مُنـتـصف الشِّـتـاء، “الكليشّيه الخـاصة بالأشـرار.” [19]

منذ اللحظة التي صُنعت فيها الثلاجة وتعمقت في فهم كيفية استخدام الماغي، وحتى أدركت أن روح هايلي الحقيقية غارقة في البحيرة السوداء، مصدر الماغي، أصبح أكثر قدرة على مستوى أعلى.

بصراحة، شعرت بالخوف قليلًا. في البداية، كنت أتذمر لأن الروح المسكونة لم تمتلك أي قدرة، فقط لأعيش، لكن الآن، لم أعد واثقة إن كنت سأستطيع تحمل هذه القوة.

عندما ابتسمت، صنعت جناحين بمظهر شرير كما فعلت في نيفي. مع مرور الوقت، أصبحت خيالي أكبر، فكان جناحان أكبر وأكثر تفصيلًا.

بما أنني تظاهرت بأنني شيطانة، أردت تعظيم التأثير، لكن النتيجة كانت رائعة جدًا لدرجة أنها أصبحت مشكلة.

الآن الدب يطيعني.

“كنت أخاف أن يظهر في أحلامي.”

وقف سيبرينو بعيدًا عني وقال:
“هذا حقيقي. لو رأيت المنظر في المرآة، لكنت ركضت هاربًا، لو لم أكن مدينة لك بحياتي.”

“يمكنك الهرب، لن أمنعك.”

“لا!”

“لماذا!”

“إذا كان الوحش مخيفًا بدرجة مناسبة، سأقاتل ضده، لكن إذا كان مخيفًا جدًا، يجب أن تخضعيه لتعيشين أطول فترة.”

“جبان بعض الشيء.”

مع ذلك، سأعيش طويلاً. ضحكت بخفة، فقال سيبرينو أخيرًا إنه يشعر بالارتياح واقترب مني.

“وماذا بعد الآن؟ سنهتم بأستا و الكاردينال أوجين بينما نواجه الكنيسة….”

كنا في نزل في وسط مينستري. المدينة متوسطة الحجم، لكنها أكبر من سيلبون ولها العديد من النُزل.

كنت أقيم في أحدها، أتناول الطعام والشراب كابنة تاجر ثري.

“ماذا يعني ذلك؟ سيعرف الناس أنني على قيد الحياة.”

“وماذا بعد ذلك؟”

“سنراقب الأراضي الملوثة معًا ونحاسب الكنيسة، أليس كذلك؟”

عندما تقع حادثة كبيرة كهذه، يحاول الجميع تفادي المسؤولية. المسؤولية ستعود على أوجين والكنيسة لأنهم لم يقتلوا هايلي وتركوا الأراضي الملوثة.

ثم سيعقدون مؤتمرات بلا جدوى مثل اجتماع تحالف الممالك الثلاث.

“وماذا سنفعل نحن الآن؟”
سأل سيبرينو مرارًا، وجهه خائف لكنه متحمس قليلاً، على ما يبدو لأنه متلهف لإلحاق الضرر بالكنيسة.

حطمت توقعاته بسعادة.
“سنذهب إلى المنزل.”

“ماذا؟”

“يجب أن نعود للمنزل.”

إذا تأخرنا هنا وكُشف أمرنا، سيكون ذلك خطيرًا. تناولنا الطعام واسترحنا، لذلك يجب ألا نتأخر في العودة. كما قلت دائمًا، أمنيتي أولاً.

انخفض عدد الرفاق، وأصبح سيبرينو معي فقط. أمرته أن يستعد للمغادرة بسرعة.

في فترة بعد الظهر، وصلت قوات الكنيسة القادمة من سيلبون إلى مينستري. رغم وصولها متأخرًا، استقروا في قلعة اللورد وسط هتاف المواطنين.

أوضح أوجين لهم أن الحالة كانت عاجلة، وأرسل بعضهم رسولًا لإبلاغ المركز.

أمضت أستا يومًا كاملًا لتهدئة وينتوس، الذي لم يتمكن من القبض على الدب ولم أتمكن أنا أيضًا، وأظهر هستيريا حقيقية لأن المتعاقد الثمين تلوث بالشر.

بعد ذلك، غادرت مينستري.

[لا أستطيع فهمك، أيتها المتعاقدة.]
“…….”

[هي تجسيد للشر. إنها الإنسان الوحيدة المختار من قبل الماغي الشرير الذي استقر في هذه الأرض. لا أراها حتى كإنسانة.]

“أنا أعلم. أعرف أنها ليست شخصًا عاديًا.”

[مع ذلك اخترتي هذا؟]

“فكر. بسببها، نجا شعب كاسناتورا الذي أحب. لو لم أتعامل مع الخارج عن القانون في الوقت المناسب، لكان مئات أو آلاف قد ماتوا.”

[هذا هو السبب والنتيجة. هذه حكمة.]

لأن وينتوس روح، ينظر إلى حياة وموت البشر بطريقة مختلفة قليلًا. ظهور الخارج عن القانون كان أمرًا محتومًا.

[صحيح، فقد مات الكثير من البشر. لكن بفضل ذلك، أصبح المزيد منهم واعيًا للشيطان ومن يحاول استغلال قوته.]

“إنها تضحّي لتوقظ هذا الوعي. حتى الدب في مينستري كذلك. لو لم نمنعه، لكان دمر المدينة بالكامل. انظر، بفضل تضحياتها، توقف الشيطان واستيقظ الناس.”

[أستا، أنتِ تتحدثين كإنسان مسحور من قبل الشيطان.]

“كيف لي ألا أكون مسحورة؟”

أجابت أستا:
“انظر، الجميع يخافون ويكرهون هذا الشخص ويبحثون عن النجاة. وينتوس لا يعرف أن عدم ثقة وغضب الممالك الثلاث لا يوصفان. إنهم مستعدون للهلاك بدلًا من الخضوع.”

[أنتم البشر لا تتغيرون أبدًا.]

“لكن هؤلاء الأشخاص سيتوحدون بفضل تضحيتها. سيتجاهلون الغضب والكراهية ويتعاونون. ربما يخططون للخيانة لاحقًا، لكن أولاً سيتشاورون.”

[فهمت. لننهي هذا الحديث. لكن تذكري نصيحتي، أيها المتعاقدة، ابعديها. يومًا ما ستدركين شرارة الماغي التي تستخدمها.]

“وينتوس.”

سألت أستا الطائر الروحي الذي كان على وشك المغادرة:
“رأيت قلعة مارون. هل كانت حقًا كما وصفت، وكر الشر والفساد؟”

[…….]

“كان هناك فقط من يحصد البطاطس ويزرع الفلفل. الأطفال يزينون بيوتهم بالقصب، والكبار يربون الحيوانات ويخبزون الخبز.”

[ذلك المكان….]

“لم أرَ في هذا العالم مكانًا أكثر سلامًا وخيرًا منه.”

[لا تنخدعي! الشيطان يظهر للبشر ما يرغبون به ويغويهم.]

“إذن هذا الشخص يحقق العدالة التي أرغب بها بينما تغويني.”

كانت أستا واثقة.
“حتى لو كرهها الجميع، لن أفعل. الآن أستخدم سمعتها الشريرة مؤقتًا، لكن سأكشف الحقيقة من الداخل وفوق كل شيء.”

أكملت أستا: “لو لم أفعل هذا على الأقل، فلن أشعر أبدًا أن هذه المعركة عملٌ عادل.”

نظر وينتوس بعناية إلى وجه المتعاقدة. كونه روحًا عاشت طويلًا، كان يعرف جيدًا كيف يعبر البشر عن العدالة بطرق متنوعة. بعضهم يحصر العدالة في التعصب، والبعض الآخر يستخدمها لاستبعاد الآخرين.

[أستا، أنتِ لستِ من هؤلاء البشر.]

“ماذا؟”

[سأثق بخيارك. قلبك أنقى من أي إنسان قابلته.]

“شكرًا لك.”

[لكن عندما يحظى هذا الكائن بالاحترام من الشياطين، بدلًا من مجرد طاعتهم، يجب أن تتذكري كلامي.]

“نعم.”

[ملك الشياطين لا يُصنع.]

فتح وينتوس جناحيه وعاد إلى عالم الأرواح، وانقسم الفضاء بشكل طويل حتى طار عبره الطائر العظيم.

[لا يُصنع.]

❈❈❈

بعد اختفاء وينتوس، انطلقت أستا تبحث عن ريكارت.

مع انتشار شائعات عن محاربة شيطانٍ وحيدة جنبًا إلى جنب مع روح أستا، أصبح الكثيرون يسعون لمقابلة ريكارت. ظنت أستا أنه سيتجنب الناس المزعجين ويختبئ.

لكن ريكارت كان يجلس بجرأة في وسط غرفة استقبال اللورد، يتناول الطعام.

“ماذا تفعل هنا؟”

سألت أستا مستغربة. ابتسم ريكارت بخفة وأشار إلى المقعد بجانبه.

” اجلسي وتناولي. الطعام كثير جدًا، لا أظن أنني سأتمكن من أكله كله وحدي.”

“ظننت أنك شخص لا يحب المجاملات الشكلية.”

“أحبها.”

شرب ريكارت من كأس فضية مزخرفة بأناقة، ثم قال مبتسمًا:
“كانو دوقات وينتر يُعرفون بوحوش الشمال، لكنهم كرهوا هذا اللقب أيضًا. اعتبرنا نبلاء نيف مقاتلين غير أنيقين.”

“إذن أنت تقول إنهم أصبحوا يُقدّرون الشكليات؟”

“لا، أعني، أصبحوا يُقدّرون كرم الضيافة. يبدو أن تلك المملكة غافلة تمامًا عن التهديدات العديدة التي حمينا حدودها منها.”

♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪

حسابي على الإنستا:@empressamy_1213

حسابي على الواتباد: @Toro1312

ترجمة: ✧𝐀𝐌𝐘✧