كان وقت متأخر من الليل.

بعد أن قضى طائر الروح المجهد، المعروف بـ ‘المرتزق المدمر’، على الشيطان، عاد إلى عالم الأرواح، وقررت أستا أن تبقى في نيفي لبعض الوقت.

لأنه فجأة أصبح هنالك الكثير من الناس يبحثون عنها، وأصبح من الصعب عليها حتى العودة  للعاصمة.

ومع رسالة الخطوبة التي أرسلها ميكيلان، وأخبارها إنه ينوي المجيئ بنفسه قريبا، ومع لقب ‘القديسة أستا’ اللي أطلقته الجماعة وشعرت بالإحراج منه، أصبحت تفضل الإختباء داخل تلك الأراضي الملوثة المعتمة.

“المعبد في حالة فوضى. يقولون إن السجناء الهاربين كانوا شخصيات مهمة… لا يذكرون أسماء، لكن يتحدثون عن حظر المدينة.”

“هل ستُحاصر نيفي؟”

سألت أستا بدهشة، لكن سيريل ابتسم مطمئنًا ونفى الأمر.

“نيفي مختلفة عن غرانديس، الجماعة لا تستطيع محاصرتها كيفما تشاء. هذه هي مخازن القمح لكاسناتورا. والدكِ، الملك، لن يقبل بتركها تتدمر.”

“وماذا قررتم بشأن جنازة الكاردينال؟ الجماعة يجب أن تتحمل مسؤولية ما حدث. لقد حذّرونا من الخطر، ثم قالوا: لا تتدخلوا في عمل الرب، وبعدها خرجوا وماتوا.”

“قرار أحمق.”

“حتى لو كان الكاردينال، فماذا سيحدث للجنود والفرسان الذين ماتوا بأمره؟ الجماعة يجب أن تعتذر.”

“لقد أعلنوا جميعًا كأموات.”

“ماذا؟”

ردّت أستا بنفاد صبر، لكنها سرعان ما كبحت صوتها بعدما شعرت بانفعالها.

مدّ سيريل يده ولمس شعر أستا برفق، وقال:

“سأتكفل بالخارج حتى لا يزعجك رجال المعبد. استريحي كما شئتِ حتى تمام الشفاء.”

“شكرًا، سيريل.”

“ذلك سر سعادتي.”

نظر سيريل إلى أستا بعينين حمراوين يملؤهما الحنان. كان قد سمع أيضًا بخبر خطوبة ميكيلان لأستا.

اشتعلت في صدره نار حارقة.

“هل تحبين ميكيلان؟”

“ها؟ لا. لا وقت لدي للتفكير في هذه الأمور. كما تعلمين، قبل فترة قصيرة فقط اكتشفت من أكون.”

“جيد.”

أغمض سيريل عينيه وابتسم ابتسامة ساحرة كانت تُفتن بها نساء النبلاء في نييبه.

“إن جاء يوم تفكرين فيه بهذا الأمر، أتمنى أن تكون أول صورة تخطر في بالك هي وجهي.”

“سيريل…”

قبّل سيريل شعر أستا قبلة محترمة، كما لو كان شيئًا ثمينًا لا يريد حتى أن يلمسه بسهولة.

حدّقت أستا فيه بحيرة، ولم تدرك ما حدث إلا بعدما خرج من الغرفة.

❈❈❈

كان لانغو منهمكًا في البحث عن الفرسان المزيّفين الهاربين من مقبرة المعبد، وقام بتمشيط نيفي بدقة، مستعينًا بأصدقائه المختبئين في الظل الذين ساعدوه كثيرًا.

هؤلاء الفرسان المزيّفون فقدوا قواهم المقدسة، وكانوا فاشلين في الهرب، فتمكّن لانغو من القبض عليهم سريعًا.

أخذهم إلى الفندق الذي تستأجره أستا، وكان الوحيد الذي لا يخضع للتفتيش في إينيف.

ومع مساعدة أستا، كان من السهل إخراجهم من المدينة.

“من هؤلاء؟”

“فرسان هربوا من سجن المعبد تحت الأرض. الجماعة حاولت حقنهم بالماغي من أجل التجارب، لكنهم استغلوا الفرصة وهربوا… وبالنسبة لإستا.”

قال لانغو بجدية:

“أنا واثق من أنها مفتاح لكشف أسرار الجماعة.”

“أها…”

“يجب أن نرسلها بأمان وبسرية إلى سلبون، حيث الكاردينال أوجين ويديمارك.”

رجاهم لانغو بعينين تلمع فيهما الدموع.

“أيها القس.”

قال إنه رغم طرده من الجماعة، ظل متمسكًا بطريق الحق.

انحنت أستا معه بإخلاص.

“إن كان هناك ما أستطيع المساعدة فيه، فسأفعل.”

بمساعدة أستا، اختبأ اثنان من الفرسان الهاربين في عربة ماشية لمزارع، متجهين إلى سلڤون.

كانت مفارقة غريبة…

حين أُلقيت الساحرة الشريرة هايلي في الأراضي الملوثة، سُجنت وسُحبت كالوحش.

قال فارس ذو لحية وشعر أبيض كثيف لأستا:

“يا صاحبة السمو، لدي أمر لأخبرك به.”

“وما هو، أيها الفارس؟”

“الساحرة هايلي لا تزال على قيد الحياة.”

“… ماذا؟”

خرجت أستا لتوديعهم، وقالت:

“هايلي ما زالت على قيد الحياة؟ كيف ذلك؟”

“لقد أنقذتنا.”

“ماذا؟”

لم تصدق أستا، لكن عيني الفارس الصافيتين لم تكذبا.

“لا يمكنني أن أنسى وجهها. أنا من جرّها إلى وادي الملوّث وألقيتها من الجرف. لكن تلك هايلي هي التي أنقذتنا نحن المسجونين الذين تحوّلنا إلى وحوش.”

“أيها الفارس…”

سألت أستا دون أن تزيح عينيها عن عينيه:

“هل هايلي حقًا ساحرة شريرة؟”

لم يستطيعوا الإجابة.

♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪

•فضلاً ضع نجمه واكتب تعليق يشجعني على الإستمرار⭐•

حسابي على الإنستا:@empressamy_1213 

حسابي على الواتباد: @Toro1312

ترجمة: ✧𝐀𝐌𝐘✧