3
قناع
الفصل:3
______________________________________________
‘ أخيرا! ماذا يجب أن أقول؟ لا لا! ماذا يجب أن أفعل؟ كيف أقابله؟ هل.. أحتضنه و أخبره أنني اشتقتُ له؟ ‘
انتهى العشاء و ذهبت لغرفتها بعد إتمامها غسل الأطباق
بدأت المذاكرة فهي تحب الرياضيات
” هذه المسألة تجمع بين القانون الأول و الثالث.
من هو الأحمق الذي سيقع في حيلة بسيطة كهذه؟ “
لكنها انغمست في تفكيرها عن عمها و عن ذكرياتها
لطالما جاء و أحضر لها الكثير من الأشياء الجميلة و الحلوى عندما كانت صغيرة و مازال يفعل هذا حتى الآن.
كان يأتي عند باب المنزل و ينزل على ركبة واحدا منتظرا إياها لتأتي و تحتضنه
” چيسو!!! “
و قد كانت تركض لتغوص في حضنه الدافئ
” جا اون! “
قام باحتضانها و حملها بينما يقف و يضع يده على ظهرها
” هل تأخرتُ عليكِ؟ هل اشتقتِ لي؟ “
” اشتقتُ لك كثيرا!! “
” إلى أي مدى؟ “
” امم…. بعمق المحيط! “
” ها؟ المحيط فحسب؟ لقد تأذيتُ، فقد اشتقتُ لكِ بحجم العالم أجمع. “
” چ.. چيسو أيضا اشتاقت لك بحجم العالم أجمع! “
” حقا؟ إذًا أستعطين عمكِ قبلة على جبينه؟ “
لم تتردد و اقتربت من رأسه سريعا و طبعت قبلة خفيفة على جبهته
” يا إلهي! ما هذا؟ “
” ماذا؟ “
” لقد قتلتِني بلطافتكِ للتو. “
احمرَّ وجهها و سارعت بالصراخ بينما تغطيه بيديها الصغيرتين
” عمي! “
كان هناك العديد من المرات التي جاء بها و أدخل السعادة على قلبها.
فقد كان هو الشخص الوحيد الذي يريها جمال العالم
‘ ااه! يجب أن أنام حتى لا تكون عيناي منتفختين غدا عند مقابلته! ‘
نامت مبتسمة منتظرة سعادتها غدا و لم تكن تعلم ما يخبئه لها الكون…
اليوم التالي استيقظت كبقية الأيام، ارتدت ملابسها، حضرت حقيبتها و خرجت من المنزل مع أخيها – على غير المعتاد اليوم – ليذهبا للمدرسة سويا
نظر لها أخوها بتعبير متجهم
” أنتِ، لا تتحدثي معي في المدرسة. “
” و كأنني سأفعل. “
” ماذا؟ “
” ماذا؟ أنا أيضا لا أرغب بالتحدث إليك. “
” ألديكِ بعض النقود؟ “
” أولست تأخذ مصروفا على عكسي؟ “
” لكنكِ تكسبين المال من العمل بدوام جزئي. “
” لا أكسب الكثير، كما أنها نقودي التي عملتُ لأجلها. “
ارتفع صوته مما معبرا عن غضبه مطالبا إياها بشيء ليس من حقه بكل وقاحة
” هيا، أعطيني البعض فأنا بحاجة للمال! “
” أخبرتك ليس معي! “
توقف عن الصراخ و رمقها نظرة خبيثة مع التواء زاوية فمه
” إذن سأخبر أمي أنكِ يتم التنمر عليكِ في المدرسة و تم تمزيق ملابسكِ العديد من المرات “
تخطى قلبها نبضة
” ماذا؟ “
” أكنتِ تظنيني لا أعلم؟ “
قبضت يديها من الإحراج و ارتعشت قبضتها فخرج صوتها مهتزا قليلا
” …منذ متى؟ “
” منذ.. أن بدأ التنمر عليكِ؟ “
” إذًا لمَ لم تساعدني؟ “
” و لمَ عليّ ذلك؟ أنتِ هي من يتم التنمر عليها. “
لمعت زاويتا عينيها معلنة عن خيبة الأمل و الانكسار لكنها لم ترغب بإظهار ذلك
لم رغب بذرف دمعة واحدة على مثل هذا النوع من الأشخاص
” …. “
رفع ذراعيه يتمطأ و هو يخترق صدرها بكلماته
” لهذا ما كان عليكِ الذهاب للمدرسة في المقام الأول، الفتيات يجب عليهن البقاء في المنزل. “
” …. “
نظر خلفه ليجد أنهما ابتعدا عن البيت
” لنتحرك من هنا في طرقنا المنفصلة. “
غادر تاركا إياها خلفه و ذهبت للمدرسة دون النظر في اتجاهه مرة واحدة
جلست في مقعدها المخصص، أخرجت كتبها و أقلامها حين دلف المعلم للفصل
” صباح الخير جميعا، هناك اليوم مفاجأة.
امتحان مفاجئ! “
بدأ كانج تاي هو بالتذمر
” أيها المعلم! لمَ تفعل هذا حقا؟ كان عليك إخبارنا قبلها بيومين على الأقل! “
” لا تقلق تاي هو فحتى لو أخبرتك قبلها بأسبوع فأنا واثق من أنك ستحافظ على مكانتك. “
” اه يا إلهي شكرا على الإطراء! “
” لم يكن إطراءً. “
وضع يده على صدره ممثلا الألم
” اه! هذا جرحني! “
تجاهله المعلم فقد أصبح هذا أمرا روتينيا بالنسبة له
” هيا ليستعد الجميع. “
بدأ تسليم الأوراق و نظرت چيسو للاختبار
‘ ما هذا؟ إنه سهل للغاية؟ ‘
كان الطلاب قلقين أثناء الاختبار و يشكون من صعوبته لكنه انتهى على أية حال
بعد الغداء في آخر حصة جاء المعلم بالأوراق مجددا و قد تم تصحيحها
على الأقل كان شغوفا بالتعليم حقا و لا يشكو من كمية الضغوطات التي يجب عليه القيام بها و أنه لديه الكثير من المسئوليات و بلاه بلاه بلاه
” حسنا لنبدأ بتوزيع الأوراق، كانج تاي هو، حقا لم تُخيب أملي و حافظت على مكانتك.”
انحنى تاي هو بجسده معبرا عن احترامه
” بالطبع معلم، لا يمكنني تخييب أملك. “
اقترب تاي هو و استلم ورقته بينما تحدث المعلم
” الأخير في الترتيب. “
” لم يكن عليك قول الجزء الأخير. “
تذمر تاي هو و هو ينسحب بعد استلام ورقته
بدأ بتوزيع الأوراق و جاءت ورقة چيسو فنظر لها
” هان چيسو… الأولى على الصف مجددا! أحسنتِ الصنع. “
انتهى اليوم الدراسي و هبت للمغادرة لكن كانت هي سو تنتظرها و اقتربت منها
” أنتِ، أكنتِ تضحكين عليّ؟ “
” ماذا؟ “
” لأنكِ الأولى على الصف، ألهذا تسخرين من درجاتي؟ لا تغتري بنفسكِ، ما الجيد في المذاكرة؟ “
” لم.. لم أضحك عليكِ.”
” إذًا هل تقولين أنني كاذبة الآن؟ “
” ه.. هذا ليس ما عنيته، أنا… “
قامت هي سو بإمساك چيسو من شعرها
‘ مؤلم! ‘
أغمضت چيسو عينيها من كثرة الألم
” يبدو أن عليّ تعليمكِ جيدا حتى لا تغتري بنفسكِ مجددا. “
” ااااه! ااااه! اتركيني! “
ظلت تسحبها من شعرها و رمتها عند الجدار
” يجب عليّ تلقينكِ درسا اليوم. “
قامت بإبراحها ضربا و لم تستطع چيسو المقاومة حتى فقامت بالانكماش حول نفسها ممسكة برأسها و مرفقها ملتصق بجانبها
كان هذا أفضل وضع لحماية الأجزاء الخطرة من جسدها
انتهت هي سو من ضربها و رحلت بعيدا بينما تصرخ كالمجنونة
” اللعنة عليكِ، إن رأيتكِ تضحكين مرة أخرى سأقتلع أسنانكِ.”
ظلت چيسو مستلقية في مكانها لم تستطع التحرك حتى مضى بعض الوقت و عندما استجمعت شتات نفسها غادرت مجددا لعملها بدوام جزئي
لم يكن هناك داعٍ للتوقف بسبب بعض الآلام الجسدية، لا يمكنها أخذ اليوم إجازة فهي ترغب بشراء الكتب المتبقية
و كأي يوم عادي عادت للمنزل لمساعدة والدتها في تحضير العشاء
ربما الشيء الوحيد المريح لها هو عدم اكتراث والدتها على الرغم من رؤيتها الكدمات على ذراع ابنتها أو انتفاخ وجهها.. لم تسألها قط عمَّا حدث.
جلسوا لتناول الطعام بعدما أعدت الطاولة بعناية
كان هان تاي سول أخو چيسو جالسا فتحدث
” في الواقع أريد بعض المال يا أبي. “
” و لمَ ذلك؟ “
” أريد الخروج مع أصدقائي و قد أخبرتهم بالفعل أنني سأدعوهم على حسابي لذا.. “
امتعض وجه چيسو تلقائيا لكنها لم تتحدث
‘ يتحدث عن دعوة أصدقائه بنقود لا نملكها، هاه..’
فكرت في نفسها بسخرية لكنها تذكرت
‘ اه، ليس الأمر و كأن ليس لديهم نقود بل ليس لديهم نقود *لها* هي فحسب. ‘
أومأ الوالد موافقا ابنه
” حسنا، خذ البعض، يجب على الرجال الحفاظ على كلمتهم و ل.. “
فاض الأمر بها
‘ ما اللعنة التي يقولها الآن؟ ‘
صرت على أسنانها من فرق المعاملة الواضح
ليس الأمر و كأنها ليست ابنتهم فلمَ يعاملونها هكذا؟
لطالما عندما كان والدها يشرب أو يغضب يقوم بالاعتداء عليها و لم تكن والدتها تتدخل بل تظاهرت بالجهل بينما يضحك أخوها عليها
لطالما لم يكن لديها مكان في هذه العائلة و لم يكن الأمر مختلفا هذه المرة أيضا لكن…
شعرت بحبل صبرها ينقطع، و أخيرا… قاطعته چيسو
” لماذا؟ ألخروج مع أصدقائه أهم من الدراسة؟ لقد طلبتُ منك أمسِ بعض النقود لأشتري كتبا لكنك أخبرتني أنك لا تملك نقودا.
لمَ تعطيه الكثير بينما لا تعطيني أي ش… “
قام برميها بكوب الماء بجواره
انفتحت رأسها و سقط كوب الماء مكسورا على الأرض.
تحدث و العروق بارزة على وجهه
” أتجرئين على مقاطعتي؟ “
ظلت ناظرة له بدون التحدث بكلمة و قد شعرت بالدم الدافئ راكضا من جبهتها على عينيها
” أخفضي عينكِ أيتها اللعينة. “
” …. “
ظلت ناظرة له دون أن ترمش فغضب مجددا
نهض و صرخ ذاهبا ليضربها فقامت والدتها بتهدئته
” اهدأ اهدأ، هذا ليس جيدا لصحتك! لقد عرفت خطأها بالفعل! “
‘ أي خطأ؟ أي خطأ ارتكبته؟ أكان الدراسة؟ المطالبة بشراء الكتب؟ أم… ولادتي؟ ‘
نظرت لها والدتها
” چيسو! ألم أخبركِ ألا تتفوهي بهذا الهراء؟ كيف لكِ أن تقارني نفسكِ بأخيكِ؟ “
نظر لها تاي سول بابتسامة خبيثة
” هذا صحيح نونا، توقفي عن مقارنة نفسكِ بي فأنا مرهق من هذا. “
حتى الآن لم يهتم بأحد بالدم الساقط على وجهها
‘ لماذا يعاملونني هكذا؟ و لمَ أنا النونا خاصته الآن؟
متى عاملني على هذا الأساس؟
لقد سئمتُ من هذه العائلة، أتمنى أن يختفوا فحسب. ‘
لم تعي ثقل هذه الكلمة و ما ستؤدي إليه من تغيير على حياتها لأنه في ذلك اليوم…
” هاه؟ ما هذا؟ “
” هل استيقظتِ؟ أيتها المريضة هل تسمعينني؟ “
” ماذا؟ أين.. أنا و.. أين أمي؟ هل هذه مستشفى؟ “
ماتت عائلتها و كانت الناجية الوحيدة.
______________________________________________
التعليقات لهذا الفصل " 3"