عندما فتحتُ عيني مرة أخرى، كان ذلك أول كابوس رأيته.
قال لي كايروس انه قد سئم مني، وحتى أنني جُلبت إلى القصر و احتُجزت، كان كل شيء كما كان.
لا، كنت أظن ذلك.
كنت أعتقد حقًا أنه متطابق، لكنه كان مختلفًا.
بينما كنت مغمى عليّ، غيّر الإمبراطور رأيه و أرسل جميع القوات إلى الشمال، و نجح كايروس في إيقاف ظهور ملك الشياطين و العودة.
أي… أن النهاية قد تغيّرت.
سمعت من ليلي أن كايروس عاد حيًا، لكنه لم يظهر أمامي.
وفي النهاية، بحثتُ عنه في كل مكان، حتى التقينا في حديقة القصر.
إنه حقًا حي هذه المرة.
لم يكن الحلم الأول إذًا.
وفي الوقت نفسه، كنت غاضبة.
تركني مرة أخرى.
مرة أخرى ، واجه كل شيء بمفرده…
اقتربت من كايروس ببطء.
“…كنت تعرف أنني استيقظت.”
“نعم.”
“ومع ذلك لم تأتِ.”
“صحيح.”
ضربته بقبضتي.
“لم تأتِ. لم تأتِ.”
ضرب، ضرب!
وقف بلا حراك و تلقـى كل الضربات.
ضربته حتى احمرّت يدي، ثم أمسك بيدي.
“امسكي شيئًا على الأقل. ستؤلمين يدك.”
“هل تمزح معي الآن؟”
“…أنا آسف.”
هو لا يعرف، لكنني ما زلت أتذكر كيف تخلى عني في أول حلم.
“رجل غبي، وغد”
“……”
“أسوأ رجل في العالم.”
ضرب، ضرب!
لم أعد أحتمل، فركلته أيضًا.
“كيف يمكنكَ أن تفعل هذا بي؟ كيف يمكنكَ أن تقول لي مثل تلك الكلمات؟”
“أنا آسف.”
“لقد طلبتَ الحب، توسلتني أن أحبك، ثم! قمتَ بخداعي في كل مرة. حتى النهاية أيضًا…”
كايروس لم يحاول منعي.
“سئمتَ مني؟ نلتَ كفايتكَ مني؟ لذا طلبتَ مني أن أرحل؟”
“……”
كنت أتنفس بغضب و أنا أصرخ فيه.
“تكلم مجددًا! لماذا لا تتكلم الآن؟ لماذا لا تقول المزيد! إذا كان فمك مفتوحًا، فقلها. لماذا، لماذا؟”
“أنا آسف، هايزل. كنت مخطئًا.”
وفي النهاية، انفجرت باكية.
“إلى متى، إلى متى ستستمر في تعذيبي…”
انهرت بين ذراعيه و كأنني سقطت.
وكان عطره، الذي أحببته، يغمرني كدليل على أنه لا يزال حيًا.
حتى صوت دقات قلبه المتسارعة كنت أسمعه.
ثم تغيّر المشهد مرة أخرى.
كنت أبدأ أفهم ببطء ما الذي تعنيه كل هذه الظواهر الغريبة.
“هل يمكنكِ إنهاء هذا حتى صباح الغد و وضعه على مكتبي؟ على أي حال، ليس لديكِ ما تفعلينه في البيت، أليس كذلك؟”
“نعم، بالطبع!”
“إذن شكرًا على مجهودك!”
“اللعنة على هذا المدير اللعين…”
في اللحظة التي حلمتُ فيها بحياتي الحديثة التي أنهكتني حتى الموت بسبب الإفراط في العمل.
أصبحت تلك الإدراكات يقينًا.
أن كل ما كنت أعتقد أنه من الرواية الأصلية كان مجرد وهم.
⋆★⋆
كان هناك من يربـت عليّ بلطف.
“أمم…”
فتحت عيني ببطء.
رأيت ظلًا باهتًا.
“هايزل.”
“……”
بمجرد أن سمعت صوته، شعرت أنني على وشك البكاء.
الصوت الذي كنت أريد سماعه.
الصوت الذي اشتقت إليه بشدة رغم كل ما رأيته من ماضٍ.
“هايزل.”
بدأ بصري يصبح أكثر وضوحًا.
“كا…يروس.”
فجأة، سقطت قطرة ماء على خدي.
كانت عينا كايروس محمرتين، وقد تجمعت الدموع عند طرفيهما.
“…شكرًا لأنك استيقظتِ.”
شكرًا لأنكِ بخير.
وبصوت مبحوح من العاطفة، أمسك كايروس بيدي ودفن وجهه فيها.
أطلق تنهيدة طويلة و كأنّه يزفر ارتياحه.
كنت مستلقية على سرير في غرفة نوم قصر الدوق. في المكان الذي أصبح مريحًا للغاية بالنسبة لي الآن.
أردت أن أمد يدي، لكن بعد تلك الرحلة الطويلة عبر الماضي، كان جسدي متيبسًا.
إضافة إلى ذلك، كنت قد استخدمت قوتي إلى الحد الأقصى لأستخرج قوة ليلي.
بل وحتى قبل ذلك، كنت قد استنزفت نصف طاقتي بسبب استخدامي المستمر لسحر الأوهام.
لذلك بدا طبيعيًا أن يتعب جسدي إلى هذا الحد.
ومع ذلك، و بعد مرور بعض الوقت، بدأت أشعر بأن قوتي تعود تدريجيًا.
مددت يدي محاوِلة الجلوس.
“ارتاحي قليلًا أكثر.”
عندما أومأت برأسي نافية، ساعدني كايروس على النهوض على مضض، و أسند ظهري بحزم.
وما إن جلست حتى عانقته من عنقه مباشرة.
ربّت على ظهري بيده الكبيرة.
كتمت شهقة و بكيت بصمت و أنا أحتضنه بقوة أكبر.
لقد كانت فترة فظيعة.
فترة لا أرغب في تكرارها أبدًا.
لدرجة أنني تمنيت لو أمحو كل تلك الذكريات.
“لقد انتهى كل شيء. الآن، حقًا كل شيء انتهى، هايزل.”
لكن الأمر لم يكن بسبب ذلك.
مع ذلك، كنت أشعر أنني لو فتحت فمي، فسأنفجر في بكاء مرير، لذا اكتفيت بتشديد عناقي له.
“……”
من الذي كان يعبث بوقتي هكذا؟
هل كانت لدي قدرة خفية لم أكن أعلم بها؟
ولماذا، لماذا كنت أعتقد أن كل ذلك من رواية، و أن ليلي وجـاد هما الأبطال؟
هل كان ذلك لأنني اعتقدت أن ليلي هي المفتاح لطرد الظلام؟
أم ربما كنت أغار من حبهما الذي نجا مرارًا حتى النهاية؟
الشيء الوحيد المؤكد هو أن نهاية طريقي دائمًا كانت كايروس.
باستثناء حياة واحدة ، لم تكن هنا في هذا العالم.
بعد وقت طويل، تمكنت من تمالك مشاعري و تراجعت عنه.
لقد حان وقت العودة إلى الواقع.
“ماذا عن ليلي؟ هل الآخرون بخير؟”
“الجميع بخير. أنتِ و الأميرة دايورث فقط من لم تستيقظا بعد. إنها في غرفة الضيوف، سأذهب و أتحقق من حالها.”
أومأت برأسي ونظرت مرة أخرى إلى وجه كايروس.
كم مرة حدث هذا؟
الرجل الذي رأيته في حياتي الأخيرة قبل أن أموت من الإرهاق كان بالتأكيد كايروس.
“لماذا، هل تشعريـن بعدم الراحة؟ أين تشعرين بالألم؟”
بينما كنت أحدّق به بصمت ، بدأ كايروس يتفحصني مرارًا و تكرارًا مستعجلًا بكلامه.
ذلك الشخص الذي قال لي في العربة ألا أتكلم كثيرًا.
ذلك الشخص الذي رغم بروده، قدّم لي يد العون حتى النهاية.
“…بفتت.”
“هايزل؟”
“لا، لا شيء. هل أنت بخير؟ لم تُصب بأذى؟”
“أنا بخير.”
رفعت يدي إلى وجنته الهزيلة.
“وأنا بخير أيضًا. أرأيت؟ قلتُ إننا سننجح، أليس كذلك؟ قلتُ لكَ إذا اتبعت كلامي، فكل شيء سيكون على ما يرام.”
عندها فقط، ابتسم كايروس ابتسامة صغيرة.
لم يعد هناك خطر يهددنا.
لم أعد مضطرة لفقدانه، ولم يعد مضطرًا للتخلي عني.
رغم أن ما فعله بي في الماضي ما زال مؤلمًا و يجعلني أكرهه.
تذكّرت كيف قال لي انه سئم مني، فشعرت بالحزن مجددًا.
وبغضب، عضضت ذراعه التي كانت تحتضنني.
“…لماذا لم تقل إنها تؤلمك؟”
“شعرتُ أن هناك سببًا لذلك.”
“…وإن لم يكن هناك سبب؟”
“كنت سأعتقد فقط أن زوجتي أرادت العضّ قليلاً.”
أجاب و كأن الأمر طبيعي تمامًا، فأخذت رأسي و دفنته في صدره غير مصدقة.
“في الحقيقة، هناك سبب. لكنني لن أخبرك بـه.”
ومع ذلك، اكتفى بالابتسام وكأنه مسرور.
عدت لأتكئ عليه و أغمضت عيني.
شعور بأنني عدت من طريق طويل جدًا جعلني أرغب في التمتع بهذه الراحة للحظة.
⋆★⋆
بعد ذلك، قضيت عدة أيام إضافية في التعافي.
تلقى الجنود المصابون العلاج بالكامل، و تم إحياء ذكرى من ماتوا.
رغم أنني حاولت جاهدة تقليل الخسائر قدر المستطاع، فإن منعها تمامًا كان مستحيلًا.
ومع نجاح هذه المهمة، أصبح من الطبيعي ألا يُحاسب من دعمونا بتهمة مخالفة الأوامر الإمبراطورية.
ليلي، التي استيقظت بعدي بيومين، اعتذرت فورًا عندما استعادت وعيها.
“أنا آسفة. كان يجب أن أمنع جلالته من اتخاذ ذلك القرار مسبقًا.”
“لقد بذلتِ قصارى جهدكِ، ليلي. لو كنت وحدي، لما كنت استطعتُ النجاح.”
ربما لأن كل شيء انتهى بنجاح.
شعرت بارتياح كبير في قلبي.
وبصراحة، ليلي لم تكن مخطئة في شيء.
فقد أوفت بوعدها و أيقظت قوتها وجاءت إلى المذبح العظيم.
وبما أننا نجحنا في تدمير المذبح العظيم ومنع قدوم ملك الشياطين، فإن من أصبح في موقف صعب الآن لم نكن نحن، بل العائلة الإمبراطورية والمعبد.
والسبب أنهم ظلوا مكتوفي الأيدي يراقبون بينما كنا نحن نطرد الظلام.
ورغم أنهم أتوا لاحقًا لتقديم المساعدة، فإن جاد لم يعلن هذا الأمر علنًا لشعب الإمبراطورية.
“أنتم من أنقذ الشمال. العائلة الإمبراطورية لم تتخذ أي إجراء لمنع وصول هذا الخطر. لذا، من الطبيعي أن نتحمّل كامل المسؤولية. أعتذر مجددًا. أنا آسف حقًا.”
لم أمنع جـاد من اتخاذ قراره.
غضب شعب الإمبراطورية كان يزداد شيئًا فشيئًا، ورغم أنني لم أتخذ أي إجراء بعد، إلا أنهم بدوا منشغلين بدفع ثمن قراراتهم بأنفسهم.
كان الأمر يزعجني عندما أفكر في ليلي، لكنني فكرت أنه ربما يجب أن أترك الأمور كما هي.
أرض الشمال الآن بدأت تستعيد عافيتها بعد أن تلاشى الظلام عنها و توقفت عن التلوث.
وبينما كنت أستعد للخروج بعدما تعافيت، كان ريندل يقترب من الجهة المقابلة.
يبدو أنه لم يعد بعد إلى برج السحر.
“سيدتي الدوقة، كيف حال صحتك؟”
سأل و هو يقترب مني بخطى واسعة.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "140"