هممم؟! الآن عند التفكير بالأمر، هل كنت قد وعدت القائد بشيء اليوم؟!
مهما كنت مرهقًا، لا يمكن أن أنسى شيئًا كهذا.
و اذا كنت قد وعدته، كان يجب أن أذهب بنفسي إلى مكتب القائد، لا أن يأتي هو بنفسه.
صحيح أن زيارة جاد هذه لم تكن المرة الأولى، لكن ربما بسبب إخفائه لأمر هايزل، شعر بالقلق قليلًا.
“ما الذي أتى بك في هذا الوقت المتأخر دون راحة؟”
تفاجأ ديلان قليلًا من الزيارة المفاجئة، لكنه أغلق الباب وهو يبتسم بمزاح.
في الوقت نفسه، شعر أن التوقيت ليس سيئًا بما أنه كان ينوي طلب لقاء خاص.
“لقد انتهيت من مراجعة المستندات التي أرسلتها، وكنت في انتظارك لأسألكَ بعض الأمور. هل كنت على وشك المغادرة؟”
كان جاد يبدو وكأنه قد أنهى عمله بالفعل، إذ كان يرتدي ملابس مريحة.
بدأ ديلان يفرك عنقه كما لو كان يحاول فك التشنجات في عضلاته.
“نعم. كنت فقط سأتحقق من سجل العمل اليومي وأغادر.”
أومأ جاد و وقف من مكانه.
حتى الآن، لم يكن يجلس على الأريكة بل على كرسي مكتب ديلان.
“إذًا، ما رأيكَ بالحديث معي قليلاً. لن يأخذ الأمر وقتًا طويلاً.”
“هل ترغب في كوب من الشاي على الأقل؟”
ابتسم جاد بسخرية.
“الشاي الذي تحضّره مرّ جدًا. دعنا نكتفِ بالكلام.”
“آه، هذا قاسٍ.”
قالها ديلان مدّعيًا التألم وهو يجلس مقابله.
خرج منه سعال خفيف تلقائيًا.
فليس من الغريب، فالوقت كان قد تجاوز الحادية عشرة متجهًا نحو منتصف الليل.
و جاد لم يكن من أولئك الذين يأتون كثيرًا ليتحدثوا بأحاديث خفيفة، ولم يكن من المتوقع أن يتحدث الأمير بحديث صريح بسهولة.
“ما الذي أردت قوله حتى انتظرتني سموك؟”
“الأمر واضح، لقد تجاوزنا عقبة كبيرة مؤخرًا. جلالة الإمبراطور مرتاح جدًا الآن. لك فضل كبير في ذلك.”
“شكرًا لك. في الحقيقة، أظن أن فضل دوق ودوقة هاديد هذه المرة كان الأعظم.”
“نعم، لقد بذل الجميع جهدًا كبيرًا. وإذا نجحنا في القضاء على ما تبقى من الخطر، فأنت جدير بمنصب قائد الفرقة.”
فتح ديلان عينيه بدهشة.
“عفوا؟ فجأة؟ آه، هل يعني…؟”
عندها انفجر جاد ضاحكًا.
“لا أقصد الآن مباشرة. لا يمكنني الرحيل بهذه السهولة. عندما تنتهي الأمور على خير، وأعقد حفل خطوبتي مع الآنسة دايورث، سنقيم الزفاف، لذا أخبرك بذلك مسبقًا.”
“آه، كنت أظن…”
قالها ديلان متظاهرًا بخيبة الأمل.
تبادلا الابتسامة للحظة، ثم غيّر جاد ملامحه فجأة.
“ولكن، بخصوص المستندات التي أرسلتها…”
“نعم.”
ظن ديلان أن الحديث الجدي قد بدأ، فأجاب بشيء من التوتر.
“هل هذا كل شيء؟”
“عذرًا؟”
“أقول ان ما في المستندات بدا غريبًا.”
أخذ جاد يفرك ذقنه وكأنه يفكر.
“…..”
“أشعر وكأننا قد غفلنا عن أمر مهم. ألم تمرّ دوقة هاديد مؤخرًا بحالة انفجار سحري بسبب مكيدة من أتباع الشر؟”
تردد ديلان للحظة، ثم أومأ برأسه.
“نعم.”
حين جاءت هايزل إلى القصر بعد فقدانها للسيطرة على قواها السحرية، لم يكن يعلم بالأمر.
لأنه تم الأمر بسرية تامة، فلم يعرف به سوى دوق و دوقة هاديد، وولي العهد، والآنسة دايورث، وربما بعض أعضاء برج السحر.
لم يعرف ديلان سوى لاحقًا، عندما ذكر له جاد ذلك بشكل عابر.
لكن بفضل حديثه مع دوق هاديد مؤخرًا حول مستندات أتباع الشر، تمكّن من معرفة التفاصيل.
و فعلاً ، كما قالت له هايزل عندما كان في الشمال، فإن برج السحر أرسل الخبر كما وعدت، وقد تلقت العائلة الإمبراطورية المعلومات حول فاي مارتن قبل يومين، مما أحدث ضجة كبيرة.
لحسن الحظ، تم الحصول على شهادة من برج السحر تؤكد أن تلك الخادمة هي فاي مارتن، وتم تجاوز الأمر دون أن يلحق ضرر بدوق و دوقة هاديد.
وبما أن الحادثة وقعت بسبب خطأ كبير من العائلة الإمبراطورية، فإن التعويض عن ذلك ما زال قيد النقاش حاليًا.
“أليست هذه المرة الثانية التي تُستهدف فيها؟ لا، إذا جمعناها، فهي المرة الثالثة. لذا، أعدتُ مشاهدة التسجيل الذي وثق ما حدث عندما هاجمت الدوقة عائلة مارتن.”
“…نعم.”
“في ذلك الوقت، قال أحد أتباع الشر شيئًا. كان يقول إن ما رأوه هو ذلك الشيء الذي كنا نبحث عنه بالتأكيد. وكان يشير بكلامه إلى دوقة هاديد.”
“…..”
كان جاد و ديلان يعلمان جيدًا أن عبدة الشر كانوا يبحثون بشكل دقيق عن أولئك الذين يمتلكون قوى سحرية ويأخذونهم.
“عندها أدركت. ديلان، هل ما زال هناك مستند لم تقدمه بعد؟”
رفع جاد رأسه وسأل ديلان.
وبينما كان يلتقي بنظره، أخذ ديلان يفرك عنقه.
كان يخطط لفتح الموضوع في توقيت مناسب أولاً.
وفي النهاية، قرر ديلان التحدث. فقد كان سيقول ذلك على أي حال.
“هناك مستند يحتاج إلى التحقق منه، وكنت أنوي تقديمه فور انتهائي منه.”
لكن تعبير وجه جاد تغيّر على الفور إلى تعبير غير راضٍ.
فهذا يعني أنه تعمّد عدم تقديمه، لا أنه نسيه.
وفي وضع لا يمكن الوثوق فيه بأحد، وكانت الأخطار تحيط بهم من كل جانب، فإن تصرف ديلان بانكر يمكن أن يُعدّ خطيرًا.
“لماذا لم تبلغني فورًا؟”
وقف ديلان بصمت للحظة، وقد عقد يديه خلف ظهره بتعبير جادّ، ثم قال
“…كما قلت قبل قليل، كان لا بد من التأكد. وإن نظرتم إليه، يا صاحب السمو، فستفكرون بالأمر بنفس الطريقة.”
أخذ جاد يفرك بين حاجبيه.
“لكن لا يمكنك أن تتصرف بهذا الشكل من تلقاء نفسك.”
بدلًا من تكرار نفس الكلمات، قرر ديلان شرح الأمر بشكل صحيح.
أخرج سجل الأكاديمية الذي حصل عليه من الأكاديمية قبل قليل من جيب سترته الداخلي ووقف.
ثم توجه إلى مكتب العمل حيث كان جاد جالسًا، وفتح الدرج المزدوج وأخرج المستندات التي جمعها بعد تحرٍّ واسع.
ثم قدّمها إلى جاد.
وكان من بينها المستندات التي عرضها على دوق هاديد أيضًا.
أخذ جاد ينظر إلى المستندات بنظرات متجهمة، ومرّ عليها بسرعة حتى وصل إلى الصفحة الأخيرة، ثم رفع نظره إلى ديلان.
هزّ ديلان رأسه وكأنه كان يتوقع ذلك، ثم جلس مقابله مرة أخرى.
“كما ترى، هايزل، أو بالأحرى دوقة هاديد، والدوق، لا علاقة لهما باتباع الشر. بل على العكس، لقد تم استهدافهم، وهم الآن يتعاونون مع العائلة الإمبراطورية لمواجهتهم.”
أخذ ديلان وقتًا طويلاً ليقنع جاد الذي كان يقرأ المستندات مجددًا.
وفي غضون ذلك، تجاوز الوقت منتصف الليل، وكان قد دخل في الساعة الواحدة صباحًا.
“…أفهم جيدًا ما تحاول قوله. وأنا أرى ذلك بنفس الطريقة.”
“كنت أعلم أن سموك سترى الأمر كذلك. إلى جانب ذلك، لقد حصلوا من جهتهم على موقع المذبح العظيم. وإذا تسببت هذه المستندات بمشكلة في هذا الوضع… فالدوق هاديد سيتصرف بطريقة مختلفة لحماية الدوقة.”
تابع ديلان حديثه بصوت جديّ.
وضع جاد المستندات جانبًا.
“لذا، رأيت أن عدم تقديم هذه المستندات هو الأفضل للجميع. أعتذر لعدم إخباري لك فورًا. كنت بحاجة إلى دليل قاطع قبل أن أرفع الأمر إلى سموك”
“…..”
“وأتمنى ألا ترفعوا هذه المستندات إلى جلالة الإمبراطور أيضًا.”
“مع كل الأدلة التي تدعمها، لن يكون هناك مشكلة كبيرة في رفعها.”
“لا، سيعارضها أحدهم بالتأكيد. وسيكون الهجوم موجهًا نحو دوق ودوقة هاديد، وقد يؤدي ذلك إلى وضع لا يمكن الرجوع عنه.”
وكان ديلان محقًا.
فلا يمكن إنكار أن العائلة الإمبراطورية تعتمد بشكل كبير على دوق هاديد في الوقت الحالي.
وكان من المعروف أيضًا أن كل ذلك بفضل مساعدة هايزل لوف.
هزّ جاد رأسه.
“أنا أقول ذلك لأنني أرى أن هذا هو الطريق الأفضل للجميع. وقد تسببت أخطاؤنا بالفعل في مشاكل لهم.”
“…..”
“وأيضًا، أرجوك أن تفكر في هايزل لوف، التي كانت زميلتنا و تابعة لك، وليس فقط كزوجة الدوق هاديد. أقول هذا كصديق. رجاءًا.”
انحنى ديلان برأسه حتى كاد يلامس الطاولة وهو يرجو.
غرق جاد في التفكير العميق.
كل ما قاله ديلان صحيح، وهو أيضًا يعتقد بذلك، لكن الأهم من ذلك أن يكون عقلانيًا الآن.
لأن الأمر يتعلق بأمن الإمبراطورية، لا بحماية وقلق شخص واحد، لذا كان عليه أن يكون حذرًا.
“حسنًا، سأفعل ذلك.”
أخيرًا أعطى جاد الجواب القاطع.
⋆★⋆
بعد أن أبلغنا القصر الإمبراطوري بأمر المذبح العظيم، تواصلنا عدة مرات مع ديلان عبر جهاز الاتصال، لكنه أنهى المكالمة قائلًا إنه سيبلغنا بالأخبار قريبًا.
وقال إنه سيحرص على أن تكون الأخبار سارة إن أمكن.
وكان صوته في المكالمة الأخيرة عبر جهاز الاتصال يبدو مطمئنًا أكثر مما توقعت.
ومع أن الأمر استغرق بعض الوقت وأشعرني بالضيق قليلًا، إلا أننا قررنا الانتظار أكثر لأنهم مشغولون للغاية، ونحن أيضًا لا يمكننا الذهاب والإياب دائمًا.
في الوقت الحالي، بما أن أتباع الطائفة لم يكشفوا بعد موقع المذبح العظيم، كنا نتعمد التركيز على تطهير الأرض الملوثة وقتال الوحوش المحيطة بقلعة الدوق.
وبسبب ذلك، كنا عالقين عمليًا داخل القلعة نراقب الوضع فقط.
كنا نظن أننا سنكون أحرارًا الآن بعد أن أبلغنا القصر الإمبراطوري بموقع المذبح العظيم، ولكن…
“هل ما زالت ليلي غير جاهزة؟”
بهذه الوتيرة، لا نعرف حتى إن كنا سنتمكن من إنهاء الأمر قبل نهاية الشتاء، ناهيك عن الاستعداد لحفل الزواج.
أنا متأكدة من أن ليلي تبذل جهدها، لذا لا يمكنني الضغط عليها أكثر.
وإذا لم يكن هناك خيار آخر، فسنضطر إلى الاعتماد على كبير الكهنة كما فعلنا في المرة السابقة.
رغم أن قوته المقدسة لا تقارن بقوة ليلي المستيقظة، إلا أنه لا خيار أمامنا.
ومع ذلك، أصبحت علاقتنا أقرب قليلًا بسببه، ويبدو أنه شخص طيب أكثر مما توقعت، فشعرت ببعض الارتياح.
ومرت بضعة أيام أخرى.
“هل أذهب في جولة قصيرة إلى فيراريوم؟”
بينما كنت أشعر بالاختناق أكثر فأكثر، عرض علي كايروس بهدوء أن نخرج في موعد.
كان ذلك بعد عدة أشهر من آخر مرة.
يوم واحد… نعم، أظن أن يومًا واحدًا لا بأس به، فبدأت أستعد للخروج على عجل.
عندما كنت على وشك الخروج وأخبرت كايروس أنني مستعدة، التقيت بجينجر عند الباب.
“سيدتي.”
“آه، جينجر. سأذهب إلى فيراريوم لفترة قصيرة. إذا حدث شيء، تواصلِ معي عبر جهاز الاتصال المحمول.”
عند سماع ذلك، أشارت جينجر بيدها نحو المكتب.
“في الحقيقة، جئت بسبب ذلك. جهاز الاتصال يضيء في مكتبك.”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "124"