: “بالمناسبة، أريد أن أعرف. بعد اختفاء دوق وينتر، هل استولى آل فانديسيون على تلك الأرض؟ سيريل لم يصبح بعد رب الأسرة، فربما والده لا يزال المسؤول، ومع ذلك يحرس فانديسيون الحدود التي كان يحميها آل وينتر؟”

ابتسم ريكارت مع تحريك شفتيه بتلك الابتسامة الملتوية: 

“ليحاولوا جاهدين. يستحقون ما حلّ بهم.”

كانت الحدود الشمالية لنيفي أرضًا لا تتوقف فيها النزاعات.

نيفي، التي كونتها عدة أقليات، كان من الطبيعي أن تكون قوة النبلاء فوق السلطة الملكية. وفي الوقت نفسه، ارتفع أولئك الذين رفضوا الانتماء للمملكة شمالًا ليواصلوا نزاعات بلا نهاية تقريبًا، لذا فإن آل فانديسيون الذين استولوا على تلك الأرض ربما يشعرون الآن بمزيج من الإرهاق واليأس.

سكب ريكارت النبيذ في كأس أستا وفقًا للآداب الكاملة قائلاً: 

“اشربي. بفضل هايلي، ستعرفين أيضًا ما حدث لوطني الأم.”

“أنت متأكد أن المبعوث عن نيفي سيكون من آل فانديسيون؟”

“ألم يعلن سيريل فانديسيون وجود الشياطين في كاسناتورا؟ وبالطبع وهو يتبع المرأة التي يحب. رب الأسرة من آل فانديسيون سيكون شديد الفضول بشأنك، ولن يترك هذه الفرصة للآخرين.”

“أشعر بالتوتر.”

“لا داعي لذلك. مكانة أميرة كاسناتورا تمنح الحرية من الواجب، وفي الوقت نفسه مناسبة لتعزيز السلطة.”

ابتسمت أستا ابتسامة كأنها بتلات زهرة، بعد أن شربت النبيذ الذي سكبه ريكارت في فمها.

“ريكارت، بدون هايلي، تبدو كشخص مختلف.”

“أنا؟”

“نعم، في قلعة مارون كنتَ شابًا صادقًا وجادًا كصياد، وعند تواجدك بجانب هايلي كنتَ فارس حارس صامت وأنيق.”

“أما الآن؟”

“تبدو كالنبيل الماهر.”

“يبدو أن البشر يميلون لتشابه من يكرهونهم.”

طرقت أستا كأسيهما ببعضهما، وصدر صوت صافٍ واضح وتماوج النبيذ الأحمر في الكأس.

قالت أستا له وهي تحدق في الموجات: “سأكشف الحقيقة يومًا ما.”

“وأنا كذلك.”

“من الداخل، ومن الأعلى.”

“أتفق. من الخارج ومن الأسفل ليس بالأمر السهل.”

“يجب أن يُحتفى بها كبطلة، لا كشريرة.”

وبناءً على ذلك، قال ريكارت متأملاً خريطة هولت المعلقة على جدار غرفة الاستقبال:

“لنبدأ بإثبات أن هايلي لم تكن القاتلة الحقيقية للملك السابق لهولت.”

❈❈❈

كان سيريل فانديسيون، الذي كان يضطر لرؤيتي مرة شهريًا، ينظر بوضوح إلى مصيره على أنه محنة.

عندما رآه يحدق في وجهي بصبر، ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة.

“مهلاً.”

“….”

“هل تريد الموت؟”

صفّى مساعد ماريس حلقه وأدار رأسه. كان هو المسؤول عن إحضاري إلى نيفي قبل أن يُلوث سيريل تمامًا، وكلما التقينا على هذا الحال، كان غالبًا ما يُشيح بنظره، مُحدقًا في الجبال البعيدة، حائرًا فيما يفعل.

نظرتُ مباشرةً إلى سيريل، الذي كان يُحدّق بي سرًّا، وقلتُ: “أرجوكِ. أرجوكِ طهّريني حتى لا أُلوث.”

“هايلي.”

“إما أن تخضع بالكامل أو على الأقل تتوسل بهذه الدرجة. لا تعرف كم كان مرهقًا أن أخرج من قلعة مارون إلى هنا.”

“ليس الأمر كذلك…”

“لو لم يكن الأمر طلبًا من أستا وولي العهد ماريس، لكنتَ منذ زمن بعيد زومبي يتجول في الأراضي الملوثة. لا، ربما كنتَ ميتًا على يد الجنود في المدينة.”

تنهد سيريل بعمق. لم يكن مقيدًا، ولم يكن محتجزًا، جلس على الجانب الآخر من الطاولة مستسلمًا بأسى.

“آسف.”

“حتى لو خرّيت وسجدت، سيكون أفضل من ذلك بكثير. لا بأس، لننتقل للأمر الجدي. سمعت عن الدب الشيطان الذي ظهر في وزارة الشؤون؟ تسبب ذلك بفوضى في الممالك الثلاث.”

“بالضبط، ليس بسبب الدب، بل بسببك أنت. الجميع اكتشف أنكِ على قيد الحياة.”

استعاد سيريل رباطة جأشه وقال بنبرة نبيلة.

ابتسمت، ورفعت ساقًا على الكرسي ووضعت ذراعي على الركبة في وضعية أنيقة، ثم علقت كرة سوداء صغيرة من طرف إصبعي وقلت:

“أتعرف ما هذا؟”

“كيف لي أن أعرف…”

“لب الماغي الذي حول الدب إلى شيطان.”

طخخ!–.

 حاول سيريل الفرار بالكرسي لكنه سقط للخلف. فقد رباطة جأشه ثانية وهرب مني، لكنه لم يخرج من الغرفة، واقفًا قرب الباب يشير إليّ بغضب.

“لماذا لديك ذلك؟!!”

“لأنني استخرجته من قلب الدب.”

كانت كرة الماغي معلقة في الهواء على بعد حوالي ثلاثة سنتيمترات من إصبعي، تدور حوله عندما أدور يدي في الهواء.

كانت عيون سيريل تتبع الكرة، مذهولة وخائفة، كأنني سأجعله شيطانًا أيضًا.

استمتعت كثيرًا بهذه اللحظة، حتى لو اعتبرني مساعد ماريس امرأة شريرة.

حينها فُتح الباب ودخل سيبرينو؛

“يا للهول… قبل موتي، يجب أن أشاهد هذا كله!”

كان سعيدًا حقًا، ابتسامة عريضة ومرحة، وألقى الوجبات والمشروبات على الطاولة أمامي.

“لماذا تقف هناك، يا وريث فانديسيون؟ هل تخاف من أن تضر هايلي؟ هاهاها! كان يجب أن نعبث معك باعتدال. لو لعبناها معتدلة، لكنت أنا تدخلت ومنعت ذلك!”

كان لسيبرينو ضغينة تجاه سيريل. وعندما سألت عن سبب ذلك، أخبرني أنه من الأكاديمية كان يعتقد أنه سيء الحظ.

الحادث الحاسم كان عندما أُتهم سيبرينو بالهرطقة وتم التخلي عنه في الأراضي الملوثة. زملاؤه في الأكاديمية كانوا يستطيعون الشهادة لبراءته، لكن سيريل قال إن سيبرينو ساحر ذو أفكار خطيرة.

“أنا؟ مهما فعلت، أحضرت الكتب المحظورة، سرقت سجلات النسب، رتبت الامتحانات أحيانًا بالنيابة، لكنها ليست جريمة تستحق التخلي عن شخص في الأراضي الملوثة!”

“فعلت ذلك أيضًا؟”

حين سأله بغيظ، أدار سيبرينو وجهه وجلس.

“قلت لك إن عائلتنا انهارت سابقًا. علينا أن نتظاهر بأننا نبلاء في الأكاديمية، فكيف لنا أن ننجو دون ذلك؟”

“كنت الثاني على الصف، حصلت على منحة دراسية.”

“يا! لقد تعرضتِ أنتِ أيضًا للمضايقة لكونكِ من العامة، فكيف كُنت سأختلف؟ كان عليّ أن أتظاهر بأنني نبيل!”

“جيد، جيد. شخص أكبر سنًا يفعل ذلك بالأطفال الصغار!”

“مع ذلك، عندما جاء المحقق، كنتُ أشهد إلى جانبك!”

“ماذا؟ حقًا؟”

كان أمرًا مفاجئًا. كنت أعرف أن هايلي لم تحصل على محاكمة عادلة، وسمعتها جعلت كل الشبهات تُعد ذنبًا.

لكن سيبرينو كان زميل الأكاديمية الوحيد الذي شهد لصالح هايلي، واعترف بذلك.

“لم أفصح عن كل أفعالي بالطبع… وإلا سنذهب معًا إلى الجحيم. عليّ أن أنجو أنا أيضًا.”

“حسنًا، حسنًا.”

“لكن قلت ذلك.”

“ما الذي قلت؟”

“لو كانت هايلي قد ارتكبت كل تلك الشرور حقًا، لما تبقى أي دليل. الناس ربما لم يعرفوا أبدًا أنك من فعلت ذلك.”

“ماذا؟”

“لو لم يتلاعبوا بك عاطفيًا سيريل فانديسيون وميكيلان هولت، لكنتِ أكملتي الجريمة المثالية دون أن يُكشف أمرك.”

♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪

حسابي على الإنستا:@empressamy_1213 

حسابي على الواتباد: @Toro1312

ترجمة: ✧𝐀𝐌𝐘✧