استدرت وفتحت الباب للخروج. وفي تلك اللحظة، غمرني عطر كايروس من الخلف.
“… أشعر بالقلق.”
“….”
“أنا قلق من أن يدخل شخص آخر قلبك.”
أحكم ذراعيه حول خصري بشدة. كان الأمر وكأنني غارقة بين ذراعيه، وهمساته العميقة تلامس أذني.
ما الذي…؟
عجزت عن الرد
أدركت متأخرة أن هذا ليس مجرد غضب أو مزحة.
وضعت يدي على ظهر يده التي كانت تحيط ببطني وربتت عليها برفق.
“انتظر لحظة.”
“….”
“كايلروس، انتظر قليلاً.”
حتى عندما حاولت أن أشير له بفك ذراعيه، لم يتحرك.
تنهدتُ.
“لابد أنك أسأت الفهم. لم يكن هناك شيء. لا شيء على الإطلاق. لذا، هل يمكنك تركي؟”
بعد فترة من التربيت على يده، أخيرًا استرخى كايروس قليلاً.
عندما التفت، صدمتُ برؤية تعبيره. كان كايروس هاديد مضطربًا. لم يكن ذلك مزيفًا؛ كان قلقًا حقًا. رفعتُ يدي وأمسكت وجنتيه وسألته.
“لماذا تفعل هذا؟”
“….”
“لقد وعدتني لمدة عام.”
“أعرف.”
“إذن ، لماذا؟”
“لا أعرف.”
“لا تعرف؟”
“ربما لن تصدقيني، لكن منذ أن أحببتك وأنا أشعر بهذا القلق طوال الوقت.”
“….”
كان كايروس غارقًا في مشاعره. شعرت بالدهشة حقًا. ظننت أنني رأيت كل مشاعر كايروس المزيفة والحقيقية، لكن الوجه الذي رأيته الآن كان جديدًا تمامًا بالنسبة لي.
“أتمنى أن تبتسمي لأجلي فقط.”
“…..”
“لا أريدك أن تبكي، ولكن إن بكيتِ، أتمنى أن يكون السبب أنا. أتمنى أن تنامي فقط إذا كنت بجوارك. لا تبعدي نظرك عني.”
“ماذا…”
“لا تنظري إلى أي رجل آخر. لا تفكري فيهم حتى. أريد أن يكون كل شيء صعبًا عليك إن لم أفعله أنا. أريدك أن تعتبريني أغلى ما لديك. فكري بي طوال اليوم. اشتاقي إليّ. قولي لي كل يوم إنك تحبيني… أتمنى ذلك.”
نظرتُ إليه بعبوس و هززت رأسي ببطء.
“لم أقصد ذلك… لماذا تقول هذا…؟”
“لأن هذا أنا الآن.”
“…..”
“زوجك الآن بهذه الحالة. أعرف جيدا ما الذي فعلتُه. افهم ذلك أيضًا.”
“… كايروس.”
أرخى يده التي كانت تمسك وجنتي و أخفض رأسه. لامس جبينه كتفي.
“من فضلك…”
اقترب أكثر كما لو كان يطلب العزاء.
“أنا آسف.”
“……”
“كل شيء كان خطأي. من فضلك، هايزل.”
شعرت وكأن أنفاسي قد توقفت للحظة.
“لا أريدكِ بجواري لمدة عام فقط، بل طوال حياتي.”
“…..”
“كيف لي أن أعيش من دونك؟ أنت تعرفين أنني لا أستطيع أن أؤذيك. لا أحد سيحميك مثلي. أعطيك كل شيء، فلماذا؟ لماذا تستمرين بالنظر إلى غيري؟ أنا محترق من الداخل. لا أعرف ما الذي علي فعله…”
كانت كل الأمور مربكة، ولم أكن أعرف ما الذي يجب أن أقوله.
شعرت أن أي شيء أقوله سيُعتبر ردًا قاطعًا بالنسبة له. تنهدت بعد فترة. كان من الأفضل أن أزيل سوء الفهم أولاً.
“الشاب الذي كنت أتحدث معه هو ابن أخ كبير الخدم ديلو. قال إن اسمه إيميل. لم أره من قبل. كان يحترمك منذ زمن طويل، وقال انه تقدم للانضمام إلى فرسان الدوقية، ويتمنى أن يتم قبوله. قال أنه رآك لأول مرة قبل 10 سنوات، ويريد أن يعمل بجد ليكون قريبًا منك. هذا ما كنا نتحدث عنه. لم يكن كما ظننتَ. وبدا لطيفًا، لذا ابتسمت له. هذا كل شيء.”
“…..”
“كما أنه قال ان قاعة الحفل جميلة جدًا. و هو يبلغ من العمر عشرين عامًا فقط. إنه مجرد طفل. لا أميل للرجال الأصغر سناً، فما الذي كنت تفكر فيه؟”
“……”
عندما لم يتحرك، رفعت يدي وربتُّ على مؤخرة عنقه لأهدئه. تنهد بعمق. لامست أنفاسه الساخنة عنقي.
“هل فهمت الآن؟ هل هدأت؟”
دفعته نحو الباب وطلبت منه أن يخرج ليأخذ بعض الهواء. لم يكن يبدو مرتاحًا تمامًا، لكنه قال إنه سيخرج لبعض الوقت ثم يعود.
“آه…”
رغم أنني كنت أعرف ما الذي يريده، لم أستطع إعطاءه الجواب الذي يتوقعه.
خرجت إلى القاعة لأجدها فارغة. بدا أنه ذهب ليتنفس الهواء كما طلبت منه .
دخلت قاعة الحفل مجددًا. وعندما دخلت، اقتربت مني السيدات النبيلات على الفور، يبدين ملاحظات عن علاقتنا الجيدة.
شعرت بالعطش فجأة. تناولت كوب ماء من صينية أحد الخدم.
“…آه.”
بمجرد أن شربت رشفة، شعرت برائحة معدنية قوية.
كدت أبصق الماء، لكنني تمكنت من التماسك.
ما هذا؟
كان الماء يبدو نظيفًا وشفافًا، لكن الرائحة كانت أشبه برائحة الدم.
هل يمكن أن يكون الماء فاسدًا؟
كنت قد تحققت من جميع المشروبات و الماء قبل الحفل، ولم تكن هناك مشاكل.
طلبت من السيدة تيني التحقق من الأمر، وخرجت لأغسل فمي بسبب شعوري بالانزعاج. عندما عدت، لم يكن كايروس قد عاد بعد.
“سيدتي.”
“آه ، سيدة تيني هل وجدت شيئًا؟”
“لقد تحققنا من كل شيء، ولم نجد أي مشكلة. هل يمكنني فحص الكأس الذي شربتِ منه؟”
“نعم، لحظة. تركته هنا. هذا هو.”
لحسن الحظ، كان الكأس لا يزال على الطاولة ولم يُنقل.
“سأذهب للتحقق منه.”
“من فضلك، تأكدي فقط دون شربه.”
عاد كايروس بعد ذلك بقليل، وقد بدا أكثر هدوءًا.
“هل أنت بخير الآن؟”
كاد أن يفتح فمه، لكنه توقف. اعتبرت ذلك بمثابة إشارة إيجابية.
“… جيد.”
لكن شعرت بالغثيان مجددًا. عندما لاحظ، انحنى نحوي.
“ماذا؟ هل تشعرين بالغثيان؟ هل أحضر الطبيب؟ انتظري.”
حاول أن يستدعي الطبيب، لكنني أمسكت يده.
“لا، شربت الماء منذ قليل وشعرت بطعم غريب. أعتقد أنني فقط تأثرت بذلك قليلاً.”
“الماء؟”
بدأ يبحث عن الشخص الذي أحضر الماء، فأمسكت يده مجددًا.
“نعم، لكن السيدة تيني ذهبت للتحقق من الكأس، ولم يكن هناك أي مشكلة. لا أحتاج إلى طبيب.”
“إذن عليك أن تستريحي. الجميع منشغلون الآن، لذا لا بأس.”
“كنت أريد البقاء لفترة أطول.”
“ستكون هناك حفلات أخرى.”
“…صحيح.”
شعرت بالغثيان مجددًا، لذا استندت عليه وخرجنا إلى الممر.
شعرت بصداع قادم أيضًا.
* * *
“…هايزل.”
“…..”
“هايزل.”
كان كايروس يناديني. فتحت عيني بصعوبة بسبب الضوء الساطع.
“هايزل.”
“آه، الضوء شديد.”
وضع كايروس يده فوق عيني. عندما أزال يده و فتحت عيني مجددًا، وجدت نفسي في غرفة غريبة.
كانت كبيرة جدًا وفخمة. نظرت حولي في حيرة.
“أين نحن؟ هل كانت هناك غرفة كهذه؟”
ألم أخرج مع كايروس من قاعة الحفل للتو؟
“نحن في القصر الإمبراطوري.”
“آه، القصر الإمبراطوري… ماذا؟ ماذا قلت؟”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "100"
كيف كذا