في اللحظة نفسها التي صرخ فيها ديلان غير قادر على كتم غضبه، سُمع صوت طرق على الباب.
استدار ديلان فجأة.
وضع جاد يده على جبهته وتنهد بعمق.
“…نائب القائد، اذهب وهدئ رأسك قليلاً. بعد ذلك لنتحدث مرة أخرى. ادخل.”
“سموك، الآن هذا ليس وقت…”
عندما كان ديلان على وشك أن ينفجر مجددًا تجاه جاد، الذي لا يزال يتصرف بطريقة محبطة، فُتح الباب فجأة مع أمر جاد بالدخول.
“قائد الفرقة.”
كان ذلك لوكس.
ديلان الذي كان على وشك مواصلة الحديث أغلق فمه.
“…….”
“…….”
“حتى نائب القائد هنا أيضاً.”
قال لوكس بهدوء و هو يغلق الباب ويدخل.
كان يرتدي زي التدريب كالمعتاد.
لأنه بعد تلقيه أمر الإيقاف، استمع أخيرًا لكل ما حدث بعد احتجاج شديد، هو و جوش، فعادا إلى العمل.
لكن تم السماح لهما بالحضور فقط، أما التدريبات و الخطط التي كانت قيد الإعداد فقد تم استبعادهما منها.
اقترب لوكس من جاد بينما التقت عيناه بعيني ديلان.
و تبع ديلان بنظره لوكس.
“بصفتي فارسًا تابعًا للعائلة الإمبراطورية وتابعًا لك، لا أزال لا أستطيع تقبل الأمر يا سمو الأمير. أرجو منك أن تقنع جلالة الإمبراطور.”
تنهد جاد بصوت منخفض عندما كرّر لوكس نفس كلمات ديلان.
“…لوكس، لماذا حتى أنت. ألم تنسَ أنك إذا احتججت مرة أخرى، ستُستبعد من العمل مجددًا؟”
“أتذكر كل شيء. لكن، مهما فكرت في الأمر، لا يمكنني تقبّل هذا.”
“…….”
“حتى لو كان الاتباع قد أتموا كل استعداداتهم، فبإمكاننا القضاء على قوتهم. ألم تبدأ كل هذه الأمور من الشمال على أية حال؟ إذا قمنا بإغلاق و تدمير ممر الوحوش هناك مع دوق هاديد حسب الخطة الأصلية، فستنتهي الأمور.”
“هل تظن أن الأمر سهل كما تقول؟”
“لو لم نكن نعرف من هو القربان، ألم نكن سنفعل هذا على أية حال؟ إذا بذلنا قصارى جهدنا، فالأمر ممكن. يمكننا فعلها. ألسنا موجودين لحماية شعب الإمبراطورية؟”
“لقد قلتَ الآن للتو، ان الأمر ليس بسيطًا كما يبدو. إذا لم تكن تريد تلقي أمر إيقاف جديد، فعد إلى مكانك.”
“أرجوك أعد النظر، صاحب السمو.”
تنهد جاد، لكن ديلان كان لا يزال واقفًا خلفه، ولوكس بقي صامدًا.
وبينما كان التوتر متصاعدًا وكأنهما في مواجهة، سُمع مجددًا صوت طرق على الباب.
هذه المرة، حتى قبل أن يأذن جاد بالدخول، فُتح الباب على مصراعيه.
“قائد الفرقة!”
كان جوش.
وضع جاد يده على جبهته.
فبمجرد أن رأى من الزائر، أدرك فورًا سبب مجيئه.
“أجئتَ لتحتج أنتَ أيضًا؟”
توقف جوش فجأة. ونظر إلى لوكس وديلان وكأنه يقول “حتى أنتما؟” . وبينما الثلاثة جميعًا واقفون أمام الباب دون نية للانسحاب، وقف جاد من مكانه.
“إن كنتم ترغبون فعلًا في تلقي أمر إيقاف جديد، فسأصدره لكم جميعًا. تنحوا عن الطريق.”
رغم أنه استمر في تجاهل كلامهم، إلا أن جاد حاول بالفعل أن يغير رأيه.
فهو من العائلة المالكة، لكنه أيضًا من فرسان القصر الإمبراطوري، لذا لم يكن يمانع في أن يكون في الطليعة كما كان في الخطة الأصلية.
ولكن…
كان خائفًا بسبب حبيبته ليلي دايورث.
فالآن ليلي دايورث، و إن لم تكن بقوة الكاهن الأعظم، إلا أن لديها قوة مقدسة هائلة لا تقل عن الكهنة الآخرين.
تلك كانت قوة بنتـها من خلال التدريب المستمر و اطهير الأراضي الملوثة.
وبسبب هذا النمو السريع لقوتها المقدسة، أصبح من المحتم أن تقف معه في طليعة معركة القضاء على المذبح العظيم.
وبما أنها الحرب الأخيرة، فمن المؤكد أن التضحيات ستكون كبيرة.
وقد يفقد ليلي دايورث هناك.
حين خطرت له هذه الفكرة، و رغم أنه كان يعلم أن هذا فعل لا يجوز فعله، أدار أذنه و عينيه و تظـاهر بالجهل.
وفوق ذلك، كانت التحضيرات في المعبد قد اكتملت تمامًا.
كان صادقًا عندما قال إنه سيبذل قصارى جهده لفك ختم هايزل لوف بمجرد انتهاء الأمر بسلام.
“وهل هناك حاجة لذلك يا صاحب السمو؟”
دخل أحدهم مجددًا من الباب المفتوح.
توقف جاد فجأة.
في تلك اللحظة، تلاشت كل الأفكار التي كانت تدور في رأسه، و أصبح ذهنه صفحة بيضاء.
لأن من دخل كانت حبيبته و شريكته ليلي دايورث.
اقتربت ليلي، التي كانت ترتدي فستانًا هادئًا، من جاد.
كان جاد يهم بفتح فمه ليناديها، لكنه أغلقه لوهلة، وقد بدا على وجهه بعض الكآبة.
“سمعت حديثكم جميعًا من الخارج. لديّ أيضًا ما أود قوله لسموك.”
تنهد جاد طويلًا.
إذا كانت قد سمعت الحديث من الخارج، فلا بد أنها ستقول ذلك الشيء.
“هاه، ليلي. أعذريني، لكن من الأفضل أن نتحدث في وقت لاحق. سأتحدث معكِ على انفراد لاحقًا.”
هزّت ليلي رأسها نفيًا.
“إذن دعني أقول شيئًا واحدًا فقط. أنا أيضًا لا أوافق على ختم هايزل. أليس ذلك كالموت؟ لا أستطيع تحمّل رؤية ذلك.”
نظرت ليلي إلى جاد بعينين وكأنها مجروحة.
كانت ليلي دايورث آخر من علم بما يحدث بين الجميع. لأن جاد أخفى الأمر عنها عمدًا طوال الوقت. حتى انه منعها من دخول القصر الإمبراطوري.
عرفت ليلي بالأمر أثناء دخولها و خروجها من المعبد بحثًا عن كتب لتساعدها على استيقاظ القوة المقدسة، كما طلبت منها هايزل….
وخلال ذلك، التقت صدفة بدوق هاديد.
ثم احتجت بالفعل على جاد مرة، لكن الأمور تطورت إلى شجار حاد، و ظلت العلاقة بينهما باردة.
أما بالنسبة لجاد فقد استمر على ذلك المنوال فقط لكسب بعض الوقت، بينما ليلي لم ترد أن تُصاب بالأذى.
وفي النهاية، جاءت ليلي مجددًا إلى جاد.
“ألم أقل ان القرار قد تم اتخاذه؟ ليلي، لماذا أنتِ أيضًا؟ إنه أمر من أجل الجميع.”
“كلام السير بانكر صحيح. عندما نحتاجها، فهي صديقة، وعندما لا نحتاجها، تصبح ذبيحة؟ صاحب السمو، لا أستطيع أن أفعل ذلك.”
“…..”
نظر ديلان، و لوكْس، و جوش إلى بعضهم للحظة، ثم تراجعوا ببطء إلى الوراء.
“أنا لا أستطيع فعل ذلك. لا أريد أن أصبح منافقة. كيف يمكننا أن نختم هايزل في المعبد؟ صاحب السمو، لا أظن أنني قادرة على فعل ذلك. لم نحاول حتى بعد، أليس كذلك؟ قد نتمكن من الانتصار. وقد تكون التضحيات أقل.”
عندما لم يرد جاد، تجمدت تعابير ليلي.
كان وجهها بوضوح يحمل آثار جرح عميق.
“و بالتالي، فإن بيت دايورث سيؤيد دوق و دوقة هاديد. لقد أخبرت والدي بالفعل. لن نجرؤ على رفع السيف في وجه العائلة الإمبراطورية. لكننا سنذهب إلى الشمال. وسنقاتل. بما أنني تدربت كثيرًا، فربما تكون قوتي المقدسة نافعة و لو قليلًا. صاحب السمو عليكَ أن تفعل ما يراه قلبكَ صوابًا.”
ثم قامت ليلي بإيماءة رأس صغيرة نحو ديلان، وجوش، ولوكْس، وغادرت المكان.
“ليلي!”
أسرع جاد للحاق بها و أمسك بذراعها.
تفاجأ جاد من قول ليلي بأن يترك ذراعها.
لم يكن يتوقع أن تتصرف ليلي بهذا الشكل.
حتى في حالة البرود التي كانت بينهما، لم تتصرف بهذه الحدّة من قبل.
لا بد أن شيئًا ما قد حدث، فقد كانت ليلي حازمة تمامًا هذه المرة.
بينما كان لا يزال يمسك بذراعها، قال جاد:
“…عودوا أنتم إلى التدريب في الوقت الحالي. فهمت ما الذي تريدونه جميعًا. سأتحدث مجددًا إلى جلالة الإمبراطور. حسنًا، سأذهب إليه كما طلبتم.”
في تلك اللحظة، اندفع شخص آخر إلى الداخل.
“سمو ولي العهد.”
كان فيليكس، مستشار الإمبراطور.
“ما الأمر؟”
توقفت حركة الجميع بظهور المستشار.
تردد المستشار للحظة وهو ينظر إلى المكتب الذي أصبح فوضويًا بعض الشيء.
ثم تنحنح قليلاً وانحنى، ويبدو عليه أنه كان يلهث قليلاً كما لو أنه قد ركض.
“جلالة الإمبراطور أمر بحضورك فورًا.”
⋆★⋆
كنت أنتظر كايروس منذ أيام.
لم يخبرني أحد بصراحة، لكن عندما قيل إن كايروس لديه عمل في العاصمة و لـن يستطيع المجيء لفترة، أدركت أن هناك خطبًا ما.
وفوق ذلك، بدأت آني، التي تواصلت معي عبر جهاز الاتصال، تتصرف بشكل غريب، فلم يكن أمامي إلا أن ألاحظ.
بسبب التحركات المستعجلة، بدت تصرفاتهم المشبوهة واضحة للعيان.
كان واضحًا أن هؤلاء الأشخاص اجتمعوا لحمايتي بأمر من كايروس.
” اليوم فقط.”
يجب أن أفهم الوضع، لذا سأستمر في التظاهر بعدم المعرفة، كما طلب مني كايروس، حتى اليوم فقط.
عندما تواصلت معه بشق الأنفس عبر جهاز الاتصال البارحة، قال انه سيأتي اليوم بالتأكيد.
وحتى آني التي تواصلت معي عبر الجهاز قالت انها سترسل شيئًا إلى هذا المكان ، لكن لا شيء وصل بعد، وها أنا أنتظر.
من شدة التوتر، وجدت نفسي أنزل إلى القبو و أتجول أمام بوابة دائرة السحر.
في تلك اللحظة، أضاءت دائرة السحر بلون أبيض ناصع.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "130"
جايد أسوء شخصية فعلا، يعني مشان حبيبته بس الناس الباقي عادي يموتوا، على الالل الامبراطور يفكر بشعبه بس هو همه بس عروسته
بس و الله ان ليلي كفو و فاقت توقعاتي حبيتها، شخص صادق و طيب ماتستاهل هذاك الغثيث جايد