بما أنه يتجه إلى هذا الاتجاه، فربما يكون فعلاً متجهاً إلى الفيلا…
اقترب الرجل بخطى واسعة مستعجلة ، ثم انحنى برأسه محيياً إيدموند الذي خرج لاستقباله.
رغم أنه قدم تحية باتجاهي أولاً، إلا أنه لم يتمكن من الاقتراب أكثر من حيث كان إيدموند واقفاً.
انتظرت قليلاً ، فأتى إيدموند و معه رسالة.
“قال انه يرجو إيصال هذه إلى السيدة.”
أخذت الرسالة وفتحتها مباشرة وأنا أميل برأسي باستغراب.
[أُهنئكِ بصدق و من كل قلبي.
[-D-
“…..”
كان هذا كل ما ورد في الرسالة.
من الورق الجميل الطراز والمحبب، وحتى الأحرف الأولى القصيرة، كان من السهل معرفة من أرسلها.
تسللت ابتسامة إلى وجهي ، لكنها كانت ممتزجة بمرارة.
لو كانت قد أتت ، لكانت أول من يهنئني بوجه مشرق.
لكننا لم نرسل دعوة إلى ليلي ، حفاظًا على مشاعر بعضنا البعض.
أنا لا أشعر تجاه ليلي إلا بالامتنان، لكن لا يمكن إنكار أن الإمبراطورية ترى رسميًا أن العائلة الإمبراطورية و دوقية هاديد أعداء ألدّاء.
“يبدو أن أنها وصلت إلى العنوان الصحيح. فقط اذهب
و وقّع”
وضعت الرسالة جانبًا و أنا أنظر إلى إيدموند و هو يستدير نحو الشخص الذي جاء ليسلم الهدية.
كان من الواضح أن الشخص الذي جاء بالهدية من عائلة دايورث، فقد تعمد إخفاء كل شارات العائلة.
“واحد، اثنان، ثلاثة…”
بدأت أعد عربات الشحن المتوقفة على التوالي ثم هززت رأسي.
لا شك أنها مليئة بالهدايا في الداخل.
قررت أن أكتب رسالة منفصلة إلى ليلي ، ثم عدت لأركز على التحضيرات من جديد.
⋆★⋆
“…مطر؟”
طقطقة، طقطقة.
استيقظت على صوت المطر يطرق النافذة.
عادة لم أكن أسمع صوتًا خافتًا كهذا، لكنني كنت متحمسة منذ عدة أيام لدرجة أن أقل الأصوات كانت توقظني.
كان الخارج لا يزال مظلمًا، ربما بسبب المطر.
هل ستكون فيراريوم بخير؟
حتى عودتنا من الشمال بالأمس، كان الطقس في فيراريوم جميلًا جدًا.
ولأنه لم تكن هناك أي غيوم، كنا نصدق تمامًا أن الغد سيكون مشمسًا أيضًا.
قال سِـد، الذي ذهب إلى فيراريوم في مهمة، إنه سيتواصل مع قصر الدوق فورًا إن حدث أي طارئ…
‘بما أنه لم يصل أي خبر، فلا بد أن كل شيء على ما يرام.’
وللاحتياط، كنت قد استخدمت سحر الحفظ بواسطة أداة سحرية، فلا ينبغي أن يكون هناك أي مشكلة.
حين فكرت بذلك، عاودني النعاس من جديد.
رغم أنني عدت مبكرًا من فيراريوم بعد تحركات لا تتوقف طوال اليوم، كان جسدي لا يزال يشعر بالإرهاق.
أغمضت عيني شبه المغلقتين ، ثم فتحتهما من جديد.
“…….”
حدقت بصمت في كايروس النائم إلى جانبي.
أصبح كايروس هذه الأيام ينام نومًا عميقًا كثيرًا.
في السابق، كان يستيقظ بمجرد أن أشعر بوجوده وأنظر إليه.
حتى عدد المرات التي كان يفتح فيها عينيه بتكشيرة بسبب الصداع قـلّ كثيرًا.
‘وسيم فعلًا.’
بسبب احتضانه لي ، تمكنت بالكاد من إخراج يدي و تحسست حاجبه بخفة.
أصبحت تعابيره أكثر تنوعًا.
في الماضي ، باستثناء حالاته المزاجية السيئةة، لم يكن أحد يستطيع أن يقرأ مشاعره ، أما الآن فقد تغير كثيرًا حتى أن جينجر أصبحت تقول: “يبدو أن سعادة الدوق اليوم في مزاج جيد”.
وأحيانًا، يضحك بصوت مسموع وهو في مزاج جيد.
وفي كل مرة كان يفعل ذلك، كان قلبي يرتجف بلطف، وكنت أحب هذا التغيير فيه.
أشعر الآن أنه، مثلي تمامًا، بدأ يشعر بالسعادة.
دفنت وجهي أكثر في حضنه لأشعر بقلبه و أغمضت عيني.
في تلك اللحظة ، شد كايروس ذراعه التي كانت تحيط بخصري ، فاندمجت فيه تمامًا.
“…استيقظت؟”
ضحك كايروس بصوت خافت و عيناه لا تزالان مغمضتين.
ربما يجب أن أُلغي قولي انه كان ينام بعمق.
“لا يزال الوقت فجراً. يمكنكِ النوم أكثر.”
ظل كايروس مغمض العينين.
أومأت برأسي و أغمضت عيني بهدوء.
عانقني أكثر قليلاً، لكنه لم يكن غير مريح على الإطلاق.
طقطقة، طقطقة.
استمر صوت المطر يطرق النافذة حتى نمت ، وعندما فتحت عينيّ في الصباح ، كانت هناك سماء صافية و شمس مشرقة أكثر من أي وقت مضى تنتظرني.
⋆★⋆
“نادراً ما أقول هذا النوع من المديح.”
“ما الذي ستقولينه، آني؟”
“أنتِ أجمل عروس رأيتها في حياتي. حقًا.”
ابتسمت ابتسامة خفيفة عند تلك الكلمات.
“شكرًا لكِ.”
في الفيلا، و بمساعدة الخادمات ، ارتديت فستان الزفاف ، وفي النهاية ، وُضِع على رأسي تاج من الزهور البيضاء النقية.
“لكن، ألا تشعرين بأي أسف حقيقي؟”
سألتني آني بينما كانت تثبت دبابيس الزينة الصغيرة بجانب التاج.
“على ماذا؟”
“أنتِ زوجة دوق. يمكنكِ إقامة حفل زفاف أكثر فخامة بكثير في العاصمة، حفل يفوق حتى الإمبراطور نفسه! لو كنت مكانكِ، لفعلت ذلك، و بكل فخر.”
لم أكن أجهل مشاعرها تلك.
حتى كايروس في البداية، أراد أن يجعلني عروسًا في حفل زفاف فاخر و عظيم لا مثيل له.
لكنني فقط ابتسمت بهدوء.
“فيراريوم هو المكان الأهم بالنسبة لي. أنا حقًا سعيدة بهذه اللحظة . لقد كان هذا دائمًا حلمي في الزواج.”
عندها ضحكت آني بخفة.
“حسنًا، طالما العروس سعيدة، فهذا يكفي. هل من الصعب المشي ؟ سأرفع الجزء الخلفي لكِ.”
“لا بأس ، شكرًا لكِ.”
خرجت بمساعدة آني و جينجر و هيزان.
⋆★⋆
كانت الشمس تغرب.
في توقيت مناسب، أُضيئت المصابيح واحدًا تلو الآخر لتنير المكان من حولنا.
و كانت الزهور الملونة التي ملأت حديقة الفيلا تبدو وكأنها قد بدأت في التفتح للتو في مشهدٍ بديع.
رفاقي من الفرسان الذين وقفوا بجانبي حتى النهاية لأجل إقامة هذا الزفاف بسلام.
السحرة من برج السحر الذين قدموا دعمًا كبيرًا.
و رؤساء النقابات ، الذين بدأنا بعلاقة عمل لكننا أصبحنا الآن كالأصدقاء.
سكان قصر الدوق في العاصمة.
سكان قصر الدوقية.
وحتى خدم قصر البارون في فيراريوم.
الجميع كانوا جالسين حول طاولة الحفل بانتظارنا ليباركوا لنا.
وفي نهاية ممر الزفاف المفروش بالأحمر، كان كايروس يقف هناك.
وسرعان ما بدأ يخطو نحوي.
في الأصل ، لم يكن من المخطط وجود مَن يترأس الحفل.
لكن لم أستطع رفض ديلان ، الذي أصر على القيام بذلك حتى إنه ارتدى ملابس رسمية.
بالطبع ، كنت ممتنة أيضًا.
وربما ، بالنظر إلى أن كايروس لم يعترض ، قد يكون هناك اتفاق بينهما.
على أي حال، بفضلهما، كان الزفاف يسير بسلاسة أكثر.
“هل تقسمان أن تحبا و تخلصا لبعضكما البعض طوال حياتكما؟”
سأل ديلان ، الذي تولّى دور المقدم ، بصوت جاد.
“أقسم.”
ابتسمت قليلاً حين رأيت كايروس يجيب بلا تردد.
و أشار ديلان إليّ بعينيه كي أجيب بسرعة.
“أقسم.”
كما في حفل الزفاف الأول الذي أقمناه ، تبادلنا عهود الحب من جديد.
رغم أن هناك أيامًا سنكون فيها غير بارعين في ذلك، إلا أننا نثق بأننا لن نفترق أبدًا.
في ذلك الوقت ، كنا نحن الاثنين فقط ، أما الآن ، فالكثير من الناس كانوا يشاركوننا الفرح.
ربما كان مجرد إحساسز، لكنني شعرت أن هذه ستكون المرة الأخيرة التي أعيش فيها الحياة مرارًا وةتكرارًا داخل تلك الدوامة الغريبة.
لأنني نجوت في هذه الحياة.
لأنني حصلت على الحب دون فشل هذه المرة.
لأني، مهما واجهت من صعوبات، أملك القوة التي اكتسبتها من كل المحن التي تحملتها حتى الآن.
“والآن، انظرا إلى من الشخص الذي تحبانه، و قولا ما ترغبان بقوله أكثر من أي شيء في هذه اللحظة . آه! و إن لم يعجبني ، سأجعلكما تعيدانه”
ضحك الجميع على كلمات ديلان.
وسرعان ما اقترب كايروس بنظره مني.
في اللحظة التي التقت فيها نظراتنا عن قرب، لم أعد أسمع صوت ديلان، و لا ضحك الناس.
تلألأت الأنوار البرتقالية، و انعكس غروب الشمس على خده.
ابتسمت بسعادة و أغمضت عيني.
“أحبكِ، هايزل.”
وسرعان ما لامست شفاه كايروس الدافئة شفتي.
حتى هذا الاتصال البسيط جعلني أشعر أن مشاعره الجياشة قد وصلت إلي.
في الحقيقة ، ربما أكون أنا من قمتُ بإعادة بـالزمن فقط من أجل هذا اليوم.
تسللت ضحكة خافتة منّي حين خطرت لي هذه الفكرة فجأة.
تطاير غبار الزهور في الوقت نفسه، و انهمرت تهاني و تصفيقات أعزّ الناس من حولي.
رفعت يدي و أحطت عنقه بذراعي.
وكأنه كان ينتظر ذلك ، لفّ كايروس ذراعيه الكبيرتين حول خصري و جذبني إليه.
“وأنا أحبك أيضًا ، كايروس.”
ثم تبع ذلك قبلة أعمق.
آه ،أنا سعيدة.
ربما ، هذا كل ما أحتاجه.
شفاه أكثر دفئًا من الربيع.
قلب أشد حرارة من الصيف.
حب أعمق من الخريف.
ونحن ، أقوى من الشتاء.
سنبقى معًا مدى الحياة.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "146"
احبهم يا جماعة 😭😭💘