“قالا انهما يريدان مساعدتك و هما على استعداد لتكريس حياتهما إلى جانبك.”
“…و هل وافقتَ بعد أن سمعت ذلك؟”
“أولئك الاثنان خاطرا بحياتهما لأجلكِ مرتين، لذا فكرت أنهما على الأقل أنهم لن يقوما بخيانتكِ. على أي حال، كنت أنوي وضع مرافقين إضافيين إلى جانبكِ، لذا جاء الأمر في وقته.”
“……”
“إيدموند سيكون من الحرس، وجينجر بيريان ستكون سكرتيرة. على أي حال، أنتِ على دراية بمهاراتهما جيدًا.”
أنهى كايروس كلامه وعاد إلى تحريك السكين.
على عكسه، كنت في حالة شرود لفترة طويلة.
أعرف ما يعنيه ذلك دون أن أسأل.
لأن كلامه يحمل معانٍ كثيرة.
بالنسبة لكايروس، هذان الشخصان كانا يمثلان الخيانة و عدم الأمان.
حتى وإن كانت جينجر قد تحركت من أجل المال و حبيبها، إلا أن كايروس قد يراها كمن خاطرت بحياتها و هربت معي.
و لكن أن يسمح لهؤلاء بالبقاء إلى جانبي مرة أخرى…
فهذا يعني أنه يثق في السنة الواحدة التي أقضيها معه دون شك، ويريد أن يُظهر ذلك بنفسه.
ربما كان يريد أيضًا أن يؤكد أن اعتذاره السابق كان صادقًا.
أيضًا، و نظرا للوضع الحالي في الشمال حيث يزداد خطورة ، علينا أن نلجأ إلى حملات التطهير و الإخضاع ، لذلك فقط اتخد حتى اجراءًا مضادًا لحمايتي
و مع ذلك، كان يمكن استبدال إيدموند وجينجر بأي شخص آخر. كم من الوقت تردد كايروس قبل أن يوافق عليهما؟
فتحت فمي بعد صمت طويل.
“شكرًا لك.”
لم أستطع التوقف عن التفكير في كلماته عندما قال انه يريدني إلى جانبه حتى بعد مرور سنة.
⋆★⋆
“من الآن فصاعدًا، سأناديكِ سيدتي!”
“ما زلتِ متمسكة بقرارك؟”
سألتها بلطف بينما كانت جينجر تشد قبضتها بحزم تعبيرًا عن عزمها.
تجمد وجه جينجر من شدة الخوف.
“…هل تعتقدين أنني أتيت إلى هنا بسهولة؟ لو تراجعت الآن، هل سأتمكن من مغادرة الشمال على قيد الحياة؟”
حسنا، معها حق.
إنه كايروس، بعد كل شيء. لو تراجعت الآن، ربما… يُنهي الأمر ببساطة.
لن يفعل ذلك بسببي، لكن على أية حال، لن يمر الأمر بسلام لو تراجعت.
وفوق ذلك، كانت جينجر حازمة جدًا في موقفها.
“هل كنتِ على وفاق مع والديك في كاستالت؟”
في النهاية، قررت التوقف عن الإقناع و قبولها.
عند سؤالي، ارتعشت شفتا جينجر بسخرية.
“…بصراحة، كان الأمر أسوأ ما يكون”
“أسوأ؟”
“يقولون ان الإنسان لا يتغير، ومع أنني أعرف هذا، مع أنني أعرف! لماذا أستمر في التغاضي عن ذلك؟ لمجرد أنهما والديّ؟ أريد حقًا قطع العلاقة، لكني لا أستطيع، وهذا أسوأ شيء.”
صرّت على أسنانها وهي تتحدث عن قضاء بعض الوقت مع والديها.
يبدو أنهم استغلوها مجددًا في أمرٍ ما.
بما أنهم راكموا ديونًا، واستخدموا اسمها دون إذن، وحتى قاموا بالنصب، فلا بد أن ما فعلوه هذه المرة لم يكن أقل.
أتمنى فقط ألا يكونوا قد سرقوا سبائك الذهب.
مع ذلك، ذهبت إلى كاستالت من أجلهم، فأشفقت عليها.
“على الأقل لم يأخذوا سبائك الذهب.”
قالت جينجر ذلك وكأنها قرأت أفكاري.
و تفاخرت بأنها لم تسمح لهم حتى بلمسها.
“أحسنتِ.”
“آه، بالمناسبة… هل يمكنني أن أسأل شيئًا؟”
“ما هو؟ قولي.”
“ماذا حدث لـ نيجيلا؟ هل ما زالت على قيد الحياة؟”
سألت بصوتٍ خافت كأنها تتساءل هل لا تزال في هذا العالم، وإن لم تكن، فهل دفنت بشكلٍ لائق؟ لم أتمالك نفسي من الضحك.
كيف ترى كايروس؟ بدا الأمر و كأنني أرى نفسي في بداياتي.
“هي الآن تدير النقابة في فيراريوم.”
“ما زالتِ؟”
“نعم، توليت باقي الأمور هنا، لكنني لا أستطيع الذهاب هناك بسبب الظروف، لذا نيجيلا تدير الأمور الميدانية.”
“إذًا ما زالت حية… لكنكِ قلتِ أنكِ محوتِ ذاكرتها.”
“لم أمسح الجزء المتعلق بإدارة النقابة.”
“آه، فهمت. إذًا ما زالت تعمل في فيراريوم.”
“نعم، فهي تعرف النقابة مثلي تمامًا.”
كان الحديث عن نيجيلا بعد كل هذا الوقت جعلني أشعر ببعض المرارة.
“سيدتي.”
“نعم؟”
“عندما ترحلين بعد سنة، أو الآن بعد أن تبقى أشهر فقط، هل ستأخذين النقابة معك؟”
“لا، لأنني أعطيت النقابة لزوجي.”
“آه، كم هذا مؤسف. لكن سيدتي، إلى أين ستذهبين حينها؟”
سألتني بصوتٍ خافت لا يكاد يُسمع، رغم أننا كنا وحدنا في المكتبة.
“بعد سنة؟”
“نعم، تقريبًا بقي عشرة أشهر، أليس كذلك؟”
كنت واثقة من جوابي على هذا السؤال منذ فترة قريبة.
“…لا أعلم. ما زلت أفكر في ذلك. سأخبركِ لاحقًا.”
“حسنًا، لا يزال هناك وقت.”
ابتسمت جينجر ابتسامةً مشرقة.
كان الأمر مُعقدًا في رأسي فقط.
⋆★⋆
بعد قدوم إيدموند وجينجر، مرّت عدة أيام أخرى في زحام وانشغال.
كل مرة كنت أنوي فيها النزول لتنظيم أحجار التطهير، كانت تحدث فوضى ما، فتتأجل المهمة مرارًا، ولم أتمكن من تفقد المستودع إلا اليوم.
“سيدتي، هذه الصناديق الخمسة تحتوي جميعها على أحجار التطهير. نقلناها إلى صناديق جديدة.”
“شكرًا لك، هيزان. لقد قمتَ بكل شيء مسبقًا، فلن أحتاج إلى التدخل.”
“لا شكر على واجب. وضعت مئة حجر في كل صندوق، وقد تأكدت من أن العدد صحيح.”
“إذن فهي صحيحة. قلتِ ان هناك بابًا آخر بالداخل؟”
“آه، نعم. سألت السيدة تيني عنه، وقالت إنه يُستخدم حاليًا لتخزين الأثاث القديم غير المستخدم. المكان ممتلئ تمامًا، لكنها قالت إنها ستقوم بترتيبه إن لزم الأمر.”
عندما نظرت إلى المكان الذي أشارت إليه هيزان، كان هناك باب يحمل نفس نقوش الجدار لدرجة أن المرء قد لا يلاحظه إن لم يدقق النظر.
و بالنظر إلى مقبض الباب القديم ، يبدو أنه لم يُفتح منذ زمن طويل.
“إذن لا يصلح أن نستخدم الداخل. لا يمكننا سحب الأثاث للخارج و وضعه هنا. لنضع أحجار التطهير في الزاوية الفارغة كما كانت، ومن الأفضل أن يتم الإعتناء بها من حين لآخر . وبدءًا من اليوم، سأتحقق أيضًا من الأشخاص الذين يدخلون و يخرجون من المخزن. في الواقع، لنبدأ بذلك فورًا. هل يمكنكِ أن تحضرِ لي بعض الأوراق لإعداد القائمة عليها؟”
“نعم، سيدتي. سأعود حالًا.”
بعد أن غادرت هيزان، فتحتُ صندوق حجر التطهير لأتفقد حالته، ثم رفعتُ رأسي مرةً أخرى.
“…..”
ثم اقتربت ببطء من الباب المغلق بإحكام.
هل يحتفظون بالأثاث القديم هناك؟
لا شيء غريب في ذلك، فكل قصر يحتفظ بمخزن مشابه…
نظرت إلى أسفل الباب.
إنه أمر غريب مهما نظرت إليه.
كلما اقتربت، تأكدت من ذلك. يمكنك بالتأكيد الشعور بالسحر الأسود في هذا.
لماذا؟ كايروس لا يستخدم السحر الأسود، فقط لديه مناعة ضده.
وفي الواقع، لا أحد في الدوقية يستخدم هذه القوة. أنا وحدي كنت كذلك.
فلماذا أشعر بسحر أسود يصدر من هذا المكان؟
قالت السيدة تيني انها ستفتح الباب لو احتجت، لذا من المستبعد أنهم يخفون شيئًا.
كايروس يُظهر الندم ويحاول بصدق، لذا لم يخطر ببالي أنه يخدعني مجددًا.
إذًا، ما الأمر؟
حاولت فتح الباب بالقوة، لكنه على ما يبدو يحتاج إلى مفتاح.
سمعت صوت خطوات هيزان و هي تهبط الدرج.
فابتعدت بسرعة عن الباب.
أعتقد أنني سأضطر إلى التحقق منه لاحقًا.
“سيدتي، أحضرت الورق. هل أعلقه هنا؟”
“نعم، افعلي.”
“وأيضًا، رئيس الخدم كان يبحث عنك للتو.”
“لماذا؟”
“قال ان رسالة وصلت من القصر الإمبراطوري، وأخبرني أنه سيضعها في غرفة الدراسة.”
“من القصر؟ حسنًا، سأذهب حالما أنتهي من هنا.”
رسالة من القصر الإمبراطوري؟ ما الأمر الآن؟
طلبت من هيزان أن تتأكد من أن كل من يدخل المخزن يكتب اسمه في السجل، ثم ذهبت فورًا إلى المكتبة.
“ما الذي حدث الآن؟”
أمسكت بالرسالة الموضوعة بعناية على مكتبي. وجود ختم القصر يعني أنها رسمية. الغريب أنها موجهة لي، لا إلى كايروس.
دون تأخير، فتحتُ الرسالة قبل أن أجلس.
“ما الذي يجري بحق السماء…”
بمجرد أن قرأت محتوى الرسالة، تجهمت حاجباي فجأة.
“مهرجان تأسيس الإمبراطورية…؟”
أسرعت أفتش في درج مكتبي بحثًا عن التقويم.
“…..”
كنت أعلم أن المهرجان يقام في أواخر يناير تقريبًا.
لكننا الآن تجاوزنا منتصف ديسمبر بكثير. هذا يعني أن أقل من شهر يفصلنا عنه…
“هل فقدوا عقولهم؟ في مثل هذا التوقيت يريدون إقامة مهرجان التأسيس؟”
أنا أعلم أنه الحدث الأهم في الإمبراطورية، لكن في وقت تزداد فيه هجمات الوحوش يومًا بعد يوم، هل هو ضروري إلى هذه الدرجة؟
سيتدفق الناس بأعداد هائلة إلى العاصمة.
وهذا سيعطي أتباع الظلام فرصة للتحرك علنًا أو التسبب بمشاكل خطيرة.
لماذا يخاطرون بكل هذا؟
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "106"