ألقيتُ نظرة على كف دوريان المتآكل، ثم على ميكلان المرتبك، ثم على الفرسان المنقضّين نحوي.
لا بأس. هذا يكفيني.
رفرفتُ بجناحي لأرتفع أعلى، واستويت عند النافذة المحطّمة، والغيوم الحمراء خلف ظهري، ثم قلتُ له من علٍ:
“سنلتقي مجددًا.”
ولم أنسَ أن أترك جملة تليق بالأشرار.
❈❈❈
كان ظهور هايلي صاعقة على الجميع. معظمهم لم يصدق بعد أنها ما تزال على قيد الحياة، فكيف وهي الآن سيّدة الماغي، تحلّق في السماء؟.
كيف لبشر أن يطير؟ وما سر تلك الأجنحة السوداء المشؤومة؟ وتلك الزهور السحرية المفزعة؟
“لم يكن حبسها في منطقة التلوث حلًا! انظروا! عاشت، بل واقتحمت القصر محلّقة!”
“وماذا نفعل الآن؟ السحرة ينبذونها، والفرسان بلا أجنحة عاجزون عنها!”
“يجب تحميل الماغيّ المسؤولية. تعزيز المراقبة على منطقة التلوث غير كافٍ. علينا استدعاء فرقة صيد من الكنيسة، ولتتعاون الممالك الثلاث لإبادتها.”
“الممالك الثلاث معًا؟ سننتظر معجزة إذن. الأجدى أن نحشد نخبة هولت مع فرسان الكنيسة ونواجهها.”
“وتضحّي مملكتنا وحدها؟”
الذعر اجتاح القاعة. يصعب أن يصدّق أحد أن شخصًا واحدًا أثار كل هذا. حتى لو خاضت نيفي وهولت حربًا على حدود غرانديز، لما انتشر هذا القدر من الرعب.
“لكن أين جلالته؟ لماذا لم يرأس الاجتماع الطارئ بنفسه؟”
“قيل إنه استدعى الكاردينال أوجين فيدمارك لمعالجة خادمه الملوّث بالماغي.”
“خادم في مثل هذا الوقت؟!”
اتجهت أنظار النبلاء نحو القصر الملكي. صحيح أن ظهور هايلي بعث فيهم رعبًا مميتًا، لكنه أيضًا أشعل في قلوبهم شكوكًا تجاه ملكهم ميكلان.
فالكل يعلم أنه اعتلى العرش بسهولة بموت الملك السابق. والملك الراحل كان على وشك خلع ولي العهد وتنصيب ابن آخر. فموته لم يكن إلا خلاصًا لميكلان.
ومن حقق له ذلك… كانت هايلي.
منذ البداية كان الأمر مريبًا. لم يكن لدى هايلي أي دافع لتسميم الملك الراحل.
صحيح أنها خرجت إلى العالم قبل أن تكمل دراستها في الأكاديمية وارتكبت الشرور، لكنها لم يكن لها أي صلة بالملك السابق، سوى أنه والد ميكلان.
“لا يمكن…”
تمتم أحد النبلاء وأغلق عينيه. شكوكه كانت حاضرة، لكن لسانه عجز عن التصريح بها.
ماذا لو كان ميكلان متورطًا في كل ذلك؟
ماذا لو كان موت والده مدبَّرًا بيديه؟
ثم ألقى بكل الجرائم على هايلي وجلس هو على العرش ببراءةٍ مصطنعة؟
عندها بدت كلمات هايلي التي ألقتها في قاعة الحفل قبل أن تختفي أكثر ثِقلاً، تكتسب وزنًا حقيقيًا.
العرش أُخذ بالقوة، هذا معروف، لكن هل يمكن للشعب أن يوقّر ويُطيع ملكًا عاقًّا قاتلاً لأبيه؟.
❈❈❈
ظلّل الكآبة وجه أوجين. وهو يراقب دوريان يتألم أمامه، فزفر تنهيدة ثقيلة.
“لا سبيل للعلاج.”
“ماذا تقول؟! هايلي كانت حيّة تُرزق وتتحرك أمامنا! أنتم رأيتموها بأعينكم! ثم تقولون إن الكاردينال العظيم عاجز حتى عن شفاء خادمي؟ كيف تزعم أنك قديس الرب؟!”
“حتى لو شتمتموني، لن يتغير شيء. الماغي ليس جرثومة ولا لعنة، إنه قوّة، كيان حيّ ينبض بطاقة خاصة…”
“حين اخترت أن أكون خادمك ، كنت أعلم المصير. حتى عندما سمعت أنك تغيّر الخدم كل شهر، أن أموت الآن بعد أن أنقذتك… فهذا شرف لي.”
اقترب ميكلان بخطوات ثابتة حتى وقف أمامه.
“ومن قال إن حياتك لا تتجاوز شهرًا؟! أنا لم أضرب يومًا خدمي ولا قتلتهم.”
“لكن من يٌطرد من قصرك يا جلالتك يُعد ميتًا. نحن خدمك نلازمك في كل شيء، وأبسط تفاصيلك تساوي ثروة من الأسرار. من باعها مات مطاردًا، ومن صمت ووفى قُتل تحت التعذيب.”
“دوريان…”
“صدقًا، أنا راضٍ بموتي هكذا. إنها نعمة.”
كان دوريان أكثر اتزانًا من سيده. بدا الخادم هادئًا ووقورًا، بينما ميكلان يغلي غيظًا.
التقط الملك أنفاسه بصعوبة قبل أن يقول:
“اسمعني جيدًا. سأُعالجك، ولو اضطررت لجلب البابا إلى هنا. ستُشفى، وستبقى بجانبي خادمًا إلى الأبد.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 98"