صارت أستا نجمةً لامعةً في لمح البصر.

ملك كاسناتورا، رغم أنه كاد يفقد صوابه من قلقه على ابنته الغالية التي خاطرَت بحياتها في محاربة الشيطان، إلا أنه كان من أشدّ الناس حرصًا على تمجيد إنجازات أستا ونشرها في كل مكان.

وصل الخبر حتى نيفي، حيث تلقى سيريل فرصةً عظيمة، فقد انقلب المعاونون الذين كانوا يستخفون به باعتباره ابنًا غير شرعي لصالحه كخليفة.

شعر ميكيلان بالقلق فتقدّم بخطاب خطبة مباشرة إلى كاسناتورا، بينما استعجلت الجماعة في خططها فجاءت بورقة ‘القديسة’ لاستقطاب أستا.

“حسنًا، جيد جدًا.”

شعرت بالرضا لأن هذا العالم يمضي على الخطوط الأصلية رغم تعثّره.

الآن، كل ما عليّ فعله هو انتظار الشيطان الثالث في قلعة مارون، وأرسال أستا إلى هناك عند الحاجة.

ها، يا للحياة!

أن تعيش حياة الشرير الذي يستمتع بتناسق عالم الأبطال، هذا هو التوازن الحقيقي بين العمل والحياة.

“ما الذي يسرّك هكذا؟”

“فقط، أستا تصرفاتها جميلة.”

سألني لانغو بدهشة:

“حتى أنت تحبين الأميرة؟”

تقابلنا في الوادي في يومٍ اتفقنا عليه. وقال لانغو إنه ربما يبقى في نيفي لبعض الوقت، فكانت نتيجتي أنني خرجت من جماعة الشيطان عبر الوادي.

“ليس أنني سعيدة، بل يجب أن أحبها.”

ضحكت.

“لا يمكنني إلا أن أحبها.”

“وماذا يعني هذا؟”

“أنت تحبها أيضًا، لا تنكر ولا تتظاهر. نعلم أنك تلاحقها بمحبة. لم أظنّك بهذا العاطفي، حقًا أنت رومانسي خفي.”

“ليس صحيحًا!”

هزّ لانغو رأسه مستغربًا، ينفي بحماس أن يتبع الأميرة لأجلها، بل يستخدم مكانتها وقواها فقط.

“آه، كما تشاء.”

“أنا حقًا لا أحبها. موديل النساء المثالي بالنسبة لي هو امرأة حازمة، واقعية، وسخية جدًا. امرأة تجعلني سعيدًا بعشرة أضعاف ما أعطيها من ذهب.”

“حسنًا، كفى.”

سحبت أذني وأقسم لي ثلاث مرات أن الأمر ليس كذلك، فأوقفته أخيرًا.

“الإنكار الشديد دليل الإيجاب…”

“كفى، قلت لك لا! لا! فليكن ماركيزة انتِ.ِ..”

“ماذا عني؟”

“لا أحبك!”

صرخ فجأة.

كنت أشوي الدجاج على النار حين تناثرت بعض فتات الدجاج من فمه وتلاشت في لهب النار.

“أيها الحقير القذر! أنا أيضًا أكرهك! من ذا الذي يصرح بكراهته أمام وجه شخص بهذه الجرأة؟”

“لا، ماركيزة، هذا ليس ما أعنيه.”

“كفى، خذ هذا!”

رميت له خمس عملات ذهبية قديمة.

كانت مكافأته على هذا العمل. رغم أنه لم يدخل معي ليسرق القائمة، لكنه ساعد كثيرًا بمعرفته الطريق وأماكن الوثائق السرية.

أخذ لانغو العملات مترددًا:

“هل هذا… ليس جزءًا من ذاك الشيء الذي قلته سابقًا، إذا نجح، ستتضاعف العشرة أضعاف؟”

“لا!”

“حسنًا، أوف، لماذا تصرخين دائمًا؟”

“…”

“‘أنت تزعجني!’”

“لا، يا سيّدة الماركيزة، لِمَ أصبحتِ سريعة الغضب في الآونة الأخيرة؟الناس باتوا يخافون منك ويتجنبونك!عليكِ أن تدركي أن مظهرك مخيف، وقوتك مرعبة، وهويتك أكثر رعبًا وصعوبة. أنا مرعوب من مدى ما قد تصبحين عليه من رهبة لاحقًا…”

“إن أصبحتُ ملكة الشياطين، فسأبتلعك أولًا.”

“أخيرًا قررتِ أن تصبحي ملكة الشياطين؟”

ذلك الأحمق لا يفرّق بين المزاح والجد.

لم أستطع الاحتمال، فضربته على جبينه “طَقّة” بأصبعي.

سمعتُ صوتًا أشبه بانكسار حجر، فغطّى جبينه بيديه.

كنتُ معروفة بين أصدقائي بيدي الحارّة، وقد تركتُ له علامة حمراء واضحة.

“آه… كأنّ رأسه قد انكسر.”

“أعطيتك خمس عملات ذهبية، فلنمرّر الأمر.”

“إن كنتَ تأخذ المال، فعليك أن تصبح أذكى، وإن أصبحتَ أكثر غباء فاللوم عليك.”

“أنت بالتأكيد لا تخافين مني، بل ترينني مغفّلًا يسهل خداعه.”

“أنا مرعوبة، ولهذا السبب تحديدًا.”

صرخ لانغو بصوت عالٍ، وبجدية تامّة بنسبة مئتين بالمئة.

ريكارت، الذي كان نائمًا تحت الغطاء في العربة، عبس وأطلّ بوجهه.

لمح لانغو نظرته وهمس:

“إنه يحاول إخفاء خوفه بهذا المزاح، عليك أن تدركي هذا. إن حرّكت الماركيزة إصبعها، قد أصبح أنا وحشًا أو إنسانًا ملوّثًا.”

“يا إلهي…”

أعجبتني ردّة فعله.

“إذًا، مع المال، تصبح أذكى فعلًا.”

“هاه…”

“كم يلزمني أن أعطيك كي تحافظ على هذا الذكاء؟ مائة؟”

“لا أعلم، فلنوقف هذا الحديث.”

“أنتَ من بدأ الموضوع!”

“على أي حال، بخصوص فرسان السجن الذين هربوا من نيفي، لقد أعطيتهم التذاكر وبطاقات الهوية، وقلت لهم أن يذهبوا إلى سلبون ويتوجّهوا إلى الكاردينال أوجين ويديمارك.”

“لستُ واثقًا إن كانوا سينفّذون ما طلبتُه.”

“وهناك أشخاص آخرون أيضًا…”

تردّد لانغو قليلًا على غير عادته، ثم تنهد وقال:

“أخبر الأميرة أن الساحرة هايلي لا تزال على قيد الحياة.”

“ماذا؟ لمن؟”

“لأستا روزا، الأميرة.”

صمتُّ، وأنا أعبث بالدجاج المشوي.

لقد عرفت أستا أن هايلي حيّة، تلك الشريرة التي تقف خلف عالم الرواية.

عرفت أميرة الحق ذلك.

كيف ستتصرف أستا؟

بينما كان الدجاج ينضج، أخرجتُ من جيبي نصفًا مكسورًا من نواة الماغي، التي انتزعتها من شيطان هاجمته أستا.

النواة التي كانت تسكن زوجة الفلاح وتحولها إلى شيطان، صار نصفها لدي.

“ما هذا؟”

“شيء، لا حاجة لأن تعرفه.”

“شكلها مريب… ربما لأن الماركيزة تمسكها.”

“أتريد أن أطعمك إياها؟”

“آسف.”

كنت مترددة جدًا في جمع نواة الماغي، إذ إن تركها كان أمرًا مريبًا وأخذها قليل الفائدة.

كنت أشعر أن الأسهل أن أبتلعها بنفسي، لكن بعدما رأيت إنسانًا يتحول إلى شبح شيطاني ويرتكب مذبحة، شعرت بغثيان.

فلنترك الأمر.

أعدتها إلى جيبي. وإن حصل شيء، فسألقيها في مخزن الكنوز أسفل قلعة مارون، فما المشكلة؟

لقد لُقِّب الشيطان الذي ظهر في نيفي بـ “المرتزق المدمّر”.

وفي اليوم ذاته، انهارت مقبرة معبد نيفي تحت الأرض، وهرب منها المجرم، لكن لم يكترث أحد، إذ كانت كل الأنظار موجّهة نحو المرتزق المدمّر.

رأى لانغو الشيطان يقاتل، ويتغلب عليه طائر روح الرياح التابع لأستا، فقرّر أن يطيع هايلي مهما طلبت منه.

اختار أن يتبع هايلي لا أستا، وكان ذلك منطقيًا، فهي التي توقعت ظهور الشيطان، وهي التي طمأنت أستا بأنها ستقضي عليه.

وأيضًا، حين اكتشف أن الجماعة تصنع فرسانًا مزيّفين وبدأ بالتحرّي في الأمر، لم يستطع أن ينكر علاقتها العميقة بالمناطق الملوّثة.

الساحرة الشريرة هايلي، ماركيزة مارون.

إنها تقف ضد الجماعة، لا أحد يعلم بذلك، لكنها وحدها تفعلها.

ومن الطبيعي أن أكون في صفّها.

إنها أمتع بكثير.

ابتسم لانغو، الوحش ذو العين الواحدة، بخبث.”

♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪

•فضلاً ضع نجمه واكتب تعليق يشجعني على الإستمرار⭐•

حسابي على الإنستا:@empressamy_1213 

حسابي على الواتباد: @Toro1312

ترجمة: ✧𝐀𝐌𝐘✧