لقاء ثاني

كان الفتى يجلس في غرفته الواسعة ممسكاً بكتاب في يده و ينظر من النافذة الى حديقة منزله بينما يقف احد الخدم خلفه ليسأل الفتى:

متى ستنتهي فترة عقابي؟

اجابه الخادم: أمر السيد و السيدة أن لا تخرج من الغرفة حتى نهاية الاسبوع سيدي. 

كان الفتى معاقب بسبب الضجة التي احدثها بهروبة قبل عدة ايام لكن على عكس كل مرة يعاقب بها

لم يحاول الهرب هذة المرة ولم يعارض والديه 

عقله كان مشغولاً بالتفكير بما راّه في الغابة

-من تكون تلك الفتاة؟ لا.. بل ما تكون تلك الفتاة؟-

بعد عدة ايام

كان الفتى يتمشى في حديقة منزله وحيداً

صامتاً لكن عقله في حالة فوضى بسبب تلك الفتاة الغريبة في الغابة

جلس تحت احدى الاشجار لفترة من الوقت ليبصر طرف ذراع احدهم خلف شجيرات الحديقة

نهض من مكانه بسرعة و تتبعه وصل خلف تلك الشجيرة لينظر يمينه و يرى لمحة اخرى من هذا المجهول و واصل تتبعه هنا و هناك في انحاء الحديقة عندما كانا على وشك الوصول الى نهاية الحديقة تكلم الفتى ليوقف المجهول:

توقفي!! 

هذة انتِ اليس كذلك؟ الفتاة من الغابة!؟ 

عم الهدوء ارجاء المكان لم يعد الفتى يسمع صوت خطوات الاقدام من اي مكان

لتظهر الفتاة رأسها بحذر من خلف الشجيرات و تقول: 

هل يمكنك رؤيتي؟ 

اجابها الفتى: نعم.. استطيع رؤيتك. 

خرجت من خلف الشجيرات و اقتربت منه بحذر و بخطوات بطيئة لتقف امامه مباشرة

-حقاً؟-

نظر الفتى الى عينيها و كان على وشك الغوص في تلك العينين السود، حزم ثقته و اجابها:

نعم.. استطيع رؤيتك

سألت الفتاة: ما اسمك؟ 

-جونكيو.. كيم جونكيو هذا اسمي-

ابتسمت له الفتاة: انا ماري 

سألها جونكيو بعد لحظات من الصمت: ماري ما انتِ؟ 

لم سألتيني اذا استطيع رؤيتك ام لا؟ هل من الغريب ان اراك؟ 

ابتسمت الفتاة بخفة بعينين فيها لمحة من الحزن داخلها لتأتي نسمة هواء و يتطاير شعرها الطويل معها لتقول بصوت هادئ

-لانني شبح-

-انا شبح لذا لا احد يستطيع رؤيتي.. ما عداك-

اتسعت عينى جونكيو للحظة مما سمعه ليردف بتردد و صوت منخفض: شبح..؟ 

ردت عليه بابتسامة اكبر: نعم.. شبح

سمع جونكيو صوت خطوات اقدام تقترب فامسك بيد الفتاة و اخذ يمشي بعيداً

-لنتحدث في مكان اخر، قد يجدوننا هنا-

ذهب الاثنين الى نهاية الحديقة حيث جلسا بقرب السور بجانب بعضهما ليسال جونكيو

-اذا؟ ما قصتك و لم استطيع انا رؤيتكِ اذا كُنتِ شبحاً حقاً؟ 

اجابته: 

لانني أريدك ان تراني، يمكنني ان اظهر نفسي لك وحدك 

فسألها: لم انا بالتحديد؟؟ 

فأجابته بابتسامة كبيرة: 

اريد ان نصبح اصدقاء.. ماري و جونكيو

استغرب من ردها و رفع حاجبة 

-اصدقاء؟؟-

فاجابت بايجابية: نعم اصدقاء.. انا و انت

اتكئ جونكيو على السور خلفه و نظر الى السماء المليئة بالغيوم

-اصدقاء..؟ صديق لشبح؟-

-لا اظنني امانع ذلك… طالما انكِ لا تحدثين المشاكل-

وافق جونكيو على طلبها لانها اثارت فضوله لم يشك بانها تكذب بل وثق من كل قلبه انها شبح بعد ما رأه في الغابة

فاجابته ماري: لن احدث المشاكل لك، كما تعلم من المفيد ان تكون صديقي فلا احد يراني متاكدة انني ساكون مفيدة لك

اجابها جونكيو بسخرية و ضحكة خفيفة

-فقط لا تحظري لي المصائب انسة ماري-