5
قناع
الفصل: 5
______________________________________________
” ماذا؟!! “
” لا، لن أقوم بأي تنازلات أكثر من هذا، إما هذا أو أن تسافري معي، لكن لن أترككِ وحدكِ أبدا. “
” عمي! أنا لم أعد صغيرة! “
” إذًا ماذا؟ مازلتِ صغيرة في عينيّ.”
” لكن هذا قليلا… “
ظلت مترددة و رآها تعنف شفتها السفلى فتحدث غير متراجع عن قراره
” حسنا، إذا كنتِ لا تريدين، هيا لنحزم حقائبكِ.”
” فهمت فهمت! “
همست بصوت يكاد يكون غير مسموع
” موافقة. “
تحدث بينما يحال كبح زاوية فمه التي ارتقعت في ابتسامة نصر قليلا حتى لا تراها
” ماذا؟ لم أسمعكِ.”
رفعت صوتها بتذمر
” موافقة! قلت موافقة بالفعل! “
حينها ابتسم بإشراق على الرغم من وجهه المتعب بينما يربت على رأسها
” يا إلهي! هذه هي فتاتي. حسنا لنذهب. “
كانا سيتحركان لكنها وقفت فجأة
” اوه! لقد تأخرت! “
نظر لها بتعجب قليلا لا يفهم على ماذا تأخرت؟
“على ماذا؟ “
” عملي بدوام جزئي! “
كان الأمر جنونيا بالفعل، فتاة ذاهبة لعملها مباشرة في نفس يوم مقتل عائلتها؟
لا بل الأحرى أنها لا تبدو غاضبة مما حدث أو تشعر بالحزن بل يبدو و كأنها تحررت من قيود كانت تكبحها طوال حياتها.
غضب جا اون بشدة و ارتفع صوته، فمهما حدث… لقد ماتت عائلتها فكيف لها التصرف هكذا؟ لذا تساءل بصوت مرتفع
” ماذا؟! أتعملين؟ أنتِ!! “
” لمَ أنت غاضب هكذا؟ “
” ماذا تعنين بتساؤلكِ هذا؟ ألا يجب عليكِ التركيز على دراستكِ الآن؟ “
اه صحيح، إنه المشتبه به بقتلهم.
حديثه المتفاجئ لم يكن بسبب عائلتها -التي لم تهتم لأمرها إطلاقا و كانت تعنفها بل ربما مازالت تلعنها حتى في الموت؟ –
لكن من قلقه عليها
” لا بأس فأنا أستطيع المذاكرة هناك أيضا فهذا لن يزعج دراستي. “
” ما هذا الهراء الآن؟ “
برزت عروق على جبهته بينما لا تفهم سبب غضبه
‘ لا أفهم لمَ هو غاضب هكذا؟ ‘
أمسكها من يدها و تحرك
” حسنا، لا يهم. لن تذهبي بعد الآن. “
” عمي! لا أستطيع الانسحاب فجأة هكذا،
كما أنني بحاجة لهذا العمل حقا. “
توقف عن سحبها لكنه لم يترك يدها و وقف ناظرا لها
” لمَ؟ “
” هاه؟ “
” سألتكِ لمَ تحتاجين هذا العمل؟ “
” هذا… هناك بعض الأشياء التي بحاجة لشرا.. “
” إذا كان بسبب المال فلا داعي.
عمكِ يملك الكثير من النقود. “
” ماذا؟ لا! أنا بالفعل سأعيش في منزل عمي لذا هذا يكفي بالفعل.. لقد قدمت لي الكثي.. “
وضع يده على فمها ثم انحنى قليلا للأمام لينظر في عينيها مع ابتسامة
” أنتِ أيتها الحمقاء.
ألم أخبركِ أنني سأعتني بكِ من الآن فصاعدا؟
أنتِ لستِ عبئا.”
اهتزت عيناها الكبيرتان للحظة مرافقة لارتعاشة قلبها
شعرت بشيء يدغدغ قلبها و هي تنظر في عينيه
عاد لوقفته الطبيعية و أكمل حديثه
” لطالما رغبتُ أن يكون لديّ ابنة لطيفة مثلكِ لكن كل ما حصلت عليه هو أولادي متحجرو القلب. “
أخرج منديلا لمسح دموعه الغير موجودة و كأنه يؤدي عرضا مسرحيا
” هم لن يهتموا حتى إن متُّ و أنتِ لا ترغبين أن تكوني ابنتي،
يا إلهي من الأفضل أن أموت الآن بدلا من أن أكبر وحيدا.
أولئك الأوغاد الجاحدون سيرمونني في دار مسنين لأموت هناك و لن يزوروني مرة واحدة حتى “
” ع.. عمي انتظر! أنا آسفة، لا تبكِ!
س.. سأذهب اليوم لأخبرهم أنني لن أذهب مجددا. “
تحول فجأة لتعبير مشرق مع ابتسامة تظهر أسنانه مختلفة تماما عما كان يظهره قبل قليل
” اتفقنا! هذا وعد! “
‘ لمَ أشعر و كأنه تم خداعي؟ ‘
كان الأمر يبدو و كأنه يتلاعب بها في راحة يده، حقا يستحق جائزة أوسكار بجدارة
تكرها أخيرا بعدما وعدته للمرة المائة أنها سستستقي و أخيرا ذهبت لمتجر البقالة
” آسفة حقا على التأخير! “
” ألا تظنين أنكِ تتأخرين كثيرا هذه الأيام؟ “
” آسفة حقا، هذه آخر مرة. “
” دائما ما تقو.. انتظري لحظة، هل أنتِ مصابة؟ “
لمست چيسو جبهتها
” اهاها هذا ليس خطيرا، لا تقلقي. “
” حقا؟ “
” نعم. “
خلعت الفتاة رداء العمل و في طريقها للخارج أوقفتها چيسو
” أنا شاكرة لكِ لاعتنائكِ بي طوال هذه المدة. “
” إن كنتِ ممتنة، دعينا نتناول شيئا معا المرة القادمة. “
” سأستقيل. “
” ماذا؟! لمَ؟ “
” سأركز على دراستي الآن. “
” على الرغم من رغبتي بوجودكِ هنا لكن من الجيد سماع ذلك، حظا موفقا. “
ابتسمت ابتسامة دافئة فقابلتها الفتاة بمثلها و خرجت
” شكرا لكِ.”
ارتدت چيسو رداء المتجر و وقفت بينما دخل زبون
” اه مرحبا بك سيدي! “
ظلت مستمرة حتى جاء شخص وضع بعض الحلوى و العصير أمامها
” المبلغ هو… “
“مرحبا، هان چيسو. “
رفعت رأسها لتجد تشا يون سو -الطالب الأول على المدرسة- يناظرها
” اه.. مرحبا تشا يون سو. “
” هل تعملين هنا؟ “
” اوه؟ اه، هذا صحيح. “
” امم. “
تراجعت عن مفاجأتها و أخبرته
” 15 وون. “
” ماذا؟ “
” المبلغ. “
” اه صحيح، نعم. “
دفع المال و أخذ علبة عصير و ترك العلبة الأخرى و الحلوى و في طريقه للخارج
” تشا يون سو! لقد نسيت العصير و الحلوى! “
” لا أحتاج إليهم. “
” ماذا؟ إذن لمَ قمتَ بشرائهم؟ “
” لأنه كان عرضا. اشترِ واحدا و احصل على الآخر مجانا.
يمكنكِ أخذهم أو رميهم، الأمر عائد إليكِ.”
فتح الباب ليغادر المتجر فارتفع صوتها
” سأستمتع بهم، شكرا لك! “
أكملت عملها و أوشكت على الانتهاء حتى جاءت المتنمرة هي سو
دخلت المتجر فتعرقت يدا چيسو
ظلت تنظر في أرجاء المتجر حتى أحضرت ما تريد و وضعته أمام چيسو
” أنتِ، أسرعي. “
نظرت چيسو لما أحضرته هي سو فوجدتها علبة سجائر
” آسفة لكن لا يمكن للقاصرين شراء السجائر. “
*معلومة سريعة: بالطبع جميعكم يعلم أن السجائر ضارة و بالفعل هي ضارة فهي تسبب العديد من المشاكل في الجهاز التنفسي حيث الجسم يعتبرها من الأشياء الخطرة الخارجية و تسيء إلى خلايا الرئتين و مجرى التنفس فتغير بعض الخلايا نوعها و تتحول لنوع آخر و هو ما نسميه metaplasia و بعضها ينقسم العديد من المرات ليكثر عددها و نسميه hyperplasia و هذا إذا استمر لفترة طويلة يتحول إلى ورم بسبب كثرة الخلايا و تغيير أنواها -حيث لم تعد قادرة على إتمام وظيفتها- و هو ما يدعى بالورم أو السرطان و بعض الخلايا الموجودة بالرئة تبتلعها لمحاولة التخلص منها لكنها لا تستطيع ذلك و تصبح الرئتان مصبوغة بالأسود مع مرور الوقت و العديد من الأمراض الأخرى المزمنة لذا ينصح بالابتعاد عنها. *
حسنا لنكمل⬇️
” ماذا؟ “
نظرت لأعلى بينما تزيح شعرها للخلف
” واه! انظروا لهذه الوقحة! كيف تجرئين على الرد عليّ؟ فقط قومي بعملكِ أيتها اللعينة. “
چيسو تنظر للأسفل ترتجف
” أ.. أنا أقوم بعملي الآن.
آسفة حقا لكن هذا ل.. ليس بيدي. “
” ااه! أنتِ حقا تثيرين حنقي. “
” …. “
هزت رأسها متفهمة بينما تزفر بغضب
” نعم هذا صحيح، أنتِ تقومين بعملكِ و أنا كذلك سأقوم بعملي. “
نظرت لچيسو نظرة عدوانية و أشارت بإصبعها السبابة
” أنتِ، اتبعيني للخارج. “
” ل.. لكن ل.. لا يمكنني ترك المتجر. “
قامت بضرب الطاولة أمامها بينما ترمقها بنظرة قاتلة
” قلتُ اخرجي و اللعنة. “
خرجت الفتاة و ظلت چيسو مترددة لكن في النهاية لم تجرؤ على الرفض لذا ذهبت خلف المتجر في الزقاق.
” م.. ماذا تريدين؟ “
أسرعت الفتاة باتجاه چيسو فقامت بسحب شعرها و قامت چيسو بالصراخ
” اا… ااااه! ااااااه! “
” يجب عليّ تصحيح سلوككِ، أليس كذلك؟ “
ظلت ساحبة چيسو خلفها من شعرها حتى دفعتها باتجاه الحائط فارتطم رأسها به و نزف
” اااه! … ااه… “
أخرجت الفتاة سكينا و وضعته عند رقبة چيسو بينما اليد الأخرى ممسكة بشعرها
” آ.. آسفة! آ… آ… سفة حقا آسفة! أرجوكِ اعفي عني…! “
” چيسو خاصتنا تعرف خطأها، صحيح؟ “
” ن.. نعم! أعلم! أعلم! “
” إذن يجب علينا معاقبة المخطئين، أليس كذلك؟ “
” م.. ماذا؟ “
” من الآن فصاعدا إن أخرجتِ صوتا واحدا سأنحر عنقكِ،
يجب على الأطفال الجيدين الاستماع جيدا. “
چيسو في حالة انهيار تبكي، جسدها يرتعش و في الوقت نفسه لا تستطيع إخراج صوت بينما يتسرب أنين خافت منها
” …. “
ربتت هي سو على شعرها مع ابتسامة و لمحة جنون في عينيها
” جيد.. طفلة جيدة. “
أنفاس چيسو متسارعة تشعر بالضيق لكنها لم تستطع حتى أن تأخذ نفسها بشكل صحيح و لم تملك الوقت لأن هي سو صفعتها بأقسى قوة لديها
نزفت شفتها و صُبِغت وجنتها بالأحمر الذي لا شك سيكون بنفسجيا بعد قليل
” … هذا جيد، إن استمررتِ على هذه الحال يمكننا الانتهاء من العشر صفعات سريعا! “
قالتها مع لهجة مبتهجة و أحكمت قبضتها على شعرها
” يجب أن تتحملي جيدا. “
لم تستطع چيسو المقاومةرلم تستطع الصراخ بل حتى لم تكن لديها القدرة على التحرك
فقط كل ما تسمعه هو الرنين في أذنها الذي يلي الصفعة
بدأت تترنح علل وشك السقوط
‘ في هذا العالم لا يوجد مكان للضعفاء.. لو كنت أعلم أنني سينتهي بي الحال هكذا لكان من الأفضل الموت مع عائلتي.. أنا.. ضعيفة بشكل مثير للشقفة.. ‘
بدأت في صفع چيسو الواحدة تلو الأخرى حتى انتهت من 5 صفعات و هي تضحك كالفاقد عقله حتى سمعت صوتا
” اهاهاها… هل هذا ممتع؟ “
تصلب وجهها
” … ماذا؟ “
______________________________________________
اللهم صلِّ و سلم على نبينا محمد
اللهم يا منزل الكتاب سريع الحساب هازم الأحزاب زلزل الأرض تحت أقدامهم و انصر أهل فلسطين
الحمد لله عدد خلقه و رضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته
التعليقات لهذا الفصل " 5"