بينما كانت فاي منبهرة، أمسكت بأنجيلا التي انهارت فجأة ورفعتها
“إنها ثقيلة جداً.”
لكنها وصلت إلى هذا الحد، ولا يمكنها التراجع الآن.
رغم تذمرها، أسندتها تمامًا إلى كتفها، وتمتمت بتعويذة بسرعة قبل أن يظهر أحد.
تشكلت دائرة سحرية قاتمة تحت قدميها، مملوءة بسحر أسود.
كانت تعويذة تنقل سحرية تعتمد على السحر الأسود، التي لا يستخدمها سوى الأتباع، ولا يمكن للبشر العاديين استعمالها.
وهكذا، اختفت فاي وأنجيلا معًا.
⋆★⋆
كان الوقت يقترب من منتصف الليل.
غرفة النوم كانت هادئة وساكنة.
عبثت بيد كايروس لفترة طويلة.
“كايروس.”
“نعم.”
رغم أنني قد أكون سعيدة لو تركت الأمور كما هي، لا يزال هناك ما يجب فعله.
من أجل أن نصبح أقوى، و من أجل مستقبلنا.
أجلسته على السرير وسحبت يدي، ثم وقفت.
عندما حاول كايروس أن يقف معي، فضغطت على كتفه برفق.
“انتظر لحظة. لدي شيء لأريك إياه.”
ثم ذهبت إلى المكتب وأحضرت خاتمًا أعطتني إياه السيدة تيني.
قيل ان جميع ممتلكات الدوق و الدوقة السابقين أُحرقت، لكن هذا الخاتم وحده نجا.
سمعت أن السيدة تيني حصلت عليه كهدية أثناء خدمتها للدوق والدوقة السابقين.
قيل إنه في الماضي، كان هناك جماعة من الأتباع يتبعون الدوق و الدوقة السابقين.
و باستثناء كبير الخدم ورئيسة الخادمات، تم التخلص من الجميع، ولم يبقَ أحد الآن.
“الجميع مات، ولم يبقَ سوى أنا و ديلو. إن كانت سيدتي تشعر بعدم الأمان، فسأرحل. لقد بقيت هنا فقط لأرى سيدي حيًا. إذا كان سيدي سعيدًا، فقد أنجزتُ هدفي من الوجود.”
عندما قالت ذلك، لم أستطع قول المزيد.
“إذا وثقتِ بي، فسأفعل أي شيء. لقد قلتِ إنك تملكين قدرة خاصة على خلق الأوهام، يمكنك استخدامها عليّ إن شئتِ.”
لكي تمنحني ثقتها، استخدمت السيدة تيني التنويم المغناطيسي لتبرهن أنها لم تمارس أي طقوس عبادة.
بعدها، منحتني ثقتها و الخاتم.
عدت إلى غرفة النوم، وجلست أمام كايروس.
نظر إليّ كايروس بتعجب من تصرفي.
“كايروس.”
“نعم.”
“لدي شيء أريد أن أخبرك إياه. أريدك أن تسمعني و تكون صادقًا معي.”
“…..”
اهتزت عيناه بالارتباك. بدا عليه التوتر الشديد، تمامًا كما عندما أمسكت بخده وبدأت الحديث في السابق، وظهر توتر في كتفيه العريضين.
“كل ما أستطيع أن أعدك به هو أنني، مهما كانت إجابتك، فلن أرحل.”
“…هايزل.”
فتحت يدي ببطء وأريته الخاتم.
وبينما انخفض نظر كايروس إلى يدي، تصلب وجهه.
“لماذا هذا…؟”
“حصلت عليه من السيدة تيني.”
حينها بدا و كأنه يحاول النهوض، فأمسكت يده بشدة.
“سمعت أنه شيء أعطته الدوقة السابقة للسيدة تيني.”
“….”
“كايروس.”
“هايزل، أنا آسف حقًا”
في النهاية، لم يستطع كايروس النظر إليٌ فنهض من مقعده.
عندما رأيته على وشك مغادرة غرفة النوم، عانقتُ ظهره العريض.
تجمد جسد كايروس.
“عليك أن تفعل ذلك، كايروس.”
“هايزل.”
“لقد قررت أن أثق بك، وأن أحتضن جراحك أيضًا.”
لذلك، كنا بحاجة إلى أن نتحدث.
“هذا ليس اندفاعًا، ولم أقل انني أحبك بدافع لحظة عابرة.”
كان عليّ أن أبدأ.
شكوكي تجاهه، ذهابي إلى المستودع، و حتى حديثي مع السيدة تيني ، أخبرته بكل شيء دون أن أخفي شيئًا،
حتى و إن لم تنتهِ الجراح الليلة، لم يكن ذلك مهمًا.
في صباح اليوم التالي، بقينا في السرير حتى وقت متأخر.
بنفس الملابس التي كنا نرتديها أثناء حديثنا الليلة الماضية، لا نفعل شيئًا سوى معانقة بعضنا البعض، والتحدث بلا توقف.
“عيناك منتفختان.”
لمس كايروس بلطف طرف عينيّ.
شعرت أن لمسته تلك تحمل اعتذارًا وامتنانًا و مودّة، وعشرات المشاعر الأخرى.
“… كل شيء على ما يرام الآن.”
كنت قد بكيت طوال الليل وأنا أستمع لقصته، وما زلت أشعر أنني قد أنهار بالبكاء لو لمسني أحد بلطف.
مسحت أنفي المتورم، فعانق كايروس مؤخرة رأسي.
وبينما كنت بين ذراعيه، تعمقت في حضنه أكثر.
“لا تبكي.”
“قلت انني لن أبكي بعد الآن.”
“…ما زال الأمر يبدو وكأنه حلم.”
“لكنه ليس حلمًا. شكرًا لأنك لم تهرب، ولأنك أخبرتني.”
عانقني كايروس مرة أخرى.
“لن أؤذيكِ أبدًا مجددًا. لن أسبب لكِ ألمًا مرة أخرى.”
“وأنا أيضًا، سأفعل نفس الشيء.”
ضحكت وأنا أغمض عيني بسبب قبلة كايروس على جبهتي وجسر أنفي.
وهكذا، شعرت وكأننا عدنا تمامًا إلى أيام فيراريوم.
بل في الواقع، بما أنني أصبحت أعرف حقيقته، شعرت أننا أصبحنا أقرب مما كنا عليه آنذاك.
صحيح أن لا شيء عاجل، لكن هذا لا يعني أنه لا توجد أعمال تمامًا.
“نعم. في الوقت الحالي، أريد أن أكون معكِ فقط. لا أريد أن يقاطعنا أحد.”
ترددت قليلًا، ثم أومأت برأسي.
شعرت أن من الجيد قضاء المزيد من هذا الوقت معًا.
و قبّل كايروس جبهتي مرة أخرى.
⋆★⋆
…مرّت ثلاثة أيام.
لم أخطُ خطوة واحدة خارج غرفة النوم منذ ذلك الحين.
كيف وصلت الأمور إلى هذا الحد؟
البداية كانت مني.
هذه حقيقة لا يمكنني إنكارها.
كان يحتضنني كـكنز حقيقي، وكان يأخذ قسطًا من الراحة بصدق، و أردت فقط أن أقترب منه أكثر…
كانت مجرد بداية صغيرة.
لكن ذلك أشعل نارًا في كايروس، الذي كان قد كبح جماحه طويلًا.
“….”
“زوجتي، ما رأيكِ أن نأخذ يوم راحة آخر؟”
كنت أزحف ببطء محاوِلة الهرب من السرير، لكنني تجمدت في مكاني.
ماذا؟ هل جنّ؟
استدرت بصعوبة و قلت بتردد
“لـ، لا. لقد، لقد استرحنا بما فيه الكفاية؟ في الواقع، استرحنا كثيرًا لدرجة أنني شعرت أنني في عطلة!”
كنت أنا المجنونة.
كنا قد تصالحنا، وبما أنني من بدأت كل هذا أولاً، أردت أن أتقبل الأمر مرة أخرى و أجاريه…. لكن لم يكن هناك نهاية.
“ستحتاجين إلى مزيد من الراحة.”
“لا. لم أعد بحاجة إلى الراحة. سأخرج الآن. يجب أن أرى كيف تسير أمور النقابة…”
“يبدو أنكِ ما زلتِ بحاجة إلى المزيد من الراحة. أليس كذلك، زوجتي؟”
تصرف كايروس كأنه نواه بينما أخد يلف ذراعه حول خصري كخطاف.
رغم أنني قاومت بكل قوتي، إلا أن جسدي بدأ يُسحب ببطء إلى الوراء.
لا… لا يمكن!
حدث هذا بالأمس أيضًا، وضاع اليوم بأكمله!
“لا… لست بحاجة إلى مزيد من الراحة. لقد أخذت قسطًا كبيرًا منها.”
“زوجتي، لا تفعلي ذلك، استريحي قليلًا. حسنًا؟”
تمسّكت بحافة السرير بكلتا يديّ و حاولتُ جاهدة أن أقاوم ألا أُسحب بعيدًا.
كانت يداي ترتجفان.
“أبـ، أبدًا. قلتُ لكَ انني لا أحتاج إلى راحة! لا، شكرًا! لا ، سأرفض، سأرفض. أريد الخروج!”
“زوجك سيأخذ يومًا إضافيًا من الراحة، فلِمَ لا ترتاحين معه؟ على ما يبدو، هذاه هي الموضة الرائجة هذه الأيام.”
أي موضة هذه بحق الجحيم!
بسبب التصالح والأجواء الجميلة، قلت كثيرًا “زوجي، زوجي” في الأيام الماضية، ويبدو أنه بدأ يستغل ذلك الآن.
“حسنًا، استرح لوحدك. أعتقد أننا لا نستطيع الراحة بعد الآن معًا لأننا اثنان. هذا ليس استرخاءً على الإطلاق…”
كان صوتي قد أصبح أجش من الإرهاق.
يدي المرتجفتان فقدتا قوتهما، وسُحبت إلى أحضان كايروس.
استرح لوحدك…
“فقط قليلاً.”
لامست شفتاه ظهرها.
لويت جسدي و دفعتُ وجه كايروس بعيدًا.
“أرجوك، كن عاقلًا. يبدو الأمر كما لو أن عقلك قد تحول إلى عقل وحش، رجاءًا عد إلى وعيك… اه اممم!”
مرّ يوم آخر.
بالكاد نهضت، نهضت من السرير و وضعت قدمي المرتجفتين على الأرض، لأجد زجاجات فارغة تتدحرج في كل مكان.
من المؤكد أن الكهنة لم يبذلوا جهداً في صناعة هذه الجرعات ليستعملها أحد بهذه الطريقة.
كانت الزجاجات الفارغة التي كُتب عليها “جرعة الشفاء” ملقاة على الأرض. كان جسدي كله يرتجف.
“زوجتي، ما رأيكِ أن نرتاح يومًا إضافيًا فقط؟”
في اللحظة التي كنت فيها على وشك الوقوف، سمعت صوتًا مرعبًا خلفي.
يا لهذا الوحش المجنون.
نظرتُ حولي، محاولة التهرب من الإجابة. ثم لمحت رداءًا سميكًا معلقًا على الكرسي.
اليوم… هذا مستحيل.
نظرت بخلسة إلى الخلف.
كان كايروس مستلقيًا على جانبه، مسندًا رأسه بيده، ثم بدأ ينهض ببطء.
كان بإمكان أي شخص أن يرى أنه كان يخطط لسحبي إلى السرير مجددًا.
“هيزان! السيدة تيني! جينجر! ديلو! ساعدوني…!”
ارتديتُ ردائي بكل قوتي، و ركلتُ الباب، و ركضتُ هاربة إلى الخارج.
سمعت ضحكة كايروس خلفي.
⋆★⋆
“أنا لا أصدق ما أعيشه.”
بعد يوم كامل من الهروب، عدت أخيرًا اليوم إلى حياتي الطبيعية.
صحيح أن المصالحة كانت رائعة، لكن لكل شيء حد!
بعد أن أنهيت حوالي نصف الأعمال المتراكمة في النقابة، وجدت أن الوقت مرّ واقترب موعد العشاء.
كايروس خرج على عجل في الصباح ولم يعد بعد، والعشاء لا يزال بعيدًا.
“أشعر ببعض الجوع.”
حتى الكوكيز التي أحضرتها لي هيزان لم يبقَ منها سوى الفتات.
جمعت الأوراق التي أنهيتها ونظمتها، ثم ناولتها إلى هيزان.
“هل يمكنكِ أخذ هذه إلى جينجر؟ ستقوم بمراجعتها و إرسالها إلى فرع نقابة فيراريوم.”
“نعم، سيدتي.”
خرجت هيزان، وبدأت أدلّك كتفيّ المتصلبين.
بعد أن أصبحت جينجر بمثابة سكرتير لي وتقاسمنا المهام، أصبح الوضع أكثر راحة.
لكن لا يزال أمامي حوالي ساعتين من العمل، لذا قررت أن أتناول شيئًا خفيفًا أولًا، وسحبت جرس الخدمة.
“كل هذا بسبب كايروس…”
بعد قليل، دخلت إحدى الخادمات.
“نعم، سيدتي. هل ناديتِني؟”
“هل يمكنكِ إحضار شيء خفيف للشرب؟ ويفضل أن يكون باردًا.”
“بالطبع! ما رأيكِ بعصير فواكه؟ سمعت أن فواكه عالية الجودة وصلت مؤخرًا!”
ابتسامتها و سؤالها اللطيف جعلني أشعر بالراحة أنا أيضًا.
“فكرة جيدة. أرجوكِ، أحضريه. آه… آسفة، ما اسمكِ مجددًا؟”
كنت قد رأيتها عدة مرات في قاعة الطعام، لكني لم أتذكر اسمها جيدًا.
فأجابت وهي تبتسم وتنحني بخفة
“أنا انجيلا، سيدتي! يمكنك مناداتي انجيلا.”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل "112"