لابد أن هناك سببًا لإرسال ختم العائلة على وجه التحديد.
“قالت أيضًا أن أبلغكِ بأنها آسفة.”
آسفة، إذًا ربما كان يحتوي على مضمون غير سار.
عندما سمعت ذلك، شعرت أنني أستطيع تخمين محتوى الرسالة دون الحاجة إلى فتحها.
“…من الأفضل أن ندخل أولاً و نلتقط أنفاسنا.”
حتى لو كانت ليلي متحالفة مع جاد، فلن يكون هناك ما يدعو للدهشة.
لأنهما يحبان بعضهما البعض، اعتبرت ذلك أمرًا طبيعيًا و أنا أعبث بالرسالة لذا أدخلت الثلاثة إلى الداخل.
بينما ذهب كايروس لترتيب الفوضى في الخارج، قدمت لهم أولًا شايًا دافئًا.
طلبت من الخادمة أن تضع المزيد من الحطب في مدفأة غرفة الضيوف.
“لم يكن من الضروري أن تبالغي إلى هذا الحد.”
قال ديلان مبتسمًا وعلى وجهه ملامح إحراج.
كان الثلاثة لا يزالون يرتدون دروعهم.
وبما أن الجو بارد بالفعل في الشمال، فإن ارتداء الدروع الحديدية الباردة زاد من الشعور بالصقيع لمجرد تواجدهم بقربي.
“متى انطلقتم؟!”
وسط كل مشاعر الامتنان، كان هذا هو السؤال الوحيد الذي خرج مني.
عندما جلست أمامهم في غرفة الضيوف وسألت، تهرب الثلاثة بنظراتهم.
“…نصف يوم؟!”
عندما قال لوكس ذلك وأنا أحدق به، وخزه جوش في خاصرته.
“حتى أنا لا أصدق هذا. استغرق الأمر حوالي يوم…”
“يومين.”
أجاب جوش و ديلان في الوقت نفسه، و كان هناك فرق يوم بينهما.
ضحكت ساخرًة و هززت رأسي. حتى في هذا الوضع الخطر، ما زالوا كما هم.
أخيرًا، اعترف ديلان.
“أكثر من يومين بقليل. لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً كما ظننا.”
رغم أنهم استخدموا السحر و البوابات، لكن بما أن عددهم كبير و قد انتقلوا دفعة واحدة، فلا بد أن الأمر استغرق يومين للوصول من حدود العاصمة إلى الدوقية.
اختاروا أقصر مسافة و أكفأ طريقة، ورغم ذلك استغرق الأمر هذا الوقت.
بالإضافة إلى ذلك، كانت كل بوابات الشمال مختومة بأمر من كايروس، لذا كان من الصعب أيضًا تنسيق التوقيت.
كان من الواضح أنهم لم يناموا ولو للحظة خلال الطريق، لذلك قررت أن أكتفي بحديث قصير و أدعهم يستريحون.
وضعت فنجان الشاي أمامهم و لعبت بأطراف أصابعي. تنهدت بعمق ثم بدأت الكلام.
“أليس هذا قرارًا متهورًا جدًا؟! فرسان منتمون إلى العائلة الإمبراطورية يتصرفون هكذا، من تلقاء أنفسهم؟ هذا أمر يتعلق بعائلة كل واحد منكم أيضًا، أليس كذلك؟”
لم أكن أنوي قولها بهذه الطريقة.
لكن عندما نطقت بالكلمة الأولى، شعرت بغصة في صدري و خرجت الكلمات التالية من تلقاء نفسها.
بصراحة، كنت أظنهم مجرد زملاء يعملون معي في نفس المكان.
“تشعرين بالامتنان، أليس كذلك؟”
قال جوش مبتسمًا لي.
“.….”
“إذا كنتِ ممتنة لإخوتك، فقولي لهم ذلك. هذا يكفي.”
حتى لوكس شجعني.
“من قال ان لدي إخوة…”
تمتمت، ثم رفعت رأسي نحو الثلاثة.
“شكرًا. شكرًا لكم حقًا.”
قلت لهم بصدق تام. فابتسم الثلاثة في الوقت نفسه.
“هذا كل شيء إذًا. ولسنا أطفالًا طائشين نتحرك بدافع صداقة بسيطة. تحركنا لأننا نعرف ما هو مطلوب حقًا. نحن نعرف كيف نعتني بأنفسنا، فلا تقلقي كثيرًا.”
أومأت برأسي لكلام لوكس.
ازدادت نار المدفأة دفئًا مع الحطب المضاف، وبفضلهم استطعت معرفة بعض ملامح الرأي العام في العاصمة.
الرأي العام الذي ظننت أنه سينحاز لطرف واحد كان منقسمًا بعدة اتجاهات بشكل متوازن.
كان هناك من يطالب العائلة الإمبراطورية بالقضاء على الخطر و إنهاء الأمر.
والمفاجئ، أن هناك أيضًا رأيًا عامًا يدعمنا بقوة.
في البداية، كانت شهرتي كزوجة دوق هاديد الغامضة قد بدأت في صفحات المجلات التافهة، لكن مع مرور الوقت، أصبحت مشهورة كمن يقضي على أتباع الطائفة، ويُقال ان ذلك السبب في هذا الدعم، لكن على أية حال، لم أكن أتوقع أن يكون مفيدًا.
كنت لا أزال أعبث برسالة ليلي.
بينما الثلاثة يدفئون أجسادهم، قررت في النهاية أن أفتح الرسالة أولًا.
وعلى عكس مخاوفي، كانت الرسالة بسيطة جدًا.
[فقط انتظري قليلًا بعد، يا هايزل.]
“ماذا؟ ماذا قالت؟”
عندما لاحظني جوش أحدق في الرسالة لفترة طويلة دون قول شيء، أشار بعينيه متسائلًا.
“قالت فقط أن أنتظر قليلًا.”
“همم، بصراحة لا يمكنني دعمها برسالة، لكن رغم ذلك، قامت الأميرة بمحاولة إقناع سمو ولي العهد كثيرًا.”
“الأميرة؟”
“نعم، لقد أعلنت أمامنا صراحة أنها تدعم دوق ودوقة هاديد. كنت أظنها شخصًا ضعيفًا، فوجئت بصراحة.”
شرب جوش بقية الشاي في فمه دفعة واحدة و وضع الكوب.
“لم نحصل بعد على تأكيد من سمو ولي العهد، لكنها قالت انها ستحاول إقناع سموه بأي طريقة، لذا فلننتظر قليلًا بعد.”
عندما قال انه إن لم تنجح ليلي فربما يكون وجودها مفيدًا على الأقل، لم أتمالك نفسي إلا أن أبتسم.
بعد ذلك، تبادلنا الحديث قليلًا، ثم خصصت لهم غرفة ليرتاحوا فيها و أرفقت بها بعض الخدم.
ويبدو أنهم كانوا مرهقين بالفعل، إذ سمعت بعد ساعة فقط أنهم غطوا في النوم.
“كايروس.”
اقتربت من كايروس الذي دخل متأخرًا مرة أخرى.
لأنه كان في الخارج طوال الوقت، كانت ملابسه باردة.
“لنذهب إلى مكان دافئ.”
قدته إلى جهة الدفيئة.
كايروس تبعني بهدوء عندما أمسكت بيده.
“هل تحدثتم جيدًا؟”
أومأت برأسي مبتسمة ردًا على كلماته.
“قررنا عقد اجتماع معهم صباح الغد.”
الآن، هذا هو التحضير الأخير حقًا.
أومأت بثبات، عاقدة العزم.
“آه، وهذه أيضًا.”
ثم ناولت له الرسالة التي استلمتها من ليلي.
بعد أن تأكد من محتواها، أعاد كايروس الرسالة إلى الظرف و ناولها لي.
ثم ابتسم برقة و فتح ذراعيه لي.
دخلت في أحضانه كما اعتدت، و شعرت بالراحة، و زفرت تنهيدة تلقائية.
“أشعر أن كل شيء سيكون على ما يرام.”
“سيكون كذلك.”
“…نعم.”
في تلك اللحظة، وصلت أيضًا الوثائق التي كانت آني قد طلبت التأكد منها على وجه الخصوص.
نظرت إلى الأوراق التي أرسلتها آني.
“آه.”
لم أستطع إخفاء دهشتي عند قراءة المحتوى.
كان مفادها أنهم تمكنوا أخيرًا من الحصول على أحفورة الروح المقدسة التي كانت قد انقرضت تمامًا و أصبح العثور عليها مستحيلاً.
لم تُذكر الكمية، لكن بما أن آني قالت صراحة أن أفرح، فلا يبدو أنها قطعة واحدة فقط.
في الأصل كانت تنوي إرسال شخص، لكنها غيرت الخطة و الآن هي تنوي القدوم بنفسها. طلبت فقط مني الانتظار لبضعة أيام إضافية.
كيف تمكنت من الحصول عليها؟
⋆★⋆
“دوق هاديد محاصر الآن من قبل فرسان العائلة الإمبراطورية. افتحوا البوابة الشمالية بالقوة إن لزم الأمر و أعيدوه فورًا.”
عندما تم استدعائه، وقف جاد للمرة الأولى في مواجهة غير مباشرة مع والده، إمبراطور الإمبراطورية.
“حتى أنتَ تريد أن تعارض إرادتي؟!”
“ليس كذلك يا صاحب الجلالة . بل أود أن أقدم اقتراحًا أفضل. يا شمس الإمبراطورية و والدي، جلالة الإمبراطور، أرجو أن تعيد النظر.”
تأثر عندما رآى انهم يعتقدون أنهم قادرون على النجاح، فهل هو أقل منهم؟
بصراحة، عندما واجه ما كان يتجاهله طوال الوقت، شعر بالخجل من نفسه.
من أجل استعادة قلب ليلي، كان جاد يزور بيت دايورث و المعبد مرارًا وتكرارًا حتى أضناه التعب،
لكن لم يستطع رؤية ليلي ولو مرة واحدة.
ندم بعد فوات الأوان.
⋆★⋆
فتحنا قاعة الاجتماع في صباح اليوم التالي.
و استمررنا في الاجتماع لثلاثة أيام متواصلة دون نوم.
كنا نغفو بالتناوب بين الحين و الآخر، و غيّرنا الخطط و الاستراتيجيات عشرات، بل مئات المرات.
حتى كهنة معبد الشمال انسحبوا جميعًا بأمر من المعبد الأكبر، و لم يتبق أحد يمكنه استخدام القوة المقدسة هنا.
جنودنا، وديلان، وجوش، ولوكس. والقوات التي جلبوها معهم.
السحرة التابعون للدوقية، و أنا.
وأخيرًا، الساحر ريندل القادم من برج السحر مع مجموعة الدعم.
بهؤلاء فقط، علينا تفكيك و تدمير المذبح العظيم، لذا لا مجال لأي خطأ على الإطلاق.
“دوقة.”
بعد اجتماع دام ثماني ساعات متواصلة، وبينما خرج كايروس مؤقتًا، كنت أضغط على عينيّ عندما اقترب مني ريندل.
وقفت من مكاني.
“نعم؟ هل لديكَ ما تقوله؟”
حدق ريندل بي للحظة ثم هز رأسه.
“لا، فقط اذهبي للخارج و تنشقي بعض الهواء.”
“آه، لا بأس.”
“إذاً، تناولي بعض الشاي على الأقل.”
كنت أظنه غريب الأطوار في البداية، لكن ريندل كان يملك جانبًا دافئًا و لطيفًا على غير المتوقع.
رغم أن مظهره ما يزال متألقًا و مبهرجًا.
كنت أحتسي الشاي الذي ناولني إياه، عندما عاد كايروس و ديلان من الخارج.
بدأ الاجتماع مرة أخرى، وجلس الجميع على مقاعدهم بتحركات معتادة و كأنهم تعودوا على هذا التعب.
في ذلك المساء ، وصلت آني إلى الدوقية.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "133"
الكل محروقين و متأهبين و جايد كل همه في كل ذا يكسب قلب ليلي 🥴