بمجرد وصولي إلى ساحة المعبد اختبأت خلف الجدار، استرقّ النظر من النافذة لألمح والدي وبيانكا وكثيرًا من الناس جالسين على المقاعد كأنّهم ينتظرون خطابًا مهمًّا.
الصدمة الكبرى كانت حين لمحت أليكس جالسًا معهم. ليبدأ الجميع بالصلاة، وبعد الانتهاء رفع القدّيس كأسًا مصنوعًا من الذهب وقال: «هذه كأس من دم أحد أبنائنا، ترمز إلى الخلود، لاستمرار ازدهار جزيرتنا. لذا يجب علينا دائمًا التضحية من أجل استمرار حياتناو رفاهيتنا..». فردّ الحاضرون: «تحيا الجزيرة!» ثم قدّموا الكأس إلى أليكس وهتفوا: «عاش ملكنا الجديد!»
لم أفهم — لماذا أليكس؟ ومن هو الملك الجديد؟ أليكس الحارس؟ لم أستوعب شيئًا. ملابس أليكس كانت مختلفة عن عادته؛ كان يرتدي زيّ الملوك.
واصل أليكس الكلام بفخر وهو يرفع الكأس الذهبية: «إنه ليوم عظيم أن أقدّم نفسي كملك جديد لهذه الجزيرة. أنا أليكس ديفيشكو دياس، شمس المستقبل. يسرني أن أملأ هذه الكأس مجددًا بدم… البرت، عدونا ومهدّد كياننا. و جوان ذات الدم الطاهر». وهتف الجميع منحنين: «تحيا ملك الجزيرة! تحيا!»
لم أصدق ما أسمع؛ هل كان أليكس هو ولي العهد الملقّب بالـ”وحش”؟ ه…هل كنت كل هذه المدة مخدوعة بحيل الملك؟
فجأة دوى صوت خلفي: «من أنت؟»
صُدمت.
وقفت مكاني بلا حراك، ثم سقطت على ركبتي من شدّة الدهشة. لم أملك جرأة الالتفات؛ كلّ ما خطر ببالي أنّ أمري انتهى.
عاد الصوت البارد يسأل: «أخبرتُك، من أنت؟» التفتُ و انا أرتجف؛ لم أستطع رفع رأسي لأنظر إليه. ثم سمعته و هو يقول ، كأنه نبرة من الماضي تقول: «أسيل…». رفعت رأسي لأجد شخصًا يرتدي عباءة كعباءاتهم، وله شعرٌ بنفسجيّ لم أرَه من قبل. نظرت إليه بخوف.
أغمضت عينَيّ وتخيّلت الصرخة تتصاعد، لاتخيله و هو يقول: «حصلتُ على جاسوسة؛ كانت تسترق السمع».
لكنه انحنى ليهمس قرب أذني: «اذهبي بسرعة، الطلاسم على وشك الانتهاء».
لم أفهم كيف سمح لي بالرحيل أو كيف عرفني. كلّ ما خطر ببالي هو النجاة بحياتي. هربت مسرعةً دون أن أنظر إلى الخلف.
ركضت بأقصى سرعتِي، وأخذت ألهث. كانت قطرات المطر تضرب وجهي كالصواعق، وبرك الوحل تحت قدميّ كأنّي أدوس على النار. تسارعت دقات قلبي حتى وصلت إلى البيت وأنا أتنفّس بصعوبة.
قبل دخولي، كان حذائي مغطّى بالطين. لو دخلت بهذا الشكل سوف يكتشفان والداي أمري بسهولة، ولم يكن لدي وقتٌ لتنظيف ثيابي أو تنشيفها.
للحظة فكرت بالهرب، من هذا المكان، فهما ليس والدي، و حتى انهم يخططان لتخلص مني!؟؟ و لاكن إلى أين أذهب؟ لكني لم أجد مخرجًا آخر سوى العودة إلى البيت، فقرّرت أن أتنظّم وأتظاهر بأنّي نائمة.
عند عودة والداي الى المنزل…….
سمعت والديَّ يتحدّثان :
الأم: «هل هناك من دخل البيت؟ أم أنّ أسيل استيقظت فحسب؟»
الأب: «أظنُّ كلاهما حصل….».
الأم: «لكنّها كانت نائمة آخر مرّة رأيناها فيها».
الأب: «سنذهب إلى غرفتها. إن كان شعرها وملابسها مبلّلين وكانت جسمها باردا، سنعرف أنّها خرجت».
في الصباح التالي استيقظت بحمى شديدة؛ لم استطع النهوضمن على فراشة من شدة مرضي، كان والدي يعتنين بي . و لاكن بدا عليهم ملامح غريبة في تعاملهما معي، فهل هما يشتبهان بي؟ أم أنّه ذلك الرجل الذي رأيته في المعبد أبلغهما عنّي؟و من الطبيعي ان يبلغ عني…. فأنا من خاطرت بحياتها….
في اليوم التالي طلبت إذنًا من والديّ لزيارة جوان، لأنّها كانت مريضة في آخر مرّة رأيتها و سمحا لي بزيارتها….
عندما دخلت بيتها كنت متوتّرة. في العادة كنت أرى والدها ووالدتها طيّبين، لكن الآن اصبحت ارى الجيع بأقنعة مزيفة…….
أمُّ جوان(بلطف): «إنها هنا في غرفتها، تفضّلي بالدخول، أسيل».
أسيل(توتر): «شكرًا… مرحبًا جوان، كيف حالك؟»
جوان (باهتة): «الحمد لله أنك أتيت، أسيل… لا أريد أن أموت. أنا صغيرة على ذلك، لديّ حياة أعيشها. أرجوكِ، افعلي شيئًا، انقذيني…»
أسيل (بأسى): «جوان، أنا آسفة… جئت الي و انا اضعف منك ».
جوان (بندم): «لِماذا لا تختبئين أنتَ مكانِي؟ و انا اهرب…و حين يعلمون أنّك مكانِي فلن يقتلوك».
أسيل (مُرتعشة): «ماذا؟ هل جننتِ؟ كيف أفعل ذلك؟»
جوان (منكسرة): «لا فائدة منكِ! حتى صداقتنا كانت كذبًا… كذب! كلّكم كذابون ومزوّرون! انه صعب علي ان اتقبل اني سوف اموت بعد شهر…هه.ه.هه(بكاء)»
تذكّرت: “الدم الطاهر”… قالوا إنّهم يريدون التخلص منها لأنها ذات دم طاهر.
أسيل: «سمعت من والدي مرّة أنّ الملوك يكرهون زهرة الخرز؛ فهي تثير حساسيّتهم. إن شربتِ شايًا مُعَدًّا من هذه الزهرة سيظهر على جسدكِ علامات، وبهذا لن يُضحى بكِ».
جوان (بهمس): «لكن هذه الزهرة محرّمة عندنا…»
نهاية الفصل
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 10"