ما إن عاد أهل الإقطاع إلى القصر، حتى انشغلوا في تفريغ الأمتعة وترتيبها، وقد بدا المكان كخلية نحل.

أما أنا فقد بدأت أزحف إلى الوراء متسلّلة، أبحث عن مهربٍ من العمل، لكن دوراجي ضبطني كعادته، ولم يفوّت الفرصة كي يرميني بلقب “الكسولة” مرة أخرى.

عندها تقدّم كوينتن بدلاً عني وحمل الصناديق قائلاً بجدية:

“الماركيزة ضعيفة جدًا. دعيني أتولَّ الأمر.”

نظرتُ إليه مذهولة:

“هاه؟”

ابتسم بثقة وأضاف:

“ألم تقولي إن طفلًا في الثانية عشرة أفضل من بعض الكبار؟”

قهقه دوراجي موافقًا:

“أفضل فعلًا، لا شك في ذلك.”

وبين دهشة أهل الإقطاع، أخذ كوينتن ينقل الأمتعة جنبًا إلى جنب معهم.

بل إنه بعدما أنهى مهمته على عجل، بقي يساعد في رعاية الأطفال بينما انشغل الكبار بترتيب ما جُلب من حمولة.

أما أنا فقد جذبتني فاطمة جانبًا، وبدأت تمطرني بالأسئلة عمّا جرى للأمير المتعجرف أثناء غيابها ذاك الأسبوع.

“قولي لي، ما الذي حصل؟”

أجبتها بفتور:

“لا شيء.”

ضيّقت عينيها في شكٍّ وقالت:

“لا شيء… هكذا فقط؟”

كان الفضول يكاد يفتك بها، فكررت السؤال بلهفة: كيف تبدّل ذلك الصبي المتكبّر إلى شخصية ودودة متفهّمة؟.

أطلقتُ الحقيقة كقنبلة:

“بسبب الثلّاجة.”

ارتبكت:

“ماذا؟ وما هذه؟”

فركتُ رأسي محاوِلةً الشرح:

“شيء يشبه مخزنًا لحفظ الطعام.”

لقد نجحتُ في اختراع الثلّاجة.

في البداية فشلت مراتٍ عدة فشلًا ذريعًا، لكنني في النهاية توصّلتُ إلى سرّ التلوّث بالماغي.

الجوهر كلّه في التركيز.

التغيّر، النمو، الموت… أيًّا يكن، فلا بدّ أن يكون التلوّث بتركيز عالٍ من الماغي، حتى يتجمّد الشيء ويُحبس في حالته.

الإنسان، بما أنّه يجمع الماغي في قلبه من خلال التنفّس، فإن تركيز الماغي فيه أقوى بكثير مما يُظن.

والبحيرة السوداء، بما أنّها منبع منطقة التلوّث، فقد جعلت الأمر ممكنًا.

كل ذلك لم يكن إلا سلسلة من المصادفات العجيبة المتراكبة.

لقد أدهشني أوّلًا أن تبلغ طاقة البشر هذه الإمكانية العجيبة، ثم أدهشني مرّة أخرى شكل الثلّاجة النهائية بعدما اكتملت.

خفضتُ صوتي وأعلنت اعترافًا قاتمًا:

“سامحيني… لقد صنعتُ في القبو مخزنًا شيطانيًّا.”

♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪

حسابي على الإنستا:@empressamy_1213 

حسابي على الواتباد: @Toro1312

ترجمة: ✧𝐀𝐌𝐘✧