سِـد أخرج الغرض وكأنه يحمله معه كل يوم بشكل طبيعي.
…حلقة؟
أنجيلا كانت تستهدفني؟
قبل أن أستوعب ما يجري، قام سِـد بوضع حلقة معدنية بيضاء حول عنق أنجيلا المتراخي.
وسرعان ما بدأت الحلقة البيضاء تتوهج والتصقت بعنق أنجيلا بإحكام.
كان الضوء المشع منها مشابهاً لذلك الذي انبعث من خاتم كايروس قبل قليل.
كنت قد لاحظت قبل فترة وجود خاتم إضافي غير خاتم الزواج وقلت في نفسي أنه قد أضاف خاتماً آخر فحسب.
أعتقد أن الخاتم ظهر بعد عودته من القصر الإمبراطوري.
“خذها واحبسها في الأسفل. سأرسلها بنفسي إلى برج السحر. سنعرف من تكون حينها.”
“نعم، سيدي.”
سحب سِـد أنجيلا مع أحد الخدم الآخرين. وبسبب الحلقة التي كانت على عنقها، لم تستطع أن تفعل شيئاً وسُحبت على الأرض.
“…كا، كايروس.”
متى بدأ بالتحضير لهذا؟
أنجيلا كانت هنا قبلي.
ما الذي يحدث بالضبط؟ أنجيلا بدت وكأنها تعرفنا جيداً.
لو كان أحدهم يستخدم السحر الأسود، لكنت شعرت بذلك.
“آسف لأنني تسببت في إخافتكِ.”
“لا، ليس هذا ما أقصده…”
رفعت رأسي لأنظر إلى كايروس الذي كان يحاول تهدئتي.
“منذ متى بدأت تشك في أنجيلا؟ وما قصة هذا الخاتم؟”
“…منذ اليوم الذي سقطتِ فيه. شككتُ في الجميع من حولك.”
“منذ ذلك الوقت؟”
نظر إليّ كايروس، ثم همس بكلمات لم تخرج، ولفّ ذراعه حول كتفي بلطف.
“هايزل، لدي شيء لأخبركِ به.”
⋆★⋆
أخذني كايروس إلى غرفة النوم مباشرة. ظللت أحدق به حتى جلست على السرير.
ركع كايروس على إحدى ركبتيه أمامي ورفع نظره إليّ.
“…قل أي شيء تريده، لا بأس.”
“هايزل.”
“نعم. يمكنكَ التحدث.”
“في ذلك اليوم، ما شربتهِ كان…”
لعق كايروس شفتيه، غير قادر على إكمال جملته. بدا من الصعب عليه أن يتحدث، فمددت يدي ولمست وجنته.
“لا بأس، يمكنكَ قول أي شيء. سأصدقكَ مهما قلت.”
توسعت عينا كايروس قليلاً ثم هدأت.
“في الماء الذي شربتِه كان هناك دم وحش شيطاني تابع.”
“…دم تابع؟”
“نعم، وله تأثير يجعل السحر الاسود يخرج عن السيطرة.”
“…يخرج عن السيطرة؟”
تنهد كايروس بهدوء.
“شعرت أن أحداً ما يستهدفنا، فبدأت بالتحقيق للعثور على الجاني. لكن لم أستطع إخباركِ لأنني كنت أخشى أن تصابي بالصدمة.”
“…..”
“لم أرغب في إرباككِ أكثر، لذا كنت أنوي إخباركِ عندما أجد الجاني.”
بدأت أرمش بذهول وأبحث عن كلمات أقولها.
إذن أنجيلا كانت تلاحقني منذ الحفلة؟
أم أن هناك شخصاً آخر غير أنجيلا؟
هل تصرف ليلي العادي في ذلك اليوم كان بسبب معرفتها؟
“كايروس، إذن السبب في سقوطي في ذلك اليوم…”
“لم يكن بسبب الإرهاق. لقد كانت هناك خطورة من فقدانكِ السيطرة على قوتك.”
عندما كنت أستمع إلى كلماته، خطر ببالي شيء فجأة.
مددت يدي و رفعت ياقة كايروس.
على الرغم من أن الجرح قد اختفى الآن، تذكرت بوضوح الجرح الذي رأيته حينها.
“ذلك الجرح… هل أنا من فعل..؟”
توقفت كلماتي وتبعثرت.
أنا.. لكايروس.
… هل حاولتُ إيذاءَه حقًا؟
شعرت بأطراف أصابعي تبرد.
فوق يدي المرتجفة، وضع كايروس يده الدافئة والكبيرة.
“حتى عندما فقدتِ وعيك، حاولتِ بكل ما لديكِ مقاومة فقدان السيطرة و حمايتي. هذا الجرح لا يُقارن بما فعلتِ أنتِ.”
قال ان الأمر انتهى الآن، و إن فقدان السيطرة قد انتهى تماماً.
وأن لا شيء قد تغير.
لكن لم أستطع تجاوز الصدمة.
كما أخبرني أنه ذهب إلى القصر الإمبراطوري وبرج السحر لمنع الانفجار مجدداً.
وأخبرني عن الخاتم والحلقة الخاصة التي صُنعت لحمايتي أثناء انتقاله بين المعبد وبرج السحر.
كانت تلك الأدوات قادرة على ختم ليس فقط السحر و السحر الأسود، بل حتى قوى الأتباع والوحوش الذكية.
لكنها لم تكن أدوات تعقب ، لذا كان عليه البحث عن الجاني بنفسه.
“أنا آسفة… لم أكن أعلم شيئاً…”
“ليس خطأك. أنا من كان يجب أن أنهي الأمر مبكراً. آسف.”
لم يكن على كايروس أن يعتذر.
كنت أظن أن سقوطي لمدة ثلاثة أيام كان أمراً غريباً، لكن ليلي قالت إن كل شيء طبيعي، فصدقتها.
حتى أنني بدأت أشك في أنه ربما كان على علاقة بتلك الطائفة.
شعرت بالذنب والأسى يخترقان قلبي كالسيف.
“…إذن، الكوابيس التي تراودني كل ليلة…”
“سمعتُ أن هذا ليس بسبب فقدان السيطرة، لكن إن كنتِ قلقة، سأبحث في الأمر أكثر.”
ليس خطأك. كل شيء سيكون على ما يرام.
بينما كان كايروس يهدئني، كانت الفوضى لا تزال تعصف في رأسي كالأمواج العاتية.
عانقني كايروس بين ذراعيه.
وفي حضنه الدافئ والثابت، بدأت أشعر بالهدوء يتسلل إلى داخلي بسرعة.
جمعت شتات مشاعري بصعوبة وسألته. لم يكن هذا وقت الشعور بالارتباك و الفوضى.
“أنجيلا، أليست من الأشخاص الذين كانوا هنا من البداية؟”
“هذا صحيح. لكن بما أنها حاولت استخدام السحر، ربما هي ليست أنجيلا حقًا. يجب أن نتحقق من ذلك. سنبدأ بالتحقيق معها ثم نرسلها إلى برج السحر.”
نهض كايروس من مكانه.
“استريحي قليلاً، سأعود سريعًا.”
أمسكت بذراعه و وقفت معه.
“سأذهب معك.”
“…هل أنتِ بخير؟”
“لقد كانت تستهدفنا. وأريد التأكد من شيء بنفسي.”
رغم أن وجهها كان وجه أنجيلا، إلا أنني شعرت بشيء غريب ومألوف بشكل مزعج.
وفوق ذلك، ما إن وُضعت الحلقة حول عنقها حتى شحب لون بشرتها بشكل غير طبيعي، و أصبح ملمسها يبدو غريبًا و كأنها ليست إنسانة حيّة.
ما قاله كايروس قبل قليل… يجب أن أراه بنفسي.
نزلنا مباشرة إلى القبو حيث كانت أنجيلا محتجزة..
بدلًا من حبسها، تم ربطها بجانب بوابة الانتقال التي تؤدي مباشرةً إلى برج السحر.
كانت تأن بألم بسبب الحلقة المثبتة على جسدها.
رغم أنني كنت أراها كثيرًا مؤخرًا، ظننت فقط أنها أصغر خادمة تتولى الأعمال البسيطة، ولم أشك في شيء.
كانت تعابير وجهها تتشوه بشكل غريب ثم تعود إلى طبيعتها.
شعرت بالقشعريرة بشكل غريب.
“كان يجب أن آخذكِ في ذلك الوقت.”
عندما اقتربت، نظرت إليّ أنجيلا بثبات، وعلى الرغم من الألم، ابتسمت بسخرية.
“في ذلك الوقت؟”
“مؤسف. ظننتكِ فتاة ريفية حمقاء.”
قطّبت حاجبي عند سماع كلماتها.
كان في نبرتها شيء مألوف.
هذا ما كان يزعجني منذ قليل. و كأنني واجهتها من قبل…
هل يعقل؟
في اللحظة نفسها التي اعتقدت أن هذا مستحيل، نطقت شفتاي تلقائيًا
“…فاي مارتن؟”
هذا مستحيل.
تم إعدامها في القصر الإمبراطوري، وفقًا للتقارير.
وجودها هنا غير منطقي.
حينها، ازداد تشوه وجه أنجيلا أكثر، وابتسمت ابتسامة مرعبة.
قبل ساعات فقط، بدت إنسانة طبيعية، لكن منذ أن وضع سِـد الحلقة حول عنقها، تغير كل شيء.
“كيف عرفتِني بهذا الوجه؟”
بلهجة هازئة، زادتني يقينًا.
“فاي مارتن.”
إذًا كانت أنتِ.
ما الذي حدث بالضبط؟ كيف قمتِ بعملية الاستبدال؟
ضحكت فاي مارتن، التي كانت ترتدي وجه أنجيلا المشوه، بصوت مكتوم.
رغم أنها كانت في موقف غير مريح، بدا عليها الكثير من الهدوء.
“لكن، لقد فات الأوان.”
“…..”
نظرت إلى كايروس بقلق.
“السيد… ينتظر.”
انحنت فاي مارتن برأسها، ثم رفعته ببطء ونظرت إلى كايروس بصوت خافت ومرعب.
“أجب النداء. إلى متى ستتظاهر بأنك لا تعرف؟ من أجل مجيئه، اعترف وساعده بقوتك.”
قالت إنها كانت تستهدفني، فلماذا تنظر إلى كايروس؟
حتى كايروس بدا وكأنه لا يفهم ما يحدث.
وفي تلك اللحظة.
بُوو―
دوى صوت نفير الطوارئ بالخارج، مع صوت أجراس تدق بلا توقف.
استدرنا أنا و كايروس في نفس اللحظة نحو الباب.
“ها ها ها، لقد وصلوا.”
ضحكت فاي مارتن و لعابها يسيل و هي تكشف عن أسنانها.
“…..”
“…..”
“لنرَ إن كنتم ستنجحون. لا أعتقد ذلك.”
كان صوت الأجراس كما لو كانت تدق من كل الجهات، مما جعل أذنيّ تؤلمانني.
صعدت أنا و كايروس الدرج وتوجهنا إلى الخارج.
كانت تلك إشارة خطر لم نسمع مثلها من قبل.
خرجنا فورًا إلى الساحة أمام البوابة، وكان عدد هائل من الفرسان يحيطون بجدران القلعة بسرعة.
“ارفعوا بوابة القلعة!”
“امنعوا الدخول!”
لم تتوقف الأجراس عن الدق. ركضنا بسرعة نحو جدارن قلعة الدوق.
“.….”
“.. بحق الجحيم…ما هذا!”
نظرت حولي بذهول لا يصدق. السماء أظلمت، ومن بعيد، كانت أشياء سوداء كثيفة تتدفق نحونا.
بدا أن عدد الوحوش التي تحيط بجميع جهات قلعة الدوق لا يقل عن المئات.
كأن جميع الوحوش في الشمال قد تجمعت في مكان واحد.
كان كابوسًا حقيقيًا.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل "116"