أشعر بأنهما يعرفان كل شيء. قررت أن أفعل شيئًا… في الليل، أعددت لهما شايًا كالمعتاد. لكن هذه المرة… وضعت فيه جميع الأعشاب التي كانا يطعمانني إياها.
جلست أراقبهما يشربان. بعد وقت قصير، شعرتُ أنا بالنعاس… وفقدت وعيي.
استيقظت لأجد نفسي في حديقة مليئة بالزهور، الأضواء تحيط بي بهدوء ساحر. ارتجفت، أنادي: “من هنا؟” حتى ظهر ذلك الرجل الغامض من المعبد. كان يبتسم بثقة.
ركضت نحوه… لماذا أحضرتني إلى هنا؟ من أنت؟
الرجل الغامض: لا تقلقي… لن أؤذيك. فقط استمعي.
شعرتُ أنه مألوف… وكأنني أعرفه منذ زمن.
الرجل: والدكِ كانا يحاولان جعلكِ تنسين كل شيء. لو لم أنقذك الليلة، لكنتِ فقدتِ ذاكرتكِ مجددًا… لتعيشي في وهمٍ أبدي.
اسيل: ماذا تقول؟ ومن أنت؟
الرجل: لا أستطيع أن أبوح الآن… لكنكِ ستتذكرينني يومًا. عليكِ فقط أن تدخلي الغرفة المغلقة. هناك ستجدين كل شيء يخص حياتك الحقيقية… هاهو المفتاح اسرعي يا اسيل….
لم افهم ابدا لم مفتاح الغرفة كان مع هذا الشخص لم يكن لدي خيار اخرى سوف تنفيذ ما طلبه مني……
ركضتُ عائدة إلى المنزل. وجدتُ والديّ مغمى عليهما. صعدت بسرعة إلى الطابق العلوي، وفتحت الغرفة المغلقة. أول ما واجهني صورة لي بفستان رائع وأنا صغيرة، لم أتذكرها من قبل. وعلى الجدار الأيمن، صورة كبيرة لرجل عجوز وامرأة بجانبه، نفس الصورة التي رأيتها في حلمي. كان هناك العديد من الكتب و الفساتين و حتى الصور.
على الطاولة، وجدت رسالة قديمة:
“مرحبا، اسمي ديانا روكس أديليس. عمري 15. في الأصل أنا ابنة ملك الجزيرة سيزار روكس أديليس الأول، وأمي إليزابيث. لكن بسبب عمي تم قتل والدي وأمي، وهُجّرت إلى عائلتي الحالية مع محو ذكرياتي. الآن تذكرت كل شيء.”
تجمدت يداي. كان الخط يشبه خطي… لكن الرسالة تتحدث عن شخص آخر؟ هل أنا هي ديانا؟! في الظرف وجدت صورة أخرى… أنا وفتاة لا أعرفها.
جمعت الرسالة والدفتر والصور، و بينما كنت على وشك الخروج حتى تذكرت العشبة التي وعدت بها جوان. أخذتها وهربت من المنزل.
في الطريق، كنت ضائعة بلا مأوى. فجأة سمعت صوتًا خلفي:
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات