كانت أستا واثقة من نفسها. حتى أنها استجوبت أوجين كما لو كانت هي التي تعرضت للخيانة. وأنا أراقب الموقف مذهولة، فكم سيكون أوجين أكثر دهشةً وهو الذي يتعرض للاستجواب.
لكن يبدو أن أوجين لم يكن في كامل قواه العقلية أيضًا، إذ كرر بسخرية مرسومة على شفتيه:
“وأنا أتساءل، يا صاحبة السمو، ما علاقتك بهايلي حتى تأتي إليّ وتطرحين هذه الأسئلة؟ فأنتِ ليستي من عائلة هايلي ولا صديقتها، فمن يدري إذا كنتِ تنوين استغلالها كما فعل سيريل وميكلان، ثم التخلي عنها؟”
“ماذا تقول؟ انتبه لكلامك!”
“وأنتِ أيضًا.”
“أنا مختلفة. هايلي هي منقذتي! أنا لا أطلب منها شيئًا ولا أسعى للحصول على أي منفعة!”
“حتى لو لم تكوني بنية ذلك، أليس صحيحًا أنكي أصبحتِ قديسة بفضل هايلي؟”
“هذا….”
“أنا العائلة الوحيدة لها. وكل من يراقب الوضع سيرى أن المشتبه به ليس أنا، بل أمثالك، يا صاحبة السمو.”
“إذن لماذا أمرت بإلقائها في منطقة التلوث آنذاك؟”
لقد أصابت أستا الهدف مباشرة:
“هل هذا ما يفعله الأهل؟”
لم يستطع أوجين الرد. بدا وجهه شاحبًا ومتيبسًا. ومع ذلك، لم تتراجع أستا عن موقفها، مدركة تمامًا مدى توتر وغضب أوجين.
“لكي تتعاون معي في محاربة الشياطين، يلزم وجود ثقة. لقد خُدعت ذات مرة عند تصديقي لسيريل فانديسيون وخُيبت آمالي. أحتاج الآن إلى إيمان بأنك مختلف. في ساحة المعركة التي نخاطر فيها بحياتنا، الثقة في قدرات الحليف مهمة بقدر أهمية القدرات نفسها.”
تحدثت أستا كما يليق ببطلة القصة، بحكمة وثقة.
لكن أوجين لم يكتفِ بالاستماع.
“أنتِ، وُلِدتِ محظوظة كأميرة، وتمتلكين قدرات الروحانية، فما الذي تعرفينه حقًا؟ هل لديك أدنى فكرة عن الجحيم الذي تخطيناه وكيف؟”
“يبدو أنك لا تعرف، أنا أيضًا نشأت في دار أيتام.”
“أعلم. دار الأيتام في كاسناتورا. أنا أيضًا من تلك المنطقة. هل فكرتِ، عندما صرتِ أميرة، في تصحيح الفساد والقهر الذي يحدث في تلك الدار؟”
“ذ…ذلك….”
“من الطبيعي أن يهمك أن تكوني محبوبة ومعروفة باسمك الملكي قبل كل شيء. وإن أصبحتِ قديسة وقاتلتِ الشياطين، فهذا سيبرزك أكثر من أي اهتمام بدار الأيتام التي لا قيمة لها!”
“انتبه لكلامك! وأنت لا تعرف شيئًا عني!”
“وأنتِ أيضًا لا تعرفين شيئًا عنا.”
تتحول المخاوف إلى شكوك، والشكوك إلى مراقبة، والمراقبة إلى خلافات ونزاعات.
كنت أتساءل إذا ما كان ينبغي عليّ التصفيق لهذين الشخصين اللذين يعيدان تمثيل هذه العملية بدقة، عندما نقرني سيبرينو على جانبي وسأل:
“هم بالغون. قلت ما يكفي. لماذا ألاحقهم وأرعاهم؟ كلاهما لام الآخر ، سيعتذرون يتصالحوا. غدًا سيصبحون أصدقاء من جديد. هذا كل شيء.”
“إذن لماذا تتجسسين عليهم؟ ألا يبدو ذلك غير مسؤول، التحديق من خلف الباب وكأنك منحرفة؟”
“أهه…”
لم أجد ما أقوله. الحقيقة أنني كنت أتابع المشهد بفضول، مدركة أنهم رغم شجارهم، يتقاربون في النهاية.
في النص الأصلي، كان أوجين يكره سيريل وميكلان لدرجة الحقد، ما يؤدي إلى صدامه الدائم مع أستا التي تدافع عنهما، لكن الآن، يبدو أن أستا وأوجين يتقاتلان بينما يزعم كل منهما أنه إلى جانبي، وكان الشعور غريبًا عليّ.
“انتظر بهدوء. سيبرينو، خاصة أنت، بما أنك مطلوب من قبل الطائفة، إذا اكتشفك الجنود الآخرون سنوقع أنفسنا في مشكلة.”
“أحقًا؟ فقط لأنني قلت الحق أصبحت مطلوبًا؟”
“يجب أن تكون الحكمة في قول الحق أيضًا، أيها الصغير.”
“أنا أصغر منك، لا بأس.”
تركت سيبرينو في الغرفة، وسعلت خفيفًا أثناء فتح الباب.
“كحم!”
نظرت إليّ أستا وأوجين في آنٍ واحد.
“هايلي!”
“هايلي.”
ارتسمت الابتسامة على وجهيهما المتوترة. نظرت للأسفل وقلت كالعجوز المتحذلق:
“هل كان من الصعب عليكم أن تتعايشوا بسلام؟ بمجرد أن التقيتم بدأتم في الشجار كما لو كنتم أطفالًا بلا أي مهارات اجتماعية. من المحرج أن أكون من قدمكم لبعضكم البعض.”
اختفت الابتسامة على وجوههم بسرعة.
❈❈❈
في المساء، اجتمعنا في الطابق الثاني من النزل، أنا وريكارت وسيبرينو، ومع أستا وأوجين لتناول العشاء.
لم يكن الطعام فخمًا، لكن أجواء المائدة كانت جيدة. بشكل مفاجئ، انسجم سيبرينو وأوجين تمامًا، ونجح ريكارت في التواصل مع أستا.
ضحك سيبرينو وقال لأوجين:
“تذكرت عندما ظهرت هايلي وتفوقت على الجميع في جميع المواد، علم الأعشاب كان مادة اختيارية ولم يكن جزءًا من الامتحانات الرسمية. لو لم تفعل، ربما كنت سأفوز بمادة واحدة على الأقل.”
“سمعت أن علاقتكم كانت سيئة في البداية.”
“بالطبع. لم يكن لدى تلك الفتاة أي أخلاق تقريبًا، فإضافة إلى كونها فقيرة، كانت عديمة الأدب تمامًا… لا أحد أحبّها.”
“ولماذا لم يحبّها العامة؟”
“كانت غبية وضعيفة ، لذا كرهوها.”
“آه….”
“هل تفهم؟ حينها أدركت الحقيقة بشدة: لن أستطيع التغلب عليها إلا إذا بعت روحي للشيطان. من الواضح أنها وُهبت الذكاء بدل الأخلاق.”
“كانت هناك بعض السمات. منذ صغرها كنت أعلّمها أن تصبح من الطبقة الحاكمة في حياتها الوحيدة.”
“أيها الأحمق … كان يجب أن تربيها على الخير والعدل.”
حين التقى سيبرينو بشخص يعرف ماضي هايلي، بدأ بالحماس يتحدث، وأبدى أوجين اهتمامًا شديدًا عندما اكتشف معلومات عن فترة هايلي الأكاديمية.
على الجانب الآخر، سألت أستا ريكارت:
“من السهل وضع الوادي كمكان محظور؟ لا أحد في كاسناتورا يجهل أنه منطقة ملوثة. أكبر ما يقلقنا هو السيطرة على كلام الناس الذين سيقابلوننا أثناء التجارة.”
“أليس هناك تجار موثوقون في نيفي؟”
“معظمهم من النبلاء المرتبطين بالعرش، والنبلاء غالبًا لديهم صلات بالطائفة.”
“ماذا عن استقطاب التجار المتجولين؟ قد يقدرون الفائدة أكثر من المنصب أو السلطة.”
“فكرة جيدة. سأبحث عن ذلك.”
ثم سأل ريكارت أستا:
“إذا تم إنشاء طريق من نيفي إلى غرانديس داخل منطقة التلوث، كم ستكون رسوم المرور؟”
“رسوم المرور؟ هذا سيقصر المسافة بشكل كبير. ستكون مبالغ طائلة. بالطبع، نظرًا لأنها منطقة ملوثة، لن يغامر الكثيرون بالذهاب.”
“سيصبح ممكنًا يومًا ما.”
أشعر بالوحدة.
سيفرينو وأوجين يتذكران هايلي الحقيقية بدلاً مني، وريكارت وأستا يواصلان ربط قلعة مارون بالعالم، مما يجعلني أشعر بالوحدة.
لقد كان خطأً أنني خرجت. أريد رؤية دوراجي.
بينما كانوا مشغولين بالحديث، وأنا أتم وجبتي، أطلقت كلمة على سبيل المزاح:
“ألا يمكنني القول ببساطة إنني شيطانة؟”
فجأة صمت الجميع.
توقف كل من سيبرينو وأوجين وريكارت وأستا عن الكلام ونظروا إليّ.
كان النظر إليّ محرجًا جدًا.
قلت:
“الساحرة الشريرة هايلي عاشت داخل منطقة التلوث، وعمى الانتقام حولها إلى شيطان.”
قصة معقولة، أليس كذلك؟.
“سيقوم الثلاثة ممالك بإرسال قوات للبحث عني. استغلوا تلك القوات في صيد الشياطين.”
سأل ريكارت بتجهم:
“وماذا سيحدث لك إذا فعلتِ ذلك؟”
♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪
حسابي على الإنستا:@empressamy_1213
حسابي على الواتباد: @Toro1312
ترجمة: ✧𝐀𝐌𝐘✧
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 83"