عبس ديلان فور رؤيته للبيان الرسمي الذي وصله بمجرد وصوله إلى العمل.
حتى يوم أمس فقط، كانوا ينهون توزيع الأفراد استعدادًا للمعركة الكبرى، وقد دخلوا في التحضيرات النهائية.
كانت أيامًا مشوشة بكل معنى الكلمة.
لكن اليوم، لم يقتصر الأمر على استبعاده من العملية، بل صدرت أيضًا أوامر بوضعه تحت الإقامة الجبرية.
“ما هذا بحق…”.
ما لم يكن قد ارتكب خطأ ما.
منذ أن أصبح فارسًا إمبراطوريًا، لم يسبب ديلان أي مشكلة على الإطلاق.
لدرجة أنه كان سيحصل على جائزة نموذجية هذا العام أيضًا.
لا يمكن أن يحدث شيء كهذا من دون سبب أو انذار سابق.
لا بد أن هناك مشكلة ما.
نهض ديلان من مكانه بغتة.
قرر أن يتحقق من ولي العهد، رئيسه المباشر.
لكن قبل أن يخرج، فتح لوكس وجوش الباب فجأة ودخلا.
“ألا تعرفان كيف تطرقان الباب؟”
توقف ديلان الذي كان على وشك الاقتراب بسرعة، وعبس.
كان كل من جوش و لوكس يحملان مستندات ورقية أيضًا.
وكانا في حالة ذهول كمن صُب عليهما ماء بارد منذ الصباح.
“ما هذه الأوراق؟”
سأل ديلان بعدما شعر بشيء غريب.
“…عندما أتيت، وصلني امر أن علي أن أخرج من العملية من اليوم وأبقى في الإقامة الجبرية. ما الذي حدث ؟”
“أنا أيضًا تلقيت نفس الشيء. نائب القائد، هل فعلتُ شيئًا خاطئًا البارحة؟”
قدّم لوكس وجوش المستندات إلى ديلان وهما في حالة ذهول.
تسلم ديلان الأوراق بوجه عابس.
“….”
“الإقامة الجبرية؟ ما هذا الكلام؟”
“أول مرة أستلم أمرًا بالإقامة الجبرية.”
كانت التفاصيل نفسها بالضبط، مع اختلاف الرتبة فقط.
رسالة رسمية تأمرهم بالانسحاب من جميع العمليات بدءًا من بعد ظهر اليوم.
وكانت هناك أوامر بإقامة جبرية لمدة شهر.
“…من غيركما استلم هذا؟”
“لا نعلم. عندما وصلنا، كانت هذه الأوراق على مكاتبنا، ومن يهتم؟ بما أن الجميع في ساحة التدريب، يبدو أننا نحن فقط من استلمها. فما الأمر؟”
سأل لوكس بدهشة.
وكان في سؤاله نبرة تحمل معنى “ألا تعرف شيئًا عن هذا؟”
مدّ جوش يده إلى مكتب ديلان وتناول أحد المستندات.
“ما هذا…؟”
كانت تعابير وجه جوش وهو ينظر في الأوراق تستحق المشاهدة.
استدار فجأة نحو ديلان.
“نائب القائد، هل طُلب منك الانسحاب أيضًا؟ ما هذا بحق الجحيم؟ لماذا نتلقى شيئًا كهذا؟”
شعروا وكأن صاعقة نزلت عليهم في وضح النهار.
جمع ديلان الأوراق الخاصة بالثلاثة معًا.
“تحققوا إن كان هناك من استلم بيانًا رسميًا بين البقية. سأذهب لمقابلة القائد.”
ثم غادر ديلان بسرعة متجهًا إلى مكتب ولي العهد.
⋆★⋆
“صاحب السمو، أنا ديلان بانكر.”
طرق الباب، لكن لم يأتِ أي رد من الداخل.
طرق مرة أخرى.
“ادخل.”
بعد وقت طويل، جاء صوت خافت.
فتح ديلان الباب ودخل مباشرة.
“ما معنى أمر الإقامة الجبرية هذا؟”
سأل وهو يضع المستند أمام جاد.
تفحّص جاد المستند ثم رد بوجه هادئ.
“تمامًا كما هو مكتوب. سيتم استبعادك من جميع العمليات من الآن فصاعدًا. وكذلك لوكس و جوش. كل هذا لأجلكم.”
“ما الذي تتحدث عنه؟”
“هل من الصعب فهم كلامي؟”
عض ديلان على أسنانه بقوة.
كان يشعر و كأنه يتحدث إلى جدار.
أراد أن يسأل مجددًا بدهشة، لكنه توقف عندما مرّ في ذهنه احتمال ما.
إن لم تكن مزحة، وإن كان ولي العهد نفسه من أصدر القرار، فقد عرف السبب.
لقد سلّم المستندات رغم أنه قال بأنه سيحمي هايزل لوف.
لم يكن هناك سبب آخر.
“لا تقل لي أنكَ في النهاية سلّمت المستندات.”
“…….”
لم يجب جاد.
أغمض ديلان عينيه بإحكام ثم فتحهما.
“ألم تقل بنفسكَ يا صاحب السمو بأنه لن تكون هناك مشكلة؟ بعدما تم الكشف عن موقع المذبح الكبير، هل كان من الضروري فعل هذا؟”
عندها تنهد جاد.
“لم أسلّم المستندات.”
“إذن لماذا صدر هذا البيان الرسمي؟”
لم يفتح جاد فمه فورًا.
وعندما واصل ديلان الإلحاح ، رفع جاد رأسه أخيرًا بوجه متجهم.
“كما وعدتك، لم أسلّم المستندات. لقد تفرقوا في كل مكان بحثًا عن القربان، فهل تعتقد أن ذلك المستند كان دليلهم الوحيد؟ ظهرت أدلة أخرى من أماكن أخرى. لم تكن مجرد أدلة بسيطة، بل أضيفت إليها شهادات من الأتباع، قالوا بوضوح إنهم بحاجة إلى جسد هايزل لوف.”
“…وماذا بعد؟”
ما علاقة ذلك باستبعادهم من المهمة؟
حتى مع وجود أدلة أخرى، فإن الحقيقة بأن هايزل لا علاقة لها بهم لا تزال ثابتة.
ألا يمكن إقناعهم بذلك كما يفعل هو الآن؟
شعر ديلان أن الوضع لا يُطاق.
وما زال يشعر بالانزعاج من أنهم اختاروا استبعاد الثلاثة الأقرب إلى هايزل من العملية.
ما الذي ينوون فعله بحق الجحيم؟
“لقد تقرر ختم هايزل في سرداب المعبد.”
تصلب جسد ديلان من الصدمة.
من قال إنهم سيختمون من؟
“م-ما الذي تقوله؟ الختم؟”
“اخترنا الطريقة الأكثر أمانًا لئلا تُختطف هايزل من قِبلهم.”
“ختم؟ هل تعني أنكم ستختمون إنسانًا؟”
أومأ جاد برأسه. ثم تنهد وبدأ يبوح بكل شيء بصراحة.
“كانوا واثقين من أن قدوم ملك الشياطين سيتحقق عبر هايزل لوف بأي وسيلة. كانوا ينتظرون لحظة انفجار طاقتها الأخيرة.”
“الانفجار الأخير؟”
فرك جاد ما بين حاجبيه و تابع حديثه.
“نعم. بالفعل، سبق لهايزل لوف أن فقدت السيطرة على سحرها مرة واحدة. قالوا إنه إن حدث انفجار آخر، فإن المكان الذي توجد فيه سيصبح موقع مجيئ ملك الشياطين. لم تكن المشكلة في المذبح العظيم. لم يكن المكان هو المهم.”
“…ما هذا؟ ألم تُحلّ مشكلة الانفجار في برج السحر بالفعل؟”
“صحيح. كنا نظن ذلك. لكن لا وقت الآن للتأكد من مدى صحة كلامهم. إن فقدت هايزل السيطرة على سحرها غدًا مثلًا، وإن تحقق ما قالوه، فستكون النهاية. النهاية تمامًا.”
“…….”
“لهذا السبب استمرت الاجتماعات مع المعبد. وقد صدر القرار، وأعتقد أن دوق هاديد الآن في لقاء مع جلالة الإمبراطور.”
بعد إزالة السبب، ستفشل كل مخططات الاتباع. حينها ستفقد الوحوش قوتها و ستتراجع من تلقاء نفسها.
هذا يعني أنه يمكن تجنب التضحيات الكبيرة باستخدام هايزل فقط دون الحاجة لإشراك جميع القوات.
“…هل طلبتم منا أن ننسحب من المهمة خوفًا من أن نمنع ذلك؟”
“……”
لم يرد جاد.
رآه ديلان و هو صامت وذهل من الموقف.
“هل تعلم الأميرة دايورث بهذا الأمر؟”
مرة أخرى، لم يستطع جاد الرد.
تنهد ديلان.
“أليس من الأسهل ببساطة القضاء على الوحوش بكل قوتنا؟”
“إنه قرار جلالة الإمبراطور. لذا لا مفر من اتباع أمره. يمكنك أن تنسحب إذا أردت.”
ضحك ديلان بسخرية.
أخذ الورقة مرة أخرى و أمسكها في يده بطريقة عصبية.
“هل تعتقد أن دوق هاديد سيسكت على هذا؟ جلالة الإمبراطور، و أنت يا صاب السمو، كلاكما الآن ترتكبان خطأ كبيرًا. لم أكن أتوقع أن تختاروا هذا الخيار.”
عند تلك الكلمات، رفع جاد رأسه.
لكن ديلان لم يتوقف عن الكلام.
“الدوق مستعد لخوض حرب من أجل هايزل. لماذا تعتقد أنه تحالف معنا طوال هذا الوقت؟”
إنه خطأ كبير بالفعل.
أضاف ديلان هذه الكلمات بحزم، ثم خرج بسرعة من الغرفة.
⋆★⋆
“هذا أمر مثير للضحك. أن تؤذي زوجتي من أجل مصلحة الجميع؟”
“دوق هاديد! احترم كلامك أمام جلالة الإمبراطور.”
لم تتمكن الإمبراطورة من إخفاء غضبها تجاه كلام كايروس.
“ماذا عنكِ أنتِ، أيتها الإمبراطورة؟”
رد كايروس و هو يضحك بشكل خفيف.
أطبقت الإمبراطورة فمها بقوة، وهي تهز يديها بغضب و وجهها كان محمرًا.
لم يكن هناك شيء أكثر سخافة من هذا.
منذ دخوله إلى القصر الإمبراطوري، شعر أن هناك شيئًا غريبًا، لكن لم يكن يتوقع أن يتلقى ضربة من الخلف كهذه.
ما أبلغه به الإمبراطور لم يكن يتعلق بالمذبح العظيم أو بالمكافأة.
بل كان شيئًا غير معقول، وهو أن يتم ختم هايزل لوف في المعبد.
استمر الإمبراطور في التحدث بالهراء ، لكن كايروس لم يستمع إليه.
أصبح لم يعد ظهور تلك الأوراق أو إذا حصولهم على أي دليل آخر أمرا مهمًا.
ما يهم هو أن هؤلاء الناس الذين لا يعرفون الامتنان قد وجهوا سيوفهم إلى هايزل.
“إذا تعاونت الدوقة، يمكن للإمبراطورية تجنب التضحية الكبيرة. بعد منع الخطر، سيبحث القصر الإمبراطوري بنشاط عن طريقة لفتح الختم بأمان في وقت لاحق. فقط حتى ذلك الحين…”
نهض كايروس من مكانه.
لم يكن هناك سبب للاستماع أكثر.
لم يكن هناك خيار سوى حماية هايزل، حتى لو كلّف ذلك الحرب. ثم، فجأةً، سدّ الجنود الذين كانوا يحرسون الباب والجدار طريق كايروس.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "127"
الامبراطور هو و ابنه في جزمة مكان عقلهم