وأخيرًا نظرت في عيني الإمبراطور، الذي كان يحدّق بي بغضب.
كانت الإمبراطورة تنظر إلي كما لو كنت مجنونة.
عندما أشارت الإمبراطورة بعينيها، حاول الخدم دعمي. لكنني دفعتهم بعنف و ركعت، أرجوهم، أترجاهم.
هل كان عليّ أن آكل كما قالت ليلي؟
وجهي شحب من الإرهاق، و جسدي يرتجف خارج إرادتي.
“أرجوك، لا يمكن… لا يمكن أن يحدث هذا، جلالتك. أرجوك!”
“يبدو أن صحة الدوقة ليست على ما يرام، خذوها بسرعة إلى غرفتها لتتلقى العلاج.”
تنهد الإمبراطور.
“جلالتك…! أرجوك دعني أذهب. حتى لو كان في ذلك موتي، فلن أكون خائنة أو أضحي بهم. أريد فقط… فقط إنقاذه. أرجوك، أرجوك، جلالتك، أرجوك، أرجوك اسمح لي، أرجوك…”
اقترب جاد و سـاعدني على الوقوف.
تعلقت به و أنا أتمتم.
“سموك… أرجوك؟ سـاعدني، لقد ساعدتك كثيرًا من قبل…! أرجوك، يا صاحب السمو، دعني أذهب إليه، دعني أخرج من هنا. أرجوك. سموك، لا يمكنك أن تكون هكذا. قلت اننا أصدقاء، إذًا لا يمكن أن تكون هكذا. كان عليك أن تمنع هذا، آه، كان يجب أن تمنعه. آه، أرجوك… آه، إلى كايروس… أرجوك.”
“سيدتي الدوقة، أرجوكِ، لا تفعلي هذا.”
“إن كانت قوتي هي المشكلة، فسأختفي. أرجوك، لا يمكنه أن يتحمل هذا. أرجوك، أتوسل إليك. سأفعل أي شيء. أرجوك، جلالتك، سموك، فقط لمرة واحدة، انظروا إلي بعين الرحمة، و استجيبوا لتوسلي. رجاءًا…”
أظلمت الرؤية أمام عيني.
وعندما فتحت عيني مجددًا، كنت على السرير مرة أخرى.
[حبيبتي ، زوجتي.
رفيقتي الوحيدة و حبي الوحيد.
ملكتي النبيلة.
خلاصي ، أنفاسي.
نوري الساطع.
أحبك.
أحبك.
انا احبك يا هايزل.
أعتذر لأنني أحببتك.]
“آه…”
انفجرت في البكاء.
كم مرة قرأت هذه الرسالة حتى الآن؟
عندما نهضت مجددًا، كان كل شيء قد انتهى.
“أرجوك، فقط دعني أستيقظ من هذا الكابوس.”
أرجوك.
أرجوك.
أغمضت عيني من جديد.
⋆★⋆
لم تجف دموعي بعد حين تغير المشهد مرة أخرى.
مرّ شيء قديم جدًا بخفة أمامي.
و عندما فتحت عيني مجددًا، كنت أرتدي زيّ الفارس و أنا أُطارد من قبل أتباع الطائفة.
كان ذلك في ليلة مظلمة للغاية.
“هاه، هاه…!”
كان يومًا متعِبًا جدًا، فأرخيتُ حذري، و دخلت مطعمًا سبق أن عبث به أتباع الطائفة مسبقًا.
في اللحظة التي شربتُ فيها الماء أدركت أن فيه شيئًا، لكن كنت قد ابتلعته بالفعل.
تبعثرت مسارات الطاقة السحرية داخلي، فلم أتمكن من استخدام سحر الوهم.
وفوق ذلك، كنت مستنزفة جسديًا من العمل لساعات إضافية بناءً على طلب ولي العهد منذ أيام.
كنت أعلم منذ أشهر أن أتباع الظلام يلاحقونني، لكن شعرت أنه إن أمسكوني اليوم، فسوف يقبضون علي حقًا.
هربت من الأزقة و خرجت إلى الطريق العام و بدأت أركض بجنون.
رأيت عربة ضخمة أمامي.
“ساعدني!”
تشبثت برجل ضخم كان يعتلي العربة و كأنني أمسك به فجأة.
كان يبعث جوًا خطيرًا حتى من النظرة الأولى، لكن بدا لي أهون من أتباع الطائفة.
تلاقت أعيننا.
“…..”
وجهه الآسر بدا مذهلًا حتى في الظلام، و كانت عيناه حمراوين.
أشعر أنني أعرفه، مـن يكون يا ترى؟
هل فقدت عقلي من شدة وسامته؟
سمعت خطوات تقترب من الخلف.
ازددت هلعًا، فأمسكت بمعطف الرجل أرجوه.
“أرجوك، فقط أخفني. لمرة واحدة فقط. أعدك بأن أكافئك، و لو للحظة فقط.”
“ما الذي تفعلينه؟”
رجل يبدو أنه مساعده أزاحني بعنف.
لكنني تمسكت بمعطف الرجل مرة أخرى.
وفي ذات الوقت حاول المساعد طردي.
وفجأة، تم الإمسـاك بمؤخرة عنقي و ارتفع جسدي في الهواء.
“هآه!”
بكل تلك القوة، وجدت نفسي على العربة. فتحت عيني متسائلة عمّا يحدث.
لقد أُمسكت مثل الكلب و سُحبت إلى العربة… أليس كذلك؟
طق.
و أُغلِق باب العربة في نفس الوقت.
استعدت وعيي فجأة.
“آه، ش..ش.. شكرًا لك…”
“…..”
“أنا لست شخصًا مشبوها هاربًا ، بل هناك أشخاص مشبوهون يلاحقونني منذ أيام.”
“…..”
لم يردّ، فنظرت إلى نافذة العربة ثم إليه مجددًا.
“آه، أنا، أعمل في فرقة فرسان القصر الإمبراطوري!”
“فمكِ.”
فمي؟
“نعم؟”
عندما سألته مجددًا ، فهمت ما يقصد.
يبدو أنه كان يطلب مني أن ألتزم الصمت.
احمرّ وجهي خجلًا.
آه، يبدو أنني تكلمت كثيرًا.
“آسفة، سألتزم الصمت.”
“…..”.
لم يُبدِ هذا الرجل أيّ رد فعل.
اِلتزمت بالصمت تمامًا، متمنية أن يعود أتباع الطائفة من حيث أتوا.
مضى نحو ثلاثين دقيقة على ذلك. كان الداخل هادئًا، وكذلك الخارج.
بدأت أظن أنهم ربما سئموا الانتظار و رحلوا.
أخذت أعبث بأصابعي.
وشعرت أن مسارات طاقتي السحرية بدأت تستقر من جديد.
فكرت أن الوقت قد حان للرحيل ، فحرّكت جسدي قليلًا.
أخرجت محفظتي ، فيها القطع الفضية التي كنت قد أعددتها للدفع في المطعم سابقًا.
كان المبلغ أقل بقليل من عشرة عملات ذهبية.
قدّمت المحظفة للرجل.
“ش، شكراً لك. هذا كل ما أملكه حاليًا. لو تخبرني باسمك، سأردّ لك الجميل لاحقًا. أشكرك حقًا.”
“…..”
ظل الرجل صامتًا كالسابق.
يا له من شخص قليل الكلام فعلًا.
وضعت المحظفة إلى جانبه، و انحنيت شاكرةً له ، ثم فتحت باب العربة.
“أنا هايزل لوف من فرقة فرسان القصر! لن أنسى معروفك هذا أبدًا!”
قفزت من العربة و أغلقت الباب خلفي. كان المساعد ينظر إليّ بنظرات غريبة.
وحين حيّيته، لوّح بيده كما لو كان يخبرني أن أرحل فورًا.
في طريقي إلى المنزل، شعرت بالراحة لعدم وجود أتباع العبادة.
لكن فجأة، سمعت صوتًا خلفي.
“عذرًا.”
التفتُّ مصدومة نحو مصدر الصوت.
“ن… نعم؟”
كان مساعد الرجل الذي ساعدني قبل قليل.
“آه، ماذا هناك؟”
لقد أخافني حقًا.
“أين يقع منزلك؟”
“عذرًا؟”
“تلقيت أمرًا من سيدي بإيصالكِ إلى منزلك. أين هو منزلك؟”
سيدك؟ تقصد الرجل الذي ساعدني؟
“آه، لا داعي. لقد ساعدني بالفعل، لا يمكنني أن أتسبب بمزيد من الإزعاج…”
“أين منزلكِ؟”
كنت أرفض لأنني لا أريد تلقي مساعدة إضافية، لكنه ظل يكرر نفس العبارة و كـأن عليه تنفيذ الأمر مهما كان.
و في صوته نبرة ضيق، فلم يكن أمامي خيار سوى أن أسمح له بمرافقتي حتى المنزل.
“…شكرًا لك! أود أن أرد لكما الجميل لاحقًا، هل يمكنك إخباري إلى أين يمكنني الذهاب؟”
“لا حاجة لذلك، ادخلي فقط.”
“…لكنني حقًا أريد ردّ الجميل.”
“قلت ادخلي.”
“…حسنًا.”
“إلى اللقاء.”
انحنى قليلًا برأسه ثم استدار و عـاد أدراجه.
انحنيت أنا أيضًا نحو ظهره وهو يبتعد.
“شكرًا جزيلًا!”
توقف للحظة.
“يا لها من فتاة مؤدبة بشكـل غريب.”
تمتم بشيء من هذا القبيل ثم ابتعد أكثر.
دخلت إلى المنزل و أنا أفكر بذلك الرجل مجددًا.
أشعر أنني أعرفه، فلماذا لا أستطيع تذكره؟
كأنني رأيته من قبل… من يكون يا ترى؟
لكنني لم أستطع تذكّره حتى النهاية.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "139"