“آه، قلت إنني أشعر بالعطش أثناء العمل، فقامت الرئيسة بإحضاره لي. يبدو أنك تفاجأتِ. لقد شربته جيدًا.”
“آه……”
طقطقة.
تراجعت فاي إلى الوراء ثم ابتسمت ابتسامة خفيفة مجددًا.
“إذن، سيدتي، هل أذهب لأحضره مجددًا؟”
“هم؟ لا، لست أشعر كثيرًا. شكرًا لك على اهتمامكِ الدائم ،أنجيلا.”
“…نعم، سيدتي. إذًا إن احتجتِ إلى شيء، ناديني في أي وقت!”
حسنًا، لو كان سهلاً لما كان ممتعًا.
قررت فاي أن تترقب فرصة أخرى.
⋆★⋆
كانت جينجر تحدق بصمت في صورة أنجيلا وهي تغادر الغرفة.
وفي النهاية أُغلق الباب.
“رئيسة.”
استدارت جينجر نحوي فجأة.
“هممم؟”
“لقد حاولت منعي قبل قليل، أليس كذلك؟”
“هل تعتقدين ذلك؟”
“تعبيرات وجهها لم تكن عادية. إنها مختلفة عما تبدو عليه.”
نظرتُ إلى جينجر التي قالت ذلك بصمت.
فـجينجر، التي تملك لسانًا سليطًا لكنها تبدو بريئة كالألف، لم تكن الشخص المناسب لقول ذلك.
في الحقيقة، لم استدعي جينجر اليوم لأجل العمل.
كنتُ أريد أن أخبرها أنني تصالحت مع كايروس ،وأنني أعتقد أنني سأبقى هنا بعد عام، لكن لم أستطع فتح فمي بسهولة.
جينجر و إيدموند كانا يؤديان دوريهما بشكل رائع.
لا، بل أكثر من المتوقع.
بصراحة، عندما قابلت جينجر لأول مرة، كنت أعتقد أنه يمكننا تبادل المصالح ثم ستذهب كل واحدة منا في طريقها.
لكن بعد أن رأيتها تأتي بنفسها وتخاطر بحياتها لتساعدني، بدأت أشعر نحوها بالعاطفة والحنان.
لم يكن بوسعي فعل شيء.
ألن يكون أي شخص هكذا؟
“سيدتي.”
“هم؟”
“إذا كان لديكِ ما تقولينه، فقولي فحسب.”
ضحكت جينجر ضحكة خفيفة.
اهتز قلبي، و بدأت أراقب تعبيراتها.
صحيح، سواء آني أو جينجر، كلتاهما تملكان حاسة قوية، فلا بد أنهما لاحظتا أنني أؤجل الحديث.
“ذلك، ليس شيئًا مهمًا.”
“نعم.”
“بشأن الرحيل… بعد عام.”
بدأت أتكلم بحذر، حينها حدقت جينجر بي مباشرة.
لابد أنها ستسألني لماذا أغيّر رأيي.
ستقول انني عدت بعد كل ما حدث، فكيف أغير موقفي بسهولة.
كان الأمر طبيعيًا.
“آه، هل تقصدين أنكما تصالحتما؟”
“نعم، لذا… هاه؟”
ماذا؟
“تريدين القول أنكِ لن تنفصلي عنه و أنكما قد تصالحتما، أليس كذلك؟”
“آه، لا. كيف عرفتِ؟”
“حبيبي اللطيف أخبرني. قال ان سمو الدوق قد تغير فجأة. لم يسمع الأمر مباشرة، لكنه رأى من بعيد أن هناك شيئًا قد تغير.”
حبيبي…
لم تعد جينجر تخفي حبها لـإيدموند.
خصوصًا بعد أن قالت أنني أنا من أنقذهما، فهي تظهر هذا الحب أكثر أمامي.
يبدو أن إيدموند قد لاحظ الأمر.
رغم أنه قليل الكلام، لكنه يملك حسًا قويًا. كانا ثنائيًا متناغمًا بحق.
ربما يسهل الأمر الحديث قليلًا.
“هممم، هممم.”
“لم أرى الدوق منذ حلبة المصارعة، أليس كذلك؟ الآن بعد أن رأيت كل شيء، لاحظت أن الدوق لا يُبدي ردة فعل قوية إلا عندما يتعلق الأمر بالرئيسة.”
“…آه..هل ذلك صحيح؟”
“بصراحة، عندما رأيتكِ تترددين حين جئتي إلى هنا، شعرت أن شيئًا ما قد تغير. عندما عرضتِ عليّ الصفقة في البداية، كنتِ تبدين و كأنكِ تحاولين الهروب من الدوق بأي وسيلة.”
هل كنتُ كذلك؟
ظننت أنني أخفيت الأمر جيدًا، لكن يبدو أنني كنت واضحة جدًا.
في النهاية، ابتسمت ابتسامة باهتة وأومأت برأسي.
“أنتِ محقة، جينجر. في الحقيقة، تصالحت مع كايروس.”
جينجر أسندت ذراعيها على الطاولة وكأنها كانت تتوقع ذلك.
“كما توقعت. لا بد أن شيئًا ما حدث عندما تم الإمساك بكِ مجددًا، هممم…”
ارتسمت على وجه جينجر ابتسامة خبيثة.
“فقط… أصبحنا نعرف المزيد عن بعضنا البعض.”
“هكذا تكون العلاقات بين الرجال والنساء، أليس كذلك؟ أنا أفهمكِ تمامًا يا رئيسة.”
⋆★⋆
وبعد ذلك، حاولت فاي مرات عديدة أن تنتهز الفرصة، لكنها فشلت في كل مرة.
كانت تحتاج إلى مرة واحدة فقط.
هذه المرة، بخلاف السابقة، تستطيع أن تفجّر القوة دفعة واحدة.
لذلك، إذا نجحت مرة واحدة فقط…
“مهرجان تأسيس الإمبراطورية على الأبواب، ومن الغريب ألا يكون هناك تواصل من القصر الإمبراطوري. أعتقد أن عليّ مقابلة ولي العهد و ليلي مجددًا. سأذهب وحدي. فأنت مشغول هنا.”
“ما هذا الهراء؟ يجب أن أذهب معك.”
“لم تنم حتى لمدة ساعة الليلة الماضية. لن أذهب إلى أي مكان آخر، سأذهب فقط إلى القصر الإمبراطوري.”
“لا يهمني باقي الأماكن، لكن لا أريد أن أتركك تذهبين وحدك إلى ذلك المكان. هايزل، أنتِ لطيفة جدًا مع ولي العهد و الأميرة.”
“لأننا نحتاج إليهم… لا، لا شيء. فهمت، إذًا لنذهب معًا.”
“نعم، سأضبط وقتي ليتناسب معكِ.”
وبعد ذلك، ظل الاثنان يتبادلان الحديث طيلة العشاء، وخرجا من المطعم وهما لا يفكران إلا في قلقهما العميق تجاه بعضهما البعض.
تظاهرت فاي بالخروج لإحضار بعض المواد، وتبعتهم من الخلف.
أم أنه يجب استخدام طريقة أخرى؟
لأن الاقتراب دون قوة ذلك الشخص كان صعبًا، فقد اختارت هذه الطريقة، لكن على ما يبدو هناك حاجة إلى ضربة واحدة حاسمة.
“سأستخدم تلك الطريقة.”
بهذا الشكل، سيتأخر الأمر كثيرًا.
تراجعت أنجيلا إلى الوراء بهدوء، مثل ظل.
⋆★⋆
كان الليل قد حلّ بالفعل.
استعدّت للنوم و دخلت السرير أولًا، حينها دخل كايروس الغرفة.
بما أنه قد يضطر إلى الخروج في أي وقت بسبب حالة الطوارئ، لم يكن من السهل رؤية هذا المظهر الهادئ منه في الآونة الأخيرة.
فهو لا يخرج دائمًا، لكن حتى مع تحرك الفرسان، كان مشغولًا للغاية.
كنت أظن أنها ذكريات قديمة تظهر في الحلم في عالم مطابق للواقع، لكنها لم تكن كذلك.
كل شيء كان كما هو، لكنه كان يبدو كعالم مختلف.
وكأنني أعيش في عالم موازٍ.
مثل حلم كنت أُطارد فيه من قبل أتباع الطائفة، وأنا أرتدي زي فرقة الفرسان.
وحتى ديلان كان يظهر، لكن مع ثرثرة أكثر من الواقع.
وجه ديلان في الحلم لم يكن عليه أي ندبة.
ربما لأنه مجرد حلم. على أي حال، كنت أرى أحلامًا كثيرًا في الفترة الأخيرة، حتى أنني كنت مشغولة أثناء النوم.
“هايزل.”
ناداني كايروس و هو يدخل السرير.
“نعم؟”
“لقد كنت أفكر في هذا منذ فترة…”
“نعم.”
ترددتُ قليلًا، ثم أمسكت يده لأدعوه إلى الحديث.
“زفافنا.”
“ماذا بشأنه؟”
“أريد أن نقيمه من جديد.”
“حفل الزفاف؟”
“نعم، في السابق أقمناه بشكل بسيط… لكننا تغيّرنا كثيرًا الآن. أريد أن أقيم حفل زواج حقيقيًا معك. أن يكون جميلًا، وفاخرًا، حتى تتذكريه كزفاف يجعلك أكثر سعادة.”
رغم أننا تصالحا، إلا أن ذلك كان أمرًا لم يخطر ببالي على الإطلاق، لذا فوجئت كثيرًا.
وعندما فكرت في الأمر مليًّا، بدا لها أنه سيكون أمرًا جيدًا.
رغم أن حفل زفافهما السابق كان سعيدًا، إلا أنه كان بسيطًا جدًا، وكان كايروس يخفي هويته حينها، لذا لا يمكن القول إنه كان زفافًا كاملاً.
“هل نفعل ذلك؟”
“سأتولى أنا كل التحضيرات.”
أضاف كايروس بسرعة.
“لنفعل ذلك معًا، تماماً مثل ذلك الحين. في الحقيقة، كان لدي حلم عن زفاف كنت أتمناه…”
⋆★⋆
“نائب القائد! انظر إلى هذا!”
تم العثور على ثلاث قواعد حتى الآن.
بعد أن عثروا على قاعدة حقيقية بمساعدة هايزل ،أدركوا أن الأمر لم ينتهِ عند هذا الحد.
ومنذ ذلك الحين، كان فرسان القصر الإمبراطوري مشغولين يوميًا، يبحثون ويكشفون قواعد أتباع الطائفة واحدة تلو الأخرى و التي كانت متغلغلة بعمق إلى العاصمة.
لأنهم تعمدوا أن يُقبض عليهم و قاموا بتقسيم معلوماتهم إلى قطع متفرقة هنا وهناك، فقد استغرق الأمر وقتًا مضاعفًا.
سار ديلان بخطى سريعة نحو المكان الذي ناداه فيه الفارس روبين.
“ما الأمر؟”
“انظر إلى هذا. يبدو أنهم خبأوه في الحائط.”
“هاه، لقد أخفوه بإحكام. بما أن الكمية كبيرة، دعنا نكتفي بفهم محتواياتها بشكل سريع ثم ننقلها.”
انحنى ديلان على ركبتيه، و خلع قفازاته مؤقتًا، ثم التقط المستندات.
بدأ يقلب الصفحات بسرعة حتى توقف عند نقطة معينة.
“…..”
تجعد حاجبا ديلان و ظهر الارتباك على وجهه.
” نائب القائد؟ هل ننقله فورًا؟”
أغلق ديلان الأوراق بسرعة ونهض بعد أن كان يركز النظر على نقطة واحدة.
“روببن، قم بنقل هذا فورًا إلى مكتبي دون أن يُفقد منه شيء. يجب أن أتحقق منه جيدًا و أُبلغ سمو ولي العهد. قد يكون هناك مواد خطرة، فلا تسمح لأي أحد بفتحه.”
“نعم، نائب القائد. سأقوم بنقله على الفور.”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "114"