“ما زال هناك الكثير من العمل، أليس كذلك؟ أنت شخص مشغول بالفعل.”
“لا، أقوم فقط بما هو ضروري. سيدتي الدوقة…”
تردد ريندل وكأنه لديه شيء ليقوله لي.
هل لديه طلب ما؟
ريندل كان من أكثر السحرة قربًا لي في برج السحر، وكان يعاملني بلطف، لذا كان الحديث معه مريحًا.
ومع ذلك، فهو دائمًا ما يقول ما لديه بصراحة، لذا كان غريبًا أنه يماطل بهذه الطريقة.
“ما الأمر، ريندل؟ هل هناك شيء تود قوله؟”
“أمم، ليس أمرًا كبيرًا، و لكن هل ما زلتِ ترتدين السوار؟”
“السوار؟ آه.”
أريته السوار الذي أرتديه على معصمي.
السوار الذي صنعه ريندل بنفسه وأعطاه لكايروس.
ولا زلت أرتدي العقد الذي أهداني إياه كايروس أيضًا.
مد ريندل يده نحوي، و في اليد الأخرى كان يحمل سوارًا يبدو مشابهًا لكنه مختلف قليلًا.
“أمم، إن لم تمانعي، فماذا لو قمتِ بتبديله بهذا السوار مؤقتًا؟ تأثيره مشابه.”
أملت رأسي باستغراب.
“السوار؟”
“نعم، لقد صنعته بطلب من الدوق، لكن يبدو أنه لم يكن متقنًا بسبب العجلة. لذا أود استبداله لكِ بهذا.”
“آه…”
لكن هذا السوار هدية من كايروس…
مع ذلك، بما أن ريندل هو من صنعه، فربما لا فرق؟
فكرت في ذلك و بدأت أخلع السوار، ثم توقفت فجأة.
لو كان الأمر كذلك، لكان أعطى السوار الجديد لكايروس و طلب منه استبداله لي، فلماذا أتى إلي مباشرة؟
هل صادفني فقط؟
“هل كنتَ تنوي إعطاءه لكايروس أولًا؟”
سألت ريندل بينما توقفت عن نزع السوار.
“آه، نعم، حسنًا…”
شعرت أنه يتجنب نظري.
بدأت أشعر أن هناك شيئًا مريبًا أكثر.
“أعتقد أنه من الأفضل أن أحتفظ بهذا. بصراحة، يمكنني الاعتناء بنفسي، و فوق ذلك، خضنا معًا أمرًا كبيرًا. ولهذا، أظن أن له معنى، و إن لم يكن متقنًا، فلا بأس إن واصلت ارتداءه، أليس كذلك؟”
“يمكنكِ ذلك… و لكن.”
فجأة بدت ملامح الإحراج على وجه ريندل.
“هممم…”
رغم أنني استيقظت مؤخرًا و لا زالت هناك أشياء كثيرة بحاجة لترتيب، إلا أنني كنت أستطيع إدراك هذا القدر على الأقل.
كنت أتذكر تمامًا تصرفـاتي الغبية حين ترددت بينما كنا على وشك خوض الحرب.
“وفوق ذلك، حتى و إن لم يكن السوار متقنًا، فلا يمكن أن نقلل من مهارة ريندل، أليس كذلك؟ لا زلت أذكر جيدًا الحاجز الذي وضعته لي.”
“لكن هذا أفضل بكثير.”
مد ريندل السوار الجديد مرة أخرى بإصرار.
سحبت يدي مجددًا وقلت
“أنتَ تخفي شيئًا عني، أليس كذلك؟”
“ماذا؟ لا، لا! ما الذي سأخفيه عنكِ؟ لا أريد الدخول في مشكلة مع الدوق!”
“إذن سأبقي على هذا السوار. إلا إذا أخبرتني بالسبب الحقيقي.”
حين تكرر تصرف ريندل، تذكرت حين قال كايروس انه يجب أن أرتديه دائمًا.
حكّ ريندل رأسه، ثم تنهد و كـأنه في موقف صعب.
“حسنًا، إن سارت الأمور على ما يرام، سأخبر سمو الدوق أيضًا… لكن، ليس هنا، من الأفضل أن نذهب إلى مكان هادئ.”
بسبب نبرة صوته التي أصبحت أكثر جدية، أومأت برأسي و قدته إلى مكتبتي.
أغلقت الباب وقلت له
“يمكنكَ الجلوس براحة. لا أعتقد أنكَ بحاجة إلى شاي، أليس كذلك؟”
“نعم، سأخبركِ بالأمر ثم يجب أن أذهب.”
جلست مقابل ريندل.
“إذًا، أخبرني الآن.”
الآن بعد أن انتهى كل خطر، شعرت بأنني لن أتفاجأ مهما سمعت.
فالعائلة الإمبراطورية و المعبد مشغولان بمعاناتهما، و لن يحتاجا للتدخل في شؤوني.
مرر ريندل يده على شفتيه بتوتر.
“السوار يحتوي على سحر حماية خاص.”
“هل يختلف عن الحاجز العادي؟ حتى هذا العقد يحتوي على حاجز حماية.”
أريتُه العقد أيضًا.
“العقد يحتوي على حجر مسحور بسحر حماية و حاجز اعتيادي. أما السوار الذي ترتدينه الآن…”
“نعم؟”
“فهو حاجز يستخدم حياة الوسيط كوسيلة. إنه سحر لا يُستخدم عادة، لكن في هذه المرة صُنع بناءً على طلب خاص، لذا أظن أنه من الأفضل استعادته…”
قطبت جبيني قليلًا.
“…يستخدم الحياة؟”
بدا ريندل في غاية الحرج.
عندها سألته بإلحاح
“قال كايروس إنه سيخبرني إذا نجحت الأمور. ما الأمر؟”
“إنه سحر موضوع بضمان حياة الدوق. السوار يسمح له بتلقي الأذى بدلًا من مرتديه. و أعتقد… أنكِ يا سيدتي الدوقة تفهمين ما أعنيه.”
“……”
بالطبع أفهم.
حتى دون أن أسأله عن المعنى، كنت أعرف.
يعني أنني لو تعرضت لمكروه… لكان كايروس ربما قد تعرض له أيضًا.
أغمضت عيني بإحكام ثم فتحتهما.
“…لكن عندما فقدت وعيي لم يحدث شيء، أليس كذلك؟”
“لأنكِ فقط استنفدتِ سحركِ الأسود و فقدتِ وعيك. كنتِ فقط تحتاجين إلى تعافٍ فقط، و لم تكن هناك أي خطورة على حياتكِ.”
“هل هذا يعني أن كايروس هو من طلب منك هذا؟ أن تصنعه هكذا؟”
أومأ ريندل على مضض.
“الآن بعد أن زال الخطر، هل يمكنكِ إرجاعه؟”
“……”
لا عجب.
كنت أظن أنه سمح لي بالذهاب بسلاسة بشكل غريب.
كنت أرتدي شيئًا بهذه الخطورة دون أن أعرف!
نزعت السوار من معصمي وسلمته لريندل.
لم أعد أرغب في حمل شيء بتلك الخطورة.
“إذا دُمر هذا السوار، فلن يكون كايروس في خطر بسببي بعد الآن، أليس كذلك؟”
ارتاح تعبير ريندل بينما استبدل السوار.
“أرجوك لا تلومي الدوق كثيرًا. أنا أيضًا لم أرغب في فعل ذلك، لكن الوضع كان سيئًا للغاية…”
تنهدت.
ليس لديه أكثر من حياة واحدة، و مع ذلك يفعل هذا دون إذني…!
لم تكن لدي طاقة حتى لأغضب.
وقفت من مكاني.
“…هل تنوين الذهاب إلى الدوق؟”
“هذا ما أنوي فعله.”
“لقد فعل ذلك حقًا من أجل السيدة الدوقة. لقد أظهر صدقه لدرجة أنه وقف ضد العائلة الإمبراطورية وساعدنا بكل ما لديه. لذا أرجو منكِ…”
“ألا أغضب كثيرًا؟”
ابتسم ريندل بإحراج .
“نعم، شيء من هذا القبيل. كلنا نجونا في النهاية، أليس كذلك؟”
وقفت صامتة للحظة على كلمات ريندل التي تدعوني لأفكر بالأمر بإيجابية، ثم أطلقت ضحكة فارغة.
هل من الصحيح تجاوز الأمر بهذه البساطة؟
أن يتم التسامح مع كل شيء، و تُفهم الأمور لمجرد أننا نجونا، بدا لي أمرًا مثيرًا للسخرية.
“…حسنًا، فهمت. فقط، من الآن فصاعدًا، مهما طلب منك كايروس، لا تصنع شيئًا كهذا مرة أخرى. إنه حقًا… لا أعلم ما الذي قد يفعله لاحقًا.”
“لن أفعل، لن يتكرر هذا أبدًا. لقد كان صنعه شاقًا للغاية. دعينا نقول ان ما حدث حالة خاصة جدًا. حسنًا، سأقوم من مكاني إن كنتِ تأذنين لي، دوقة.”
وبمجرد أن أنهى كلامه، نهض ريندل . يبدو أنه كان مشغولًا بالفعل.
كنت أنوي الذهاب إلى كايروس سواء غضبت عليه أم لا، فنهضت بدوري، لكنني توقفت.
تساءلت إن كان يمكنني أن أسأل ريندل عن الرؤى التي رأيتها، و عن الزمن الذي عاد للوراء.
“ريندل، بالمناسبة…”
“نعم، يا دوقة؟”
“هل يمكنني أن أسألك شيئًا قبل ذلك؟”
جلس ريندل مرة أخرى.
“نعم، تفضلي.”
“هل يمكن إعادة الزمن بالسحر؟ هل يمكنكَ فعل شيء كهذا؟”
“تعنين سحر إرجاع الزمن؟”
“نعم.”
فرك ريندل مؤخرة عنقه، و بدا غارقًا في التفكير.
“ذلك صعب.”
“صعب؟”
“أقرب للمستحيل. النظرية موجودة، لكن لا توجد أي حالة نجاح موثقة.”
“حتى مع مهارتك؟”
“حتى سيد برج السحر لن يستطيع. لأنه يتعارض مع قوانين الطبيعة. لكن، لماذا تسألين فجأة؟”
“لا أعلم، لقد خطر ببالي فجأة. فقط… مجرد فضول.”
“لو كانت هناك حالة نجاح، لكنت أنا أول من يريد أن يعرف كيف فعلوها. هذا موضوع سيظل مطروحًا بين السحرة مدى الحياة.”
كما توقعت، إنه أمر مستحيل.
لكن ما مررت به لم يكن مجرد حلم.
ما الذي حدث إذًا؟
شعرت أنني لن أجد إجابة حتى لو سألت ريندل أكثر من ذلك، فأومأت برأسي.
“شكرًا لك. إذًا، يجب أن أذهب إلى كايروس الآن.”
“…رجاءً، انتظري حتى أهرب أولًا.”
طلب مني ذلك ثم اختفى ريندل بسرعة فعلًا. لم يكن من الصعب العثور على كايروس . فقد كان يتحدث مع سِـد عند مدخل القصر.
أخذت نفسًا عميقًا، أمسكت بطرف فستاني، و سـرت نحوه.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "141"