ظهر كايروس من خلف جـاد مبتسمًا بهدوء وهو يراقبني. يبدو أنه كان يتحدث مع جاد أثناء وجودي مع ليلي.
على أي حال، بما أنني قد تحدثت عن الأمور المهمة، كان من المفترض أن أذهب، لكن جاد أوقفني.
“أعتذر عن المجيء فجأة. لم أرغب في إزعاج حديثكما، لكن… أرجو أن تعذريني هذه المرة.”
“ما الذي تحاول قوله؟”
كنت على وشك أن أسأله عما يحدث، لكن ليلي سبقتني في السؤال.
هذه الأجواء توحي بأنها ستحتجزنا هنا لفترة. على الرغم من أنه من الغريب أن يعيق من جعل الحوار ممكنًا.
“جلالته يريد رؤيتنا جميعًا. قال انه تم القبض على عدد كبير من الأتباع هذا الصباح، ويرغب في سماع آرائكما. نظرًا لضيق الوقت، هذه هي الفرصة الوحيدة المتاحة.”
نظرت بين كايروس و جاد.
ألم نلتقِ به في الصباح من قبل؟
⋆★⋆
“أعتذر لأنني دعوتكِ في الصباح ثم طلبت منك الحضور مجددًا.”
“لا بأس، جلالتك.”
“دعوتكِ إلى هنا على عجل لأنني كنت بحاجة إلى مساعدة الدوقة.”
“جلالتك ، تحتاج مساعدتي؟”
“الموضوع ليس صعبًا. تم القبض على 47 تابعًـا من هذا الصباح حتى الآن.”
“47 شخصاً؟…”
لم أكن مندهشة كثيرًا لأنني كنت قد سمعت عن عدد الأتباع الذين يتم القبض عليهم يوميًا، ولكن كان من الواضح أن هناك سببًا آخر لهذا الاستدعاء.
“45 منهم تناولوا السم وانتحروا عندما تمّ القبض عليهم.”
“…ماذا؟”
لم أستطع أن أصدق ما سمعته.
هل مات الـ 45 جميعهم في نفس اللحظة؟
أعلم أن أتباع الطائفة المتعصبين لا يترددون في إنهاء حياتهم للحفاظ على الأسرار، لذلك يتم كمّ أفواههم أولاً عند القبض عليهم.
ولأن بعضهم قد يكونون سحرة، يتم تجهيز أدوات الحجز أيضًا.
لكن ان ينتحروا حتى قبل أن يتم كمّ أفواههم.
صحيح أنه لا يمكن منع الانتحار تمامًا، لكن أن يُضحي 45 شخصًا بأرواحهم في نفس اللحظة، كان ذلك صادمًا أكثر من أي شيء آخر.
وكل هذا حدث قبل بضع ساعات فقط.
“إذن جلالتك، ماذا عن الشخصين المتبقيين…؟”
“هما الآن في السجن، مع باقي الأتباع . لكن يبدو أنه حتى بين الأتباع الذين تم القبض عليهم اليوم هما كان يمتلكان سلطة عالية.”
“نعم… لكن ماذا يمكنني أن أفعل؟”
كان التحقيق العادي غير فعال، لذلك كان من المفترض أن يعهد به إلى سحرة الوهم، لكنهم كانوا في الخارج، وكان من المتوقع أن يستغرق الأمر بعض الوقت.
“نظرًا لأنه لا يمكن معرفة متى سيحاولون الانتحار أو ماذا قد يفعلون بعد ذلك، كان من الضروري التحقيق سريعًا، وكانت نيتنا طلب المساعدة من البرج السحري، ولكن بالصدفة أنتِ متواجدة في القصر الإمبراطوري. ظننت أنه من حسن الحظ أن الدوقة هنا الآن. هل يمكنكِ مساعدتي لفترة قصيرة؟ الأمر بسيط، كل ما أحتاجه هو معرفة قاعدتهم. الأمر عاجل، لذا طلبت مساعدتك.”
لم يكن من السهل تحديد مكانهم، حتى داخل القصر الإمبراطوري.
ومع ذلك، كان من الجيد أن بعض الأتباع ذوي الرتب العليا قد تم القبض عليهم أخيرًا.
و والأهم من ذلك ، أنني لا أستطع رفض أمر الإمبراطور.
نظرًا لأنه لم يكن يعلم ما قد يفعله هؤلاء الأتباع في الوقت الذي سيُتركون فيه، كان الإمبراطور يريدني أن أتحرك على الفور.
اضطررت للمضي قدمًا وأخذت الطريق إلى السجن.
⋆★⋆
بعد تلقي أمر الإمبراطور، و إنهاء التحقيق، عدت إلى الشمال في مساء نفس اليوم، حيث كانت الشمس تغرب.
“لقد عملتِ بجدح اليوم.”
قال ذلك بينما كان يدلك قدمي بمنديل دافئ.
رفضت مساعدته مرة أخرى، لكن لم يكن هناك أي سبيل لنجاح الأمر ضد كايروس.
على الرغم من أنني حاولت التزام التعاون قدر الإمكان مع القصر الإمبراطوري، كنت أعلم أن كايروس كان مرهقًا للغاية، لذلك كنت دائمًا أشعر بالذنب والامتنان له في هذه الأوقات.
“لكن من الجيد أننا اكتشفنا قاعدتهم. يجب أن نتحرك بسرعة قبل أن ينقلوا مكانهم إلى مكان آخر.”
لحسن الحظ، نجحت في التحقيق.
لم أكن أكره التعمق في العقول، لكنني كنت أتجنب ذلك لأن الأمر مزعج. إلا أن ذلك لم يكن صعبًا بالنسبة لي.
المزعج هو أن عقولهم كانت مليئة بشوق لعودة ملك الشياطين، مما جعل التحقيق غير مريح طوال الوقت.
“بصراحة، كنت أظن أن قاعدتهم سيكون في الشمال.”
لقد وافقت على ما قاله كايروس.
“وأنا أيضًا. كانت المنطقة التي تتواجد فيها الوحوش أكثر نشاطًا، لذا كنت قلقة قليلاً. لكن في قلب العاصمة، كان ذلك مفاجئًا.”
كانت القاعدة في قلب العاصمة.
إذاً، إذا هاجمنا القاعدة الآن، يمكننا جمع كل المعلومات الضرورية حول عودة ملك الشياطين، والتعامل مع أتباعهم المتآمرين.
على الرغم من أن إلكارد كانت شاسعة، إلا أنه لم يكن متوقعًا أن يتصرفوا بهذه الجرأة في العاصمة نفسها.
كان هذا أمرًا لم أكن أعرفه حتى في القصة الأصلية.
عندما فكرت في الأمر، كان غريبًا.
كان من المفترض أن تروى القصة من منظور الأبطال، فلماذا كان الشرح غير مفصلاً جدًا؟
عند التفكير في الأمر، كانت هناك العديد من الأحداث الكبرى مدرجة في الرواية، لكن المعلومات التفصيلية عن تحركات الأبطال كانت ضئيلة.
لم تكن معدومة، و لكنني الآن بدأت أكتشف معلومات اكثر بكثير.
هل ربما كنتُ قد نسيتها؟
لا، ليس كذلك. كنت متأكدة من أنني أتذكر الأسماء كلها…
بعض الأمور كانت تبدو و كأنني رأيتها بنفسي بوضوح شديد.
لقد بدأ الأمر يبدو غريبًا الآن، على الرغم من أن الأوصاف قد تم إعدادها بشكل جيد، إلا أن تصرفات الشخصيات الرئيسية مترابطة بطريقة غامضة.
يا إلهي، هل من الغريب أن أفكر بهذه الطريقة؟
“هايزل.”
“آه.”
لمس جبين كايروس جبهتي برفق.
عندما فتحت عيني على وسعهما، تلامست أطراف أنوفنا ببعضها البعض وكأننا نحتك لتهدئة بعضنا.
بدت وكأنها محاولة لتخفيف مزاجي، فضحكت.
عندما أطلقت ضحكة خفيفة، ابتسم كايروس و ابتعد قليلاً.
“هل أنتِ متعبة كثيراً؟”
“لا، كنت أفكر في الأمور التي حدثت سابقاً. هل ستحل الأمور بشكل جيد.”
“سيتم حلها بشكل جيد.”
عندما قال كايروس ذلك، شعرت حقاً أن ذلك سيحدث.
على الرغم من أنني كنت أكره الاعتراف بذلك بسبب كبريائي، إلا أن مواجهتي المستمرة لصدقه جعلت الجدران التي بنيتها تنهار شيئاً فشيئاً، وكان من غير الممكن تجنب ذلك.
في تلك الليلة،
بسبب ظهور الوحش المفاجئ، لم أتمكن من النوم حتى بسبب مغادرة كايروس.
“آه، القبو.”
كنت أفكر فيما يجب عليّ فعله حتى يعود كايروس، فخطر لي أن أذهب إلى المخزن في الطابق السفلي.
طلبت من هيزان التي كانت لا تزال مستيقظة أن تعطيني المفتاح. وبعد أن حصلت على المفتاح، نزلت إلى المخزن بمفردي.
“لا بد أنني شعرتُ بسحرٍ أسود هنا.”
دفعْت الأشياء الصغيرة التي كانت تغطي الباب جانباً، ثم فتحت الباب بالمفتاح.
يبدو أنه قد تم تركه لفترة طويلة، لأن الباب لم يفتح بسهولة حتى بعد فك القفل، واضطررت إلى بذل جهد كبير لفتحه.
“آه، غبار.”
حركت يدي في الهواء لإزالة الغبار المتراكم، ثم دخلت.
كان الأثاث القديم مكدسًا بشكل يجعل من الصعب الدخول، ولكن من الواضح أن هناك سحراً أسودًا متبقٍ بشكل ضعيف في هذا المكان.
لم يكن هناك ساحر أسود مختبئ هنا، ولكن الشعور بالسحر يعني أن هناك دائرة سحرية سوداء مرسوم عليها سحر أسود أو أن هناك أشياء أو أدوات سحرية في الداخل
“……”
أين يمكن أن تكون تلك الأشياء، إذاً؟
من الأفضل أن أتحقق قبل عودة كايروس، لذا بدأت في تقليب الأثاث والبحث بجد.
في الواقع، كان شعوري بالقلق هو الذي دفعني للبحث هكذا.
في اليوم الذي شعرت فيه بوجود سحر أسود هنا.
مع أنه ظن أنه لا يمكن أن يكون كذلك، إلا أنني كنت قلقة بشأن ما يجب فعله إذا كان هناك أي دليل على ارتباط كايروس بالطائفة.
“لا يوجد شيء.”
لقد مرت ساعة بالفعل.
بحثت بشكل مكثف، لكن لحسن الحظ، لم أجد شيئاً.
تراجعت خطوة إلى الوراء لأتمكن من رؤية المخزن بأكمله.
“آه.”
بينما كنت أتراجع، تعثرت قدمي في سجادة سميكة كانت على الأرض.
“……”
توقفت في مكاني وأدخلت قدمي ببطء تحت السجادة السميكة.
أدخلت قدمي بأقصى عمق ممكن وحاولت رفع السجادة لكي أراها، لكن أرضيتها كانت متفحمًة.
“حريق…؟”
هل حدث حريق هنا؟
انحنيت وبدأت في تحريك الأثاث الموجود فوق السجادة بصعوبة.
ماذا أفعل الآن في هذا الليل؟
كان هناك أيضًا درج، لذا كنتُ ألهث من شدة التعب لدرجة أن العرق كان يتصبب على جبهتي. مع ذلك، أمسكت السجادة بكلتا يدي و رفعت نصفها.
كانت الأرضية تحتها محترقة بالكامل.
جلست على الأرض وبدأت أمسح بيدي على الأرض المحترقة. لا شك أن سحراً أسودًا موجود هنا بالفعل.
كنت أمسح بيدي على الأرض حتى أصبحت يدي سوداء من كثرة المسح، ثم توقفت فجأة.
تحت الآثار المحترقة، ظهرت بعض علامات الدائرة السحرية التي تم حفرها عميقاً في الأرض.
“لماذا هذا…؟”
لم أصدّق عينيّ.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "109"