لقد واجهتُ مستندات تتطابق تمامًا مع المعلومات التي كنت أبحث عنها طوال هذا الوقت.
كنتُ طوال هذه الفترة مشغولًا بالكامل بحماية هايزل من الخطر.
ولذلك علمتُ أنهم كانوا يلاحقون هايزل لفترة أطول مما كنت أظن.
في البداية، اعتقدتُ أن الأمر لا يتعدى إزالة عائق، كما قال سيد برج السحر، ريندل.
لا، ربما كنتُ أتمنى أن يكون السبب بسيطًا إلى هذا الحد.
لكن كلما تعمقت أكثر، تأكدتُ أنه مرتبط بهدف نهائي ما، وأن أتباع الطائفة و الوحوش يتبعون قوة هايزل بإصرار وجنون أكثر مما كنت أتصور.
ولهذا السبب تحديدًا كنتُ أحاول جاهدًا ألّا أدع هايزل تلتقي بالوحوش مطلقًا.
لأنهم كيانات لا يليق بها حتى لمس طرف إصبع من هايزل.
ولكن…
“أجب النداء. إلى متى ستتظاهر بأنك لا تعرف؟ من أجل مجيئه، اعترف و ساعده بقوتك.”
كان هناك عائق آخر.
فخطة الذين تحدثوا عنها كانت شيئًا كهذا إذًا.
رغم أني محوت ذكريات الماضي القبيحة وكأنني ختمتها، إلا أن والديّ تمسكا بي حتى بعد موتهما.
رغم أنني تلقيت صدمة بسيطة، إلا أن الأهم بالنسبة لي كان أن هذا الأمر يشكل خطرًا على هايزل.
كايروس نظر إلى ديلان الذي أتى بوثائق أصلية بلا أدنى خوف.
كان يمكنه التخلص منه هنا دون أن يترك أثرًا.
لكن هايزل ستحزن إن علمت بذلك.
لم يكن يرغب بعد الآن في القيام بأي شيء قد يسبب الأذى لها.
في وقت بالكاد يكفي لمجرد أن يحبها.
“ما المقابل الذي تريده؟”
عند سماع ذلك، ارتجف حاجبا ديلان قليلًا.
“صاحب السمو؟”
“قل ما تريده. مقابل صمتك.”
في الوقت الحالي، كان كايروس يبحث عن المكان الحقيقي تمامًا كما قالت هايزل.
جوهر الشر الذي يسمى بالظلام، ملك الشياطين، الكارثة.
المكان الذي يحاولون فيه استدعاء الكيان الذي يسمونه الملك.
لا يعلم كيف عرفت هايزل ذلك، لكنها قدمت له خريطة و طلبت منه ألا يسألها عن شيء، و أن يثق بها فقط.
رغم أنها لم تكن بحاجة لقول ذلك، فقد كان كايروس يثق بها بكل شيء بالفعل.
“ربما يكون هذا مكانًا مهمًا يا كايروس. يجب أن نجد المذبح العظيم المختبئ هنا.”
“المذبح العظيم؟”
“نعم. يجب تدميره لكي يُحل كل شيء. ولتدميره تمامًا، نحتاج إلى أقوى قوة مقدسة.”
قالت هايزل بقلق.
وبدا لي وقتها و كأنها قالت: “يجب أن تنجح ليلي بأي ثمن…”
أي أن المكان المذكور في هذه الوثائق، الذي يُراد أخذي أنا و هايزل إليه، هو المقصود.
إن دمرناه، سينتهي كل شيء.
ولن يكون هناك ما يهدد هايزل بعد الآن.
كايروس كان يبحث عن ذلك المكان بناء على كلمات هايزل، وكان بحاجة إلى القليل من الوقت الإضافي.
لكن الوثائق التي قدمها ديلان بانكر الآن أعاقت ذلك.
والأدهى من ذلك، أن ديلان بانكر ينتمي بوضوح إلى العائلة الإمبراطورية.
و قد سمحت له هايزل بالدخول إلى هنا فقط بناءً على طلبها.
شعر ديلان بانزعاج طفيف من عرض كايروس.
“…لم آتِ لآحصل على مقابل. أخبرتُ سموك قبل التقرير من أجل صديقتي. قد يصعب عليّ عدم تقديم تقرير لاحقًا، ولكن إن كان هناك ما أستطيع مساعدتك به، فسأفعل أي شيء.”
على الأقل، الكلمات التي خرجت من فمه الآن كانت صادقة.
قرأ كايروس الصدق في نظرات ديلان.
إذًا، لم يكن هناك سبب للرفض.
“هل يمكنكَ كسب بعض الوقت؟”
“تقصد الوقت؟”
أخرج كايروس الخريطة الموضوعة تحت الطاولة وقدمها إلى ديلان.
وعندما شرح له بإيجاز، رفع ديلان رأسه.
كان ديلان في حالة من الدهشة.
كيف عرف دوق و دوقة هاديد المعلومات التي لم يستطع أحد معرفتها؟
بينما هم بالكاد حصلوا على هذه الوثائق الآن.
نظر إليهما بعين الشك، كمن لا يستطيع تصديق أن هناك من سبقهم بخطوات.
“…إذًا، هذا المكان هو…”
“لن يستغرق الأمر طويلًا. بمجرد أن نجد هذا المكان، سيُحل كل شيء. وحتى ذلك الحين، كل ما عليكَ فعله هو كسب الوقت. بأي وسيلة كانت. و سأتحمل كامل المسؤولية.”
“…فهمتُ ما تعنيه.”
كايروس كان على استعداد لفعل أي شيء من أجل هايزل.
“إذن، لن أنسى ما فعلته اليوم أبدًا. أرجوك.”
أخذ ديلان الوثائق التي قدمها له كايروس و هو يسمع تلك الكلمات.
وفي اليوم التالي.
كان ديلان قد أنهى استعداداته للعودة إلى العاصمة منذ الفجر.
“سأراكِ قريبًا في العاصمة.”
قالها ديلان مبتسمًا لي.
رأيته يتبادل النظرات مع كايروس أيضًا للحظة.
كانا يتحدثان حتى ساعة متأخرة ليلة البارحة، ويبدو أنهما قد أصبحا أقرب قليلًا دون أن ألاحظ.
على أي حال، كانت تلك إشارة إيجابية.
ففي الوقت الحالي، إن أمكننا أن نتمسك بيد أي شخص، فستصبح الأمور أسهل.
وخاصة إن كان ذلك الشخص هو ديلان الجدير بالثقة.
“لم ترتح و لو قليلًا.”
شعرتُ ببعض الذنب تجاه ديلان، الذي بدأ الحديث عن العمل فور وصوله، و غادر باكرًا قبل الفجر.
رغم أن ديلان هو من قال انه سيأتي بنفسه، إلا أن المجيء من العاصمة إلى الشمال والعودة في يوم واحد هو جدول مرهق لأي أحد.
“حسنًا، هذا لا بأس به. أتمنى أن ينتهي مهرجان التأسيس بسلام، وأن أتلقى دعوة لحضور زفافكما. إذن، إلى أن نلتقي مجددًا في العاصمة، فلتبقيا بخير. أرجو أن أراكما في مهرجان التأسيس.”
كانت نظرات ديلان في كلماته الأخيرة موجَّهة إلى كايروس.
وهكذا، مع تلك التحية القوية، غادر ديلان الشمال.
“علينا أن نبدأ الاستعدادات أيضًا.”
فقد اقترب مهرجان التأسيس.
⋆★⋆
لقد أشرق يوم مهرجان التأسيس.
وصلتُ مع كايروس إلى منزل العاصمة في المدينة مساء البارحة، في وقت ضيق بعض الشيء.
وكانت العاصمة قد بدأت بالفعل احتفالات ما قبل المهرجان، وكانت تعج بالضجيج حتى ليلًا.
واليوم.
بعد أن انتهينا من الاستعداد حتى الفجر، شاركنا في مهرجان التأسيس، الذي قد يكون يومًا للاحتفال للجميع، وقد يكون أيضًا يومًا خطرًا.
كنتُ أطل مع كايروس و ريندل من أحد أعلى مباني وسط العاصمة، نراقب الحشود التي بدأت تتجمع منذ الآن.
“هل تذكرين ما قلته لكِ؟”
سألني ريندل.
استرجعتُ الأيام التي قضيتها أستعد بجد لهذا اليوم.
⋆★⋆
“سيدتي الدوقة. هل تعلمين أن السحر الأسود والقوة المقدسة يمكن أن يساعدا بعضهما البعض في بعض الأحيان؟”
“يساعدان بعضهما البعض؟”
أليس كل منهما نقيضًا للآخر؟
حتى عندما تحققتُ مؤخرًا من قوة ليلي المقدسة، شعرتُ بذلك بجسدي.
من أطراف الأصابع التي تلامست فيها القوتان، شعرتُ برفض تام من كل جسدي، و كأنه لا يقبلها بأي شكل.
وكلما كانت القوة أقوى، كان الشعور أشد لذعًا، وسخونة، وعدم راحة.
فكيف لهما أن يساعدا بعضهما البعض؟
“ها، انظري إلى هذا.”
ناولني ريندل كرة بيضاء ناصعة.
“ما هذه؟”
“إنها كرة مكونة من قوة مقدسة. استعرتُ قوة أحد الكهنة لصنعها من أجل الاختبار.”
قام ريندل بإلقائها في الهواء ثم التقاطها كما لو كان يلعب بلعبة.
“رغم أنها تبدو هكذا، إلا أنها قوة عالية الكثافة.”
“همم، نعم.”
“جربي أن تكسريها باستخدام السحر الأسود. الأمر مختلف عن استخدامه المعتاد، لكن أريد أن أوضح لكِ المعنى.”
“بالسحر الأسود فقط؟”
“نعم.”
ناولني ريندل الكرة مشجعًا على التجربة.
“رغم أنك تعرف أن السحر الأسود والقوة المقدسة نقيضان، تطلب من زوجتي أن تجري تجربة خطيرة كهذه؟”
تدخل كايروس الذي كان صامتًا بجانبي وسأل ريندل بحدة.
“نعم؟ لقد أخبرتكَ أنني أحتاج إلى قوة الدوقة، أليس كذلك؟”
“لكن لم تذكر هذه التجربة.”
“لا، كنتُ أقصد مجرد التوضيح…”
“سأجرب.”
أوقفتُ كايروس و أخدت الكرة.
رغم أنه كان يوافق دائمًا على رأيي، إلا أنه كان يصبح حادًا فور شعوره بأي خطر.
لكنني شعرتُ أن هذه التجربة تستحق المحاولة الآن.
بمجرد أن لمست الكرة، لم تكن تختلف كثيرًا عن أي كرة عادية، ما لم نحسب الدخان الأبيض الذي يدور في داخلها.
أن أكسرها؟
ما إن جمعتُ السحر الأسود في يدي، حتى تحطمت الكرة المقدسة فجأة بصوت حاد.
ومثل ومضة برق صغيرة، ابتلعت السحر الأسود واختفت دون أن تترك أثرًا.
شعرتُ أن ما شعرتُ به عندما حاولتُ تقبل قوة ليلي المقدسة، قد تجسد الآن أمامي.
وضع ريندل كرة أخرى فوق يدي.
“هذه المرة، إن أمكن، جربي مرة واحدة فقط، بقوة وباختصار.”
لكن هذه المرة، كايروس أوقفه بيده.
رأى الصدمة الصغيرة التي حدثت للتو في راحة يدي، ولم يتمالك نفسه ومدّ يده ليمنعها.
“كما توقعت، هذا خطير جدًا.”
كنت على وشك أن أتناول الكرة لكن توقفت.
فمن الخارج، بدا وكأن برقًا صغيرًا قد انطلق، وكان الإحساس فقط يشبه الدغدغة.
“نعم؟”
نظر ريندل إلى كايروس بوجه متحير. مدّ كايروس يده إلى ريندل.
“دعني أجرب بدلًا عنها.”
كان كايروس ينظر إلى ريندل بنظرات مليئة بالحذر، وكأن يقول: كيف تجرؤ على جعل هايزل تقوم بتجربة خطيرة كهذه؟
ضحك ريندل ضحكة خفيفة.
“لا تقلق، سموّك. هذا مجرد ألم طفيف، وقد تمّ التعامل مع الأمر خصيصًا بحيث لا يُصيب الدوقة بأذى. ثم إن الشيء المخيف حقًا ليس هذه الكرة، بل هي الدوقة نفسها.”
“كايروس، لا بأس.”
أخذتُ يد كايروس و ربّتُّ عليها. عندها فقط تراجع قليلًا.
ثم تناولت الكرة من ريندل مرة أخرى.
“إن شعرتِ بالألم، توقفي حالًا.”
كان وجه كايروس يوحي بأنه يريد سحق الكرة حتى بعينيه.
“فهمت. لا تقلق.”
أومأت برأسي، ثم غرستُ قوتي السوداء في الكرة بشدة.
تشقق، فرقعة!
شرر!
تحطمت كما السابقة، لكن هذه المرة انطلقت ومضة برق قوية لدرجة أن يدي شعرت بالوخز.
كان الأمر و كأن قوتين قويتين تصادمتا مباشرة.
رفعت نظري بدهشة.
لم أرَ شيئًا كهذا من قبل.
“يبدو أن هذه الكرة احتوت على قوة مقدسة أقوى من السابقة.”
“لا، تم وضع نفس المقدار فيها.”
“حقًا؟ لكنها لم تُبتلع على الفور بواسطة القوة السوداء مثل المرة الأولى.”
“رغم أنهما قوتان متضادتان، عندما تتقابلان بدقة، تُنتجان قوة أقوى معًا. هل تعلمين ما الذي يحدث عندما تلتقي أقوى قوة مقدسة مع أقوى سحر أسود؟”
“هممم؟”
“لا يمكنني أن أريك ذلك الآن، لكن تخيّلي فقط. بالطبع، هذا يتطلب تحكمًا دقيقًا للغاية في القوى. لكن رغم أنني لم أشرح لكِ هذا، يبدو أنكِ تمكنتِ من ضبطه بشكل غريزي. هكذا يكون الأمر مع الموهبة الفطرية، لا يمكن إنكارها.”
اطلق ريندل صفير إعجاب ودهشة.
ثم مدّ لي كرة أخرى. هذه كانت الثالثة.
“والآن، هل نحاول مرة أخرى كما فعلتِه للتو؟ هذه هي القوة التي أطلبها من الدوقة في مهرجان التأسيس هذا. وهو أيضًا السبب في كون الأمر بيد الدوقة. تحديداً”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "121"