كان الخارج مُعتنى به جيدًا، لكن لأنه كان شتاءً، لم تبقَ أي أعشاب أو أوراق شجر، فبدت الأجواء موحشة.
“…متى أعددتَ كل هذا؟”
بمجرد أن دخلت، انتشرت رائحة عطرة.
رغم سؤالي، ابتسم كايروس بلطف وأغلق الباب. بمجرد أن فُتح الباب، هبت نسمة دافئة تدل على أن الداخل كان مهيّئًا بالكامل.
رغم أنه ليس بيتًا زجاجيًا، استقبلتنا الزهور الممتلئة في قلب الشتاء من المدخل.
نظرتُ حولي في الفيلا التي لم أزرها منذ وقت طويل.
كان صوت الحطب في الموقد يبعث على الدفء.
أمام المدفأة، وُضعت بطانية صوفية ضخمة تكفي لتغطيتنا نحن الاثنين لو استلقينا.
“آه، هذه.”
“كنتِ تقولين أنكِ ترغبين بالاستلقاء والتقلب أمام الموقد.”
“…هل كنتَ تتذكر هذا؟”
كنت وقتها منشغلة جدًا.
كنت قد قلتها أثناء تناولنا الشاي معًا، كتعبير عفوي عن رغبتي في الراحة.
حتى أنا نسيت أنني قلتها، فقد كانت مجرد كلمات عابرة.
وبجوارها، وُضعت طاولة صغيرة يمكننا الاستمتاع عليها بوقت شاي. وكانت الشموع تطفو في الكوب المائي وهي تومض.
حتى أنه تذكر رغبتي في قضاء وقت شاي معًا في الفيلا.
رغم أن الوقت لم يصل إلى المساء بعد، إلا أن ضوء النار بدا كغروب الشمس لأن ضوء النهار كان خافتًا بسبب الشتاء.
رغم أنني أعرف مدى دقته في التحضير، إلا أنني تساءلت متى أعدّ كل هذا.
كنت ممتنة أيضًا لسِـد الذي ساعده في هذا التحضير.
لم أره منذ الصباح.
حتى سِـد كان مشغولًا مثلنا تمامًا.
استدرتُ وعانقت خصر كايروس.
“دعنا نمضي مزيدًا من الوقت هنا قبل أن نعود.”
في الأصل، كنا نخطط للعودة بمجرد أن يخفّ البرد.
حتى أنني قد حذّرته من أن علينا ألا نبقى طويلًا عندما كنت ننزل من العربة سابقاً.
آه، كم هذا محرج.
لكن الأجواء الآن ساحرة وجميلة جدًا.
بمجرد سماعه كلماتي، ابتسم كايروس و بدأ يطبع قبلات متتالية على خديّ و جانب عينيّ.
“وماذا عن العودة غدًا إذًا؟”
“غـ….غدًا؟”
لم يكن أمرًا سيئًا…
وبينما كنت أفكر، لامست شفاه كايروس شفاهي.
⋆★⋆
سقطت هايزل في نوم عميق بعد بضع ساعات، مدفونة نصفها تقريبًا تحت البطانية الصوفية.
كان كايروس يمسح شعرها كما لو كان كنزًا، ثم انحنى ليطبع قبلة .
بوجوده مع هايزل، بدا حتى السجاد وكأنه جنة على الأرض.
طقطقة الحطب.
بمجرد رؤية وجه هايزل تحت ضوء النار المتراقص، ارتسمت ابتسامة على شفتيه.
“لا يبدو أن هناك أي ظروف خاصة، يا صاحب السمو.”
“كما سمعت السيدة، يبدو أنهم منشغلون بالاستعدادات للدخول إلى المذبح العظيم.”
من خلال الوسائل و الجواسيس الذين زرعهم قبل القدوم إلى هنا، تلقى كايروس بعض الأخبار من القصر الإمبراطوري.
كان لا يزال يتتبع تحركات ديلان بانكر بعد زيارته لقصر الدوق.
لم تكن هناك مشكلات حتى الآن، لكن كان من الضروري البقاء على حذر.
حتى لو تطوع ديلان بانكر للمساعدة، فإن كايروس، في الحقيقة، لم يكن يثق بأحد سوى هايزل.
حتى لا يشكل أحد تهديدًا لها.
وكان من الطبيعي أنه لم يكن ينوي إرسال هايزل إلى لقاء الإمبراطور.
رغم أنه كان يتركها تتصرف بحرية مع ولي العهد و ليلي دايورث، لأنه كان يعلم أنهما يعتبران هايزل سهلة، إلا أن الوقت لم يعد يسمح بذلك.
فهما يتصرفان و كأنهما يتوقعان المزيد منها دون وعي بمكانتهما.
“هممم.”
تقلّبت هايزل قليلًا، ربما لأن لمسه لشعرها دغدغها.
كنزي.
زوجتي العزيزة.
لقد فعلت هايزل ما يكفي لأجلهم، لذا ربما حان الوقت لترك الأمور.
كايروس طبع قبلة أخرى على هايزل.
شعر و كأن عطرًا حلوًا يملأ الأجواء.
كل ما أراده كايروس هو أن يغرق في هايزل بالكامل.
كان مساءً مميزًا و سعيدًا بالنسبة له، لدرجة أنه تمنى لو يتوقف الزمن عند هذه اللحظة إلى الأبد.
⋆★⋆
“…آه.”
بعد عودتي إلى قصر الدوق، لم أتمكن من مغادرة الغرفة طوال الوقت.
تأوهت و دفنت وجهي في الوسادة مجددًا.
قضينا الليلة الماضية كاملة في الفيلا، وفي الصباح ركبت العربة و أنا بين ذراعيه.
قال انه يريد البقاء أكثر، لكنني كنت مصرّة على الرفض، فتمكنا بالكاد من المغادرة في الصباح.
قلت أننا سنرتاح، لكن من قال له أن يفعل…!
هو دائمًا ما يكون شغوفا لي، لكن بعد أن تصالحنا وتعرضت لعذاب هائل منه، كان يحافظ على حدود معينة.
و لكن بالأمس و بسببه لم أعد أستطيع حتى تحريك إصبع في الفجر.
لمحت ابتسامته وقتها و كان ذلك مزعجًا جدًا.
بفضل ذلك، فإن خطتي للذهاب إلى القصر الإمبراطوري اليوم ذهبت أدراج الرياح.
حتى بعد عودتي ، واصلت الجدال معه حتى لم أعد قادرة على النهوض، و في النهاية لم أذهب إلى القصر.
قال كايروس إنه سيذهب وحده، وغادر على الفور. أظن أنهم كانوا ينتظرون مقابلة دوق هاديد وزوجته. منذ أن نقل ديلان الخبر، طلبوا منا الحضور فقط دون إرسال رسالة رسمية.
ويبدو أن الطلب جاء من ولي العهد.
“لا بأس، لا بأس.”
ما الذي يمكنني قوله في مثل هذا الوضع؟
من الأفضل ألا أواجههم بوجه كوجه الزومبي.
وبما أن كايروس ذهب وحده، فمن المؤكد أنه سيتحدث سريعًا ويعود خلال ساعات قليلة.
على أي حال، سيأتون إلى الشمال قريبًا.
قررت أن أرتاح نفسيًا وأغمضت عيني.
كنت بحاجة إلى مزيد من الراحة.
⋆★⋆
استيقظت مجددًا في وقت متأخر من بعد الظهر.
أيقظتني هيزان في منتصف اليوم قائلة إن عليّ أن أتناول الطعام، لكن لم أستطع فتح عيني، فشربت قليلًا من الماء و عدت للنوم.
استيقظت متأخرة وتناولت وجبة خفيفة، لكن كايروس لم يكن قد عاد بعد.
هل تأخر؟
“هيزان، ألم يأتِ أي اتصال من كايروس؟”
سألتُ هيزان بينما كانت تمد لي كأس الماء.
“لا، سيدتي، لكن وصلتكِ رسالة أخرى أثناء نومك.”
“حقًا؟”
غريب. لا يمكن أن يتأخر لهذه الدرجة.
“نعم، هل أجلبها الآن؟ أم ستذهبين إلى المكتب؟ قيل إن الآنسة جينجر وضعت الأوراق هناك.”
نهضت من مكاني عند سماع ذلك.
“حسنًا، سأذهب إلى المكتب. هل يمكنكِ إحضار فنجان شاي فقط إلى هناك؟”
“نعم، سيدتي.”
دخلت فورًا إلى المكتب، وبدأت أتفحص الأوراق والملاحظات الموضوعة على المكتب.
أول ما لفت انتباهي كان الأرقام الطويلة المكتوبة بشكل غير معتاد.
المرسلة كانت آني.
لا يمكن أن يكون…
بدأت أقرأ المستند بسرعة.
وسرعان ما ارتسمت ابتسامة خفيفة على وجهي.
“لقد نجحوا في تسليم أحجار التنقية!”
وصلني عبر هيزان، ان ترتيب أحجار التنقية سيتم قريبًا، فطلبت 200 حجرًا، بالإضافة إلى 500 آخرين.
بسبب ما حدث سابقًا، استُخدمت كمية كبيرة من الأحجار، فكنت أنوي تخزينها من جديد. وذلك لدعم جنود الدوقية في المعركة الأخيرة.
استخدمنا كمية أكبر مما توقعت، وكنت أظن أن الربح لم يعد ممكنًا، لكن الأرقام التي أرسلتها آني لم تكن عادية.
“كم يبلغ هذا كله…….”
واحد، عشرة، مئة، ألف، عشرة آلاف، مئة ألف، مليون، عشرة ملايين، مئة مليون……
وكلها بعملة الذهب.
باستثناء الكمية التي طلبت فصلها، تم بيع جميع الأحجار بسعر أعلى بعشرات المرات من سعرها الأصلي.
وكانت الدفعة الأخيرة بسعر يقارب 100 ضعف السعر المعتاد.
وذلك أيضًا بسعر كان قد ارتفع بالفعل إلى أقصى حد، لذا تم بيع كل شيء تمامًا.
عندما كان سعر أحجار التنقية منخفضًا، كان يمكن شراؤها ببضع عملات ذهبية، بل و أن سعرها انخفض إلى ما دون ذلك في بعض الأوقات.
لكن الآن، لم يقتصر الأمر على أن الكهنة في أنحاء البلاد أوقفوا الإمدادات، بل إنهم لم يعودوا قادرين على إنتاج المزيد بسبب استنفاد طاقتهم المقدسة في المعارك، مما جعل أحجار التنقية أندر بكثير مما توقعت.
كانت المبالغ طائلة لدرجة أن رأسي بدأ يدور.
آني مذهلة.
وتحت ذلك، كانت عمولتها الأصلية مكتوبة بدقة.
[سعر السوق انخفض.]
كان محتوى الملاحظة المختصرة بسيطًا للغاية.
اتصلتُ بآني عبر جهاز الاتصال الخاص بها بفرح شديد.
لكن يبدو أنها كانت مشغولة، فلم ترد فورًا.
يجب أن أتحدث معها لاحقًا مهما كان.
أحجار التنقية التي طلبتها بشكل خاص كانت في طريقها للتوصيل.
“ستصل على الأرجح غدًا.”
سأقوم بتوزيعها على الجنود مسبقًا.
يجب أن أخبر كايروس فور عودته.
اشتقت لرؤيته بسرعة، فشعرت بقلبي يتلهف أكثر فأكثر.
⋆★⋆
وفي تلك الأثناء في القصر الإمبراطوري.
“…..”
كان كايروس يواجه الإمبراطور والإمبراطورة. و بالتحديد، كان في مواجهة معهم منذ ساعات.
فالإمبراطور كان يمنعه من مغادرة القصر.
“يبدو أنكم قد فقدتم صوابكم بالفعل.”
قال كايروس ساخرًا بضحكة فارغة و كأنه مذهول.
“دوق هاديد، هذا من أجل الجميع.”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "126"
كايروس عجبني انه يعرف ليلي و جايد على حقيقتهم فهم يستغلون هايزيل بكل وقاحة و ناسسبن انها الدوقة
و العائلة الامبراطورية لازم تغثنا 😑