4
قناع
الفصل: 4
______________________________________________
” لقد أصبتِ في رأسكِ و أحضركِ شخص ما هنا، هل تشعرين بتحسن؟ “
” رأسي؟ “
تذكرت عندما قام والدها بضربها بالأمس و عندما ذهبت لغرفتها و أغلقت على نفسها لتبكي ثم أغشي عليها.
ظهر على وجهها علامات استفهام فعائلتها لم تكن لتكلف نفسها عناء إحضارها
” إذًا من أحضرني؟ “
نظرت الممرضة الواقفة للورقة في يدها ثم أعادت بصرها عليها و تحدثت
” لحظة واحدة، اه صحيح قيل أنه عم الآنسة. “
‘ عمي؟ كيف؟ ‘
كيف أحضرها عمها هنا؟ لا، متى أتى في المقام الأول؟
” إذًا أين هو الآن؟ “
” لا أعلم لكن هناك رجال شرطة ينتظرون بالخارج. “
” ماذا؟ “
‘ و لمَ قد ينتظر رجال الشرطة؟ ‘
بعدما علموا باستيقاظ چيسو دخلوا ليحدثوها
كان من بينهم رجل ضخم البنية و عيون حادة يبدو في منتصف الثلاثينيات
تحدث الشرطي بقلق يبدو في صوته لكنه لم يخلُ من بعض البرودة
” هل أنتِ بخير الآن؟ “
بدا القلق على ملامحها
‘ ما الخطب بحق السماء؟ ‘
عندما أدرك أنها لا تعي الموقف كونها استيقظت للتو رأي أنه يجب أن يوضح الموقف أولا بهدوء قدر الإمكان
” نأسف على الإزعاج، لقد أردنا منكِ أن ترتاحي أكثر لكن يجب علينا سؤالكِ بعض الأسئلة، ألا بأس بهذا؟ “
ظلت محدقة بهم ثم
” نعم، بالطبع. “
جلس ذلك الشرطي الذي يدعى كانج تاي
” هناك شيء يجب أن نخبركِ به أولا. “
” ما هو؟ “
” لقد… قُتِلت عائلتكِ.”
تجمدت ملامحها للحظة ثم بمجرد استيعاب كلماته صرخت
” ماذا؟!! “
آلمها رأسها، تشعر بصداع رهيب يخترقه فأمسكت به لا إراديا
” اه! “
” اهدئي من فضلكِ.”
” كيف؟ و متى؟ لماذا؟؟! “
لم يعرف كيف يتصرف مع انفعالها فبقي صامتا لقليل من الوقت ثم فرق بين شفتيه
” …أظن أننا يجب أن نترككِ تهدئين قليلا.”
” ماذا تعني بأهدأ؟ ماذا حدث؟!! هل أخطأت الشخص؟
أعني… أنا أدعى چيسو ربما اختلط عليك الأمر بچينو أو هيسو أو أيا كان! “
” أيتها الطالبة من فضلكِ استرخي قليلا لنستطيع التحدث. “
توسعت عيناها فجأة بإدراك أن جا اون يكون من ضمن عائلتها التي قُتِلت
” و عمي؟؟ سمعت أنه من أحضرني إلى هنا! هل هو بخير؟ لا! م.. ماذا أفعل إن أصيب هو الآخر؟!! عمي! هل هو بخير؟؟ “
رفع يديه يحاول تهدئتها
” نعم نعم اهدئي من فضلكِ.”
‘ اه! حمدا لله أنه بخير. ‘
شعرت برؤيتها تصبح ضبابية لتتفاجأ بسقوط دموعها فرفعت ظهر يدها تمسح به دموعها لكن الدموع أبت أن تتوقف
ظلت تبكي لفترة من الوقت و بعدها هدأت حدثها الشرطي مجددا
” نريد مساعدتكِ لمعرفة من الجاني لذا… “
” نعم.. سأحاول مساعدتكم بقدر المستطاع. “
” إذًا أيمكنكِ إخبارنا ما حدث بالأمس؟ “
” هذا… عدتُ من الخارج و تناولنا العشاء. “
” إذًا هل تناولتِ العشاء مع عائلتكِ؟ “
” نعم، هذا صحيح.”
” هل كان عمكِ حاضرا؟ “
” لا، لم يكن كذلك. “
” أكملي من فضلكِ.”
” بعدما انتهينا من تناول العشاء نهضت و ذهبتُ لغرفتي. “
لم يكن شيئا منطقيا ما تقوله الآن، كيف تأذت؟ و لماذا تركها الجاني؟
كان هناك العديد من الأسئلة التي تدور بذهن المحقق
” إذًا أيمكنكِ إخباري سبب هذه الإصابة؟ “
” هذه؟ لقد وقع علي كوب ماء على وجهي و حينها نزفت و ذهبت لغرفتي لإيقاف النزيف ثم.. لا أتذكر بعد ذلك. “
” إذًا لم تسمعي أي شيء غريب بالخارج؟ “
” مثل ماذا؟ “
” أي شيء. “
” هل كان هناك صوت؟ “
كانت على وشك النفي لكن توقفت عندما تذكرت ما سمعته
‘ لحظة! كان هناك صوت شجار بالخارج؟ أكان يتشاجر والدي على الهاتف؟ سمعته يقول هان جا اون.
لمَ؟ هل كان يتشاجر مع عمي؟ لا أستطيع تذكر المحادثة لأنني أغشي عليّ. ‘
” لا لم يكن هناك أي صوت. “
شعر المحقق بترددها و أيقن أن هناك شيئا فسأل
” ألم تسمعي شجارا؟ “
” لمَ أنت مصر هكذا؟ لقد قلتُ بالفعل أنني لم أسمع! هل سأتستر على قاتل عائلتي؟ “
ظل ينظر لها لقليل من الوقت ثم نهض
” فهمت، آسف على الإزعاج، سنذهب الآن، ارتاحي جيدا. “
غادر الغرفة و تبعه مساعد له
” ما الخطب، سيدي؟ “
” ألم تلحظ أن اندفاعها كان غريبا؟ في هذه الأوقات يظلون يطلبون منا العثور على الجاني لكنها غضبت لتكرار السؤال، ربما تعرف شيئا؟ “
” لمَ تعتقد ذلك؟ ربما لأنها لا تستطيع تحمل الصدمة و لا تحتمل أي إزعاج لذا.. “
” أتقول أنني مزعج؟ “
” لا، هذا ليس ما أعنيه، سي… “
” تعال هنا. “
قام بإمساكه من رقبته بمرفقه
” سأقتلك اليوم أيها الوغد! “
” سأبلغ عنك لإساءة استخدام السلطة! “
” ماذا تقول أيها الشقي؟ “
” أنت ميت اليوم لا محالة! “
” أرجو رحمتك الواسعة سيدي. “
وصلوا لمركز الشرطة
هان جا اون عم چيسو جالس أمام الشرطي يتم التحقيق معه يتنهد بنفاد صبر بينما يحرك شعره للخلف
” ااه حقا، كم مرة يجب عليّ إخبارك؟ لقد عدتُ للتو من الولايات المتحدة و ذهبت لمنزل أخي لأنه كان عيد ميلاد ابنته و ذهبت للاحتفال معهم لكني وجدتهم… “
وضع يده على الطاولة أمامه ليسند إليها وجهه و تنهد تنهيدة عميقة
” آسف… أيمكننا أخذ استراحة قليلا؟ “
” نعم، بالطبع. “
خرج الشرطي الذي كان يحقق معه و تحدث مع مون كانج تاي و هو المحقق الذي كان مع چيسو منذ قليل
سأله مون كانج تاي:
” إذًا.. هل توصلت إلى شيء؟ “
” لا، كل ما يقوله يبدو منطقيا، تبدو عليه الدهشة حقا، لا نجد دافعا للجريمة حتى ناهيك عن أي أدلة تشير لشجاره أو وجود أي خلاف مع أخيه، بل كان على علاقة جيدة به و كان يعتني بابنته خاصة، لقد قام بإحضار كعكة حتى. “
” اللعنة. “
” سأختتم الأمر معه و أدعه يذهب؛ فلن نكسب شيئا من تضييع الوقت معه. “
” حسنا اذهب. “
على الرغم من قوله أن يتوقفوا الآن لم يستطع عقل المحقق مون التوقف عن التفكير
‘ الآن هو وصل لمنزل أخيه ليجدهم جميعا ميتين فصُدِم و لكنه لم يجد ابنة أخيه لذا بحث عنها و وجدها مصابة فأرسلها للمستشفى، اللعنة! و نستبعد السرقة لأنه تم تسميمهم قبل طعنهم فلم يكن ذلك ارتجالا، إذًا ماذا؟ هل جاء قاتل من الهواء و اختفى مجددا؟ ‘
خرج عمها بعد التحقيق معه و ذهب للمستشفى
” چيسويا! “
” عمي! “
بمجرد أن رأته سقطت دموعها فارتبك جا اون لكنه قام باحتضانها
لم تستطع كتم شهقاتها
” هذا.. أمي! أبي! لقد ماتوا! تم قتلهم جميعا! واااااااع”
” لا بأس، لا بأس عزيزتي، كل شيء سيكون بخير. “
لم يكن هذا سبب بكائها الشديد
كانت خائفة… خائفة من أن يكون هو الجاني…
لم تكن تجمعها علاقة وثيقة مع عائلتها لكن مازال… على الأقل تتمنى ألا يكون القاتل هو عمها
‘ هل عمي قتل عائلتي؟ أنا.. أنا خائفة… لا أريد أن يتركني هو الآخر… لا لا يمكن أن يقوم عمي بفعل شيء كهذا! من فضلك..! ‘
بعدما هدأت حدثها جا اون بنبرة لطيفة تخشى أذيتها حتى من نبرة صوته ولو عن غير قصد
” أفضل الآن؟ “
” نعم. “
” إذن فلترتاحي قليلا. “
” ألن.. تسأل شيئا؟ “
” لا بأس، لا تفكري فيما حدث و لا تجبري نفسكِ على التذكر. أنا هنا الآن لذا لا بأس. “
قام بجعلها تستلقي ثم قام بالتربيت على رأسها و تحدث بصوت منخفض
” في الواقع.. لا بأس أن تخافي فأنا أيضا كنتُ خائفا الأمسِ.
لم أستطع تصديق ما حدث و لكن..
على الأقل أنتِ مازلتِ بخير لذا أتمنى أن تعيشي بسعادة..
سأكون بجانبكِ دائما..
يمكنكِ الاتكاء عليّ كما ترغبين.. “
بينما بدا على وجهه ملامح القلق لم يكن القلق من كونها تبكي الآن فحسب بل من الحقيقة
يتمنى ألا تنكشف تلك الحقيقة أبدا فقد أصبحت الآن هي أكثر ما يخشى انكشافه
‘ لا يمكنني إخبارها أبدا… يجب ألا يكتشف أحد أبدا.. ‘
وجدها مغمضة عينيها
” هل نامت؟ “
نظر لها بابتسامة دافئة
” أحلاما سعيدة، صغيرتي.. “
بعدما خرجت من المستشفى أخذها عمها
” حسنا، أنذهب الآن لمنزلي؟ “
” ماذا؟ لماذا؟ “
” لماذا برأيكِ؟ ستعيشين في منزلي بالطبع. “
” لكن عمي سيسافر قريبا. “
” هذا صحيح. “
” ألم تقل أنك ستبقى بجواري؟ “
” و هذا ما سأفعله، ستعيشين معي حتى أجهز لكِ جواز السفر و نسافر سويا، ستسعد هي چين بكِ كثيرا! “
” لا! لا يمكنني هذا! “
” و لمَ لا؟ كنتُ أريد أخذكِ منذ زمن لكن لم أستطع، و قد كان سيو جون يريد أختا صغرى لذا لمَ لا؟ “
” لا أستطيع فأنا.. “
” بسبب دراستكِ؟ لا بأس يمكنكِ إكمالها في الولايات المتحدة. “
” أنا شاكرة لك حقا عمي لكني لا أستطيع، فأنا أحب المدرسة هنا و لن أستطيع التكيف هناك بسرعة و قد وصلنا لنصف السنة الدراسية بالفعل. “
“همم فهمت لن أجبركِ، أخبريني في أي وقت تغيرين رأيكِ فيه لكن ستأتين للعيش في منزل. “
” نعم، فهمت. “
” و سأخبر سيو چون أن يأتي إلى كوريا ليبقى معكِ.”
” ماذا؟!!! “
______________________________________________
اللهم صلِّ و سلم على نبينا محمد
الحمد لله عدد خلقه و رضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته
Chapters
Comments
- 4 - من الجاني؟ منذ ساعتين
- 3 2025-11-23
- 2 2025-11-21
- 1 2025-11-21
التعليقات لهذا الفصل " 4"