الخاتمة:

بعد سنة.  

استمرت السكينة المطلقة.  

حدثت أشياء كثيرة خلال تلك الفترة.  

ديلان، الذي ورث لقب الماركيز بانكر، كان دائمًا يشكو من أنه مشغول حتى الموت طوال العام، لكنه بدا مؤخرًا، عندما التقيته، و كأنه شخص مختلف تمامًا بهدوئه.  

ولكن ، بمجرد أن فتح فمه ، عاد إلى ديلان المعتاد.  

لوكس و جوش تمت ترقيتهما مؤخرًا إلى قائد ونائب قائد للفيلق الأول.  

لوكس ، بعد أن تولى جـاد تيري إلكيوم العرش، شغل المنصب كقائد مؤقت لمدة عام ، و لكنه الآن حصل على المنصب رسميًا.  

وكان من المفترض أن يتولى منصب نائب القائد، خليفة ديلان ، فارس آخر ، و لكن سمعت أنه تغير مؤخرًا إلى جوش.  

غادرت كل من هيزان وآني أيضًا قصر الدوق.  

كلاهما، رغمًا عنهما، قضيتا وقتًا طويلًا في القصر في إجازة غير مقصودة، لكنهما استمرتا في زيارته مرة كل شهر.  

خصوصًا هيزان، التي خدمت بجانبي لفترة طويلة، فعندما تأتي الآن تساعدني تلقائيًا، حتى لو قلت لها أنها لا تحتاج لفعل ذلك ، تضحك و تقول ان يديها تتحركان من تلقاء نفسها.  

و وصلت أخبار سعيدة أيضًا.  

ولد طفل تيد و لينا.  

ولم يمضِ وقت طويل حتى جاءت الأخبار السارة عن قدوم طفل ثاني.  

كان ذلك بحد ذاته مفاجئًا و سعيدًا جدًا بالنسبة لي، والآن ، بعد بضعة أشهر فقط ، سيأتي الطفل الثاني إلى هذا العالم.  

ثم.  

“هذا هو الدواء الذي تحدثتُ عنه. آسفة لأنه تأخر أكثر مما توقعت.”  

“لا بأس، لينا.” 

زجاجة صغيرة تحتوي على جرعة أرجوانية أعطتني إياها لينا.

“ما كنت أتناوله من قبل كان له تأثير في كبح تدفق الطاقة السحرية داخل الجسد، لكن هذه المرة عندما طلبت من صديقتي إعداد دواء جديد، سألتها إن كان من الممكن تحييد السحر الأسود مؤقتًا.”  

“هل هذا ممكن؟”  

“بما أن هناك مثبطات، فلا بد أن يكون هناك شيء كهذا أيضًا. يقولون انه ممكن إلى حد ما. السحر الأسود يختلف عن السحر العادي ، لذلك لا يمكن التأكد تمامًا ، لكن لا يمكننا أن نعرف إلا إذا جربنا . استغرق الأمر وقتًا طويلًا لأنها احتات إلى إجراء تجارب لتقليل الآثار الجانبية . الآثار الجانبية تكاد تكون معدومة ، لكن قد يُشعركِ بالنعاس.”  

“…في الحقيقة، لم أكن أعلم أن لينا فكرت في الأمر بهذه الجدية. شكرًا لك.” 

“أنتِ تقولين شيئًا بديهيًا.”  

ثم ابتسمت لينا بلطف ، و رغم أنني كنت أتلقى هدية، فقد شعرت بالارتباك.  

بصراحة ، بعد تلك المحادثة ، لم نتبادل سوى التحيات فحسب ، لذا نسيت الأمر.  

لم أكن أحلم أبدًا بأنها كانت تستعد لهذا طوال هذا الوقت.

“لكن، عند تناوله، من الأفضل عدم استخدام السحر الأسود قدر الإمكان. لأنه عندما تبدأ الطاقة السحرية في التدفق من جديد في الجسم، يصبح الأمر بلا فائدة.”  

“سأنتبه لذلك. وأيضًا… شكرًا جزيلًا لكِ.” 

“نحن نساعد بعضنا البعض. فلنظل معًا لفترة طويلة جدًا.”

ربما كما قالت لينا قد لا يكون لها تأثير ، لكنني كنت ممتنة فقط لأنها فكرت في ذلك.

في الحقيقة ، كنت قد خفضت توقعاتي.

كنت أتحرك بسرعة متعمدة للابتعاد عن الاهتمام بهذا الأمر.

بعد حفل الزفاف مباشرة، اكتشفت المعلومات التي أبلغني بها ليام، و التي كانت حول بلورات الوحوش التي تم اكتشافها بكميات كبيرة في الشمال، فكنت مشغولة للغاية لمدة عدة أشهر لتأمينها.

وعندما انتهيت من تأمينها، بدأ السعر يرتفع بشكل غير معقول ، مما جعلني أكسب مبلغًا ضخمًا.

ومع مرور الوقت ، و عندما بدأت في استعادة استقراري العقلي ، شعرت أنني سعيدة بما فيه الكفاية الآن ، وأصبحت أكثر هدوءًا.

لذلك ، فكرت أن شغفي بشأن الأطفال ربما كان ناتجًا عن قلقي.

و كان بدأ يتلاشى قليلاً…

أم أنه لم يكن كذلك.

عندما تلقيت هدية لينا ، أدركت أنني ما زلت أحمل في قلبي رغبة صغيرة في إنجاب طفل.

كان ذلك فقط لانه سيكون طفلًا من كايروس.

“… قالت أنه يجب أن أضع قطرة واحدة في اليوم، أليس كذلك؟”

لقد أمضيت فترة و أنا أتلاعب بالدواء ثم وضعته في درج الطاولة الجانبية.

قد لا أحتاج إليه ، لكن بما أنه هدية ثمينة ، قررت الاحتفاظ بها.

دق دق.

“ادخلي.”

“سيدتي.”

دخلت السيدة تيني و ألقت التحية.

“هم؟ هل وصلت رسالة؟”

“وصلت جميع الرسائل معًا هذا الصباح. و قد تم ترتيبها حسب المنطقة و العائلة.”

“أنتِ دائمًا رائعة، سيدتي . كيف حالكِ الآن؟”

منذ شتاء العام الماضي، كانت السيدة تيني تعاني من سعال شديد بسبب الرياح الباردة ، و استمر ذلك حتى بعد مرور العام

إذا استخدمت علاجات سحرية أو معززة للطاقة بدلاً من الأعشاب ، فإنها كانت ستشفى ، و لكن بسبب عمرها ، لم يكن من الحكمة استخدامها كثيرًا خوفًا من التأثير على قدرتها على الشفاء الطبيعي.

“أنا بخير الآن حقًا. بفضل قلقكِ عليّ ، سيدتي. لقد تقدمت في العمر ، و أيضًا أنا سعيدة فقط لرؤيتكِ سيدتي…”

“أنتِ عدتِ دون أن تأخذي عطلتكِ كاملة.”

ابتسمت السيدة تيني ابتسامة هادئة.

“لقد اعتدت على العمل، وإذا توقفت عنه، أشعر وكأن جسمي يتيبس ، لذلك عدت للعمل . أنا حقًا بخير الآن. آه ، هناك رسالة من القصر الإمبراطوري أيضًا . الرسالة التي في الأعلى هي من القصر الإمبراطوري.”

“آه.”

في الخريف الماضي ، تزوج جـاد و ليلي أخيرًا.

لقد كانت ليلي بجانب جاد منذ وقت طويل كزوجة ولي العهد المستقبلية ، لذا كان هذا الأمر طبيعيًا و منطقيًا.

لم تكن كلمات جـاد عن تصحيح خطأه مجـرد كلام فارغ ، حيث أن الإمبراطورية استعادت استقرارها بسرعة بعد الزواج.

كما أن غضب الناس الذي كان قد ارتفع إلى السماء هدأ بشكل مذهل خلال عام واحد.

لقد اعترفوا بأخطائهم بسرعة و عملوا بجد لتصحيحها، و كان ذلك نتيجة طبيعية.

“في ذلك الوقت، كنت حقًا آسفًا. مهما اعتذرت، لن يكون ذلك كافيًا.”

في النهاية غيّر رأيه وساعدنا، و مع ذلك، قدم جـاد الذي كان يتصرف ببرود تقريباً اعتذاره لنا مرة أخرى.  

منذ ذلك الحين، لا أنا ولا كايروس أردنا أن نصنع عدواً جديداً ،فقبلنا الاعتذار بالكامل ، و رغم أنها كانت مرتين فقط ، إلا أننا تبادلنا الزيارات.  

‘ لم أكن أتوقع أن تنفجر ليلي بالبكاء هناك.’

فهي أكثر من أي أحد، كانت تتمنى أن تعود العلاقة كما كانت سابقاً ، و كان ذلك تصرفاً طبيعياً منها. 

ومنذ ذلك الحين ، بدأت أتلقى  من حين لآخر ،لا، بل في الحقيقة بشكل متزايد ، رسائل من الإمبراطورة.  

“يبدو أن القصر الإمبراطوري موحش. لقد كتبت أنها تريدنا أن نأتي لزيارتها.”  

نصف الرسائل التي كانت ترسلها ليلي كانت بهذا المحتوى.

[أتعلمين أن وفدًا دبلوماسيًا من دولة أجنبية زارنا منذ وقت ليس ببعيد؟ لقد تلقيت الكثير من الهدايا. هل تودين أن تأتي لرؤيتها؟  

متى تخططين للقدوم إلى العاصمة؟ سأراكِ قبل انقضاء الصيف، أليس كذلك؟]

كان اليوم مشابهاً أيضاً.  

“يبدو أن جلالة الإمبراطورة تحبكِ كثيراً ، سيدتي.”  

قالت السيدة تيني ذلك بجانبي بهدوء و أنا أقرأ الرسالة.  

ضحكتُ بخفة. 

عندما أفكر في الأمر، ألم يكن الأمر كذلك منذ البداية؟  

ظلت ليلي، التي التقيتها في الماضي أثناء تكرار حياتي، لطيفة معي.

باستثناء حياتي في العصر الحديث ، أعتقد أن الأمر كان دائماً كذلك.  

بما أن البداية كانت دائماً بإيصالي ليلي إلى جـاد ، لا زلت لا أفهم صراحة لماذا تبدي لي هذا القدر من الـود.  

‘ربما كنتُ فقط على أروق لها.’

بعدما أنهيت قراءة الرسالة بالكامل، بدأت بكتابة الرد إلى ليلي.  

⋆★⋆  

تلك الليلة.  

كان لدي أمر عاجل للتحقق منه ، فبعد العشاء قضيت بعض الوقت في المكتب.  

وبعد المراجعة الأخيرة ، سلمت الوثائق التي سترسل إلى نيجيلا إلى جينجر ، وعدت إلى الغرفة أولاًز، فرأيت شيئاً في يد كايروس.  

“ماذا تفعل؟”  

عند سؤالي ، لوّح كايروس بزجاجة دواء صغيرة.  

“وجدت شيئاً غير مألوف.”  

“آه.”  

كنت قد وضعتها هناك مؤقتاً ، ثم نسيت أمرها أثناء ترتيب الرسائل.  

ولأني لم أتحدث مع كايروس عنها بعد ، كنت أنوي إخباره لاحقاً بهدوء!  

وضع كايروس الزجاجة على الطاولة الجانبية و اقترب مني.  

ثم بدأ يراقبني بانتباه.  

“كنتِ بخير حتى البارحة. هل أنتِ مريضة؟”  

دارت عيناي في حيرة.  

“أممم ، ليس الأمر كذلك . إنه ليس دواءً لمرض.”  

“إذاً؟”  

“أمم، هذا… دواء أعطتني إياه لينا.” 

شعرت بوجهي يزداد حرارة دون داعٍ وأنا أتناول الزجاجة و ألعب بها بين يديّ.  

وبينما لا يزال كايروس ينظر إليّ بقلق ، فتحت فمي بصعوبة.