بعد عدة ايام من لقاء ماري و جونكيو 

كانت ماري تقوم بلحاقة في كل مكان، يتظاهر جونكيو انها غير موجودة بقرب الاخرين و لم يبدو على احد انه يراها باستثناءه… 

في الصباح.. الظهيرة.. المساء.. 

فترة الغداء و العشاء من شروق الشمس حتى منتصف الليل.. 

الوقت الوحيد الذي تختفي فيه هو فترة نوم جونكيو

تذهب لمكان ما حتى موعد استيقاظة

كان جونكيو في المكتبة وحدة برفقة ماري يجلس على الكنبة و يتظاهر بقراءة كتبة الدراسية بينما ينظر  اليها امامه… 

تتجول في المكتبة

تنظر الى باقة الزهور تاره 

و الى النافذة تاره اخرى

لينزل الكتاب عن وجهة و ينظر اليها من قوة نظراته اليها لاحظته و التفتت عليه

-ما خطبك جونكيو؟-

احمر خجلاً عندما تكلمت معه و لاحظت نظراته اليها ليغطي وجهة بالكتاب مجددا و يردف: 

-لا.. لاشيء!-

بعد لحظات من الصمت تكلم جونكيو اخيرا

-ماري.. كم عمرك انتِ؟-

جلست ماري بقربة على الاريكة و ردت

-عمري ثمانية-

اتسعت عيناه و ظهرت عليه تعابير الحماس فجاة

-انا ايضا.. انا ايضا عمري ثمانية-

ليسألها مجددا: ماري هل انتِ ميته؟ لانكِ شبح..؟ 

نهضت ماري من الاريكة بانفعال طفيف لتقول بصوت عالي

-لست ميته.!!!!!!-

-انا نائمة… جسدي في المشفى انا بخير!!-

صمت جونكيو للحظات ليفكر بالامر قليلا و اردف بعدها 

-اذا.. انتِ في غيبوبة؟-

ابتهجت ملامح ماري لانه فهمها اخيرا

-نعم انا في غيبوبة هذا ما قال الطبيب-

سألها بصوت متردد: هل انتِ مريضة؟ 

ردت ماري: لست مريضة لكن حولي بعض الاشخاص السيئين

لاحظ جونكيو ان نبرتها تغيرت في الكلام و قرر ان هذا موضوع حساس للتكلم عنه و توقف عن طرح المزيد من الاسئلة

جمع شجاعته و رفع يده ليربت على شعرها بلطف، تغيرت نبرة صوته و ملامح وجهة للالطف ليقول

-حسناً هذا ليس مهماً

يمكنكِ ان تبقي بجانبي بعيداً عنهم-

. 

. 

. 

مرت الايام و الاشهر اصبح الجو ادفئ و تفتحت الازهار

مضى ثلاث اشهر على اول لقاء لجونكيو و ماري في ذلك اليوم الممطر

كان جونكيو كالعادة يجلس في المكتبة وحدة على الاريكة امام النافذة و يقوم بقراءة كتبه لتهب رياح قوية من النافذة و تتطاير الاوراق حوله و تتناثر في كل مكان داخل المكتبة ركض بانزعاج ليغلق النافذة و قبل ان يصلها بقليل

ظهرت ماري من العدم واقفة على حافة النافذة لتدخل الى حيث جونكيو

تفاجئ من ظهورها كان على وشك الاصطدام بها فتراجع خطوة للخلف فتعثر و وقع على الارض بينما ماري دخلت و وقفت امامه بهدوء

مرت لحظات من الصمت ينظر احدهما الى الاخر لتمد ماري يدها لتساعد جونكيو على النهوض، ليتكلم بنبرة منزعجة بينما يمسك بيدها

-لماذا تدخلين من أماكن غريبة دائما؟؟-

ردت عليه بنبرتها الهادئة المعتادة

-لا اعلم ماذا تقصد بالأماكن الغريبة لكن لا تتوقع من شبح ان يطرق الباب و يدخل-

مشت داخل المكتبة و جلست على الاريكة ليجلس جونكيو بقربها و يحمل كتابة مرة اخرى، فتح كتابة للقراءة لكن اعار انتباهة لماري بالكامل ليسأل

-هل لديكِ سبب للزيارة هذة المرة؟ من الافضل ان يكون لديك والا ساطردك خارجاً!-

اجابته ماري

-يالك من عديم القلب هل ستطرد فتاة لطيفة مثلي؟ ياللخسارة-

نظر جونكيو اليها بنظرة ناقدة تستطيع فهم ما يقصده بها

‘أي فتاة لطيفة تدخل من النافذة!’

لتقول ماري: حسناً حسناً لدي سبب للقدوم وهو ان غداً يوم ميلادي يفضل ان تتجهز جيداً ايها الفصعون-

رفع جونكيو حاجبة و اغلق كتابة بقوة و قال بصوت منزعج

-من تقصدين بالفصعون يا ايتها الجثة الهامدة-

لترد ماري 

-من تقصد بالجثة الهامدة يا دودة الكتب-

نهض الاثنان و كانا على وشك بداء العراك ليسمعوا فجاة صوت دق على الباب ليلفت انتباههما، دخل احد الخدم بعدها ليخبر جونكيو ان والده يناديه

غادر الخادم و نظر جونكيو الى ماري للحظات ثم اتجه الى مكتب والده برفقتها

لتسال ماري

-يا ترى لم قد يناديك؟-

ليجيبها

-لا اعلم لكن لا اشعر انه شيء جيد-