كان تمثيلُ لانغو لدور الكاهن المزيّف أمرًا لا يمكن أن يجري إلا بموافقةٍ ضمنية من الكاردينال أوجين، لذلك صار منذ فترة يوافق على كل ما يقوله أوجين بلا نقاش، مؤكدًا أن كلامه دائمًا هو الحق.
“إن كلام الكاردينال صحيح. فمسألة الفرسان المقدّسين الممسوخين إلى شياطين هي أكثر ما يسعى التنظيم إلى كتمانه.”
ابتسم أوجين ابتسامة وديعة وسأل:
“أود أن أسمع رأي الكاهن لانغو في أثناء الطريق إلى المينيستري. هل لك أن تشاركنا بما حققت فيه حتى الآن؟”
كانت عيناه ولغته رقيقةً كالملائكة، غير أن لانغو انكمش كتفاه مثل سجينٍ تلقّى حكمًا بالإعدام، ثم التصق بهايلي كظلها.
ثم نصفَ غافٍ في عينيه قال:
“ما ينبغي لنا أن نسعى لإيقافه مسبقًا ليس الشياطين الناشئة صدفة، بل مئات الفرسان المقدّسين المعرّضين بقوة للتحوّل إلى شياطين.”
سأله أوجين:
“وما سبب اعتقادك هذا؟”
“لأن الماركيزة مارون ستتكفل بإيقافهم في طرفة عين… لكن الفرسان الذين صنعهم التنظيم لا يمكن التصدي لهم بقوة البشر وحدها.”
قاطعتهم هايلي فجأة وقالت:
“هيه! ولماذا عليّ أن أوقف الشياطين أنا؟”
“إذن لم تكوني تنوين إيقافهم؟”
“كلا.”
“فلماذا تذهبين معنا إذن؟”
ابتسمت هايلي وقالت:
“لأريكم كيف أصطاد الدببة.”
“أليس هذا هو المعنى نفسه؟”
“كلا، أيها الأحمق. لو أننا ظهرنا كالأبطال وأمسكنا الدب بسرعة وفررنا، ماذا سيظن الناس؟ سيقولون: يا للعجب! لقد نجونا! ويشعرون بالأمان.”
“وماذا في ذلك؟”
ابتسمت بخبث وقالت:
“إن انشغلوا بقتال الدب، ثم ظهرتُ أنا فجأة أضحك كالأشرار وأقول: ’انتظروا أيها البشر، فإني يومًا ما سأجرّكم جميعًا إلى الجحيم!‘ ثم خطفت الدب ورحلت… فكيف يكون الحال؟”
“آه… سيظنون أن جحيم الشياطين قد حلّ عليهم بالفعل ويرتعدون خوفًا.”
“وهذا هو المقصود.”
ضحكت هايلي بابتسامة مائلة، بينما هزّ ريكارت رأسه مترددًا قائلاً إنه لا يظن أن هذا سينجح، ووافقه أستا الرأي. فالبشر في نظرهم شجعان بطبعهم، مقاتلون، ولا يمكن أن ترعبهم فتاة ضعيفة كهايلي حتى وإن ضحكت كالأشرار.
أما لانغو فقد رأى الخطة بديعة.
“أنتما تنظران هكذا لأن لكما صلة خاصة بالماركيزة مارون. لكن البشر في أصلهم ضعفاء الروح، سريعو التأثر والجراح. ولذلك يحتاجون إلى رعاية الرب.”
تمتم ريكارت:
“أنت…”
لكنه قطّب حاجبيه فجأة وأشاح وجهه بحدة. فلم يزل يجد صعوبة في تقبّل تمثيل لانغو لدور الكاهن.
تابع لانغو بخطاب وعظي
“صحيح أن مرافقة شخصٍ مثل الماركيزة مارون قد تبدو هرطقة، أعلم ذلك. غير أنني أعدّه سبيلاً إلى تكفيري وتحملي مشقة الحياة. إن الربّ لا شك يختبرني بهذا….”
فجأة قال سيبرينو مشيرًا إلى الطريق:
“دب!”
صرخ لانغو بذعر:
“آاااه!”
لكن ما أشار إليه لم يكن إلا راكونًا خرج إلى الدرب.
سحقًا لهؤلاء البشر…!
كان لانغو ابن الظلال، تربّيه الوحوش، وقتلُ إنسانٍ واحد في هذه الغابات الكثيفة كان أهون عليه من شرب الماء. لكن وجود الماركيزة الشيطانية خلفه، يبعث في جسده وخزه المزلزل، كبّله ومنعه من أي حركة.
‘ يومًا ما… سأقتلهم جميعًا حقًا.’
وبينما يفكر في ذلك، انطلقت من الخلف همسات مريبة
“ثلاثة دببة في بيتٍ واحد: الأب دب، الأم دب، والدب الصغير…”
سحقًا! لماذا ثلاثة دببة؟ لقد سمع أن الدب الممسوخ إلى شيطان واحد فقط!
وبينما يفرك لانغو ذراعيه وقد انتصبت شعيرات جسده، كانت القافلة قد بلغت أطراف المينيستري.
دب رعدٌ مدوٍّ.
رفع الدب الضخم ذراعيه وضرب الصخرة لأسفل.
تحطمت الصخرة الضخمة وتدحرجت إلى أسفل المنحدر، فتوقف الجنود عن التقدم واختبأوا وراء دروعهم.
خلفهم، كان الرماة يطلقون الأسهم بأمر اللورد. بعضهم كان يطلق سهامًا مشتعلة بالنيران.
تعلت الصيحات والهتافات، وزأر الدب الغاضب بقوة نحو البشر.
كان المشهد فوضويًا، يشبه ساحة معركة تغطي التلال الخارجية.
وراء الدخان الأسود، كان جنود مينيستري يسحبون الأقفاص التي جلبوها للحيوانات على عجل.
كان اللورد ينوي القبض على الدب حيًا.
لم يكن يعلم أن هذا الدب قد تحول إلى شيطان.
ولا أنه حدث نتيجة وجود نواة الماغي في قلب الدب ضمن المنطقة الملوثة.
كان بعيدًا عن الأخبار، ولم يكن يعرف حتى أن شيطانًا يُعرف بالمارق قد ظهر في فيضانات كاسناتورا.
كان يظن أن القرويين يبالغون فقط للحصول على مكافآت.
لكن عند وصوله، اكتشف وجود دب ضخم فعليًا، فمه الطويل يشبه تمساحًا وأنيابه بارزة كالأنياب،
“أطلقوا النار! صوبوا الأرجل!”
وكان ما قيل عن الفروة صحيحًا أيضًا.
كان ظهر الدب مغطى بفروة سوداء تشبه القشور، فتسقط الأسهم بلا جدوى عند محاولة إصابتها.
رعدٌ مدوٍّ آخر، ضرب الدب الصخرة مرة أخرى.
سمع صوت موت الجنود من بعيد.
لكن قلب اللورد كان يرفرف بحماس، فقد كان يفكر في تقديم هذه الكائنات النادرة للملك، أكثر من قيمة حياة الجنود الرخيصة.
كان اللورد مُرسلاً من المركز.
مينيستري ليست مدينة غنية أو مشهورة، لكنها هادئة وسلمية،
وكان يرغب في توريثها لابنه، ولتحقيق ذلك يجب أن يُعترف بمكتب اللورد وراثيًا.
بالنسبة له، كان هذا الدب الضخم بمثابة الجوهر الثمين الذي سيحقق هدفه.
“ماذا تفعلون! اقتربوا وألقوا الشبكة!”
“هذا خطير جدًا!”
“هل أعطيناكم الرواتب لتجلسوا هكذا، أيها الحمقى! أيمكنكم عدم تنفيذ الأوامر؟”
تقدم الجنود الشباب نحو الدب بوجوه صارمة.
كانت الشبكة المستعارة من الصيادين مصنوعة من الحديد لاصطياد الحيوانات المفترسة، لكنها بدت ضعيفة جدًا أمام هذا الدب الضخم.
“هاجموا عند الإشارة!” صرخ اللورد بحماس.
إذا دفعوا قليلًا فقط، فسيتمكنون من القبض على هذا الكائن النادر.
عندما أطلق أحد الرماة سهمًا على رأس الدب مرارًا، انتزع اللورد السهم وضرب به رأسه،
وصاح وهو يرش ريقه:
“أمسكوه!”
وصلت الأسهم والشبكات والدروع تقريبًا في نفس اللحظة إلى الدب.
لم يُسمح باستخدام الرماح حتى لا تُصاب جلده، واضطر الجنود للقمع باستخدام الدروع فقط.
في صمت داخلي، تمنى الجنود أن يكون هذا اللورد الجشع قد تمزق على يد الدب.
حينها لن يكون لديهم أي أمنية أخرى.
“هل نجحنا؟ هل نجحنا؟ هاهاها! لقد أمسكناه!”
ركض اللورد بسعادة، وراءه ظهر القفص الضخم للحيوان.
كان الدب يبدو منهكًا وكأنه سقط، ممددًا على الأرض يلهث، بينما كانت عليه عشرات الأسهم وشبكات متعددة الطبقات.
رغم التحذيرات، اقترب اللورد ليرى الدب عن قرب، وابتلع ريقه بدهشة.
كلما اقترب، بدا الدب أكثر رهبة.
كان له حجم غير طبيعي، وأقدامه الأمامية سميكة ومخالبها تبدو كالأعمدة الحديدية.
كان هذا فعلاً جوهرة نادرة.
ربما يكون اللورد الوحيد الذي سيهدي الملك مثل هذا المخلوق الرائع.
“ها… هاها، هاهاها!”
ضحك اللورد وهو يربت على كتف جندي بجانبه، ثم نادى ابنه الذي كان مختبئًا خائفًا بعيدًا:
“هيا اقترب! يجب أن تترك أثرًا على هذا الدب بنفسك!”
“ل، لا أريد. لماذا يجب علي فعل ذلك؟”
“كي يتذكر الملك اسمك كلما رأى هذا الدب! وإذا أمكن، احفره في جلده، حتى يبقى أثر لك بعد موتك…”
في تلك اللحظة، فتح الدب الذي ظنوه منهكًا عينيه ببطء.
♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪
حسابي على الإنستا:@empressamy_1213
حسابي على الواتباد: @Toro1312
ترجمة: ✧𝐀𝐌𝐘✧
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 86"